أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - داعش، مشهد اجرامي جديد في مسرح الصراع -الشيعي- السني-!















المزيد.....

داعش، مشهد اجرامي جديد في مسرح الصراع -الشيعي- السني-!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في هذه المقالة اريد التاكيد على نقطة محددة، و هي ان الارضية و الظرف السياسي التي جلبت داعش و رمتها على كاهل الجماهير، مؤدية لازهاق الارواح و لنزف الدماء، ستلد من جديد و ستخرج داعشا اخر. لا يمكن انهاء داعش مع بقاء دولة طائفية في العراق.

هجوم داعش الاخير، هو حلقة جديدة من سلسلة الصراع الذي بدأ بين احزاب تيار الاسلام السياسي "الشيعي" الحاكمة على انقاض النظام السابق و بين بقايا وفلول ذلك النظام منذ عام 2003 و لازال جاريا و اتخذ عدة اشكال و بمستويات مختلفة، و اهدرت فيه الارواح، تيتم فيه الاطفال و ترملت النساء، و فقد اي شعور بالامان لا اليوم و لا في المستقبل. هذا الصراع بلغ مرة ذروته في الحرب الطائفية التي اعقبت تفجيرات سامراء في 2006-2007، ثم في تظاهرات الرمادي في اواخر 2012- الى الربع الاول من 2013، والان وصلنا الى مرحلة داعش. و ليس هنالك ما يلوح بانه سيكون الاخير.

داعش هي احد التبديات الطائفية "السنية" بوجه السياسة الطائفية "الشيعية" للمالكي. حين اقول "سنية" فقصدي من حيث اليافطة السياسية وليس من زاوية اجتماعية ومطلب اجتماعي او كقضية اجتماعي. اذا كان هنالك امرا لم يشكل مشغلة للناس، هو امر ان ذلك "سني" و ذلك " شيعي". الان كلا الاحزاب الشيعية و السنية تريد ان تخلق من هذا الامر، هوية اجتماعية، وامرا اجتماعيا، و صراعا اجتماعيا، تريد ان تصنع منه قضية للجماهير حتى تبرر وجودها هي ك"ممثلة" عن "الشيعة"، لتبرر الدفاع عن مصالحها هي و منافعها هي، و ليست بادنى درجة للدفاع الحقيقي او الاجابة الحقيقية على مصالح الجماهير.

صراع داعش حول السلطة و احتكار المالكي لها وهي في نهاية المطاف صراع حول مصالحهم والسلطة و القوة.

الاحزاب الشيعية اتخذت من الطائفة هوية سياسية لها، لتقرب مايسمى بـ"الشيعة"، بما فيهم البعثيون "الشيعة"، و لتبعد "السنة"، السنة بمعنى تيارات سياسية منافسة على السلطة والحكم وليس بوصفها هوية احد او قسم من المجتمع، لم تجتث البعث، بل تريد اجتثاث "السنة" بالمعنى الذي اقصده. و الاحزاب الشيعية، لا تتناحر مع الاحزاب السنية فقط، بل تتناحر مع بعضها البعض من اجل مصالحها. حزب الدعوة بقيادة المالكي يريد الاستئار بالسلطة، ليس بوجه "السنة" فحسب، بل بوجه الاحزاب الشيعية الاخرى التي تطالب بحصة اكبر من السلطة. ائتلاف الاحزاب الشيعية في انتخابات 2005 لتامين انتصار الاحزاب الشيعية بوجه السنية او البعثية، انفرط عقده منذ اعتقادهم بان الانتخابات قد امنت لهم مكانة في السلطة. الصراع " الشيعي- الشيعي" وصل في مرات الى المواجهة العسكرية مثل هجوم قوات المالكي على جيش المهدي في البصرة عام 2008، رغم انهم كلهم من الموالين "لاهل البيت" و لـ"السيستاني" و من المنتظرين لعودة الامام المهدي. فكيف الحال سيكون لاشراك السنة في السلطة والقوة و الثروة؟ و الاحزاب الشيعية لا تستطيع ان تتفق على تقاسم الكعكعة بينها ؟

ان اقتصاد العراق يعتمد على النفط، و الذي يستحوذ على السلطة السياسية يستحوذ ايضا على موارد النفط و يتحكم بها، يمنح عطاياه لمن يشاء من المقربين و يقوي سلطته من خلال توزيعه للعطايا لمريديه و مؤيديه، يقوي موقعه و مكانته السياسية عبر المنح والعطايا. هكذا فعل صدام و هكذا يفعل المالكي. حكم القلة من الاحزاب المسماة الشيعية- تريد تثبيت وجودها في الوصول و ازاحة اي شريك للاستئثار بالسلطة و الثروة. ان هذه فلسفة و راية " ما ننطيها"!


في هذا الصراع، المواطنين وحدهم، الابرياء والعزل، النساء و الرجال و الشباب والاطفال يسقطون ضحايا لهذا الصراع كل يوم و كل ساعة منذ عام 2003 و لحد الان.

ربما ستهزم داعش غدا، و لكن هل الصراع الذي يسموه كذباً صرارع "شيعي- سني" سينتهى؟ بل باي شكل سيظهر مرة اخرى؟ داعش لا اول المطاف و لا اخره في مسار هذا الصراع، وان كان اكثره بربرية لحد اللحظة.

