أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - رأي في عقيدة 2















المزيد.....

رأي في عقيدة 2


محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 19:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كشعب متدين ؛ نؤمن بأن الدين منهاج إلهي الهدف منه الإرتقاء بالإنسان وتقويم سلوكياته وأفكاره ورؤيته للحياة وما بعدها , فبعث الله الرسل لهذا الغرض وحملهم رسالة السمو بالنفس البشرية وتخليصها من الأدران والأشواك والزوان , وفي صميم الرسالات الكتابية كان الحب محور الرسالة وهدف المرسل , ولا يوجد من يقول بخلاف الحب بين اتباع الاديان , فالحب من أسس الديانات ولا يوجد دين يدعي أنه جاء لنشر الكراهية والبغضاء والعداوة بين البشر , فالسماء وانبياءها ونصوصها ومريديها وما يرتلون ويرنمون ويُسبحون تهتف للمحبة وفضائلها وخيرها وما تكتنزه من طاقة ايجابية قادرة على تغيير النفس البشرية ونقلها من حال الى حال , والكتب المقدسة تحفل بقصص وشواهد تُبين القدرة الاعجازية للحب .
كان فريسيا" أمينا" لا يمكن لأحد ثنيه عن ايمانه وعقيدته في الدين والشريعة , فلا تأخذه بالله لومة لائم , وعلى هذا الأساس الأيماني المتين والراسخ نشأ وعاش وعمل , فأن قلت ( شاول ) يعني أنك ذكرت ايمانا" كالجبل لا تهزه الزوابع ولا ينحني للسحاب , وكم من مرة توقفت عند عبارات له صاغها بروحية المؤمن العارف ممتزجة بعاطفة ترتبط بالسماء , وهو المؤمن القوي , الذي فضله الحديث النبوي على المؤمن الضعيف , فقوة الايمان جلبت شاول الى طريق دمشق , وطريق التحول الاعجازي , بينما أدى ضعف الايمان أن يسلك يهوذا الاسخريوطي طريقا" أوصله لتحول مازال مذموما" , ذلك الطريق الذي انتهى عند منظر مقزز يُظهر جثة منتحر اندلقت أمعائه , فضُعف ايمان الاسخريوطي سمح للكراهية بالتسلل لداخله حتى وصل الحال به للشعور بالكراهية تجاه المسيح فسلمه الى الصلب بدنانير ثلاثين ارجعها لاحقا" بعد أن ندم , حيث لا ينفع الندم , وأن شأت أن تختبر عدل الرب فتأمل في قصة تحول شاول , ولا تجادل العدل الإلهي في قصة الاسخريوطي , وحديثان للرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوضحان الفرق , فقد قال الرسول : الاعمال بالنيات , والاعمال بخواتيمها .. وموت يهوذا غير استشهاد شاول , كما أن توبة الحر بن يزيد الرياحي أخذته الى طريق يناقض الطريق الذي سلكه عبد الرحمن بن ملجم في نهاية عمره , فحب الحق والحقيقة يأتي بنتائج تناقض كراهية الحق والحقيقة . .
تركت الناس طرا" في هواكا ويتمت العيال لكي اراكا
فإن قطعتني بالحب اربا" ما مال الفؤاد الى سواكا
بجراح كثيرة وعميقة , وجسد ينزف الدم بغزارة , وعناء وعطش وألم ما بعده ألم , انصرف السبط الحسين عن كل هذا وراح يخاطب خالقه بعذوبة لم تُعكرها الشدائد ونذر الموت , توجه الى الله كعاشق لايرى ويسمع ويشعر بغير العشق مناديا : عميت عينٌ لا تراك . . .
((يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقة , وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائفة , يا منى قلوب المشتاقين ويا غاية آمال المحبين اسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يوصلني الى قربك , وأن تجعلك أحب ألي مما سواك
إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا & مناجاة المحبين للإمام السجاد )) .
هكذا هم الربانيون , متعلقون بالله , لا تهدأ قلوبهم عن ذكره , ولا تبرد أشواق نفوسهم أليه , ولا تمر عليهم الغفلة بليل
إلهي حليف الحب في الليل ساهرٌ يُناجي ويدعو والمغفلُ يهجعُ
.. يالها من محبة . . . .
. . . صاحبنا شاول , تغير كليا" على طريق دمشق , تغير إيمانه وبصره , حتى أسمه تغير , صار يُدعى بولس , وقصة التحول الأعجازي تحولت الى نص مقدس في الأنجيل .
لأن بولس أحب الله , فقد أحب العالم , كل العالم , حتى أنك تشعر أن الرجل بركان حب ما هدأ وبرد , ولو قرأت عن بولس لتساءلت : هل من المعقول أن تبرد المحبة في قلب هكذا إنسان ؟؟
