أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - حسن جزرة : المجرم و الثورة














المزيد.....

حسن جزرة : المجرم و الثورة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصور السائد بين الليبراليين و الإسلاميين و اليساريين "التقليديين" عن الثورة , و هو تصور مؤقت و مشروط و محدود جدا , يصور الثورة على أنها من فعل بشر "طيبين" , "ضحايا" للنظام القائم , و أنها يجب أن تنتهي بوضع جديد "تتخلص" فيه منظومة القمع و الهيمنة ( السلطة ) و منظومة إنتاج الربح ( الملكية الخاصة ) من كل "العيوب" و "الأخطاء" الفادحة التي أصابتها بفعل الأنظمة الاستبدادية السابقة .. طبيعي ألا يكون هناك مكان "للمجرمين" في مثل هذا التصور الخيالي و الميت عن الثورة , لا أثناءها و لا بعدها .. "المجرم" كعدو للسلطة و كمعتدي على الملكية الخاصة "المقدستين" لا مكان له خارج مؤسسات العقاب القائمة , إنه عدو "للمجتمع" و ليس فقط للسلطان أو لصاحب الملكية الخاصة , و يجب دوما تعقبه و قمعه و معاقبته .. مصير شخص كحسن جزرة مثلا لم يكن ليختلف بين نظام الأسد و "دولة" داعش "الإسلامية" و "دولة" الليبراليين "المدنية" .. الأولى لاحقت حسن جزرة و حكمت عليه مرارا بالسجن , و الأخيرة حكمت عليه بالموت , مصير لم يكن ليخطأ الرجل لو قدر له أن يعيش في الدولة المدنية الموعودة للمعارضة الليبرالية .. الحقيقة أنه خلافا لذلك التصور الساذج عن "الثورة" , فإن الثورة هي نتاج حالة رفض للنظام القائم تشمل كل من يضطهدهم , و من بينهم "المجرمين" بالطبع .. تقول الرواية أن حسن جزرة الذي كان قد اعتقل عشرات المرات و وقف مرارا أمام محاكم الأسد لارتكابه جرائم مختلفة , غضب لتعرض أخيه للاعتداء على يد الشبيحة في إحدى المظاهرات , من هنا ستبدأ القصة - الأسطورة , التي تزعم أن حسن جزرة رد بقتل بعض الشبيحة ثم ضابطا في جهاز أمني خطير , لينتهي قائدا لكتيبة في الجيش الحر , قبل أن يقتل على يد داعش عقابا على "سرقاته و جرائمه" .. و لأن أمثال حسن كانوا فاعلين جدا في مواجهة قمع النظام و في العنف المضاد لعنفه , و لأن وجودهم ضمن الثورة غير قابل للإنكار أو النفي , فقد أصبح التبرؤ منهم و رفضهم و اتهامهم بكل "مصائب" الثورة و "أخطائها" ركنا أساسيا في السردية الدارجة للمعارضة الليبرالية - الإسلامية - اليسارية عن الثورة السورية .. على الرغم من كل "خلافاتهم العميقة" فيما بينهم , يتفق كل هؤلاء , مع نظام الأسد ضمنا , على إدانة حسن , وصفه بالمجرم , و على محاكمته .. إذا كان هذا يعني شيئا فهو مركزية و قداسة السلطة و الملكية الخاصة عندهم جميعا : لا يمكن التسامح أبدا مع أي اعتداء على ضرورة الخضوع للسلطة أو على الملكية الخاصة , حتى من قبل "الليبراليين الطيبين" الذين عادة ما يبررون لأمثال حسن أفعالهم على أنها ردة فعل على واقع صعب , على قدر أعمى .. هم أيضا يتشابهون في الممارسة اليومية : فالمعارضة الليبرالية و الإسلامية , السياسية و المسلحة , بدءا بالائتلاف و مؤسساته "الإغاثية" و انتهاءا بالنصرة و داعش , تفرق , تماما كما يفعل نظام الأسد , بين سرقاتها و جرائمها "الشرعية" المبررة المسكوت عنها , و بين جرائم أمثال حسن جزرة المدانة و التي تستوجب العقاب , بين الجرائم التي تتم تحت نظر و بصر و حتى حماية رجال تطبيق "القانون" , و بين الجرائم التي تستوجب الملاحقة و العقاب الصارمين .. بالعودة إلى حسن جزرة نفسه : قد يكون صحيحا أنه و أمثاله ضحية للنظام القائم , لكن هذه ليست كل الحقيقة .. فحسن جزرة و أمثاله ليسوا فقط ضحايا , إنهم أيضا دعاة نمط تفكير و حياة , و ربما نمط إنتاج , مختلف .. مختلف عن النمط الطهري الإيثاري الذي تدعو إليه أية سلطة و تطالب رعاياها بالالتزام به .. قد يمكن وصفه بأنه نفعي , إبيقوري ( إذا استعرنا مصطلحا فلسفيا جديا ) , جاهلي , إجرامي , خارج على القانون , أو معادي للمجتمع الخ .. لكن حسن جزرة مع ذلك ليس إلا حالة إجرامية انتقالية .. لأن الثوار أو المتمردين يركزون غضبهم و عنفهم عادة على عدوهم المباشر , فإنهم لا يعادون بعد النظام "ككل" .. و بدلا من أن يكونوا ضد كل شيء يكتفون بأن يكونوا ضد مضطهدهم المباشر , و بدلا من أن يعملوا على تحطيم كل شيء يكتفون بأن يحاولوا تحطيم أكثر قيودهم إرهاقا و إيلاما , لم يصبحوا بعد ذلك المجرم الكامل الذي لا يكتفي بأن يسرق , بل يريد تدمير منظومة السرقة و النهب ذاتها , الذي يريد تدمير كل شيء لا تغيير الحراس فقط , الذي يريد تحرير رغبته و إرادته من أي عائق أو تابو , ذلك المجرم الكامل , القادر على تغيير العالم ....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة الثورة , متعة الثورة
- عمر عزيز و نهاية المثقف
- كم أتمنى لو أني كنت مخطئا و أنكم على حق
- السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل
- بين العبث و الثورة , تأملات ثورية بعد قراءة دانييل خارمز
- الحرب في بر الشام
- هيك , حكي نحشيش
- داعش و أخواتها
- محاولة للنظر في المرآة
- رد متأخر , العزيزة ليندا
- عدونا هو العبد للأناركي الفرنسي نويل ديميور
- عن قصة المؤامرة
- حقيقة الجهاديين
- تقبل الآخر : كعلاقة هيمنة لإيريك إمبسون و آريانا بوف
- مانديلا : انتصر على الأبارتيد , و هزمته النيوليبرالية لجوناث ...
- ثورات في منتصف الطريق
- هل تكون الطائفية هي الثقب الأسود لربيع الثورات الشعبية
- ماذا يمكن للثوري الايطالي كاميليو بيرنييري أن يقول اليوم للث ...
- تأملات في جنيف 2
- مناضلون ضد النازية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - حسن جزرة : المجرم و الثورة