أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - الفهم الخاطئ للإسلام













المزيد.....

الفهم الخاطئ للإسلام


علي الخليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو قُدِرَ لهذا المُسمى بالربيع العربي أن يُنتج نتيجة إيجابية واحدة ، فلا شك أنها ستتمثل في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ، وإرساء القواعد التي تؤسس لفهم غير مغلوط لتعاليمه .

تلك التعاليم التي ظلت مقتصرة على فئة معينة هي فئة من يسمون برجال الدين ، والتي كان يُمنع تداولها أمام من يسمون بالعوام ، ويقتصر مناقشتها فيما يسمى بمجالس العلم التي لا يرتادها إلا كهنة هذا الدين ، أما الغالبية العظمى ممن يعتنقون الإسلام ، والذين يصنفون تحت خانة العوام والدهماء ، فقد ظل فهمهم للدين الذي يزعمون إعتناقه فهماً فطرياً ، يتلخص في نسبة كل خير وفضيلة تَحُتَهم عليها فطرتهم الإنسانية على أنها تعاليم يأمرهم دينهم بإتيانها ، وكل ما تنهاهم عنه فطرتهم الإنسانية على أنه من نواهي ذاك الدين .

تلخص إيمانهم في كلمتي الحلال والحرام ، فكل خير وفضل هو حلال ، وكل شر ورديلة هو حرام ، وإستقر في لا وعيهم أن الدين هو من أسس لتلك الفضائل في أنفسهم ، وتم تغييب الفطرة الإنسانية النزاعة للخير بطبيعتها عن المشهد ، فصارت خيرية الإنسان تقاس بمدى تدينه ، فمن لادين له لا خُلق له .

من هنا جاءت هذه الصدمة الكبرى التي صُدِم بها هؤلاء العوام ممن يعتنفزقون هذا الدين ، عندما تم إسقاط الأنظمة التي كانت تقيد وتحضر نشر تلك التعاليم الجهنمية وتحاب من يدعون اليها ، فخرج هؤلاء الدهاقنة من مجالس علمهم ، ونشروا كل الغسيل الوسخ على كل أسلاك وكوابل التواصل المعرفي ، لتصل لجموع العوام والدهماء ، وليجد هؤلاء أنفسهم أمام وصايا إرهابية بشعة تُقَدم لهم على أنها ركيزة أساسية من ركائز الدين الذي يعتنقونه ، فأُسقط في أيديهم ، ولم تكن لديهم الشجاعة الكافية للإعتراف بخطئهم في إتباع دين لايعرفون عن تعاليمه شيء ، وفضلوا المزيد من الهروب للأمام ، عبر إدعائاتهم التي لا يجدون لها برهان أو دليل ، والتي تُصور تلك التعاليم البشعة، ومن يدعون لها ، ومن يمارسونها ، بأنهم فهموا الإسلام فهماً خاطئاً ، رغم أنهم يعلمون أن من يتهمونهم بفهم الإسلام فهماً خاطئاً إن هم إلا سدنة هذا الدين ، وهم المتعمقون في تأويل وتفسير نصوصه.

بهذا قلبت المسألة ، فصار علماء هذا الدين وأهل خاصته ، هم من يفهمون الإسلام فهما خاطئاً ، وصار العوام والدهماء والذين لم يطلعوا على شيء من الكتب التي حوت تعاليم هذا الدين ، صاروا هم من يدعون الفهم الصحيح للإسلام .

لم يكن لدى اؤلائك العوام القدرة على مواجهة الحقيقة ، والإعتراف ببشاعة تعاليم الدين الذي يعتنقونه ، بسبب القُصور المعرفي الذي صور لهم أن سقوط الدين وإنتهائه من حياتهم ، سيحول حياتهم إلى حياة مُتوحشة خالية من الفضائل ، نظراً لربطهم للفضيلة بالدين ، وليس بالفطرة السوية للإنسان ، وهم معذرون في ذلك فالقصور المعرفي لا يمنح الإنسان خيارات بديلة .

كان من المفترض أن ينبري من يسمون بالمثقفين ، الذين يُفترض أنهم لا يعانون من ذلك القصور ، لتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة التي ربطت بين الأديان والفضائل ، وأن يوجهوا أؤلائك العوام نحو فهم أعمق لنوازع الخير المتأصلة في النفس الإنسانية ، والتي هي جزء من تركيبتها ، لكن ما زاد الطين بلة ، هو غياب أمثال هؤلاء المثقفين ، مما فسح المجال لأدعياء الثقافة ، ليعمقوا ذاك القصور المعرفي ، عبر التنظير لمقولة الفهم الخاطئ للإسلام ، رغم أن كل تنظيراتهم تلك لا يوجد لها في نصوص الإسلام ولا تفاسيره سند واحد يسندها .

نعم لقد تم فهم الإسلام فهماً خاطئاً ، ولكن الذين أخطئو في فهمه ليسوا رجال الدين ودهاقنته ومن يسمون بعلمائه ، ليسوا القواعد والدواعش وملحقاتهم من قاطعي الروؤس ، ومجاهدي النكاح ، فهؤلاء هم أهل هذا الدين ، وهم خاصته ، وهم المُطلعون على خباياه وكل أسراره المُشوقة.

الذين فهموا الإسلام فهماً خاطئا هم جُموع العوام ممن لم يعرفوا من هذا الدين إلا قشوره الظاهرة ، هؤلاء الذين قام إيمانهم به على نوازع الخير والشر الفطرية الكامنة في نفوسهم الخيرة ، هؤلاء هم من فهموا الإسلام فهماً خاطئاً ، جعلهم يعتنقونه ويدينون به وينسبون تعاليمه لله ، الأمر الذي جعل صورة الله مشوهة في عقولهم ، وعندما تتشوه صورة الله بما تمثله من فضائل في العقول ، فإن العقول ذاتها تتشوه ، وهو ما أنتج لنا هذه الحياة الروحية المُشوهة .



#علي_الخليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العَورة لا تُنجِب إلا أعور
- مريم يحيى تتحدى بجيدها الجميل قُبح إلهكم
- العسكرجية شرٌّ لابد منه
- Turd sandwich ~ سندويتش الغائط
- بين النعل والبيادة
- نُصوص بدوية ~ الإله الماكر والحياة الضنكا
- نُصوص بدويه ~ شجرة المعرفة المُحرمة
- نصوص بدوية ~ البركة المسروقة والمُغتصبة
- البداوة والمواطنة _ 3
- البداوة والمواطنة _ 2
- البداوة والمواطنة
- الفتاوى المُقرفة قد تهديك السبيل
- دمشق العصّية
- البحث عن الله بين أنقاض الأديان الفضائية
- سرطاناتنا الحميدة
- عذرا معشر الكلاب
- من يتآمر على من في مصر؟
- الثورة لا تخرج من جامع
- دعوة إلى التشيع
- ما الذي تبقى من إسلامكم؟!!


المزيد.....




- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي الخليفي - الفهم الخاطئ للإسلام