في حوالي العام 55 ميلادي , كتب بولس رسالة الى أهل مدينة كورنثوس بينما كان هو مقيما" في مدينة أفسس التي تقع حاليا" على الساحل الغربي لتركيا ,وحينها كانت تُعتبر ميناء مهم على بحر أيجة , كانت كورنثوس مدينة مهمة تقع في ( أخائية ) اليونان حاليا" (( كانت كورنثوس بوتقة ضخمة فيها ثقافات مختلفة وتفاوتت فيها الثروات والديانات والفلسفات والمعايير الأدبية . وكانت لها شهرة واسعة في المغالاة في الاستقلال والانحلال كسائر مدن العالم . وقد دمر الرومان كورنثوس عام 146ق م , بعد قيام ثورة فيها . ولكن في عام 46 ق م أعاد يوليوس قيصر بناءها لموقعها كميناء استراتيجي . وفي أيام الرسول بولس جعل الرومان من كورنثوس عاصمة لأخائية & التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2421-2422 )) .
تخبرنا رسالة كورنثوس أن هناك ما هو أهم من المركز الضخم , والموقع المهم , والثراء , والقوة , والشهرة , وتوجد معاني وخصال ينبغي توفرها في الفرد والمجتمع , وبدونها ستكون قيم المجتمع ضعيفة أو منقوصة غير مكتملة , وقد وضح لنا بولس ( وهو المدعو رسولا" في الديانة المسيحية ) أن قيمة الفلسفات والديانات والثروات والمعايير الأدبية والثقافات لن تكتمل إلا بالمحبة , ولا أخفيكم أني ذُهلت أول مرة قرأت فيها العبارات التي جاءت في الاصحاح الثالث عشر من هذه الرسالة , وزاد ذهولي حين عرفت أن أصحاحا" كاملا" خُصص للمحبة , فهو بحق أصحاح المحبة , أن الذي يقرأ أصحاح المحبة سيدرك سبب ذهولي , وهو ذهول التلذذ بطعم المحبة .
يُمهد بولس لأصحاح المحبة بهذه العبارة :(( وها أنا أرسم لكم بعدُ طريقا" أفضل جدا . . . ))
(( ... لو كنت أتكلم بلغات الناس والملائكة وليس عندي محبة , لما كنت إلا نحاسا" يطن وصنجا" يرن , ولو كانت لي موهبة النبوءة , وكنت عالما" بجميع الأسرار والعلم كله , وكان عندي الإيمان كله حتى أنقل الجبال , وليس عندي محبة , فلست شيئا"! ولو قدمت أموالي كلها للإطعام , وسلمت جسدي لأحرَق , وليس عندي محبة , لما كنت أنتفع شيئا".
المحبة تصبر طويلا"
وهي لطيفة
المحبة لا تحسد
المحبة لا تتفاخر
ولا تتكبر
لا تتصرف بغير لياقة
و لا تسعى لمصلحتها الخاصة
لا تُستفز سريعا"
ولا تنسُبُ الشر لأحد
لا تفرح بالظلم
بل تفرح بالحق
أنها تستر كل شيء
وتصدق كل شيء
وترجو كل شيء
وتتحمل كل شيء
المحبة لا تزول أبدا"
أما مواهب النبوآت فستُزال ,ومواهب اللغات ستنقطع , والمعرفة ستُزال . فإن معرفتنا جزئية ونبوئتنا جزئية . ولكن عندما يأتي ما هو كامل , يُزال ما هو جزئي . فلما كنت طفلا", كنت أتكلم كالطفل , وأشعر كالطفل , وأفكر كالطفل . ولكن , لما صرت رجلا", أبطلت ما يخص الطفل . ونحن الآن ننظر الى الأمور من خلال زجاج قاتم فنراها بغموض . إلا أننا سنراها أخيرا" مواجهة". الآن , أعرف معرفة جزئية . ولكني , عندئذ , سأعرف مثلما عُرِفتُ .
أما الآن , فهذه الثلاثة باقية : الإيمان , والرجاء , والمحبة . ولكن أعظمها هي المحبة ! )) ويُنهي هذا الأصحاح بعبارة جاءت بمستهل الأصحاح التالي :(( أسعوا وراء المحبة )) . . .



#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال قي الانتخابات العراقية 2014
- سيسي واحد .. أقوى من ألف سيسي
- مناقشة في ثقافة الفقه2
- الديمقراطية ..بين النظام والشخصنة
- النظام الديمقراطي ..بين انقسام الشعب وضرورة التحالفات الخارج ...
- رسالة الى الضائع والخائن
- البرلمان الشاحب
- مناقشة في ثقافة الفقه
- تجربة في زمن العولمة
- عائلة السلطة
- رأي في عقيدة
- الصراع والنظام
- انثيال على قارعة النور
- الديمقراطية المحترمة.. والديمقراطية المبتذلة نظرة للديمقراطي ...
- قانون التقاعد الموحد.. وتعاملنا مع ميزات النظام الديمقراطي
- الحاكم الفاصل (الجزء الثاني)
- يجب أن يحارب
- الحاكم الفاصل (الجزء الاول)
- ديمقراطية بلا تعقل
- الديمقراطية الأميركية.. والديمقراطية العراقية الاميركية مقار ...


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ليلو كريم - رأي في عقيدة 2