أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - أيها الناس ... إنه العراق . . .















المزيد.....

أيها الناس ... إنه العراق . . .


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيها الناس ... إنه العراق . . .

اليوم يجب ان نقولها وبملئ الفم وبدون اي لف او دوران بان الأمر يتعلق بالعراق . العراق الوطن والعراق الأهل . وإذا ما تعلق الأمر بهذا الوطن وبهؤلاء الأهل فلا مجال للخيارات بعد ، ولا مجال للهويات الأخرى التي حاول البعض تثبيتها في افكار الناس وعلى السنتهم ايضاً . اليوم نستعيد هويتنا الوطنية التي طالما إفتقدناها نحن اصحاب هذه الهوية التي لم نحمل غيرها يوماً رغم كل ما حدث وسوف لن نحمل غيرها اليوم بسبب كل ما حدث ويحدث وما تتعرض له هذه الهوية مجدداً ليس من بني الجلدة الذين ركبوا هذا الدرب المعوج يوماً فقط ،ولا زال بعضهم يركبونه رغم المأساة التي تحل بنا اليوم، بل من الغرباء الذين يريدون طبع سواد وجوههم وأفئدتهم على ارضنا وبين اهلنا وبهوية جديدة يقولون عنها إسلامية وما هي إلا الهمجية بعينها والتخلف بكل ما يتجلى به من صفات تحملها عصابات البعثفاشية المقيتة مختبئة ، كعادتها في التخفي ، تحت القذارات الداعشية النتنة .

اليوم ليس البداية في إختفاء حشرات عِث البعث تحت عباءة الأجنبي وسوف لن يكون الأخير في تاريخ هذه العصابات التي زرعتها المخابرات الأجنبية في المجتمعات العربية وخلعت عليها ثوب الإشتراكية لتواجه الفكر اُلإشتراكي الأممي على الساحة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية وسقوط دكتاتورياتها التي اشعلتها.فحينما تختبئ جراثيم البعث اليوم وراء ظلام داعش وسوادها لتبرز بوجه قبيح يحمل راية ما يدعونه إسلاماً ، فإنها انما تنفذ اجندة سادها التي تعودت على الركوع لهم دوماً سواءً كان هؤلاء السادة من كلاب الخليج التي مللنا نباحها على الدين والقيم والعروبة والأخلاق ، او من همج الإسلام السياسي القابعين وراء الحدود الإقليمية. وما يجب الإنتباه إليه في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا هو استمرارية وجود البعثيين المختفين وراء الطائفية السنية والشيعية بين صفوفنا لكي يمارسوا دورهم وينخروا الجبهة العراقية الداخلية باسم الدين او الطائفة تارة وباسم القومية ترة اخرى ، وهذا يجب ان لا يغيب عن الحكماء والمتنورين العراقيين المشاركين في معركة المصير هذه . علينا الإشارة إليهم بوضوح وعزلهم وتشخيصهم والحد من حركتهم بغية محاكمتهم غداً.

اليوم لا يهمني حساب هذا وذاك من السياسيين العراقيين الذين ابتلينا بهم في السنين الإحدى عشر الماضية سيان اين كان موقع عملهم الذي سخروه للصوصية والإبتزاز ولإثراء الدائم الفاحش حتى اوصلوا وطننا إلى ما عليه الآن من التخلف ومن جعله ضعيفاً واهناً يسيل عليه لعاب وحوش البعث القاتل وحشرات الإسلاميين المتوحشين وغيرها من الفئات التي تآلفت وتحالفت على النيل من هذا الجسد الواهن. خسئوا فالوهن ليس كما تصوروه وكما ارادوه ان يكون . إنه الجسد الذي ينتفض رغم الجراح . جسد بناته وابناءه ، الجسد الذي يصرخ بوجوههم المقززة التي لا يخفي بشاعتها لثامهم الأسود : لا لن تمروا وهوية العراق لا زالت مرفوعة ، هويتي التي اعادها لي اولئك الذين احتفظوا بها كمن يحافظ على غال ونفيس لا يريد التفريط به مهما جنى عليه الدهر ومهما دارت عليه الدوائر. ما يهمنا اليوم تشخيص الخونة والمتخاذلين واللاعبين على حبال الدين والقومية والعشائرية وعزلهم لغد سيكون قريباً جداً لناظره.

اليوم لا يهمني إلا وجود العراقي على ارضه دفاعاً عنها امام هجمة سوداء باغية لا تعترف بوطني إذ هي مجردة من الوطن ولا تعترف بقوميات وطني إذ ان فكرها المتخلف ينطلق من عداء الكل لها وبالتالي عداءها للكل. فلا يهمني إذا ما دخل الجندي العراقي من اية قومية او من اي دين هو إلى طوز خورماتو التركمانية ليدافع عن ارض عراقية امام هجمة اجنبية متوحشه. ولا يهمني إذا ما دخل البيشمركة الكوردي إلى كركوك المختلطة الأجناس والمذاهب والقوميات ليدافع عن هذه المدينة حتى لا تلتهمها ذئاب التخلف الداعشي او الدكتاتورية البعثية. إن ما يهمني اليوم هو وحدة العراق ارضاً وشعباً إنطلاقاً من إنتماءنا الآني لهذا الوطن. اما ما ستأتي به الأيام لأهل هذا الوطن وقد كنسوه من قذارات البعثفاشية وكل القوى الهمجية المتحالفة معها لقتل هذا الوطن باجمعه والإنقضاض على كل ما فيه ، فذلك امر سنتداركه فيما بعد رغم كل الأشواك التي يضعها المشككون في هذا الطريق ورغم كل الإنتكاسات التي رافقته. إننا اليوم اهل هذا الوطن ونواجه خطراً مشتركاً لا يجوز لنا التغاضي عنه والإنشغال بخلافاتنا الثانوية التي سنقدر على حلها حتماً إذا جعلنا امرنا حواراً بيننا دون غيرنا.

