أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري














المزيد.....

الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 21:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


من السابق لأوانه توصيف عملية الخليل بأنها عملية فدائية نفذها فلسطينيون . صحيح أن قطاعا واسعا من الجمهور الفلسطيني وخصوصا ذوي الأسرى والمعتقلين يتمنون أن تكون العملية عملية اختطاف تهدف إلى مبادلة المستوطنين بأسرى فلسطينيين ، ولكن وحتى الآن هي عملية فقد أو اختفاء لمستوطنين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، حيث لا يمكن توصيف عمل بأنه اختطاف إلا إذا أعلن المنفذون عن هويتهم وعن مطالبهم ، حتى مع ثبوت أنها عملية اختطاف فأن الساحة الفلسطينية مخترقة من جهات متعددة بدءا من الموساد الإسرائيلي إلى القاعدة وحزب الله وبالتالي فالخطف قد يوظَف لخدمة أهداف أجندة غير وطنية، وفي نفس الوقت لا يمكن الجزم بأنها عملية مدبرة من إسرائيل نفسها لإبعاد الأنظار عن مأزقها الدولي والانتقادات وحالات المقاطعة غير المسبوقة وفقدانها للتعاطف الدولي الرسمي والشعبي ، أيضا لإخراج نتنياهو من أزمته الداخلية الحكومية .
بقدر ما نتفهم مشاعر الجمهور المتعطش لأي عمل يساعد على إطلاق سراح أسرى ويرد على الصلف والتعنت الصهيوني وإغلاق إسرائيل الباب أمام مساعي السلام وفرصة إطلاق سراح أسرى عبر عملية المفاوضات ... بقدر ما نتخوف من استغلال إسرائيل عملية الخليل – إن ثبت أنها عملية خطف من فلسطينيين - لرد يتجاوز الاستهداف الجسدي لمنتسبي وقادة حماس بل ويتجاوز الرد العسكري على مواقع لحركة حماس في قطاع غزة ، يتجاوز كل ذلك بتدفيع الكل الفلسطيني ثمنا سياسيا باهظا من خلال استهداف سلة أهداف سياسية وعلى رأسها إفشال حكومة التكنوقراط وبالتالي إفشال المصالحة المتعثرة أصلا .
علينا أن نستحضر أنه في نفس هذا الشهر من عام 2006 جرت عملية اختطاف الجندي شاليط ، وفي ذاك الوقت كان المشهد السياسي الفلسطيني به شَبَه بالحالة الراهنة حيث كان الرئيس أبو مازن يخوض جدلا ومساع محمومة لوضع حد لحالة الفوضى في مناطق السلطة بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ، ويعمل لتمكين الحكومة برئاسة حماس من النجاح ومواجهة حالة الحصار والبحث عن أفضل السبل للحفاظ على وحدة الضفة وغزة بعد خروج إسرائيل من القطاع تنفيذا لمخطط استراتيجي لفصل غزة عن القطاع وإفشال فرص قيام دولة في الضفة وغزة .جاءت عملية الخطف الجريئة آنذاك لتخلط الأوراق حيث فرضت إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة واعتقلت وزراء وأعضاء تشريعي وناشطين بالمئات من حماس في الضفة مما أدى لتعطيل عمل المجلس التشريعي وتأزم الحكومة واندلاع مواجهات مسلحة لم تنجح حكومة وحدة وطنية استمرت لثلاثة أشهر من وقف المواجهات مما أدى لانقلاب حماس على السلطة في يونيو 2007 والانقسام الذي نعيش تداعياته المدمرة حتى اليوم ، بالإضافة إلى حربين مدمرتين واجتياح متكرر للقطاع وعمليات اغتيال ،أدى كل ذلك إلى سقوط حوالي ثلاثة آلاف شهيد ، بعد كل هذا الدمار السياسي والمادي تمت عملية تبادل الأسرى .
نعم نخشى أن توظف إسرائيل هذه العملية لتخلط الأوراق من خلال إجراءات عسكرية في قطاع غزة ولكن الأهم السعي لتحقيق أهداف سياسية في الضفة أكثر من غزة وضد السلطة أكثر مما هو ضد حركة حماس ، ومنها :-
1- إبعاد الأنظار عن مأزق المفاوضات والعملية السياسية والانتقادات الدولية الواسعة لإسرائيل بسبب ممارساتها الاستيطانية والعنصرية ، والتركيز على الجانب الأمني حيث ستُظهر إسرائيل نفسها بمظهر الضحية .
2- إفشال حكومة التكنوقراط من ممارسة عملها ما بين غزة والضفة وبالتالي إفشال المصالحة المتعثرة أصلا.
3- إظهار السلطة الفلسطينية بمظهر العاجز عن القيام بمسؤولياتها الأمنية ، بالرغم من أن العملية جرت في منطقة (ج) الخاضعة للإشراف الأمني الإسرائيلي .
4- إخراج نتنياهو من أزمته الحكومية، حيث سيجد تأييدا كبيرا لأي عمل يقوم به ضد الفلسطينيين سواء تعلق الأمر بالمفاوضات أو بالقدس أو ضم مناطق من الضفة .
5- كسر حالة التأييد والتعاطف الدولي مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام ، أو على الأقل إبعاد الأنظار عن قضيتهم ومعاناتهم.
6- القيام بإجراءات أمنية وعملياتية في الضفة والقدس كتشجيع اليهود على فرض أمر واقع في المسجد الأقصى ، تكثيف الاستيطان ، زيادة الحواجز والمناطق الأمنية، مطالبة أجهزة السلطة بمزيد من التنسيق الأمني ، ولا نستبعد قيام إسرائيل بضم بعض المناطق الفلسطينية لها .
7- الإجراءات التي تتخذها إسرائيل في الضفة قد تجر رد فعل من فصائل المقاومة في قطاع غزة ،وهذا ما حدث بالفعل حيث تم إطلاق عدة (صواريخ) من القطاع باتجاه إسرائيل .
8- إذا تصاعدت المواجهة في قطاع غزة ستطرح إسرائيل قضية سلاح المقاومة في قطاع غزة وتحريض واشنطن والغرب على الرئيس أبو مازن والحكومة لفتح ملف الأسلحة عند الفصائل الفلسطينية ، أو تقوم بعمل عسكري محدود تفرض بمقتضاه تدخل قوات خارجية في القطاع أو دفع مصر لاتخاذ هكذا خطوة .
9- تسريع إصدار تشريع من الكنيست بمنع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من خلال المفاوضات أو ضمن عمليات مبادلة أسرى .
[email protected]




