أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كامران جرجيس - مصر الى أين ؟ بعد فوز السيسي وسقوط جماعة الاخوان















المزيد.....

مصر الى أين ؟ بعد فوز السيسي وسقوط جماعة الاخوان


كامران جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 15:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تشهد مصر منذ ثورة يناير 2011 التي انطلقت شرارتها في ميدان التحرير واجبرت الرئيس العنيد حسني مبارك على التنحي من الحكم والخنوع لمطالب الشعب بعد ثلاثة عقود من حكم مصر تطورات دراماتيكية التي قد تحمل في ثناياها الكثير من الغموض والمفاجاءات للمصريين او ربما قد تنتهي هذة التطورات بفتح افاق الاستقرار السياسي والاقتصادي على المصريين وتحقيق المبتغى الاساسي لثورتهم ..الديقراطية في الامد البعيد.
لعل تحليل أسباب سقوط جماعة الاخوان المسلمين التي دخلت على خط الثورة متأخرة وسعت الى مصادرة اهدافها وخنق روحها الديمقراطي لمصلحة مبادئها وبرامجها الاسلامي عن طريق تغيير الدستور بعد فوز مرشحها محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية قد يتيح لنا فهم الواقع السياسي الراهن الذي وصلت اليه مصر حيث تمكن وزير الدفاع السابق اللواء عبدالفتاح السيسي من الفوز بمنصب رئيس الجمهورية بنسبة 96% من اصوات الناخبين بعد ان قاد انقلابا ابيضا ضد حكم الاخوان وزج الرئيس مرسي مع عشرات من قيادي الاخوان والالاف من مناصري الجماعة في السجون المصرية.
استفادت جماعة الاخوان المسلمين التي لديها تاريخ طويل في مجال العمل التنظيمي يعود الى العشرينيات من القرن المنصرم، عشية ثورة يناير 2011، من عدم وجود تنظيم قيادي موحد وراء المظاهرات التي عمت ميدان التحرير في القاهرة ومدن مصرية اخرى والتي ضمت في صفوفها جميع شرائح المجتمع ومن مختلف التوجهات السياسية، يسارية، علمانية، ديمقراطية ودينية. وتمكنت جماعة الاخوان التي دخلت في تحالف مع القوة العلمانية خاصة الشباب، خلال فترة زمنية قصيرة من تعزيز مواقعها في المجتمع وتنظيم جمهورها. ولان لجماعة الاخوان خبرة طويلة في ادارة الصراع مع المؤسسة العسكرية، تمكنوا ايضا من اتقان اللعبة مع المجلس العسكري الذي كان حاكما فعليا للبلاد حينذاك بمنتهى الدهاء والحذر اذ رفعوا التحدي بوجه المجلس حيناً وهادنه حيناً اخر. تولدت لدى جماعة الاخوان نزعة الغطرسة والتفرد بالحكم والتفكير اللاواقعي بدلا من التفكير القائم على التحليل الموضوعي للاشياء والاحداث. ولم ترضى الجماعة بتقسيم السلطة مع القوى الثورية الاخرى من المدنيين والعلمانيين واشراكهم في تحمل المسؤولية ظناً منها بانها لديها الحل لجميع مشاكل المجتمع.
لم تدرك جماعة الاخوان حجم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والبطالة والفقر الذي كان ومايزال يواجه مصر- فبدلا من الاسراع في ايجاد الحلول الناجعة للتحديات المذكورة عن طريق الاستعانة بخبراء الاقتصاد وادارة شؤون الدولة، سعت الجماعة الى تغيير الروح والطابع العلماني للمجتمع المصري من خلال استخدام الاماكن العامة والملاعب الرياضية كمنابر لنشر مبادئها وخطابها السياسي. نست الجماعة بان قيادة التنظيم تختلف عن قيادة الدولة بحجم مصر وان التواجد في معسكر المعارضة يختلف ايضا عن مهمة استلام السلطة التي تقتضي المسؤولية والحنكة واشراك الاخرين في تبني القرارات.
لم تتمكن جماعة الاخوان من امتصاص زخم الاحباط الذي اصاب الشارع المصري الذي كان تواقا لقطف ثمار الثورة . ولم تعي الجماعة بالاحباط الذي اصاب المؤسسة العسكرية التي فقدت نفوذها السياسي وكانت على وشك ان تفقد جميع امتيازاتها الاقتصادية والسياسية في المجتمع ولم تدرك بان المؤسسة كانت تحضر نفسها للانقضاض على اية فرصة للتخلص من الاخوان المسلمين. كان حلم جماعة الاخوان المسلمين في مصر هو تطبيق نموذخ جماعة اخوان المسلمين التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية.
