أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - ليلة سقوط الموصل















المزيد.....

ليلة سقوط الموصل


جاك جوزيف أوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مدينة الموصل هي مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان بعد بغداد حيث يبلغ تعدادها السكاني حوالي 1.8مليون نسمة، أغلبيتهم من العرب الذين ينحدرون من خمس قبائل رئيسية وهي شمر والجبور والدليم وطيء والبقارة، ويوجد أيضا مسيحيون ينتمون إلى عدة طوائف عدة وأقليات قومية كردية وتركمانية.
هذه المدينة تصدّرت عناوين الأخبار الرئيسية في الأسبوع المنصرم نتيجة سقوطها بصورة مفاجئة في قبضة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" يوم الثلاثاء 10-6-2014م. فما حصل ذلك اليوم ليس انهياراً عسكرياً للقوات المدافعة عن المدينة فحسب، بل مؤشر حقيقي على فشل الدولة العراقية في توفير الأمن الأمان وتقديم الخدمات للمواطنين، وتقاعسها عن حماية الشعب ومقدرات الدولة وثرواتها الطبيعية. هذا الانهيار جعل جميع المراقبين يتساءلون، كيف ولماذا سقطت الموصل؟
يُجمع معظم المحللين السياسيين والعسكريين على حد سواء، على حدوث انهيار في وحدات الجيش العراقي المدافعة عن مدينة الموصل، حيث تخلى آلاف الجنود والضباط عن أسلحتهم وعتادهم وحتى زيّهم العسكري لمجرد انتشار الشائعات بأن مقاتلي "داعش" يقتربون من المدينة، الأمر الذي كان مُدهشاً لكنه لم يكن مفاجئاً.
فمعظم وحدات الجيش العراقي الذي يناهز تعداده (مع قوى الأمن الأخرى) حوالي المليون عسكري والذي أنفق الأميركيون زهاء 15 مليار دولار على بنائه وتدريبه، أقرب إلى الميليشيا منه إلى الجيش النظامي. فعناصره إما من ميليشيات ذات انتماءات طائفية تشكّلت مع بداية الغزو الأميركي عام 2003 أو من شبان عاطلين عن العمل مهتمين فقط بالحصول على راتب ثابت ويفتقدون إلى أي انتماء وطني عراقي حقيقي. والتالي، ما تهتم به هذه العناصر ليس كسب المعارك بل الحصول على المغانم والمكاسب.
ومن ناحية أخرى، رأى البعض إن ما حدث هو بسبب أن ما يحدث اليوم هو نتيجة لعدة عوامل من بينها "سياسة التهميش التي انتهجها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تجاه إحدى الطوائف العراقية على المستويين السياسي والاقتصادي. إذ أن معظم أفراد هذه الطائفة فقدوا كل شيء منذ الغزو الأميركي للعراق. حيث يمثل ما يحدث في الموصل ذروة الفشل الأمريكي في تصور خلق نظام ديمقراطي تعددي في العراق، يكون بمثابة مثال يُتبع في كامل منطقة الشرق الأوسط لاستبدال الأنظمة الديكتاتورية. لكن ما عملوه لم يعمر كثيراً حتى ظهرت مطالب الأكراد في الانفصال، ولكي تدخل المكونات الطائفية العراقية في حرب مفتوحة أججتها فتاوى غير المدروسة التي أطلقتها المرجعيات الدينية لكلا المذهبين المتصارعين في العراق.
هذا الأمر دفع أصحاب هذا الرأي للقول بأن التوترات المذهبية دفعت بعناصر الجيش والشرطة إلى خلع ملابسهم العسكرية وعدم الدفاع عن مواقعهم في مواجهة هجوم المسلحين" ففي مناخ كهذا، ليس هناك رغبة لدى الجنود بالقتال، كما أن السكان لم يكونوا مرحبين بوجود الجيش"، فبعض العناصر العسكرية "كانت تشعر بأنهم بعيدة عن منازلها، وأنها تخاطر بحياتها للدفاع عن مدينة ليست شديدة التعلق بها".
ويتحدثون في المقابل، عن "تواطؤ" بين بعض الجنود والمسلحين الجهاديين المنتمين لنفس المذهب. ويؤكدون أن هؤلاء الجنود "عقدوا اتفاقات مع المسلحين قاموا بموجبها بخلع زيهم العسكري وترك أسلحتهم، في مقابل أن يتاح لهم الهرب".
وذهب هذا التيار إلى اعتبار أن ما حدث في الموصل هو عملية انقلاب عسكري نفذتها مجموعتين:
المجموعة الأولى هي " حزب البعث – الجناح العراقي" وكانت مهمته تشمل التخطيط وزرع شبكة من الضباط البعثيين في القيادات العسكرية الحكومية وتجهيز بضعة مئات من المسلحين في المليشيات الطريقة النقشبندية، بعد أن تبددت تنظيمات البعث وجبهاته " المقاومة" التي كان يعلن عنها عزت الدوري نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين في بياناته في السنوات الماضية.
أما المجموعة الثانية التي وفرت المسلحين المدربين جيداً فهي التنظيمات التكفيرية كداعش وأنصار السنة وغيرهما إضافة إلى قوى عشائرية طائفية يقودها شيوخ عشائر من أمثال حارث الضاري الذي بارك ما حدث من العاصمة الأردنية وعلي حاتم ورجال دين من أمثال رافع الرفاعي وعبد الملك السعدي اللذين طالما اعتبرا الجيش العراقي الحالي "جيش احتلال في المنطقة الغربية".
هذه الرواية عززتها وكالة الأنباء العراقية بعد أن نشرت بيان لجهاز مكافحة الإرهاب في العراق تحدث فيه عن قيام القوى الجوية العراقية بقصف مركز لأعضاء حزب البعث في منطقة مطيبخ في تكريت وقتلت 50 إرهابياً بينهم أحمد الدوري ابن عزت الدوري وقيادات ميدانية لداعش.
وأيضاً، اعتبر محللون أن الوضع الحالي في العراق يُمثل "نهاية حقبة تفاهم" بين القوى العظمى التي اتفقت على تقاسم مناطق النفوذ ورسم خرائط المنطقة في عشرينات القرن الماضي فيما عُرِفَ بمعاهدة "سايكس - بيكو"، حيث يعتبرون أن قوات "داعش" لا تخوض حرباً ضد الحكومة السورية والعراقية فقط، بل تعيد النظر في كامل النظام القائم في الشرق الأوسط منذ حوالي مائة عام.
وظهر رأي جدير بالتأمل يقول، أن وجود "داعش" في سوريا وتمددها الأخير في العراق هو جزء من سيناريو دولي يهدف إلى حصر "داعش" والقضاء عليها في الصحراء الممتدة في البلدين، حتى لا يعود هؤلاء المقاتلين إلى الدول التي خرجوا منها، لأن أغلب المقاتلين كما تحدثت التقارير الأوروبية والغربية قادمين من كندا ومن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهذا يقلق الحكومات الغربية، لأن هؤلاء المقاتلين في حال عودتهم إلى بلدانهم سيتسببون في اضطرابات أمنية واجتماعية كبيرة، وهذا ما يُقلق الجميع. لكن السؤال هل سيتم القضاء عليهم فعلاً أم إنهم سيستخدمون "داعش" كورقة ضغط على دول المنطقة وكمحفز لتفجير الصراعات الطائفية في المنطقة كخطوة أولى لتفتيتها على أسس طائفية ومذهبية.
لعل الرسالة الأكثر خطورة التي أثارتها سيطرة تنظيم مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة الموصل العراقية، هي أن احتمال تشكيل التنظيمات الدينية المتشددة لدويلات جديدة في إقليم الشرق الأوسط بات أمراً واقعاً، لاسيما مع تعرض الدولة العراقية ذاتها لخلل عنيف في وظائفها الأمنية والاجتماعية.
وقد لا تكون الحالة العراقية "استثناء في الإقليم" بفعل خصوصيات الاحتلال الأمريكي، وما رافقه من إضعاف لمفهوم الدولة نفسها، إذ إن ثمة محفزات في البنية الجيوسياسية للشرق الأوسط تُشير إلى أن نموذج داعش- ما لم يتم مواجهته - سيكون قابلاً للتكرار في دول تُعاني من ذات المعضلة الأمنية، وخاصة في البلدان التي تعرضت لعواصف "الربيع العربي".
فالبيئة الرخوة في الشرق الأوسط، وخاصة بعد موجة "الربيع العربي"، تمثل المحفز لإقامة دويلات دينية متشددة، لاسيما أن تلك الدول تعاني تعثراً في مساراتها الانتقالية، ونشوء صراعات حول الهوية الوطنية فيها، وما يعظم من تلك المخاطر حجم التشابكات والروابط بين تلك الجماعات المتشددة العابرة للحدود في المنطقة.