#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهويات الفرعية كتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية الجامعة
- إسرائيل الدولة الاستعمارية العنصرية الوحيدة المتبقية في العا ...
- تشكيل حكومة تكنوقراط توافقية لا يعني نهاية الانقسام
- البرنامج السياسي لحكومة (التكنوقراط) لا يُلزِم إلا الحكومة
- في ذكرى النكبة : انهزم العرب فانتكب الفلسطينيون
- الخلل ليس في وجود سلطة وطنية بل في وظائفها ومرجعياتها
- المصالحة الفلسطينية بين الإرادة والقدرة
- ضرورة تحرير حركة فتح من استحقاقات السلطة والتسوية
- منظمة التحرير الفلسطينية أمام مفترق طرق
- هل نحن امام استراتيجية فلسطينية متعددة المسارات ؟
- في ذكرى يوم الأرض ؟ لماذا لا يكون يوم للأرض في مواجهة الاستي ...
- الأرض أهم من الإنسان
- احتجاز وإعاقة الشعب الفلسطيني
- ما وراء استهداف الإعلام المصري للفلسطينيين
- قصة واحد أراد أن يكون فكان، ويا ليته ما كان
- خطاب الرئيس يثير إشكالية مؤسسة القيادة الفلسطينية مجددا
- زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قياد ...
- لا تخذلوا الرئيس أبو مازن كما خذلتم الرئيس أبو عمار
- ما يجري في مصر يُعيد الديمقراطية لأسئلة البدايات
- عندما يَكثُر (القادة) وتغيب مؤسسة القيادة


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الثمن السياسي لعملية الخليل أخطر من الرد العسكري