أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى رباح - صياغة نظام إقليمي عربي جديد!!!














المزيد.....

صياغة نظام إقليمي عربي جديد!!!


يحيى رباح

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 20:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من قلب ضرورات مصرية ملحة و طارئة لا بديل عن الاستجابة لها، و نتاج ثورتين شعبيتين احتوتا الشعب المصري بكل شرائحه و طبقاته و تنوعاته من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب جاء الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي، محملاً بقدرها بل من المعرفة شبه اليقينية بحقائق الأمور ليس في مصر وحدها، و إنما في الإقليم كله من الجزائر إلى إيران و من السودان إلى تركيا، و من المعروف أن المعرفة هي قوة و مسئولية في آن واحد.
و رغم أن خطاب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي في مراسم التنصيب بدا و كأنه يركز على الشأن الداخلي المصري، و خاصة موضوع الأمن، و إعادة صياغة العلاقات الداخلية، و هيبة الدولة التي لا يجب أن ينافسها أحد و لا يوازيها أحد تحت أي اعتبار!!! و لكن رجلاً قادماً من أصلاب أهم و أقوى مؤسسة وطنية مصرية و هي الجيش المصري الذي له خصائص معينة منذ أيام الفراعنة وصولاً إلى تأسيس مصر الحديثة في بداية القرن التاسع عشر على يد محمد علي، يدرك أن تقدير الموقف الداخلي في مصر يرتبط بشكل عضوي و عميق بتقدير الموقف في الإقليم و في نمط العلاقات الدولية في أن واحد، و لم يحدث و لا مرة واحدة أن كانت مصر معزولة أو بعيدة عن التأثر و التأثير في هذه المنطقة التي تحكمها ضرورات الجغرافيا السياسية، و لذلك رأينا جمال عبد الناصر – على طريقته الخاصة – يسير و يترك في نفس خارطة محمد علي الذي وصل تأثير مصر في أيامه من الأناضول إلى بلاد الشام إلى شبه الجزيرة العربية إلى السودان و الصومال، فهذه هي حدود الأمن القومي للدولة المصرية و هي نفسها حدود الأمن القومي العربي.
و لكن تقدير الموقف داخل مصر يظل هو الأساس، لأنه قاعدة الإنطلاق، و لكن دون أن تغفل عين صاحب القرار عن المنطقة لحظة واحدة، فحين تغفل عين مصر، و حين ينضغط مجالها الحيوي، فإن مصر تضعف كثيراً، و تتفاقم مشاكلها إلى حد الاستعصاء، و تصبح هي الشقيقة الأكبر و لكن في نظام إقليمي عربي مريض و عاجز عن الفعل و التأثير.
آخر عهد للاشعاع المصري في المنطقة كلها كان قبل أربعين سنة في حرب تشرين عام 1973، فالقرار المصري و قتها استوجب بالضرورة علاقة متميزة مع سوريا، و استوجب بالضرورة صياغة جديدة للنظام الإقليمي العربي، كان من زموزه آنذاك صياغة جديدة للنظام الإقليمي العربي، كان من رموزه آنذاك جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز، و لطن مفردات النظام الإقليمي العربي كلها دارت حول الدور الرئيسي و المحور الرئيسي، و لكن مع الدخول في مدارات كامب ديفيد الأولى جعل السرب يتفرق، بل إن قائد السرب و هي مصر جاء عليها الدور لتكون و حيدة و معزولة، و كانت الخسائر نتيجة لذلك فادحة و طويلة المدى، فقد اجتاحت إسرائيل لبنان و احتلت عاصمته بيروت و خرجت منظمة التحرير من أرض الصراع اليومي إلى المنفى الجديد، و بدأ المحور السعودي المصري السوري يتآكل إلى حد الخصومة، و لم يعد النظام الإقليمية العربي