أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟














المزيد.....

من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4478 - 2014 / 6 / 10 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أيار عام 1948، قررت بريطانيا، القوة المنتدبة على فلسطين، أن تنسحب وتترك العرب واليهود ليصفوا حساباتهم، وكان كلا الطرفين يشن الهجمات على القوات البريطانية، وكل منهما كان يعتقد أنه سينتصر على الآخر بعد جلاء الإنجليز. اليهود كانوا قد جندوا 60000 رجل وإمرأة مسلحين ببنادق أتوماتيكية ورشاشات، والفلسطينيون لم يكن لديهم أسلحة لأن بريطانيا كانت تصادر كل قطعة سلاح لديهم وتعلق رجال المقاومة الفلسطينيين على أعواد المشانق، ولكنهم إعتمدوا على الدول العربية وتوقعوا أن جيوشها ستقضي على الكيان الجديد. وقد برهن الجيش العربي الأردني أنه القوة العربية الوحيدة التي يُعتد بها، واستطاع هذا الجيش عند وقف إطلاق النار أن يحتفظ بما أصبح يسمى الضفة الغربية ومن ضمنها أغلى شيء في فلسطين وهي القدس.

لقد حققت إسرائيل أول إنتصاراتها وأسست دولة، ولم يصدق اليهود ما حصل، وخاصة الحركة الصهيونية، وأصدقاء إسرائيل في الغرب، لأنهم لم يتوقعوا إنتصارا كهذا. وفي السنوات والعقود التالية حققت إسرائيل إنتصارات أخرى، وكان الكثيرون في الغرب يتعاطفون معها، فقد تخلصوا من مشكلة اليهود عندهم وشعروا أنهم كفّروا عما اقترفوه من ذنوب تجاه اليهود عبر العصور، رغم أنهم جعلوا من الفلسطينيين كبش فداء. لقد وعد الإنجليز اليهود، بعد الحرب العالمية الأولى، أن يسمحوا لهم بإنشاء "وطن قومي" في أرض فلسطين، ونفذوا هذا الوعد خلال الثلاثة عقود التي تلت هذه الحرب، وغادروا فلسطين بطريقة لا أخلاقية وخيانية بعد أن مكّنوا المهاجرين اليهود من بناء قوتهم وجردوا الفلسطينيين من أي نوع من السلاح، ولم يتحملوا هجمات العصابات اليهودية الدموية بقيادة مناحيم بيغن ويتسحاق شامير فهربوا وتركوا الفلسطينيين فريسة لليهود. ومنذ ذلك التاريخ أخذت الولايات المتحدة على عاتقها تقوية إسرائيل وتسليحها بحيث تستطيع مجابهة "كل الجيوش العربية مجتمعة."

كانت إنتصارات إسرائيل ناتجة عن ضعف العرب وجهلهم و فرقتهم، ولم يكن الإسرائليون بعيدي النظربما يكفي، لأنهم إعتقدوا أنهم سيبقون منتصرين على العرب إلى الأبد، واكتفوا بالإعتماد على قوتهم العسكرية، وتبنوا نظرية القلعة وظنوا أنهم خالدون وأنهم شعب الله المختار، وبقيت إسرائيل في وضع جيد طالما أن الدول العربية تهددها ولا تفعل شيئا، لأن هذا التهديد يجلب لها عطف ومساعدة الغرب، وطالما بقيت الشعوب العربية مقموعة رغم التعبئة النفسية ضد إسرائيل. واستمر تعاطف العالم الغربي مع إسرائيل، وكان من الممكن أن يستمر هذا التعاطف وهذه الإنتصارات لولا الثورات الشعبية العربية في هذا القرن التي كشفت عن ضعف الأنظمة العربية وبرهنت أن صراخ إسرائيل وخوفها من الدول العربية لا أساس له، وأنه لا يوجد شيء يهددها، وأنها أصبحت كراعي الغنم الذي كذب على أهل قريته مدعيا أن الذئب قد هجم على خرافه، ولذلك لم يصدقوه بعد ذلك عندما هاجمه الذئب فعلا.

