أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجلاء صبرى - حتى لا يعيد طفلك تربيتك














المزيد.....

حتى لا يعيد طفلك تربيتك


نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 03:20
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الكثيرات من الأمهات يرسلن رسائل مفادها أنهم يشعرن بأن أطفالهن يعيدون تربيتهن وأن الأدوار انعكست ولا يعرفون كيف يتصرفون مع عناد الأطفال فى العديد من أمور الحياة؟، كالأم التى تسأل كيف تتصرف مع تجاهل ابنها التام لما تأمره به، وعدم سماعه كلامها مهما صرخت فيه؟، والأم التى تشكو من عدم قدرتها على فرض زى معين، على طفلتها، فهى تصر على ارتداء الثياب الصيفية فى الشتاء أو العكس؟، والأمثلة متعددة وكثيرة لعناد الأطفال.

الحل يكون فى استباق الطفل بخطوة وإتاحه أكثر من فرصه له بالاختيار كتوفير طقمين أو ثلاثة من الثياب الشتوية ليختار منها مثلا، فالأطفال من سن عامين يبدأون فى الانفصال عن الوالدة وإدراك أنهم ذوات منفصله فيختبرون وحدانيتهم ويحاولون إثبات ذواتهم كما يحلو لهم؟

أول قاعدة يجب معرفتها للتعامل مع الصغير هى" أن تعلمه احترام القوانين بقاعدة الثواب والعقاب"، فعندما تجد الأم أن الطفل يصر على فعل شىء ما غير ضرورى ويعاندها فيه كأن يصر مثلا على تناول كوب من المياه الغازية أو قطعة حلوى قبل موعد الأكل وهى ترفض ذلك تماما فيجب عليها النظر مباشرة إلى عينيه مرددة بصورة جازمة أن هذا الأمر مرفوض
عوضا عن صراخ تكرر كثيرا بلا نتيجة فإن رفض الانصياع كان العقاب بحرمانه من شىء يحبه، وثانى قاعدة معالجة الأمر بنوع من الحكمة وتفسير سبب العقاب حتى يتقبله وعى الصغير فهو لم يصل بعد للقدرة على تفسير تصرفاتنا بصورة منطقية ولا يفهم سوى أنه يعاقب لسبب لا يفهمه فالخطأ بالنسبة له تصرف عادى لا يستحق أن نتوقف عنده.

سأعطى مثالا هنا جنى، حفيدة جميلة جدا لعائلة صديقة، أخبرتنى جدتها التى تتولى تربيتها أنها طفلة عنيدة جدا وأنها تجعل الجدة تشعر شعورا غريبا وكأن الطفلة تعيد تربيتها من جديد وتتساءل الجدة هنا "هو ليه أطفال اليومين دول مش زى زمان.. ده العيل كنتى تحطيه مكانه يتحط ولا يتحركش".

