سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 10:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية (26) .
لنبى الإسلام حضور طاغى فى الفكر والوعى والإيمان الإسلامى لدرجة يُخيل لك أنه يناهز الحضور الإلهى فى فعالياته ,وقد تطرقنا لبعض تلك الملامح التى تثبت ذلك ولكن ليست هذه قضيتنا ذات الإعتناء بمقالنا هذا مع أمل الإستفاضة والتغول فى هذه النقطة ببحث قادم. ليعنينا هنا مدى تأثير الشخصية المحمدية على الإسلام والمسلمين ,فلا يستطيع احد أن ينكر مدى حضور فكر محمد وشخصيته الكاريزمية فى صناعة مشروع و تاريخ وضع لبنته الأساسية ليلقى النجاح وليظل فاعلاً حاضراً حتى الآن ليستحق بالفعل أن يكون من أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً عبر التاريخ من حيث الحراك والفعل بغض النظر عن إستحسان أنصاره ومريديه له أو تقبيح معارضيه فنحن نتحدث عن شخصية فارقة بالفعل .
محمد صاحب مشروع سياسى خرج من جزيرة العرب لينتشر ويتمدد شأنه شأن مشاريع قديمة وإن تفوق فى التصاعد فى فترة وجيزة لتختلط السياسة بالمقدس لذا جاء نجاحه وحضوره .
محمد نتاج طبيعى لظروف موضوعية صُهرت فى بوتقة زمانه لأقول أن هذه المنطقة حُبلت لتنتج محمد فلو لم يكن هذا المحمد لجاء محمد آخر ,وهذا لا ينفى الكاريزما الخاصة المميزة للقائد ولكننا نتكلم عن تفاعلات واقع موضوعى مجتمعى يُنتج البشر ويرسم التاريخ ولعل هذا يحتاج بحثا آخر فى تبيان ماهية الظرف الموضوعى الصانع للتاريخ ,فليس البشر من يصنع التاريخ .
محمد جاء بحزمة رؤى ونهج وسلوكيات لم تبتعد كثيراً عن البيئة الحاضنة بكل عصبياتها ونهجها وثقافتها وإرثها التاريخى وإن قدم رؤى مُغايرة بالطبع وإلا ماكان له أن ينتصر لأعتبر أن فكرة التوحيد ليست فكرة لاهوتية فى الأساس بقدر ما هى مشروع سياسى يبغى الوحدة وصهر المجتمع كله فى مشروع تعبوى .
ما يعنينا فى هذا المقال تناول نهج محمد وأقواله وأحاديثه وسنته ومدى خطورة حضورها بعد امتزاج السياسة بالمقدس لتطلب التواجد مُخترقة حاجز التاريخ والزمن لنجد نهج وفكر قديم بكل تفاعلاته ورؤيته ومذاقه ومزاجه مازال يطلب المزيد من الحضور والهيمنة ,فما صدره محمد من أحاديث علاوة على آيات كفيل أن يصيب حياتنا بالإرتباك والتخريب حال إمتثالنا الكامل لها فنهج نبى الإسلام وتوصياته جاءت لزمانه بصراعاته ورؤيته ونهجه وإسقاط هذه الحزمة على الواقع يجعل الماضى يقود الحاضر مما سيُجلب حتما كل تصادم وتخبط مع سلامنا وإنسانيتنا وسلام البشرية .
تعالوا نتطرق لقطرات من فيض أحاديث نبى الإسلام وكيف أن الإمتثال يعنى إرتطام رؤوسنا وحضارتنا وإنسانيتنا بقوة لتجلب الخراب والهلاك والتخلف ومن حُسن الحظ أن معظمها لم يعد له وجود لتدخل فى سراديب التاريخ ولكن للأسف هناك من يفتش فى الأوراق القديمة طالباً إستنهاض نهجه وقدوته حتى يجد حضوراً فاعلاً فى الفكر والسلوك ليدشن قطيعة وتصادم مع الحاضر ومن هنا نستطيع أن نؤكد رؤيتنا بأن التراث الدينى هو فكر بشرى بإمتياز بشرى جاء نتاج زمانه بكل معارفه وصراعاته وانفعالاته وأمزجته لذا فمن الخطورة بمكان إسقاطه على واقع مغاير فإما سيشل ويجمد الواقع عن الحراك أو يتهاوى به إلى مسيرة إرتدادية عن تطور المجتمعات الطبيعى .
