أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كيف سيثأر العرب لقتلاهم؟















المزيد.....

كيف سيثأر العرب لقتلاهم؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

من المحتمل أن لا ينشر هذا المقال، إلا ويكون الوصوليون الأصوليون الإرهابيون في العراق قد قتلوا الرهينتين الديبلوماسيتين الجزائريتين، كما سبق وقتلوا السفير المصري ايهاب الشريف، وحاولوا قتل السفيرين الباكستاني والبحريني. أما طاقم السفارة السورية في بغداد فهم من أهل الدار وأصحاب الغار والحرب على الفجار، لذا، فدمهم حرام وليس حلالاً على الإرهابيين كدماء باقي رجال البعثات الديبلوماسية الأخرى من عرب وعجم.

-2-

عندما قضى السفير المصري ايهاب الشريف نحبه، وقف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وقال بانفعال: "إن مصر لن تترك ثأر سفيرها في العراق. وإن القتلة لم يمنحوا مصر مهلة كافية لانقاذ السفير، ولم يقدموا مطالب يتم التفاوض بشأنها من اجل إطلاق سراحه. وأن التنظيمات الإرهابية في العراق تهدف من اغتيال السفير المصري والاعتداء علي دبلوماسيي البحرين وباكستان إلي تضييق الخناق على الوجود الدبلوماسي الأجنبي لعزل الحكومة العراقية عن العالم الخارجي".

كلام وزير الخارجية المصري جميل، ولكن الوزير لم يقل لنا كيف يمكن لمصر أن تنتقم لمقتل سفيرها، كما لم نسمع من الجزائر كيف ستثأر غداً لمقتل ديبلوماسييها؟

وعندما حوصر وزير الخارجية المصري و(انزنق) شرح لنا كيف ستثأر مصر لدم ابنائها، فقال لا فض فوه:

"إن مصر ستأخذ بثأرها من قتلة السفير ايهاب الشريف، عن طريق تكثيف العمل الدبلوماسي والقانوني، ومحاصرة ظاهرة الإرهاب في اطار قانوني ودولي".

فهل أصبح الدم المصري رخيصاً إلى هذا الحد، بعد أن طال الإرهاب رؤوس رؤساء وسفراء ووزراء ومثقفي ومواطني مصر؟

فهل تنتفض مصر غداً وسريعاً، لتثأر لدم السفير الراحل، كما انتفضت من قبل شعوب ذات كرامة وعزة وحس وطني، أم أن هذه الشعارات في الأغاني والمظاهرات فقط ؟

-3-

هل يعلم وزير الخارجية المصري - وهو السياسي العريق- أن الحروب الكبيرة في العالم، نشبت نتيجة لثأر الدول لدماء أبنائها المغدور بهم؟

هل يعلم وزير الخارجية المصري أن حرب الأفيون الأولى (1840- 1842) التي نشبت بين الصين وبريطانيا كانت بسبب مقتل مواطن صيني عادي (وليس سفيراً) من قبل بحارة انجليز؟

وهل يعلم وزير الخارجية المصري أن الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) نشبت بسبب اغتيال ولي عهد النمسا فارنز فرديناند في 1914 على يد طالب صربي . وأن هذه الحرب كلفت البشرية ثمانية ملايين قتيل واشترك فيها 65 مليون جندي وذلك دفاعاً عن شرف النمسا وكرامتها، وثأراً لوحد من أبنائها.

فكيف ستثأر مصر المحروسة لواحد من أبنائها الأبرياء؟

-4-

هل تتحرك الدولة المصرية وترسل مائة ألف جندي مصري مثلاً إلى العراق لتأديب الوصوليين الأصوليين الإرهابيين في معركة الإرهاب ومنع الخراب القائمة الآن في العراق المنكوب، ليكن الثأر الحقيقي لدم السفير ايهاب الشريف ولمئات الضحايا الذين قتلوا في الأقصر والقاهرة والصعيد وطابا وشرم الشيخ على قدر التهديدات التي أطلقها أبو الغيط؟

ولِمَ لا، وقد ارسلت مصر 60 ألف جندي إلى اليمن لنصرة الشعب اليمني في 1962.

وهل كان الإمام البدر أكثر خطراً على مصر من الإرهابيين الآن؟

ألا يستحق الشعب العراقي من مصر الآن هذه التضحية، أو أكبر منها؟

أم تبقى تصريحات وزير الخارجية المصري من باب "الرغي" السياسي و"التهويش" السياسي الذي لم تعد مصر قادرة على ترجمته إلى فعل عسكري على الأرض ينتقم لدماء الأبرياء، ويؤدب المتمردين، ويسحق الإرهابيين الذين لن يكتفوا بتدمير بغداد، ولكن التدمير سيلحق بالقاهرة على المدى الطويل كما رأينا من خلال مذابح الأقصر، وتفجيرات طابا في اكتوبر الماضي، وفي تفجيرات شرم الشيخ الآن، وكذلك في كل العواصم العربية والعالمية كذلك.