عندها بدأت فى الاستماع لتعليقات الموجودين فى الجلسة عن مغامرات جنى وكيف أنها لا تتعود على الآخرين بسهولة وأنها طفلة محببة ولكن قوية الشخصية وعنيدة وتفرض سيطرتها على الحضور وتجعل الجميع يلبى لها طلباتها وإلا النتيجة كانت الصراخ المستمر ومحاولة فعل ما تريد بنوع يغلب عليه العنف ونظرا لأن الجدة تريد الهدوء وراحة الأعصاب فهى تفعل لجنى ما تريد بدون نقاش هنا طلبت من الجدة أن تحضر جنى معها فى الزيارة المقبلة، لنرى ما مشكلة تلك الطفلة، عندما دخلت جنى من الباب وكنت أنا جديدة العهد بها فرمقتنى أولا بنظرة تفحصية، فأرشقت عينى بعينيها لأرى كيف ستستجيب تلك الطفلة للنظرة المباشرة القوية وتعجبت عندما طالت مدة النظرات القوية المتبادلة بيننا فى صمت وأكملت معها لعبة فرض السيطرة إلى النهاية فما كان منها إلا أن رضخت بنوع من الحركات الطفولية التى تستجديك لإبداء رد فعل مميز لديها فى مرجعيتها أو خبرتها السابقه بالآخرين " كابتسامة مثلا، محاولة لمداعبتها، تعليق عليها" هنا أدركت أن أولى خطوات التعامل مع الفتاة نجحت فلم أجعلها تتحصل على رد الفعل الذى تعودت عليه فحولت عينى عنها تماما وتجاهلتها وتحدثت للجدة والآخرين وانشغلت عنها بعد لحظات أعطتها جدتها قطعة من الحلوى فإذا بالصغيرة تلقى بغلافها على السجادة فصرخت فيها جدتها جنى، شيلى الورقة من على الأرض فلم تعرها انتباها فتمادت بالصراخ فنزلت على قدمىّ متخذة وضع القرفصاء وعينى متراشقه مع عينى الفتاة وأمرتها برفع الورقة عن السجادة بالطبع فى أولى اللحظات رفضت تماما وحاولت بكل حيلها أن تجعلنى ابتسم أو أحول عينى عنها ولكن بالطبع لن يحدث هذا فما كان منها إلا أن حاولت تحريك الورقة بقدميها فشددت على الألفاظ مرة أخرى برفعها عن الأرض لأن هذا سلوك غير صحيح، وإذا لم تفعل ذلك فستعاقب ولن تتحدث إليها جدتها فرفضت بكل تأكيد أن ترفع الورقه فاعتدلت من جلستى تلك وتجاهلتها تماما وتحدثت للجدة أن تتجاهلها تماما، هنا اعتقدت جنى أنها فرضت سيطرتها وما تريده فذهبت فرحة لجدتها تحدثها فتجاهلتها الجدة أيضا مما أثار ارتباك الطفلة لأنها لم تتعود على تلك الاستجابة فحاولت الصراخ مرارا والجدة لا تجيبها، ثم حاولت أن تجعلنا نضحك وهى تغنى "وأنا أحب الناس الرايقه اللى بتضحك علا طول.. إلخ " فما كان منا سوى التمادى بالتجاهل فبدأ التوتر والارتباك يتزايد لدى الطفلة التى نفذت حيلها، فما كان منى إلا أن أخبرتها أنها أخطأت ولكى تجعلنا نتحدث إليها مرة أخرى عليها رفع الورقة عن الأرض، بعد حوالى الربع ساعة من الإزعاج المتواصل منها لنا وتجاهلنا لها استجابت جنى ورفعت الورقة عن الأرض فى استحياء وألقت بها فى السلة، هنا جدتها كافأتها بقبلة وأنا جئت لها بقطعة أخرى من الحلوى محدثه إياها أن تلك مكافأة لأنها تعلمت سلوك طيب .

وفى نهاية اليوم وهى راحلة جاءت لى وقالت "هاتى بوسة“ قلت لها لا، فقالت لا هاتى بوسة فقلت لها لا فكررتها كثيرا فى ذهول الحضور من استجابة جنى الاجتماعية الغير معهودة قائلين سبحان الله القط ميحبش إلا خناقه ولكن الأمر ليس كذلك، الأطفال يستجيبون بسهولة ولكن يحتاجون من يفرض عليهم السيطرة بدون إيذاء نفسى أو بدنى وبدون أن نشعرهم بالهزيمة ورفضى تقبيلها له سبب آخر قد أذكره قى مقال لاحق.

الأطفال فى بداية حياتهم يستمدون مرجعية تصرفاتهم من ردود أفعالنا، فإذا كانت استجابتنا تشجعهم على الخطأ كأن نقابله بضحكة أو سخرية أو فهم لن يفهموا سوى أن سلوكهم صحيح وينتج عنه بهجة للآخرين ويتعلمون أن الإشباع يكون بتلك الصورة. يجب ألا نهمل تلك النقطة المهمة فى تفاعلنا مع الأبناء، تصحيح الخطأ والإصرار عليه ومعاقبته بصورة جادة، وإن كان الطفل قد تعود على السلوك الخاطئ ولا يستجيب للتقويم والتعديل فالإصرار على تتالى العقاب يجعله يتعلم خبرة جديدة أنه لكل خطأ عقابه ولكل فعل صحيح ثوابه، والعقاب يجب أن يتخذ صورة تحفيزية لذات الطفل لا صورة هدامة، فالضرب ممنوع إطلاقا، كذلك الألفاظ البذيئة فلن نحل مشكلة بمشكلة ونورد لوعى الصغير البذاءات ونعود لنشكو منها فيما بعد



#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن تربية الأبناء
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج3
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج2
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1
- الكآبة وباء يكشر عن أنيابه
- هل ألفاظ طفلك تهينك؟
- التوحد ذلك المرض الغامض
- الزهايمر وموت خلايا الذاكرة
- هل سلوكياتك تؤثر في امتلاك ابنك للموهبة والإبداع؟
- الطفل الخيالي
- غرف القلب وحواديت الملحمة
- وبينها شىء ينتفض
- معزوفات عبثية
- واجب الدم
- Analytical psychology * علم النفس التحليلي * كارل جوستاف يون ...
- قصة لن تكتمل النهاية
- المايم * ورقصة الخلاص
- التألّه وغبش ملائكة الوطن
- أريد أن أراك ِ ...!!!
- قدر التعجب وسفح الرفات


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - نجلاء صبرى - حتى لا يعيد طفلك تربيتك