سيكون نهجنا هو محاكمة للنص والفكر وليس محاكمة للشخصية من خلال سؤال " أأنت قلت " فالتاريخ بأشخاصه ليس تحت منظار النقد بالطبع كونه تاريخ ملك زمانه بظروفه وحراكه وثقافته ووعيه ومعارفه ليكون "أأنت قلت" تعنى نقد الفكر الذى يُراد له أن يتواجد فى زمان غير زمانه .
- أأنت قلت : ( من لم يغزو أو تحدثه نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية ) رواه مسلم عن أبي هريرة
هل قولك هذا يعنى عموم المسلمين أى هل هو خطاب تحذيرى للمليار ونصف مسلم بأنهم سيموتون ميتة الجاهلية من لم يغزوا أو يحدثون أنفسهم بغزوة ليبقى اصحاب غزوة مانهاتن هم المتبعين لنهجك وأوامرك .
لم يعد أحد فى عالمنا المعاصر يُفكر فى الغزو فمن يتحدث فى هذا يعتبرونه صاحب فكر فاشي قميئ مناهض لحق الشعوب فى الحرية والكرامة ,لذا فقولك هذا لا يُجدى فى عصرنا ولن يُقدم عليه أى مسلم حتى ولو كانت بشارتك له بالموت ميتة الجاهلية.
- أأنت قلت :( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله ) حسب أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2946.
هل قولك هذا أمر لعامة المسلمين أم خاص بك ,فلو خاص بك فليس هناك مشكلة سوى أنه لا داعى لمعنى النبوة والسنه والأسوة والقدوة الحسنة أن تكون حاضرة ,ولو كان أمر عام لكل المسلمين فللأسف لن ينفذوه إما كونهم تجاوزوا نهج قهر البشر على الإيمان ,فمنظومة عصرنا لن تسمح لأحد بأن يقهر أحد على الإسلام فهذا الأمر لم يعد يناسبنا ,أما من يرى كلامك صحيحاً ومازال يطلب تطبيقه وتفعيله بقهر غير المؤمنين على الإيمان بالقوة فهو هنا خارج عن التحضر والإنسانية ولن يسمح له بذلك .
- أأنت قلت : ( اغزو معي تبوك تغنموا بنات الاصفر) .
هل لنا أن نمتثل لنهجك هذا ونغزو جزر اليونان وبلاد الطليان حتى نفوز بشقروات بنات الإغريق واليونان ,وماأدرك يا نبينا بجمالهن أم أنك تعنى بالغزو خصوصيته بزمانك فإذا كان كذلك فسنعتبر أنك تاريخ أما بالنسبة لنا فالغزو قبيح فى زماننا ,
أسألك ماذا فعل أهل تبوك لكى تغزوهم ,وما الهدف من الغزو سوى التوسع والنهب والسبى لتغرى مقاتليك المهوسون جنسيا بحسن بنات الأصفر ,وهل تقبل أن يغزو الكفار بلادك وينالوا من بنات المسلمين أم لا .. وأليس بنات الاصفر وبناتهن هن مسلمات الغد ..عذرا هذا غير مقبول وإذا كنا نحن مهووسون جنسيا مثلكم فلن نغزو بلاد اليونان والطليان .
- أأنت قلت :( بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم )
هل هذا القول خاص بك أم هو جهاد عام لكل المسلمين ,وهل من تولاه دخل الإيمان ومن إنصرف عنه فقد ركن من أركان الإيمان ,وهل لنا أن نسأل بمن سيعتبر رزقه تحت ظل رمحه إمتثالاً لقولك هو نهج طيب وحسن سيُجازى عليه مثل دعوة الحوينى لغزو أوربا والإرتزاق من بيع العبيد والسبى أم لا .
