أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - مقاربة قصة قصيرة جدا للكاتب المغربي:حسن برطال من إنجاز :نجية نميلي















المزيد.....

مقاربة قصة قصيرة جدا للكاتب المغربي:حسن برطال من إنجاز :نجية نميلي


نجية نميلي (أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 19:31
المحور: الادب والفن
    


من ضمن ما تعلمناه في المدارس تلك العلاقة الثنائية بين كائنين هندسيين مثل" الخطين المستقيمين" في إطار مايعرف بالتوازي في الهندسة الرياضية،أي أن الخطين المتوازيين لا يلتقيان مهما تم مدهما من الطرفين.لأنهما في حالة استقامة دائمة
هي نظرية رياضية تم إثباتها قديما ...
لكن هل يمكن إثبات عكسها في العلاقات الإنسانية ؟
هل يمكن للخطين المتوازيين " هو وهي" أن يلتقيا في نص الكاتب المغربي " حسن برطال" ؟
______________
درس في الرياضيات
كانت تقول له بأنهما سيدخلان الجامعة معا ..سيحصلان على الدكتوراه معا..سيشتغلان معا..سيمشيان معا(كخطين متوازيين) ..إنها تقول له بأنهما سوف لن يلتقيا أبدا .
_____________
العنوان :
ثلاثية لفظية مكونة من مبتدأ " درس" وخبر شبه جملة " في الرياضيات"
وللفعل " دَ.رَ.سَ"معان كثيرة منها ( تقادم) إذا قلنا " درسَ الأثرُ" و(بليَ) إذا قلنا "درسَ الثوبُ "ومنها قولنا( تلقى العلم وتتلمذَ) إذا قلنا " درس العلمَ على فلان "
فالدرس بتسكين الراء من فعل "دَرَسَ" يعني ذلك المقدار من العلم الذي يتلقاه شخص ما في زمن ما على يد مدرس أو مدرسين .
أما الرياضيات فهو علم يُعَرّفه البعض على أنه دراسة البنى المجردة باستخدام المنطق والبراهين الرياضية والتدوين الرياضي، وبشكل عام، هو دراسة الأعداد وأنماطها.
نفترض من خلال مقاربة العنوان أننا أمام عملية تدريس ، أمام عملية تفاعل لتحقيق هدف ما ،وأمام عوامل أساسية ترتكز عليها هذه العملية ( المعلم - المتعلم -المحتوى )
فمن هما قطبا هذه العملية التعليمية ؟ وكيف تم ايصال محتوى الدرس ؟
المتن:
أول مايطالعنا عند قراءة المتن كلمة " الجامعة " والدكتوراه" ..فهما كلمتان تحيلان القارئ على أنه أمام شخصيتين متعلمتين طموحتين ، تتدرج كل واحدة منهما في أسلاك تعليمية ،لكنها لم تصل بعد للجامعة التي ستمكنها من الحصول على الدكتوراه ، والدليل على ذلك استعمال السارد لحرف " السين" في الأفعال ( سيدخلان -سيحصلان)
و" السين" هي من حروف الاستقبال التي تختص بالفعل المضارع وتسمى أيضا حرف تنفيس للمستقبل القريب ، وسميت كذلك لأنها تنفس في الزمان ، تنقل المضارع من الزمان الضيق وهو "الحال" إلى الزمان الواسع وهو "الاستقبال "فيصير الفعل المضارع مستقبلا، والمعنى هنا أن بطلي النص س (يدخلان الجامعة )و س(يحصلان على الدكتوراه) في المستقبل القريب.
كما أنهما س(يشتغلان) معا بعد الحصول على الدكتوراه والتخرج ...وس (يمشيان) معا ..
ولما كان الفعل يدل على التجدد والحدوث الذي يقتضي حركة المحدث ، نجد السارد استعمل أفعالا " مضارعة" (تقول ، يدخلان ، يحصلان ، يشتغلان، يمشيان ، يلتقيا )
إن استعماله للفعل " في المضارع" يفيد بالإضافة إلى التجدد والاستمرار استحضار الصورة ، صورة الجامعة والدكتوراه وصورة الاشتغال معا وصورة المشي معا ...
والملاحظ أن كل هذه الأفعال تصدر من طرف واحد على شكل متمنيات استنادا إلى فعل " تقول"
فالبطلة هنا تلقي الضوء على ما سيكون ، أو قل إنها تركز تفكيرها على نقطة واحدة فقط وهي أن ما سيكون سيحصل وهما معا ..
ومن الواضح أنها متمنيات جميلة قابلة للتحقق على أرض الواقع ، اعتمادا على الثقة والطموح والرغبة في النجاح التي نستشفها من خلال " ماتقوله البطلة "
هذه الأحلام التي تبخرت عند القارئ بعبارة صادمة حين قالت " كخطين متوازيين ..لن يلتقيا أبدا"
اعتمد السارد في صياغة قفلته الصادمة {سيمشيان معا كخطين متوازيين} على التشبيه ذاكراالمشبه الذي هو(الضمير المتصل" ألف الاثنين" ) والأداة التي هي ( الكاف) والمشبه به الذي هو ( خطان متوازيان)
*الخط المتوازي الأول : هي
*الخط المتوازي الثاني : هو
أما وجه الشبه فهو يتمثل في ثبوت عدم التقائهما كما أثبتت الرياضيات عدم التقاء الخطين المتوازيين .
ومن المعروف أن الفعل توازى ( المزيد) يعني أن أحد الشيئين وازى الآخر ، سارا متقابلين بحيث لا يلتقيان إذا امتدّا .
ويستمر السارد في تأكيد سوداوية العلاقة بين البطلين المتمثلة في عدم اللقيا بقوله {.إنها تقول له بأنهما سوف لن يلتقيا أبدا }
وهنا نلاحظ مرة أخرى استعمالا لحرف آخر من حروف الاستقبال الذي هو " سوف"
لكن هذا الحرف أوسع من السين في مدّة الاستقبال، وهو يقتضي معنى المماطلة والتأخير وأكثر مايستعمل في الوعيد كما قد يستعمل في الوعد .معززا هذا الحرف بحرف نفي بعده وهو " لن" الذي يفيد الاستقبال أيضا ، ويبدو أن " الزمان مستغرق في المستقبل" بورود الظرف " أبدا" .
إن الحاضر بقوة في السرد " هي" ..وكأنها هي " المعلم " وماتقوله هو " المحتوى " وكأن الطرف الآخر يتلقى فقط
فهي التي تقول ..وهي التي تتنبأ بالآفاق المستقبلية الناجحة ..وهي التي تتنبأ بالنهاية غير السعيدة .....
كيف تنقلنا البطلة من حالة " الغد المشرق" إلى حالة " الاكتئاب" بعيدا عن لقاء الخطين ؟
لماذا تتصور " البطلة " أنهما لايمكن أن يتقاربا رغم أنهما لايتباعدان كالخطين المتوازيين ؟
لماذا ستبقى علاقة " البطلين" حبيسة الدراسة والعمل ، وبعيدة عن أية علاقة عاطفية أو شراكة زوجية ؟
هل هما على طرفي نقيض في مناح أخرى غير الدراسة ؟ هل هناك أسرار خفية يعلمانها ، أو تعلمها " البطلة " فقط دون غيرها ؟
هل هما غير متفقين على مستوى آخر ؟ اجتماعي مثلا ؟ هل تحس " البطلة" بالرتابة وتحس بالغربة النفسية رغم تواجده في حياتها ؟هل الأمر متعلق فقط بنوع من المنافسة ؟ هل ...وهل ...
إن هناك علاقة إنسانية -ايجابية- تربط بين " متوازيي النص" كفريق يطلب العلم ، ويبدو أن هناك عنصر التكيف على مستوى الدراسة وقد يكون حتى على مستوى العمل ، لكني أفترض أنهما " هو وهي" يفتقدان لمزايا أساسية من شأنها أن تجمع بينهما بعد التحصيل والدراسة والعمل، فهما يسيران في اتجاه معين دون انحراف ، وليس أحدهما منشقا عن الآخر ويحافظان في الوقت ذاته على المسافة بينهما كخطي القطار المتوازيين ... يمكنانه من السير بثبات، دون التقاء .
إنه درس في الرياضيات على مستوى علاقة إنسانية ، علاقة توحي بالجد والمثابرة ولاتوحي بالحميميه والاهتمام والمشاركة الوجدانية قد يلتقي المتوازيان " هو وهي" بالمعنى المادي إذا سلمنا " حسابيا وعلميا" بالقول "بإمكانية التقاء الخطين المتوازيين فى المالانهاية "، و لكن قد لايلتقيان روحيا .
_____
إنجاز :نجية نميلي بتاريخ ( 2014/05/08)