الهوية الدينية و الطائفية هوية قاتلة في الشرق الاوسط. هوية خطرة. انها خطر على البشر. لان وراء تلك الرايات والايديولوجيات مصالح مادية وثروات بمئات المليارات يسعون لسحق كل من يقف بوجهها، ويقومون بابادات جماعية. لم ننسى ما فعلت الميلشيات الشيعية حين قدمت الى البصرة بعد سقوط النظام، لن ننسى قتل النساء كل يوم، و رميهن في المزابل.

و اليوم حلت داعش علينا. الواقع كما هو انه حيث ان السلطة في العراق قائمة على اساس ديني و طائفي وتسعى لقولبة الدولة بهذه الهوية المتخلفة، داعش، هي مجرد مرحلة، مجرد حلقة في سلسلة من الصراعات الطائفية .

ربما لا يسفر حسم الصراع الحالي عن اعطاء حصة اكبر لـ"السنة"، لان لا احد يعرف مدى حدود و وزن هذه الحصة، و من سيقرر " عدالة" هذه الحصة، و هل ستتغيرمع تغيير ميزان القوى. و"الشيعة"، قل تيار المالكي، الذين قرروا ان ما "ينطوها" لا يلعبون بمصيرهم. فحرب امريكا حققت لهم حلم لم يخطر على بالهم اساساً، حلم ان تكون هنالك دولة طائفية في العراق، دولة تختم بكونها دولة "شيعية"، و كذلك الامر لن تكون دولة"سنية"، وذلك للطابع المدني للمجتمع وتاريخه الحديث، الذين يسعون بكل الاشكال لتشويهه و اعادة صياغته و قولبته بقالب " شيعي" او " سني" و النتيجة لمحاولات اعادة الصياغة و القولبة هي هدر الدماء و قتل الامنين من السكان.

يجب ان يُنهى عمر داعش، و ان تخرج، و لكن ان خرجت داعش، سيعود علينا يوم غد تيار اخر، داعش اخر، باسم وبلباس اخر، و بعمل اجرامي اخر و بخطاب طائفي اخر. لان الارضية التي بعثت التحرك "السني" بوجه الاحتكار السياسي "الشيعي"، ستبعث اشكالا جديدا لتعبر عنها.

لذلك السبيل الوحيد للخلاص من داعش و غير داعش هو انهاء وازالة السلطة الطائفية بكل شحنها وتاجيجها الطائفي، و زعيقها و دعاياتها المضللة بالوحدة الوطنية، و ب"عبر الطوائف و العابر للطوائف" كل هذه اكاذيب و خدع للاستهلاك. لا بد من فصل الدين عن الدولة، كخطوة اساسية و جوهرية لايقاف نزيف الدم على اساس طائفي.

ان يقتل الانسان لانه يدخن سيكارة، او يذهب الى صالون حلاقة، او امرأة لا ترتدي الحجاب. هذا توغل لا نظير له في مسخ البشر، و يجب ان يتوقف؟

كيف يتحقق هذا الذي" يتوجب" و الذي لا بد منه. امر مرهون بعلمنا نحن، نحن الرافضين للدولة الطائفية و الدينية. نحن المنادين بدولة علمانية. نحن المنادين بالمدنية. انه واجبنا ودورنا باي شكل و باي قدر وباية اعمال نتمكن منها.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الجعفري و استذكار - الشيوعية كفر و الحاد-!
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري.. هجمة جديدة لاسلمة المجتمع في ...
- الى رفيقي الحبيب ازاد احمد
- مطالب الجماهير في الدول الراسمالية الانتاجية ، و الراسمالية ...
- علياء ماجدة المهدي: امرأة تتحدى!
- من انتصر في ليبيا؟ ومن المنتصر في الثورات في المنطقة؟
- بيان حول اجتماع ممثلي عدد من الاحزاب و المنظمات المشاركة على ...
- عالم و احد و طبقتان*
- حول ضرورة ألعمل المشترك لتقوية الاحتجاجات الجماهيرية في العر ...
- حركة طبقية جديدة تعلن عن ولادتها في تونس و مصر
- سياسة -اللاتسييس-... سياسة مغرضة!
- الهجوم على دولة الرفاه في اوربا و ضرورة تشكيل أحزاب شيوعية ع ...
- التحزب، ضرورة ملحة تطرح نفسها امام الطبقة العاملة في العراق!
- كيف جسدت منى علي( ليلى محمد) فحوى الشيوعية العمالية بالكلمة ...
- الى موون.. الحديث الاخير ...
- ما هي وظيفة منظمات المجتمع المدني في الوضع الراهن في العراق- ...
- أسترح ايها الرب، بامكاننا ان نقوم بعملك الان!
- النضال من اجل اعادة الخيار للانسان ...مهمة عاجلة!
- لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!
- كلمة حول نداء منتسبي شركة مصافي الجنوب للحصول على مطالبهم..


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية محمود - داعش، مشهد اجرامي جديد في مسرح الصراع -الشيعي- السني-!