وهل ستكتفي مصر انتقاماً لدم الأبرياء في مصر وخارج مصر بسجن عدد من الجماعات الأصولية الإرهابية، أو اعدام واحد أو اثنين منهم كما فعلت في الماضي؟

-5-

وماذا ستفعل الجزائر غداً عندما يقتل الأصوليون الإرهابيون الرهينتين الجزائريتين؟

هل ستكتفي الجزائر بالتنديد والتلويح بالثأر فقط، كما فعلت مصر، ويضيع الدم الجزائري هدراً؟

وماذا ستفعل الدول العربية الأخرى – باستثناء سوريا – غداً عندما يستمر مسلسل خطف السفراء العرب ورجال السلك الديبلوماسي؟

ألم يتعلم العرب من الدرس الأمريكي الذي شنَّ حرباً مسلحة على الإرهاب في أفغانستان والعراق، وفي كل مكان من العالم انتقاماً وثأراً لكارثة 11 سبتمبر 2001 التي جرحت الكرامة الأمريكية؟

أم ما لجرح عربي بميت ايلام؟

هل يتعلم العرب من الدرس الأمريكي ما معنى أن تُهان الأمة في كرامتها، والدولة في شرفها، والوطن في عزته، والمواطنين في أبنائهم؟



-6-

هل نرى غداً جيوشاً عربية - ما عدا الجيش السوري الباسل المدّخر لتحرير لبنان والجولان وفلسطين والعراق – تتدفق على العراق ليس دفاعاً عن شرف العراق والعراقيين، ولكن دفاعاً عن الأمة العربية التي سيلتهمها الإرهاب الأصولي ويعيدها إلى زمن القرون الوسطى، قبل أن يلتهمها الاستعمار الغربي المزعوم وينقلها إلى عصر الأنوار؟

وهل نرى غداً دوائر الاستخبارات والمباحث العربية – ما عدا الاستخبارات السورية المُعناة بملاحقة المعارضة واغلاق المنتديات - تعمل يداً واحدة في مواجهة الإرهاب بدلاً من ملاحقة وسجن المعارضة والمطالبين بالإصلاح السياسي، حيث أصبح الإرهاب العدو الأول للأنظمة العربية بشتى توجهاتها؟

ان نصف مليون جندي من كافة الدول العربية تحت راية (الإرهاب عدونا) (ما عدا سوريا المشغولة الآن بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي والأمريكي والبريطاني، كان الله في عونها)، كاف للقضاء على الإرهابيين في العراق وخارج العراق، وبدون ذلك سوف يسحق طوفان الإرهاب العالم العربي إن عاجلاً أو آجلاً.

-7-

لقد أصبح الإرهاب موجهاً إلى الإنسانية كلها وإلى البشر جميعاً دون تفريق بين أبيض وأسود، أو أصفر وأشقر، أو مسلم وكافر، أو امرأة ورجل، أو شيخ وطفل. كما أنه ضد قيم الأديان والحداثة والتقدم البشري عامة. وأصبحت مقاومة الإرهاب بذلك مسؤولية بشرية وكونية عامة، وليست مسؤولية دول بعينها فقط.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى ضحكاً على ذقون الفلسطينيين
- العرب وصمت القبور !
- هل يريد الأصوليون حقاً قتل القمني، ولماذا؟
- سيّد القمني: بئس المفكر الجبان أنت!
- الليبراليون الجُدد أبناء المستقبل
- ذوقوا عذاب الإرهاب الذي كنتم به تستضيفون
- هل دُودَنا مِن خَلِّنا، أَمْ مِن خَلِّ الآخرين؟!
- -الإخوان الموحدون-، بدلاً من -الإخوان المسلمين-
- هل ستبقى المرأةُ السعوديةُ مُكرّسةً للعَلَف والخَلَف فقط؟!
- -الزلفيون- والمسألة النسوية السعودية
- لماذا العفيف الأخضر ضرورة الآن؟
- هل سيأتي الإخوان المسلمون بالطوفان الأكبر؟
- هل سيدخل الإخوان المسلمون القفص الذهبي؟
- كيف كانت الأصولية عائقاً سياسياً للعرب؟
- هل بقي ببيروت مكانٌ لقبر آخر؟
- حصاد التوغّل الأمريكي في الشرق الأوسط
- هل غرقت أمريكا حقاً في -المستنقع العربي-؟
- كيف دخلت أمريكا جهنم العرب؟
- الطريق إلى الديمقراطية السعودية
- هل تليق الديمقراطية بالسعوديين؟!


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - كيف سيثأر العرب لقتلاهم؟