#نجية_نميلي_(أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس
- لغة نحن
- قراءة في نص _نبضة_ لنزهة بنادي / إنجاز نجية نميلي
- عويشة
- بعض من قصصي القصيرة جدا
- احتضنّي
- تعليقات و آراء حول -نمر-
- قراءة في القصة القصيرة جدا :-حلاوة- لنزهة بلخير /إنجاز: عبدا ...
- وظائف الخطاب السردي والوصفي في القصة القصيرة جدا (اختيار ) ل ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي على صفحة رابطة الق ...
- لقاء مفتوح مع القاص المغربي : حسن البقالي
- أ.د المصطفى سلام يكشف لنا عن غواية من غوايات القصة القصيرة ج ...
- قصص قصيرة جدا تحت عنوان :رسالة
- هي...في قصصي القصيرة جدا
- قراءة في نص (إشباع) لنجية نميلي /إنجاز: المصطفى سلام
- لم أكبُر
- النظم المفقود
- الصوت المشاكس
- صلاة عاشقة
- قصة قصيرة جدا للقاص :عبد الرحيم التدلاوي تحت مجهر الأستاذة:س ...


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي (أم عائشة) - مقاربة قصة قصيرة جدا للكاتب المغربي:حسن برطال من إنجاز :نجية نميلي