أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح الصادق الجهاني - الثورات العربية والصراع العربي الصهيوني بين التحرر وتبعية















المزيد.....

الثورات العربية والصراع العربي الصهيوني بين التحرر وتبعية


صلاح الصادق الجهاني

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 14:37
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يعتمد الكثير من المحللين في تحليل المشهد لدول الثورات العربية، في الحدود الدول التي تحدث فيها هذه الثورات، أو بمعزل عن محيطها الإقليمي أو الدولي أو مدي ارتباطها بانعكاسات الوضع الدولي، وهذا يفرض رؤية تتسم بالقصور والعجز عن فهم طبيعة هذا الثورات ودوافعها وتداعياتها. يتطلب هذا منا فهم جيد للوضع الدولي وارتباطات المنطقة ومشاكلها ومدي تداعيات الظروف الإقليمية والدولية، وعلاقته بمشكلة العرب الرئيسية قضية فلسطين، وخاصة عندما عندما يتعلق الأمر بوضع عالمي تكون تغيراته في المنطقة نتيجة لمتغير دولية.

يقودنا هذا إلي ضرورة أن نضع مجمل عناصر الصراع، سواء الثورات العربية وما ينتج عنها من تغيرات في الواقع العربي والتي تكون نتيجة لهذه الثورات، أو ما يخص الكيان الصهيوني من تحولات دولية ووضع عالمي متغير، وعلي رأس ذلك الأزمة المالية العالمية وإثراءها علي كيان الصهيوني علي كافة المستويات، وهذا يتطلب منا فهم هذه التداعيات علي الصراع العربي الصهيوني .

الأهم ان نعرف أسباب هذه الثورات، والتي تأتي كموجات غير، قد يفصل بينهما نصف قرن مابين الثورة والثور، ذلك لكون عامة الشعب تميل إلي الاستقرار، وليس لديها ميل للفعل السياسي وتصادم المباشر مع السلطة، فان فهمها يحدد فهم طبيعتها لنعرف هل انتهت الثورات أما مازلت مستمرة والي أين ستصل؟ وماهية نتائجها؟ وما يمكن ان تحقق؟ وكذلك انعكاساتها علي الصراع العربي الصهيوني، وان كانت هذه الثورات لم يحين موعد تقييمها بفعل الزمن، ولكنها محاولة استشرافية التي نرصد فيها المرحلة التي تصل بنا الي مرحلة الهدوء واستقرار الثورة وصول الي تحقيق مطالبها.
الشعوب العكس ذلك تحاول ان تبتعد عن هذا الصدام، وتتكيف في إطار "علاقاتها الاجتماعية" (العلاقات الطبيعية)، لكنها تثورا حين تصبح على حافة الهاوية، بحيث تشعر بالعجز عن تجديد تلك العلاقات، لأنها تشعر بالعجز عن الحصول على أساسيات الحياة. هذا هو العنصر الجوهري الذي يحكم الأغلبية الشعبية، البعيدة عن السياسة والشأن العام، والذي يعتبر سقف لمطالب عامة الشعب، أو ما يسمي الشعب إلا سياسي. عند تحس بان ليس هناك تغيير قادم ليحسن هذا الوضع ويبدأ الشعور بالظلم بصبح سمة عامة لأغلبية أفراده، تكون ساعة الانفجار قد حانة" اللحظة الحرجة".

جوهر الثورات يتمثل في فرض نمط اقتصادي معين، وليس بالضرورة الشكل السياسي للحكم فقط، لان نمط الاقتصادي المنتج هو الذي يوفر فرص عمل ويوجد فائض يسمح بتحسن الأجور ويقدم خدمات لكتلة هائلة من العاطلين،في التعليم، وصحة، والبنية التحتية ،والاستقرار عكس نمط الاقتصاد ألريعي والذي يعتمد علي الخدمات والسياحة والاقتصاد النقدي متمثل في البنوك والعقارات غيرها من الأنشطة غير إنتاجية، وتخلق قلة مستفيدة وتعتمد علي الاستيراد والربحية، تختزل ثروة المجتمع ويكون هناك خلل في توزيع إجمالي الناتج القومي بشكل عادل، بشكل يترتب عليه خلق تنمية راسية تستفيد منها النخب وليس تنمية أفقية تستفيد منها كافة شرائح المجتمع.

