أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاسم موسى - رسالة تهنئة إلى كبير العسكر .. فى مناسبة تنصيبه واليًا على مصر !















المزيد.....

رسالة تهنئة إلى كبير العسكر .. فى مناسبة تنصيبه واليًا على مصر !


القاسم موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* هذان الاقتباسان لهما مغزى :

"إن الدولة تعبر عن روح شعب ما أو مصير أمة محددة، فى نطاق حقيقة كلية أوسع، هى التاريخ " هيجل

" ..لقد كانت دعائم هذا النظام عسكرية خالصة..مُركبًا من ثلاث سلطات:الوالى-الديوان- الحامية.. وُكل إليهم الدفاع عن البلاد وأعمال الشرطة وجباية الأموال والضرائب.. وكان رؤساؤهم يسمون أغوات ورئيسهم يلقب بشيخ البلد!.. أما الإدارة المالية فقد تمثلت فى الدفتردار.. وكان يقوم بالعمل فى هذا الديوان أفندية..ويورثون وظائفهم لأبنائهم! ، أما (القضاء) فأصبح خاضعا لهيئة القضاء المركزية! (فى الآستانة) ،وكان(قاضى عسكر) وسائر القضاة :يحصلون على مناصبهم بالشراء!.." *

.الاقتباس الثانى عن أيام الحكم العثمانى فى مصر التى كانت اتصالًا لحكم المماليك، ثم جاء محمد على وبدأ بناء الدولة القومية المصرية أخذًا بالنظم الغربية الحديثة، ولكن فى الحكم الممتد لأسرته هل تغير مضمون أفكارها، وجوهر علاقتها بالشعب؟
لقد بنيت تلك الدولة القومية من أعلى ودون قيام ثورة اجتماعية، حقيقية، وتحت الاحتلال البريطانى، كان التغيير الذى حدث فى بنيتها هو دخول العناصر المصرية بديلًا عن الأتراك، وإن ظلت السلطة الفعلية فى يد الأجانب مَلِكًا ومحتلين.. وبعد خروج المحتل -فيزيائيًا- أعيد تأسيس الدولة مرة ثانية - من أعلى - وبواسطة جيل جديد من العسكر، بعد انقلاب يوليو 52.
فى سنوات الثورة العربية المتعسكرة -الأولى- كان مفكرو العرب الثوريون وغيرهم يغرقون فى أوهام حداثتهم الناشئة، فقد اعتبر بعضهم أن عبدالناصر يؤسس حكمًا تقدميا يتجاوز حتى الدول الرأسمالية الغربية، وقد قدم الاتحاد السوفيتى، الذى قام على أنقاض الامبراطورية الروسية الإقطاعية، نموذجًا ملهمًا للعسكر فى مصر، فى تأسيس حكم شمولىّ - حداثى وعروبى -وتقدمى أيضًا ،أصبح نموذجًا يحتذى لكثير من فرق العسكر العربية، ذات الاقترابات المملوكية!، وحتى أفريقيا مابعد الاستقلال، قامت فيها نفس النماذج للعسكر الذين يحكمون شعوبًا لاتزال تعيش فى ماضيها القبلىّ/العرقى/الدينى.
وبعد هزيمة المشروع الناصرى -على يد إسرائيل وحلفاءها الغربيين- ثم ردّة الدولة عن انحيازاته الاجتماعية وشعاراته الوحدوية، احتار المفكرون، وقد تجادلت منظمات اليسار المصرى طويلًا فى سبعينيات القرن العشرين، حول وصف طبيعة سلطة السادات ودولته، بعضهم قال : بونابرتية! والبعض اعتبرها رأسمالية دولة،إلى آخر الأوصاف المستقاة من الكتابات الماركسية.
وبُعيد غزو أمريكا للعراق، كان نظام مبارك يُجهز ابنه لتوريثه السلطة، على غرار ماحدث مع بشار الأسد، وكان هذا ما آلت له دولة العسكر الوطنيين/القوميين، فى الدولتين الأعرق مصر وسوريا، وأضف إليهما العراق الذى ما إن سقط حكم ديكتاتوره صدام حتى طفت من فوق سطح الشعارات القومية والايدلوجيا الحداثية، فرق وأحزاب شيعية وسنية، لكل فرقة حزب ولكل حزب ميليشيا، ولكل ميليشيا فدائيون، وقد بدأ مفكرو العرب يواجهون حقيقة أنظمتهم فكان أصدق وصف موضوعى لها، أنها أنظمة مافياوية، تفودها عصابات نهب بنياشين عسكرية، أو أوشحة سياسية وأيدلوجية، وقالوا عن مشروع التوريث إنه ( جملوكية) أى نظام جمهورى ذو محتوى ملكى أو بتعبير أدق مملوكى !