#جاك_جوزيف_أوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية -جمول-
- سورية ... والصراع على هوية الشرق الأوسط
- موسكو بكين.. القضاء على هيمنة القطب الواحد
- قراءة لبعض بنود بيان الحزب الشيوعي السوري الموحد الذي صدر تح ...
- مخاطر مزج الدين بالسياسة
- النازية ... الفاشية أصل كل الشرور
- مذابح -سيفو-... إحدى الفصول المنسية من تاريخ شعوب ضُحِّيِ به ...
- ترشّح المشير عبد الفتّاح السيسي ... بين المؤيد والمعارض ... ...
- امّرُؤ القيس ... التُرّكي
- الأرمن يُهجّرون من جديد
- المسألة الأوكرانية ... والصراع على شبه جزيرة القرم
- نار تقسيم ... توقد الصراع بين قابيل وهابيل في تركيا
- تصّدع في البيت الخليجي ... قطر تُغرّد خارج السرب
- أحاديث شرقية
- الأزمة الفنزولية
- رقعة الشطرنج الأوكرانية
- حكومة المائة يوم في لبنان
- الصراع في جنوب السودان
- الصراع على أوكرانيا
- جنيف 2 في مرآة الصحافة العالمية


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاك جوزيف أوسي - ليلة سقوط الموصل