- أأنت قلت :(ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة، والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم، فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً،واتقوا الله، إن الله غفور رحيم )
لأسألك هل يجوز لنا أن نقتل الأسرى وننهبهم ونأكل غنائمهم حلالاً طيباً إمتثالا لنهجك ولكن المشكلة أننا وقعنا على ميثاق حقوق الأسير التى تمنع قتله ونهبه ومقتنعون بها ,فهل حذونا هذا صحيح أم اننا هكذا إنتهكنا شرع الله وإتبعنا نهج شرائع وضعية .. وهل ذبح جماعة داعش والزرقاوى للأسرى صحيح وعلى نهجك المصطفى .؟!
- أأنت قلت «اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم يعني من لم ينبت منهم» رواه أحمد وأبو داود والترمذي و ابن الأثير في أحكام القتال والغزو باب "وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم لأمراء الجيوش"
نعلم أن هذا كان لحدث , ونعلم أيضا أن كل الأحاديث والآيات جاءت لحدث مُعين ولكنها أصبحت شريعة ونهج أسست لأحكام القتال والغزو فهل نتبع نهجك هذا عندما نحارب أو نغزو فنقتل الشيوخ .. لا يا سيدى هذه منهجية فاشية لا تنفع فى عصرنا ومع إنسانيتنا .عذراً هذه أحاديث عنصرية فاشية لن نقبلها .
- أأنت قلت :( لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلاَ النَّصَارَى بِالسَّلاَمِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ) رواه مسلم.
عزيزى محمد لن يقبل اليهود ولا النصارى بمشهد تضييق الطرق عليهم بل أرى المسلمين المتحضرين لن يقبلون بهذا ناهيك عن صعوبة تفعيله فنحن نعتبر هذا فى القرن الواحد والعشرون من أعمال العنصرية القميئة المُجرمة ولن نقبل بها .
- أأنت قلت : (لا يقتل مسلم بكافر).
هذا القول يعنى عنصرية قبيحة فجة علاوة على أنه يفتقد لأى معايير من العدل والإنسانية فهل تريد أن نتبع هذا التشريع العنصرى الذى سننته فى زمانك .
- أأنت قلت : ( دية المعاهد نصف دية الحر ) .
أليس هذا أيضاً قول عنصرى آخر ,فما المبرر الحقوقى الذى يجعل دية الذمى والمعاهد نصف دية المسلم أليس إنسان له نفس الحق والكرامة .. لا توجد فى حضارتنا وإنسانيتنا المعاصرة هذه القوانين ومن يسنها وينتهجها نعتبره عنصرى ونناهضه .
- أأنت قلت : ( نهيت عن عتقِ اليهودِ والنصارى والمجوسِ)
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 9/17 -الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 2/905- الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 4/379.
صحيح لم يعد عبيد فى عصرنا وهذا يعنى ان نهيك بلا قيمة ولكن يبقى له معنى بتلك النزعة العنصرية الإستعلائية التى تتغلغل فى الجين الثقافى الإسلامى خالقة ثقافة منتفخة متقيحة .
- أأنت قلت : (إن عقل اهل الذمة نصف عقل المسلمين ذكره النسائي. وعند الترمذي: عقل الكافر نصف عقل. )
هذا القول ينم عن عنصرية إستعلائية جوفاء لا يوجد ما يبررها سوى الغطرسة فلن نجد طفل فى عصرنا يرى أن عقل أهل الذمة نصف عقل المسلم وعذرا لو خاب توصيفك هذا ,فنحن نشهد فى عالمنا تفوقاً ملحوظاً لليهود والمسيحيين فى كافة مجالات العلوم والتكنولوجيا بينما تخلو الساحات من المسلمين لذا بغض النظر عن لا معقولية قولك فهو لن يخرج عن كونه رؤية عنصرية إستعلائية فجة .