يترتب علي ذلك انعدام الطبقة الوسطي الطبقة المبدعة في الوطن. والتي اتساعها يكون علي حساب الفقر المدقق والغني الفاحش، وتخلق توازن هام في المجتمع وانعدامها يشكل خطر يهدد الاستقرار وينذر بخلق علاقات ظالمة لغني بشتري وفقير يبيع، ويقسم الناس ألي أغنياء، وفقرا أصحاء، ومرضي متعلمين، وجهله وتترك المواطن ألي أن يكون صائد فرص علية الاستفادة من الفرصة ولو كانت علي حساب المجتمع والوطن.

الدولة في هذه الحالة يكون دور السلطة فيها أداة سيطرة لتلك النخب النافذة، التي تستمر في تحويل الاقتصاد إلي اقتصاد ريعي بزيادة في الربح ويستمر الهدم، في التعليم، والصحة، والبنية التحتية والتي تعتبر المطلب الأساسي للجموع، لذا فان هذه الثورات قد تحدث في مجتمعات ذات طابع استبدادي او ديمقراطي، وهذا يقود إلي ما يسمي اللحظة الحرجة للشعوب، التي تتمرد فيها علي السلطة وعلي هذه العلاقات الظالمة تكون مطالبها العيش الكريم، بينما قد تختصر مطالب الديمقراطية وغيرها من المطالب علي نخب الشعب السياسي.

يترتب علي ذلك هي عدم قدرة الجموع علي تحمل أوضاعها، بالتالي يستمر الحراك ويضعف النظام بفقده الشرعية، ويستمر هذا الحراك إلي أن تتحقق هذه المطالب، التي لا تتحقق الا باعتماد نمط الاقتصادي المنتج والذي يحقق عدالة اجتماعية ويزيد من الإنتاج القومي واعتماد الدولة علي نفسها، وبالتالي يقلل التبعية ويرسخ مفهوم السيادة وتحرر الاعتماد علي الغير.