أنا أعتقد أن إسرائيل قد بلغت قمة قوتها، وليس أمامها سوى الإنحدار، وأنها لا يمكن أن تبقى منتصرة على الشعوب العربية المعادية لها إلى الأبد وخاصة بعد أن إنكشفت عنصريتُها أمام العالم بعد بناء الجدار العازل ومطالبتها بالإعتراف بها كدولة يهودية. ولو نفعت القوة العسكرية وحدها الأمم لما سقط الإتحاد السوفيتي وتحلل إلى مكوناته الأصلية.

الأجيال الجديدة في العالم الغربي لا تعرف إسرائيل جيدا، ولا تؤيدها آيديولوجا، ولا تتذكر ما يسمى بالمحرقة، فقد مضى حوالي ثلاثة أجيال على قصص النازية واليهود والهولوكوست، ولكن كل هذه السنوات لم تخفف من مأساة الشعب الفلسطيني الماثلة أمام العالم.

أنا أشعر أن التأييد الدولي لإسرائيل بدأ يفتر، فقصة التهديد العربي لإسرائيل إنكشفت، وقصة البرنامج النووي الإيراني باتت تنكشف تدريجيا بعد الإتفاقات التي توصلت اليها أيران مع القوى العظمى زائد واحد، وقد إستفادت إسرائيل من التهديدات الإيرانية لعدة سنوات نسي العالم خلالها القضية الفلسطينية، واستفادت إيران أيضا من ذلك بأن رفعت من درجة نفوذها وشعبيتها في المنطقة. حتى تأييد الولايات المتحدة لأسرائيل طرأ عليه تغيير واضح، بعد أن إصطدم موقف نتانياهو مع مواقف أوباما وبقية المسؤولين الأمريكيين. وارتفعت وتيرة الخلافات بين الجانبين لدرجة أن كيري صرح بأنه إذا لم تقم دولة للفلسطينيين في فلسطين فستصبح إسرائيل دولة عنصرية. لقد وضعت سياسة القادة الإسرائيليين دولتهم في عزلة. الولايات المتحدة لا تريد إسرائيل أن تضعف، ولكنها تشعر أن إسرائيل تؤذي نفسها برفض "الدولة الفلسطينية القابلة للحياة" والإستمرار في بناء المستوطنات التي أصبحت تصفها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أوروبا، بأنها غير شرعية. في الحقيقة، الولايات المتحدة، وجزء كبير من يهود أمريكا، يريدون فقط أن ينقذوا إسرائيل من نفسها.

أما وزارة الخارجية الأمريكية، فأكدت استعداد واشنطن للتعاون مع حكومة التوافق الفلسطينية، معتبرة الانتقادات الإسرائيلية بهذا الشأن بدون أساس. وردت إسرائيل بشدة وقالت إنها تعرضت "للخيانة من الحليف الأمريكي." ورحبت الامم المتحدة بتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية الجديدة مؤكدة استعدادها لتقديم دعمها للجهود المبذولة لانهاء الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

إسرائيل لن تعيش، وما كانت لتعيش، بدون تهديد وخاصة التهديد الخارجي، ولكنها لا تستطيع أن تتغلب على التهديد الداخلي، ولهذا فهي ستركز على التخلص من الفلسطينيين داخل الأرض الفلسطينية، ولا أظنها تستطيع ذلك في المستقبل المنظور وخاصة بعد أن إكتشف العالم لُعبتها. هل ستغير سياستها قبل فوات الأوان وتقبل أن تعيش كدولة عادية في المنطقة إلى جانب دولة فلسطينية؟ هل تنقذ إسرائيل نفسَها من نفسِها؟



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه
- الإبحار إلى الهلاك
- عصْرُ البرابرة
- الضجّة حول البرنامج النووي الإيراني جَمّدتْ قضية فلسطين لمصل ...
- -الجزيرة- الأمريكية
- الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري
- دروس الربيع العربي
- الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!
- التغيير في قطر وحُكْمُ العجائز
- هل حسّن التقدم العلمي وثورة المعلومات والإتصالات الحديثة من ...
- هل سيتقرر مصير حزب الله في الحرب السورية؟
- الجمود ومقاومة التغيير وغياب المرونة أهم أسباب الفشل في حل ا ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