- أأنت قلت :(كنتم خير أمة أخرجت للناس : خير الناس للناس ، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم ، حتى يدخلوا في الإسلام )- الراوي: أبو حازم المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح -خلاصة الدرجة: [صحيح]
هذا قول عنصرى يتعامل مع البشر بقهرهم وإنتهاك كرامتهم وإنسانيتهم ولن نقبله فى عالمنا المعاصر بل لا أتصور إنسانية المسلم المعاصر سيقبل به أو سيسعى لتنفيذه حتى يحظى بالإنتساب لخير أمة أخرجت للناس .
- أأنت قلت : (من لم يكن عنده ما يتصدق به فليلعن اليهود فإنه له صدقة ) الراوي: عائشة المحدث: يحيى بن معين -المصدر: تهذيب الكمال - الصفحة أو الرقم 20/453 .
قولك هذا يدخل فى إطار العنصرية علاوة على عدم لياقته فبدلاً من أن تحث المسلم على أن تكون الصدقة إماطة الأذى عن الطريق كما فى حديث لك سابق أو التعاطى الحسن والنبيل مع الآخر تجعل الكراهية واللعنات والمسبات صدقات لتقدم هذه الصورة مفردة قوية فى الثقافة الإسلامية الإستعلائية المتعجرفة .!
- أأنت قلت :( لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإن تسليمهم إشارة بالكفوف) صحيح الجامع, خلاصة درجته حسن.
ألا ترى أن قول كهذا يعطى تمظهر للعنصرية لا معنى لها .. ثم ما قولك أن المسلمين يسلمون بالكفوف فهل سلوكهم هذا قبيح ومخالفة صريحة لنهيك ونهجك .. أخشى ان يكون الجحيم مثواهم كونهم يسلمون بالكفوف .!
- أأنت قلت : ( النساء ناقصات عقل ودين ) .
سأترك قصة ناقصات دين وسأخوض في ناقصات عقل لأرى أنك يا رسول الإسلام صدرت لنا مفهوم عنصرى سيء تسلل إلى عقول البسطاء وأصبحوا يتعاملون معه كرؤية للمرأة مما جعل العزل والاحتقار والدونية من نصيبها والغرور والغطرسة من نصيب الرجل .. لا يوجد فرق بين عقل المرأة والرجل ,فالعقل والمعرفة لا يتوقف على نوعية أعضائنا التناسلية بل نجد نساء على مستوى راق من العلم والفكر والذكاء لتتفوقن على الكثير من الرجال .. لن ترضى النساء فى عصرنا كونهن ناقصات عقل ومن ترضى فهى مازوخية مازالت تتمرغ فى نفسية العبيد .
أحاديث غير لائقة .
- أأنت قلت ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) مسند أحمد 4/286 وقلت أيضا ( من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي وصححه العلامة الألباني ]
يستوقفنا قولك البغض فى الله الذى يعنى حسب فقه البراء وهو تقديم البغض والكراهية للبشر كونهم غير مؤمنين بالإسلام فقط لنجنى ثمار مرة من جراء هذا القول كالكراهية والتعصب والنبذ بلا أى داعى .
- أأنت قلت: (تَتوضَّأُ المرأةُ وتَغتَسلُ مِن فَضلِ غُسلِ الرَّجُلِ وطَهورِهِ ، ولا يتوضَّأُ الرَّجلُ بِفَضلِ غُسلِ المرأةِ ولا طُهورِها )الراوي: عاصم الأحول المحدث: البخاري - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 1/192
شئ يفضح نظرتك الدونية للمرأة وهى غير مُبررة وغير مُقبولة فغسل الرجل غير جيد ولا نظيف ولا طاهر حسب منظورك ,وغسل المرأة كذلك ,فما معنى هذا سوى نظرة دونية للمرأة وإستعلائية للرجل بدون أى مصوغ موضوعى .
-أأنت قلت :( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) صحيح البخارى – النسائى – مسند احمد الترمذى .