اليوم لا يهمني الحديث عن سقوط الموصل بيد الساقطين ممن تسلطوا على مقاديرها او ممن فتح لهم هؤلاء المتسلطون ابواب هذه المدينة العراقية وسلطوهم على اهلها العراقيين. فالموصل ساقطة بايدي هؤلاء منذ اكثر من عام .ومحافظها ونوابها في البرلمان الإتحادي ومجلس بلديتها ومحافظتها وكافة المسؤولين فيها يعلمون تمام العلم ومنذ امد بعيد بأن عصابات أجنبية وعراقية تجوب شوارع المدينة يومياً لجمع الأتاوات والرشاوي من المواطنين بعد التهديد بالقتل او تخريب المحلات او تفجير المنازل وغير ذلك من التهديدات وما يصحبها من إبتزاز للأموال التي تبلغ عشرات الملايين شهرياً والتي كانت تصب في خزائن هذه العصابات لتمول بها شراء الأسلحة والذخيرة والعتاد. لم ينبس هؤلاء الذين يحسبون انفسهم على اهل هذه المدينة العراقية سواءً كانوا داخلها او خارجها في البرلمان الإتحادي او في الوزارات او المؤسسات العامة ، لم ينبسوا ببنة شفة تجاه هذا الوضع الذي يعيشه المواطن الموصلي الذي ظل لا حول له ولا قوة تجاه هذه العصابات. السؤال الذي يطرح نفسه اليوم يشير إلى مدى التحالف الموجود بين العصابات الغازية للموصل وبين اولئك الذين ظلوا ينسبون انفسهم إلى هذه المدينة ويتحدثون باسم اهلها زوراً وبهتاناً؟

اليوم هو يوم العراق ، يوم الشرفاء من اهل العراق، يوم الإنتصار للعراق فقط وليس للطائفة او العشيرة او المنطقة او القومية او الدين. اليوم يوم الوقوف مع القوة التي يجب ان يتمتع بها العراق على جميع مستويات العسكرة والأمن ومن خلال القطعات العسكرية الرسمية في الجيش العراقي الذي يجب تطهيره من المتخاذلين والفاشلين . ومن خلال الوقوف مع قوى الأمن الداخلي في تحقيق ما يرجوه المواطن منها في تحقيق هذا الواجب الوطني النبيل . ومن خلال الوعي الشعبي باهمية هذه المرحلة التي يمر بها وطننا وما يتلرتب على القوى الوطنية حاملة الهوية العراقية من نشاط وعمل دؤوب لتوفير كافة مستلزمات الدفاع الوطني والتعبئة الشعبية الواعية ، وعدم التورط بالعشوائية التي قد تفرضها الظروف القاسية والصعبة التي يمر بها الوطن ، وكذلك كبح جماح كل من يريد العبث بالوحدة الوطنية العراقية مهما كان الزي الذي يرتديه ، فإن مثل هذه الأزياء الطائفية والقومية والعشائرية والمناطقية قد اصبحت مهلهلة اليوم ولا يمكنها ستر عورات مرتديها بعثيين حاليين كانوا ام سابقين يختفون وراء هذه الأزياء البالية المتهرئة.

ايها الناس إنه العراق الذي لا يمكن الإستهانة به وباهله وبتاريخه وتراثه وقيمه وصمود اهله . انه العراق الذي عزم اليوم على التصدي للجراد الذي غزا ارضه والذي يريد الفتك بشعبه ، بكل شعبه. إن كل ما نريد قوله لهؤلاء الأوباش هو :

إذا عزم العراق فصدقوه
فإن العزم ما عزم العراق

الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حربنا مع الإرهاب
- من المسؤول ...؟
- صادق إطيمش - اكاديمي وكاتب يساري عراقي- في حوار مفتوح مع الق ...
- الجدل حول الحكومة العراقية القادمة
- التغيير ... بين الشعار والتطبيق على المسرح السياسي العراقي
- حُسن السلوك والسيرة ... شهادة تفتقر لها ملفات الأحزاب الديني ...
- الشيخ قال كِدَه ...
- ثمانون عاماً
- عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
- وسنظل نواجه التخلف الفكري
- مغالطات اليعقوبي
- نعم ... نحن لها
- مَن سيكسب الرهان ...؟
- وماذا عن الإثراء الفاحش ... مولانا ؟
- نواب ام أذناب ؟
- سوريا بين مآسي الحاضر وآفاق المستقبل
- البعثفاشية والإسلام السياسي وقاموسهما المشترك
- الثلاثي المتآمر على إغتيال ثورة الرابع عشر من تموز
- التحالف المدني الديمقراطي البديل للتغيير الحقيقي ، لا تبديل ...
- نعم ... التحالف المدني الديمقراطي قادر على التغيير


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - أيها الناس ... إنه العراق . . .