عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 07:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الوجود هو نتاج عقلي بأمتياز من خلال المعرفة شكلها وعمقها وتنوعها وامتداداتها وليس هناك وجود خارج المعرفة إلا الغيب الذي هو وجود من نوع أخر ,طالما أننا نؤمن بقانون الضديه وهو الوجود والغيب أو اللا وجود يعني أننا نتبنى التسليم بهما بصفقة واحدة , الغيب هو ليس عدم الوجود ولا أنتفاء الوجه الأخر له ولكنه حالة العقل في فشل الإدراك أو فشل الوعي به ,الغيب ثلاثة أجناس غيب مطلق خارج المعرفة محال أن يدرك بأي صورة معرفية إلا أننا نسلم بوجوده لأن المعرفة التامة تؤكد أن وجوده ممكن لكنه مبهم , وغيب مخصوص قد يدرك عند البعض ومحال عند البعض الأخر بسبب طبيعة المعرفة التي يحملها البعض وعمقها وأتساعها , وغيب موجود عندي ولا يتوفر عند أخر لكن من الممكن أن يحصل عليه الأخر بأتباع نفس الوسائل .
العقل أذن هو وحده من يقر بوجود الموجود وليس العقل الفاعل المركب حتى العقل البسيط يقر بوجود بسيط قد لا يحدد ماهيته ولكن وجوده الظاهر يلزمه الإقرار به , فمن لا عقل له ولا وجود عنده أي بمعنى أنه لا يستطيع أن يفسر ظاهرة الوجود ولا يعلل لماذا هو في الوجود لكنه بالنسبة لغيره موجود , المجنون المطبق تماما لا يفقه حتى كلمة وجود يعيش الظاهرة الوجودية ولا يدرك أنه جزء من كل لكنه يعيش الظاهرة فقط لأنه موجود ,الأخر الذي يمتلك درجة تعقل يعرف أن هذا موجود في الظاهرة وأنه جزء منها ويقر له بوجوده وهذا لا يغير الحال بالنسبة للأول ولا يغني عنه شيء , العبرة إذا بما تعرف لا بما هو موجود أصلا , عالم الفلك يعرف أكثر بالوجود من عالم الطب وعالم الفيزياء تختلف عنده صورة الوجود عن عالم الكيمياء تنوعت الصور في درجة كمالها لا في تعدد وجودها ,لذا أن البعض غير مخطئي عندما يقول أن الوجود من توهمات العقل ونتاج لها .
عبارات مثل وهم العقل أو خيالية التعقل , ليست في الحقيقية مما يذم بها العقل إنها طريق إبداعي جديد يراد منه وصف طريقة العقل في إدراك الوجود والمنهج المتبع خاصة وأن لا أتفاق عقلي كمالي مشترك وجامع على معنى واحد له مما يدل أن العقل أصلا كقيمة كلية من قيم الوجود لم يخضع لمعايرة واحدة ولا ينسجم في طريقته النظامية في محدد واحد , كل عقل فردي يستقل بمفهومه للوجود حسب ما تتوافر له مؤديات ومعطيات التصنيف ولكن أرقى ما يمكن أن يصله العقل في ذلك أن يرقع الحدود التقسيمية ويخترق المعتاد المنطقي والمعقول ولكن بنظام , الفوضى ليست من قيم العقل ولكن التخيل والتأمل والصنع من الوهم وجود أحيانا تساعد العقل على تخطي الواقع وتتجاوز حدوده .
الوجود هو ما يصله الإدراك العقلي وما يحيط به من قوة المعرفة كظاهر متحقق أما الوجود كباطن فهو أعمق وأوسع وأكثر جوهرية من هذا التعريف بل يصل إلى ربط المعرفة ذاتها بالعقل أولا ومنهما تتبع الحركة التي يفرضها أرتباط المعرفة بالعقل بالما حولية لتكوين قانون يشرح أساسيات هذا التكامل ومصدره وعلته التي سوف تنتج بالأخر رؤية تكشف عن معنى جوهري للوجود عن معنى للقياس ومعنى للتصنيف يساعد على فرز الأشياء والمفاهيم وفقا لمعنى الوجود هذا .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