ألا ينطوى هذا الحديث على نظرة إجحافية دونية للمرأة فما الذى يمنع أن تكون قائدة إذا كانت تمتلك هذه القدرة بل أقول لك أن قولك أثبت التاريخ أنه غير صائب فقد تشرف العالم بنساء إمتلكن البراعة فى القيادة على كافة المستويات لنرى رئيسات وملكات ووزيرات فى منتهى الحنكة – لن نقبل بوصيتك هذه فهى غير حكيمة وذات نظرة إستعلائية إجحافية .
- أأنت قلت : (إن المرأة تقبل في صورة شيطان ، وتدبر في صورة شيطان ، فإذا أبصر أحدكم إمرأة فليأت أهله .فإن ذلك يرد ما في نفسه) صحيح مسلم.
لماذا تحقير المرأة بهذا الشكل ووصفها بالشيطان بينما الشهوة هى من الرجل وهوسه وهلوسته فلما لا يهذب نفسه ويروضها بدلا من تحميل المرأة حماقاته ودونيته وتوصيفها بالشيطان ,فالشيطان إن وجد فهو فى دماغ هذا المهووس جنسيا ونقول أيضا فى عدم حكمة هذا القول بسؤال عن حال الشباب الغض الأعزب المملوء حيوية ورغبة وليس له إمرأة يفرغ فيها شهواته فألا يعنى هذا أن توصيفك للمرأة بالشيطان لا يخرج عن التحقير والدونية .
- أأنت قلت :( لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه. )
لماذا هذه المهانة فإذا كنت تعتبره تقديراً للرجل فما هو تقدير الرجل للمرأة أن لا يجلدها جلد العبد إذا أراد أن يجامعها .!
- أأنت قلت : ( الحصير في البيت خير من امرأة لا تلد. )
هذا الحديث به كل القسوة بالرغم أنك نبى الرحمة المهداة ..كما أن هذا الحديث ينم عن جهل وعدم إيمان .فالجهل يأتى من تصوير المرأة كونها المسئولة عن الحمل وأن الأمر خاص بها فقط .. و يأتى عدم الإيمان من تجاهلك بأن عدم الإنجاب هى إرادة وترتيب ورزق إلهى فألم تقل : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) – لا اتصوره جهل بقدر ماهى رؤية إستعلائية شديدة القسوة لا تدرك حجم إهانتها من إستهتارها وغلاظتها .
- أأنت قلت : (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت )الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - لصفحة أو الرقم: 4021خلاصة حكم المحدث: صحيح .
هذا الحديث غير مناسب وغير لائق لنمط حياتنا ففيه من القسوة والامتهان الكثير فهناك شعوب تُجرم ضرب الحيوانات ثم أليس من المُفترض أن يكون الدار مأوى للحب والأمان والسلام والسكينة وليس مُعسكر اعتقال كمعسكرات أنظمتنا العربية القمعية التي تمارس الإرهاب والتعذيب والمهانة .السوط الذي تريد تعليقه سيزرع الرهبة والخوف والفزع ولن يكتفي بكونه مُعلق فهو ليس قطعة ديكور فسيأتي اليوم الذي ينزل من على الجدار ليُمارس جلده .
- أأنت قلت : ( لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يجامعها في آخر اليوم ) صحيح البخارى .
قصدت أن أضع هذا الحديث بعد حديث تعليق السوط على الجدار حتى لا يظن الطيبون أن السوط للإرهاب فقط ..نحن نرفض الجلد بأي صورة سواء أكان مبرحاً كالعبد أو غير مبرح فهو شيء غير آدمي ,ففى الغرب الكافر يُحاكمون من يتعامل مع الحيوانات بقسوة فما بالك تريدنا أن نتعامل بجلد المرأة .
انت توصى بعدم الإفراط في الجلد فربما يرغب الرجل أن يجامع امرأته بعد حفلة السياط هذه فيجد شيئاً يستمتع به يُجامعه !.. فهل معنى ذلك إن لم يكن لديه حاجة . فله أن يجلد ويمارس ساديته ويتوكل على الله .؟!!