قادراً على إنجاز شيء لنفسه، بل أصبحت معظم قراراته استجابة لمتطلبات الآخرين أو ردة فعل على بعض المواقف الإقليمية، و ظل الوضع العربي في حالة مصادرة و تدهور فقفز صدام حسين إلى الهاوية باحتلال الكويت و انتهى الأمر بإعدامه و تقسيم العراق على قواعد صريحة طائفية و عرقية و تحول جيش العراق العظيم إلى شظايا!!! و أخذت موجات الإسلام السياسي تعربد في المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، و حوصر ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله و عجز النظام الإقليمي العربي أن يؤمن له مجرد الحضور في قمة بيروت 2002، بل عجز النظام الإقليمي العربي عن إذاعة كلمة متلفزة له استجابة للضغوط الأميركية و التهديدات الإسرائيلية، و تواصل التدهور إلى ما رأيناه في الثلاث سنوات الأخيرة.
استعادة الإرادة المصرية، و تقدم مصر في خارطة الطريق و انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الحجم الكبير من التفويض المصري و الاحتياج العربي، هو بمثابة محطة فاصلة، و وعد رئيسي نحو المستقبل، باستعادة العافية المصرية من أجل استعادة العافية العربية.
هذا الوعد أمامه صعوبات حقيقة، و لكن تسانده ضرورات ملحة و عربية ملحة لا بديل عن تحقيقها، خاصة و أن الإقليم الذي نحن مكون رئيسي منه على مستوى الأمن و المصلحة و عبقرية المكان و عبقرية التنوع ليس مثلما كان، فهناك طموحات خطيرة، و هناك أدوار ملتبسة، بل إن جيراننا التاريخيين في الإقليم و خاصة في إيران و تركيا قد تضخمت لديهم الأحلام الإمبراطورية على حسابنا و ليس على حساب أحد آخر في العالم، كما أن النظام الدولي يأخذ قضايا من بين أيدينا و يديرها بما يتفق مع مصالحه ، و يكفي أن ننظر لما يجري في ليبيا و ما يجري في سوريا، فكيف يمكن أن يكون النظان الإقليمي العربي موجوداً بدون سورايا، و كيف يمكن أن يكون شمال أفريقيا العربي مستقراً بدون ليبيا؟؟؟ و الأسئلة مستمر بلا حدود!!!
صعود مصر إلى استقرارها، و استعادة دورها، و تفعيل مجالها الحيوي بقيادة رئيس انتجته الضرورة، و صعد به الاحتياج المصري و العربي، هذا الصعود من المحتم أن تكون أول أولوياته إعادة صياغة النظام الإقليمي العربي، بحيث يعود هذا النظام الإقليمي فاعلاً و ليس تابعاً، له رؤاه و أولوياته و ليس ملحقاً بأولويات الآخرين.
[email protected]
[email protected]



#يحيى_رباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة مبهرة في مشوار صعب !!!
- الوطنية الفلسطينية والصعود الى الاستقلال!!!
- إفشال القفزة الإسرائيلية الثالثة!!!
- استعادة الثورة واسستعادة الدولة !!!
- عودة الوعي و عودة الروح!!!
- لا احد يصدق شايلوك!!!
- لا احد يصدق شايلوك!!!
- العودة الى الثوابت فيي ظل العواصف!!!
- لك المجد ايها الالم العظيم !!
- ذاكرة من حرير!!!
- المواطنة سياج الدفاع الحصين !!!
- سوريا تنتخب سوريا تنتصر!!!
- معركة المصداقية !!!
- حكومة إسرائيلية غير مقنعة!!!
- المصالحة الفلسطينية الضرورات ملحة فهل الارادة حاضرة ؟؟؟
- دربكة في اسرائيل !!!
- قصص نساء معنفات في إسرائيل!!!
- للمرة الثالثة !!!
- عبقرية الحضور في ذكري الغياب
- ثورة الجزائر-شجرة باسقة في حدائق الذاكرة-


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى رباح - صياغة نظام إقليمي عربي جديد!!!