لم تدرك قيادة الاخوان في مصر بأن حزب العدالة والتنمية التركي هو نتاج سياق تاريخ وثقافة سياسية يختلف عن تاريخ والثقافة السياسية لمصر. استفادت جماعة الاخوان في تركيا من التجربة الديمقراطية والعلمانية التي اسسها مصطفى كمال اتاتورك بعد انشاء تركيا الحديثة في 1923على انقاض الخلافة العثمانية. واستفاد رجب طيب اردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية من تجربة الاب الروحي لجماعة الاخوان التركية ورئيس حزب الرفاه التركي السابق السيد نجم الدين اربكان الذي لم يتقن الصراع جيدا مع حراس المبادىء العلمانية من جنرالات المؤسسة العسكرية عندما انقلبوا على حكومته في 1996. ادرك اردوغان الذي كان عمدة لمدينة اسطنبول قبل ان ينتخب رئيسا للحكومة في 2002 مبكراً بان ايجاد الحلول الناجعة للمشاكل الاقتصادية والبطالة التي كانت ترهق كاهل الدولة التركية في الثمانينيات والتسعيننيات من القرن المنصرم عن طريق الاصلاحات الاقتصادية وتقديم خطة فعالة لمحاربة الفساد هو الحل الامثل لكسب ود وثفة الناخب التركي ومن ثم تهميش دور المؤسسة العسكرية في المجتمع لاحقاً. وقام اردوغان بذلك وحقق حزبه فوزين متتالين في الانتخابات النيايبة الماضية بعد ان وضع الاقتصاد التركي في مصاف الاقتصادات المتينة في المنطقة والعالم.
وكان بامكان قيادة الاخوان في مصر الاستفادة على الاقل من ستراتيجية اردوغان الاقتصادية. لم تتمكن قيادة الاخوان في مصر من اتقان التعامل مع ملفات سياسة اقليمية مهمة كملف حركة حماس والعلاقة مع ايران والسودان ودول الخليج باستثناء دولة قطر التي كانت تدعم الاخوان. ولم تتمكن الجماعة من تبديد مخاوف دول اقليمية مهمة مثل السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت من احتمال تصدير مبادئها اليها- علما بان الدول الخليجية المذكورة لديها تفسير دنيوي وديني غير مطابق تماما مع تفسير الاخوان.
اللواء عبدالفتاح السيسي الذي توج رئيسا لمصر ويعتبر خامس رئيس مصري يأتي من المؤسسة العسكرية توعد بانه سوف ينهي جماعة الاخوان ووعد المصريون بالعمل الدؤوب لاجل ايجاد الحلول لمشاكلهم الاقتصادية والمعاشية. يحظى السيسي ،على خلاف مرسي، باسناد قوي من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول االخليجية المذكورة انفاً التي قدمت له معونة مالية بمليارات الدولارات. لكن التقدم على مستوى الاقتصاد يبقى مرهونا باستقرار السياسي في مصر وبطريقة ادارة وعقلية السيسي لحكم البلاد في المستقبل. وعلى السيسي ان يدرك جيداً بان الاستقرار لاياتي الا عن طريق المصالحة مع الخصوم خصوصا وانه ابعد مرسي عن الحكم بطريقة غير قانونية مهما كثرت التفسيرات.
وعليه ان يعرف بأن التجربة الديمقراطية التي جاء من خلالها الى الحكم هي قائمة على التعدد في الاراء وتفسير الامور والاعتراف بالخصم والدخول معه في صراع جدلي وفكري مستمر. الديمقراطية لاتبنى على محو الخصم كما يراد السيسي والذي يتوجب عليه ان يعيد النظر بتاريخ صراع الانظمة المصرية مع جماعة الاخوان التي تشكل شريحة مهمة وواسعة من الشعب المصري. وعلى السيسي ان يدرك بان روح ثورة يناير 2011 مازال حياً وان الثوريين مازالوا موجدين وينتظرون منه نتائج. قد تتحول حقبة السيسي الى بداية للتقدم والاستقرار السياسي وتصحيح مسار ثورة يناير او قد تؤدي الى اعادة حكم البلاد وفق عقلية العسكر وهذا مااستبعده شخصباً، لانه يبدو لي بان حاجز الخوف عند الثوريين في مصر خاصة من جيل الشباب قد انكسر وانهم تأثروا بعبارة الشاعر الالماني غوته " العالم يتحرك الى الامام بفضل هؤلاء الذين يعترضون"
اما بخصوص المستقبل السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، يقول الصحفي والمؤلف المصري السيد اشرف خليل في مقاله حول مستقبل الجماعة في (مجلة تايم الانكليزية) في عددها العشرين الصادرة في 26 مايو 2014 انه حتى لاتنسى الجماعة تماماً في الخارطة السياسية في مصر يتوجب عليها تقديم اعتذار للقوى العلمانية التي خذلتها بعد الثورة. ويقول المستشار السياسي السابق لرئيس محمد مرسي الدكتور وائل حضرة في نفس المقال ان الجماعات الثورية والعلمانية ينتظرون اعتذارا من جانب الاخوان قبل الحديث عن المصالحة السياسية معها ويقول حضرة بان الجماعة بدات بالفعل بشكل سري بمناقشة وتشخيص الاخطاء التي وقعت فيها . ويضيف حضرة الذي يعمل طبيباً ويقيم في كندا اذا ارادت الجماعة بان تعود الى مضمار السياسة من جديد يتوجب عليها تمديد يد المصالحة مع القوى الثورية والعلمانية التي ترى من السيسي حلاً ملائما في الوقت الحالي.



#كامران_جرجيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينتابني شعور بالخيبة.....


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - كامران جرجيس - مصر الى أين ؟ بعد فوز السيسي وسقوط جماعة الاخوان