كيف للرجل والمرأة ممارسة علاقة عاطفية بعد هذه العلقة الساخنة..وما معنى إغضاب إمرأتي ثم أمارس معها الجنس وأنا غاضب وهى غاضبة فهل وصلنا نحن البشر لهذه الدرجة من البوهيمية أم تريدنا أن نصل إليها .. أنت تُسن بدون أن تدرى لسلوكيات منحرفة وشاذة في ممارسة الجنس تكون السادية والماسوشيزم هي المُبتغى فى أداء العلاقة الجنسية .
- أأنت قلت : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتأته وإن كانت على التنور ).
نحن بشر ولسنا حيوانات فنعرف كيف نتحكم فى غرائزنا وهذا ما يطلبه الإسلام من الشباب الغض الذين تتقد أجسادهم بالرغبة والاحتياج فلا يجدوا سبيلاً لتفريغها لتطالبهم بالصبر وعدم الزنا بينما تحث الرجل المتزوج ان يكون كالبهيمة ليأتى إمرأته وهى تعمل على التنور فلا مراعاة لظرف غير مواتى ولا حالة نفسية وجسدية للمرأة فهذه الأمور خارج القاموس و شفرة الوعى .. لقد تحولت الممارسات إلى ثقب وقذف حيوانات منوية لنقترب من البوهيمية ولنخاصم شيء يقال عنه إنسانية وحب وترفق وذوق ,والغريب أنك لم توصى بحق المرأة ان تطلب أن يأتيها الرجل متى شاءت .
- أأنت قلت : (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) سنن النسائي.
أليس هذا غير لائق فالنساء فى عصرنا تستعطر لطرد الروائح السيئة وخصوصا فى فترة الطمث ولا يثير هذا شيئا فى نفسية الرجال بل تُستحسن العطور الجميلة ,فهل تحول الجمال لقبح ,وهل نعتبرهن زانيات أو يعتبروا أنفسهن زانيات لمجرد عطر فما هذه القسوة والتعنت أو قل ما هذه الهمجية الذكورية التى تهتاج من عطر .
- أأنت قلت : ( الشؤم في المرأة والدار والفرس ) .
عذرا لا يوجد شيء اسمه شؤم فهذه خرافة ,فلا يوجد شيء في الوجود يصدر موجات تأتى بالشر والسوء فهذا هو الهراء والخرافة بعينها..الشؤم شماعة الجاهل يعزى عدم فهمه للأمور المادية التى تنتج أحداث سيئة فيسقطه على شيء يكرهه ويبرر به الشر الحادث وسوء الطالع لينفس غضبه وجهله .. بالطبع أنت تعنى من وراء حديثك هذا أن المرأة تجلب الشر والفقر والسوء وقد وصلتنا رسالتك تلك ولكن هذا ظلم بَين وإهانة وتحقير لا يوجد ما يبرره ,كما يمنح الجهلاء الذين لا يفهمون أسباب الشر والسوء طريقاً لاحتقار المرأة ولعنها والتوجس منها .
هذه الأحاديث قطرات من غيث إنتقينا بعضها لنتغاضى عن الكثير من الأحاديث التى تتعاطى مع العبادات والحلال والحرام والآداب وتفسير الظواهر الطبيعية وغيرها من المشارب التى تتطرق لها نبى الإسلام .
لا يهمنا تقييم أحاديثه أن كانت صالحة أو مُنسجمة مع مجتمعه حينها أم لا فليس لنا أن نُقيمها كونها حسنة أورديئة فهى ملك زمانها ,ولكن يحق لنا أن نعلن بكل صراحة وقوة أنها غير صالحة فى عصرنا مُتصادمة معه وذات تأثير مُخرب ومُدمر عندما تجد الحضور فى واقعنا ومجتمعاتنا فهذا يعنى إنتهاك إنسانيتنا وكرامتنا وحريتنا.. الأديان فكر بشرى الهوى والنزعة والهوية .
دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
