أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - انطق اسم أمك عالياً بكل فخر














المزيد.....

انطق اسم أمك عالياً بكل فخر


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 00:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




هذا المقال عن «قصيدة شعر» يرتبط بمقالى السابق عن كتاب رأس المال فى القرن الواحد والعشرين، الذى غاب عن مؤلفه (توماس بيكيتى) الظلم الاقتصادى الجنسى الواقع على النساء، واعتبر اللامساواة ظاهرة طبيعية، والرأسمالية «سنة الحياة» ولا بديل لها.


عبارة «سنة الحياة» تستخدم منذ نشوء العبودية لتبرير الظلم الواقع على النساء والعبيد، واعتباره قانون الطبيعة أو إرادة الإله، فى مجال الاقتصاد والبورصة والتجارة بالبشر، كما فى مجال الأدب والفن والشعر.



القصيدة لشاعر مصرى اسمه «أشرف عويس» كلماته تنساب قطرات رقراقة تفلق الصخر وتشق خضم الظلمة كشمعة صغيرة وحيدة تقاوم القدر، قصيدته بجريدة أخبار الأدب (أول يونيو ٢٠١٤) ينطق بالمسكوت عنه (اسم الأم)، كلماته سهلة ممتنعة، امتناع المطر فى القيظ، أو نسمة هواء نقى حيث ينعدم الهواء والنقاء، ويتنافس الطافون فوق سطح الأدب والشعر والسياسة والاقتصاد، الزاعقون فى كل عهد، الصامتون عن الاستبداد والفساد فى كل عصر، الحاصلون على الجوائز والمكافآت، الساخرون من المبدعين والمبدعات، الثائرين والثائرات، يصفونهم بالمراهقة الثورية أو الشطط أو الفوضى والبلطجة وعدم احترام القيم والهوية، لكن بعد نجاح الثورة يصبحون أكثر ثورية من الذين أريقت دماؤهم وأزهقت أرواحهم وفقئت عيونهم ونهشت سمعتهم، يدورون كما تعودوا حول الحكام الجدد، يتشممون الكراسى والمناصب الشهية، يتكررون فى كل عصر كالظواهر الطبيعية، يلدون الأبناء والبنات والحفداء والحفيدات، يحصلون من بلاد الكفرة على الشهادات، ثم يعودون يتاجرون بالعلم والإيمان، ويرثون المقاعد والرواتب فى المجالس العليا والجامعات.



قصيدته اسمها إشراقة تقول:


هذا اسمها ولأن معرفة أسماء النساء عندنا عيب كنا نتبارى فى إخفاء أسمائهن فلم يكن رفاقى يعرفونه وكنت فيما بيننا أناديها به مجردا وكان الأهل يعاتبوننى كيف تناديها باسمها أمامنا هكذا ولا يدركون أن هذا من فرط المحبة.

حين كتبت فى كل مرة يبتسم كانت القصيدة لأبى وحين كتبت قصيدة عن نفسى ذكرت أبى وكأننى كنت أخجل من كتابة قصيدة عنها كما كنت أخجل من ذكر اسمها علنا أو ربما لأنها تنتحى جانبا فى ركن المشهد فلا ينتبه لها عامل الإضاءة وينشغل المخرج عنها فلا يعنيه روعة أدائها وحين نحرك مقاعدنا وتتغير زاوية الرؤية بعفوية ندرك فجأة أنها طوال الأفلام التى صنعناها بالحياة أو صنعتها الحياة لنا كانت تؤدى البطولة.


إشراقة هذا اسمها نعم.. اسم أمى، أصبحت الآن أكثر جرأة على نطقه علانية لكنها صارت بعيدة عنى بطول عمر كامل تجلس هناك على فراش قليل الحركة وأنا مازلت أمارس دور البطولة ولا أنتبه لامرأة تنتحى جانبا فى ركن المشهد وتؤدى دورا ثانويا وكما تعودت.. أوهم روحى بالرضا وأقول.. هذه سنة الحياة، نعم.. أليست هى سنة الحياة؟

ليست هى سنة الحياة بل هى صنع البشر، منذ اغتصاب الرجل للأرض والنسب والشرف، وصنع عائلته «الفاميليا» وتعنى (فى اللغة) ما يملكه من الماشية والنساء والأطفال والأجراء،



وبعد أن كانت «الأم» هى الإلهة أصبحت الشيطان، واسمها «عار» يجب أن يدفن فى التاريخ، ورأسها (عقلها) «عورة» يجب أن يختفى بالحجاب، وإن أهانوا شخصا قالوا ابن أمه،



فى تاريخنا المصرى، إلهة الحكمة «إيزيس» وإلهة العدل «ماعت » وإلهة الطب «سخمت»، والأطفال حملوا «اسم الأم» رمز الشرف والعزة والكرامة،،



أيها الشاعر المبدع انطق اسم أمك عاليا بكل فخر.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية النساء وتفاقم اللامساواة
- الأصوات التى ليس لها صوت
- قُصت أجنحتنا لكننا لازلنا نطير
- لا يقول الحقيقة إلا الخيال
- رجل الشارع والإنسان العادى
- رحلة لحلوان الثانوية للبنات
- رسالة أحمد دومة المنشورة
- النساء والبيئة وتوحش الحقيقة
- المعارضة الشرعية ونخب الميتافيزيقيا
- عبودية القرن الواحد والعشرين
- لن يغلبه زمن
- كافكا وأورويل وزويل وقانون الغابة
- تتوالد الأجيال الجديدة وتتكاثر
- هل تجهض الثورات الأفكار الوسطية؟
- ليس لأمي مكان في الجنة
- لو أن كل رجل أصبح إنسانا
- جدتى والعدالة الكونية
- الحديث
- لو أن كل وزير كان مثقفا؟
- إشارات القراء والقارئات


المزيد.....




- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - انطق اسم أمك عالياً بكل فخر