لقد بدا واضحًا، حتى قبل الحرب الأمريكية على العراق، أن بربرية الحداثة الغربية، والنظام الاستعمارى العالمى، كانت قادرة على احتواء واحتضان كل تلك التنويعات، من ممالك الخليج العربى إلى جملوكيات العسكر، فى نسيج نهبوى عالمى واحد، وأنها قاومت القادة المتمردين من أمثال ناصر، والمجانين من أمثال صدام والقذافى، حتى تستبدل بهم قادة عاقلين، يفهمون طبيعة الدور الذى يلعبونه فى مسرح السياسة.

وتهدف هذه المقالة، إلى إيضاح حقيقة أن على جميع المزايدين والمنتفعين والمطبلين، أن يُدركوا أن هذه العروش وتلك الجيوش، ليست وريثة أى مجد عريق، أو تراث عظيم، وإنما هى نتاج الاحتلال المباشر والغير مباشر، وأن الشعوب العربية عاشت تحت حكمها عقودًا من القمع والإفقار.. وبالتالى إذا كان الاتهام الجاهز لنا هو العداء للوطن ول(جيشه) الأبىّ العريق، فإننا سنحتاج دائما لأن نذكر السيسى وعصابته، أنهم ليسوا ورثة الجيش المصرىّ القديم، وأنه بعيد تمامًا عن إرث برمسيس الثانى، فلم يكن رمسيس الثانى، يدعو شيوخ قبائل البدو للاحتفال بتنصيبه، ولم يكن يتسول أحدًا ليطعم شعبه، أو بالأحرى ليلقى له بالفتات بعد أن يوزع غنائم التركة المنهوبة على خدمه وسدنته، وفضلًا عن ذلك، كان من ينصبونه وينظرون لشرعيته، هم كهنة الإله آمون ، وأولائك كانوا علماءً نابغين فى الفلك والطب والرياضيات وسائر الآداب والفنون وأرقى المعارف الإنسانية، أما المارشال السيسى الذى نُصّب واليًا، فإنما يمثله، مصطفى بكرى، والجنرال عبعاطى كفتة ، فهل يستويان؟! ، وأن هذه الأنظمة وأولائك العسكر، إن كان لهم تراث وعمق فى التاريخ، فإنما هم ورثة عسكر المماليك،الانكشارية،وجيش السلطان العثمانى، المرتزقة.. وليس أكثر.

ورغم أن الثورة العربية الثانية - الربيع العربى - اندلعت فى جحيم تلك العواصف السوداء، ووسط اتهامات داخلية لها بالتآمر مع - أمريكا - أو كما تجادل أبواق العسكر العرب دائما، أنه تنفيذ لمخطط الشرق الأوسط الجديد، الذى يهدف لإعادة تقسيم تلك الدول من جديد، وفى ضوء المقدمات التى ذكرناها، أقرر وكواحد من جيل الربيع العربى، أدرك جيدًا أننا لم نخرج على أنظمتنا تنفيذًا لأى مؤامرة كانت، وأن هذه الأنظمة بل و(الدول) لم يعد فى جعبتها من خير تقدمه لشعوبها، وأنه حتى وإن كان فى وسطنا من يُتهمون بالتمويل الغربى، أو من يسعون فعلًا لإعادة التقسيم تلك، أقرر، أننا نحن وهذه الشعوب، لم يعد لدينا ما نخسره، وإذا كان الشباب العربى قد قُتّل بالآلاف، وسحلت الفتيات، وتيتم الأطفال، فأى زيف تدافعون عنه .. سوى مصالح مادية لطبقة منحطة لا تقل فى وضاعتها وانحطاطها.. عن الشركات المساهمة الكبرى، عابرة القوميات، التى تنهب شعوب الجنوب وتغتال أحلامها، وتسرق أقواتها لكى تؤمن رفاهية بلادها على حساب الملايين المسحوقة..

فإذا كان ثمّة مخرج، لتلك الثورة المؤودة، فليس سوى أن حربًا -واعية- لاهوادة فيها،ينبغى أن تشتعل ضد عصابات العسكر تلك، التى تحكمنا بقوانين العصور الوسطى، وضد حلفاءها الرسميين والغير رسميين،
ضد النظام الاستعمارى الجديد الذى صنع تلك العصابات وكرّس حكمها .. حربًا بدأ جيلنا بإشعالها وإذا لم تكتمل الآن فستبقى رايتها مرفوعة يسلمها جيل إلى جيل حتى تنتصر الثورة ..
من المحيط الهادر إلى الخليج-الذى سيثور- يومًا ما ..


...........................................................

* من "تطور مصر الحديثة فصول من التاريخ السياسى والاجتماعى" ..د.أحمد زكريا الشلق



#القاسم_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تهنئة إلى كبير العسكر .. فى مناسبة تنصيبه واليًا على م ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - القاسم موسى - رسالة تهنئة إلى كبير العسكر .. فى مناسبة تنصيبه واليًا على مصر !