أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مرض عسر النقد الحزبي في غزة














المزيد.....

مرض عسر النقد الحزبي في غزة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4479 - 2014 / 6 / 11 - 07:23
المحور: كتابات ساخرة
    


هكذا خرجت إسرائيلُ بريئة من دم حصار غزة، بعد أن نقلتْ مفاتيح السجن، وأقفال الحصار، من أيدي المحتل الغدَّار، إلى أيدي الأهل والأنصار، ليضغطوا بأيديهم المناضلة الطاهرة!! على حنجرة غزة الضيقة، يمنعونها من استهلاك هواءٍ زائدٍ عن حاجتها، حتى لا تعتاد التبذير والإسراف، وكذلك لحمايتها من موجاتٍ هوائيةٍ ملوَّثةٍ ، يمكنها أن تتسلل عبر الحدود والمعابر والأنفاق، فتصيبُ رئات الجماهير بالتهاب التمرد والعصيان!
فالتبذير والإسراف، محظورٌ في الشرائع والقوانين، مع العلم أن الراغبين في التنفُّس الزائد عن الحاجة، عليهم أن يدفعوا ثمنا، نظير تخفيف أصابع يد السجان عن حنجرة غزة!
يا حاملي مفاتيح السجون، هأنتم تدخلون موسوعة غينس للأرقام القياسية، فلم يشهد التاريخُ القديمُ والأوسط والمعاصر، أن أهل مدينةٍ، غيرَ غزةَ، المشهورةِ بالبطولات والتضحيات، قرروا أن يغلقوا جيوب أهلها، ويمنعوا الطعام عنها، إلا إذا وُزِّعَ الطعامُ بالتساوي بين الجميع، فقد قاموا لأول مرة في التاريخ بإغلاق البنوك والمصارف، ومنع الغزيين من الاقتراب من أجهزة الصرَّاف الآلي!
فأهل غزة، ليسوا مبتدعي تعبير(انتفاضة) في قاموس العالم فقط، فهم اليوم مبتدعو تعبير(الجوع للجميع)!
وهم بهذا السَّبٌقِ يُعتبرون باعثي مصطلح (الغفارية) نسبة لأبي ذر الغفاري داعية الاشتراكية الأول في التاريخ!!
ومِن منطلق التمايُز، فإنني أقترح الخطوات التالية، لكي نحقق في غزة؛ الأفلطونية، والفارابية، واليوتوبية، ومدينة الشمس الحُلمية،
أنا أقترح تعزيزا لمبدأ المساواة المطلقة في كل شيء، أن نستفيد من تجاربنا الطويلة في باب كوبونات الغذاء والدواء والوقود، بأن نؤسس يوتوبيا غزة، غزة المدينة الفريدة في التاريخ، ويمكننا تحقيق حلم مبتدع مدينة اليوتوبيا، توماس مور، وجمهورية أفلاطون، في غزة اليوتوبية الأفلاطونية، بالخطوات التالية:
أن نوزع الغذاء والوقود بحسب عدد أفراد كل أسرة، على أن تكون وجباتُ الغذاء، متفقا عليها من الفصائل والأحزاب السياسية، حتى لا يُصابَ الغزيون بمرض (عسر النقد الحزبي) وهو مرضٌ مُعدٍ، سريع الانتشار، يؤدي إلى (تسوُّس الأحزاب الكبرى) وأن يكون الاتفاقُ مُوَثَّقا في الجامعة العربية، وهيئة الأمم المتحدة، ومُعتمدا من الأسرى والمُحررين!
أن نَعين على كل بابٍ ثلاثة جنود، يمثلون ثلاثة فصائل وأحزابٍ فلسطينية كبيرة، على الأقل، لتفتيش جيوب سكان البيت، لضبط النقود المتسللة إلى الجيوب، خشية أن تتسلل بعضُ النقود الاحتلالية،والرأسمالية، والإقطاعية، والكمبردورية، والفاشية، والأتوقراطية، والأولجارشية إلى جيوب جمهور العوام، وهذا يؤدي بالطبع إلى إفسادهم وتضليلهم، مما يؤدي للإخلال بتوازن النظام الحزبي الفلسطيني برمته!
ألا نسمحَ بالسفر لأحدٍ من أهلنا، عبر أيِّ منفذٍ حدودي، إلا إذا سافرنا جميعُنا، فلا نقبل من أية دولة من الدول، مهما كانت مكانتها، أن تحرم بعضَنا من السفر، وتسمح لآخرين، أما عند العودة، فعلى العائدين أن يقدموا كشوفاتِ حساباتهم البنكية واللقاءاتية، وأن يخضعوا لاستجوابٍ أمام ثلاثة من ضباط الأحزاب الكبرى !
أن ننفي من مدينتا الفاضلة كل مَن تُسوِّل له نفسه أن يبقي محايدا، لا ينتمي إلى حزبٍ من الأحزاب!فكل مَن يبقى خارج الطوائف والقبائل والأحزاب، عليه أن يدفع رسوم تركيب عدادٍ خاص على فمه لقياس ذبذبات اللسان، وحركات الفم وخطوات القدمين!
مع العلم بأننا نعتزم تسويق آخر ابتكاراتنا في كتاب غينس للأرقام القياسية، وهو جهازٌ جديد، قادرٌ على قياس نوايا الجماهير وتوجهاتها، مع قدرة الجهاز الجديد على استشراف أحلام العوام، وهم يغطون في سباتٍ عميق! عاش الحصار، وللحرية العار!!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى سفرائنا في دول العالم
- لا يحدث إلا في غزة
- نوابغ ومجانين العرب
- من أسرار زيارة البابا
- إسرائيل الوريث الوحيد للجنس السامي!
- أين نحن من إفريقيا؟
- اغتيال وتصفية عاموس عوز
- عميل الإنترنت في كوبا
- قصص نساء يهوديات معنفات
- نضال فلسطيني حضاري
- انتحار الآباء من مناهج الأبناء
- غشني في السعر، لا البضاعة
- هل بوتفليقة أسدٌ حطوم؟
- الفتاة السوداء إيهود باراك
- وجه آخر للنضال في غزة
- أوباما يتسول في السعودية
- حكاية عجين نتنياهو النجس!
- الغش في الأبحاث الجامعية حلالٌ
- أول كتيبة مالية صهيونية
- روج على شفاه عربية مشقَّقة


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - مرض عسر النقد الحزبي في غزة