يقود هذا ألي الدخول في مرحلة جديدة، وهي مرحلة الصدام مع الأجنبي، ومن يفرض هذه السياسة والتي تجسد التبعية في قلة مستفيدة تقاتل من احل امتيازاتها لان تستغني عنها، متمثلة في النظام ورموزه والمحيطين به من نخب سياسية واقتصادية لديها الاستعداد لتقديم أي تنازل من اجل ذلك، وجموع تشعر بالإحباط والظلم ينتظر ساعة تحوله الي عدوانية مفرطة، ويجعل السلطة تمثل نخبة بسيطة وليس شعوبها ويجعلها دائما الطرف الأضعف مع الأجنبي الذي فرض هذا النمط الاقتصادي، ويعرف أسرار هذه المعادلة وكيفية الاستفادة منها.
يترتب علي ذلك دخول الرأسمالية العالمية في صدام مع النظام الجديد، الذي يحول ـ شب عن الطوق ـ. والخروج علي هذا الترتيب الامبريالي للمنطقة الذي فرضته الرأسمالية العالمية، والتي يعتبر العدو الصهيوني جزء منها وينعكس عليه، وبالتالي يتجدد ويشتد الصراع العربي الصهيوني.
تاريخ تجربة 23 يوليو الماثل خير دليل علي ذلك وتأمر القوي الامبريالية علي ثورة يوليو في عهد عبد الناصر ، كذلك تجربة الرئيس السادات الذي حول المجتمع إلي نمط الاقتصادي ألريعي، وتحول المجتمع المصري إلي مجتمع استهلاكي استبدلت فيه الصناعات الإستراتيجية الي مصانع للكماليات وصناعة البطاطس المعلب، ودمرت الطبقة الوسطي وتحولت مصر في عصره ومن جاء بعده من الزعامة ومثال للتحرر والنهضة الي التبعية وركود، هذا الخلل في نمط الاقتصاد المصري هوالذي مهد وكان سبب رئيسي في قيام ثورة 25 يناير و30 يونيو في مصر.
الكيان الصهيوني هنا ياتي دوره في التداعيات الإقليمية والدولية والوضع العالمي بصفة عامة وانعكاساتها عليه، فتوقع انهيارات مالية بعد الأزمة المالية الأخيرة واحتمال تكررها بشكل اكبر، وبعد هيمنة المال علي الرأسمال، وأصبح هو المحرك للمضاربات في الأسهم وأسواق المال والعقارات والمشتقات المالية والمديونية، هذا قد يودي إلي انفجار في مجمل الاقتصاد الرأسمالي، الولايات المتحدة حليف الكيان الصهيوني قررت أن تعيد إستراتيجيتها، ونقل الأولوية ألي منطقة أسيا والباسفيك، يأتي هذا ضمن برنامج معالجة الأزمة المالية، وعدم حاجة الولايات المتحدة إلي ثكنة عسكرية في المنطقة العربية، والمتمثلة في الكيان الصهيوني، مما يفقد الكيان الكثير من الدعم ويترك فراغ في هذه المنطقة يسبب انكشاف الاقتصادي والمالي وتغيير النمط الإنتاجي داخل الكيان، متمثل في انسحاب للدولة من امتلاك وسائل الإنتاج وتغطية الدعم، وهذا يودي إلي تحقيق الانفتاح الاقتصادي وتبني النمط الريعي، والذي يودي بدوره إلي إيجاد أقلية تزداد غني تستحوذ علي اغلب ثروة المجتمع، وأقلية تزداد فقر كل يوم.


ماذا يترتب علي ذلك للكيان الصهيوني ؟ يعني تراجع الصادرات وإغلاق مصانع، وبالتالي بطالة لفئة كبيرة من المجتمع، كذلك عرقلة الاستيطان الفكرة المبني عليها الصهيونية، ان ذلك يجعل الكيان سيعيش نفس سيناريو الربيع العربي، وسنشهد اضطرابات تجتاح تل أبيب وحيفا، فإذا وتزامن ذلك مع استكمال الثورات العربية، فان ذلك يزيد من حدة الصراع العربي الصهيوني، وسيكون الطرف العربي هو الأقوى والأخطر، لان خسارة حرب بالنسبة للكيان الصهيوني يعني النهاية.



#صلاح_الصادق_الجهاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات العربية والصراع العربي الصهيوني بين التحرر والتبعية
- بدايات ومراحل تطور جبهة الإسلامية للإنقاذ الوطني الجزائرية
- الحركة الوهابية وقضية حقوق المرأة
- حركة النهضة وقضية تطبيق الشريعة
- حركة النهضة التونسية وقضية العنف
- حركة النهضة التونسية وحقوق المرأة
- حركة النهضة التونسية وقضية الديمقراطية
- حركة النهضة التونسية رؤية متطورة
- موقف جبهة الوطنية للانقاذ الجزائرية من قضايا الديمقراطية وال ...
- النخب السياسية والقضايا المصيرية (بين سيكس بيكووسد النهضة)
- بدايات ومراحل تطور حركة الإخوان المسلمين
- دراسة في مفهوم الاسلام السياسي
- موقف الحركة الوهابية من قضايا العنف والديمقراطية
- قراءات في ظاهرة الاسلام السياسي
- النص الإبداعي بين القيمة المضافة والمحكمة
- الوطن بين المصالحة الوطنية والعزل السياسي
- انتلجنسيا الزيف
- تقرير عراب الثورات العربية
- الخونة والابطال الجدد
- فرضية قابلة للتصديق


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - صلاح الصادق الجهاني - الثورات العربية والصراع العربي الصهيوني بين التحرر وتبعية