أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - تقاعد اضطراري ..... رسالة وجدت على ضفاف نهر دجلة














المزيد.....

تقاعد اضطراري ..... رسالة وجدت على ضفاف نهر دجلة


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 17:46
المحور: الادب والفن
    



تسلم امر تقاعده وهو بعد لم يبلغ السن القانونية للتقاعد، ترك سيارته بمرآب الوزارة، وذهب الى دجلة، فرج المدير العام في وزارة النفط العراقية، باول خطوة وضعها على شاطىء النهر العتيد، عادت به الذكريات مزدحمة، كم احب العر اق، كنت في الستينيات والسبعينيات، اترك شوارع ومراقص لندن ونظافتها لاحظى برؤية مدينتي البائسة، او لاسهر سهرة واحدة في العطلة الصيفية على ضفاف دجلة، لم يكن الجواهري بمفرده يعشق دجلة، جميع العراقيين يعشقونها، ويتغنى بها كل منهم على طريقته، وها انذا استعجل في انهاء مشواري لاغادر العراق، وهذه المرة من الممكن ان تكون مغادرة اخيرة، لاعودة الى عالم اللصوص والعصابات، كنت اخشى منذ البداية ان تتحول وزارة النفط الى مأوى للصوص والمفسدين، وكنت ليلتها ابات في الوزارة، حين توقفت اولى الدبابات الاميركية، وبدأت تحمي نفط العراق كما تدعي.
لابقى مع النهر والذكريات الجميلة، او ربما اسطر بعض الكلمات والقيها في دجلة، ربما يجدها من يجدها على الضفة الاخرى، لنكون شركاء في هذا الهم الذي احمله بمفردي، انا فرج من الجنوب ولدت في بغداد، جنوبيتي بقيت تلازمني على الرغم من انني قضيت معظم حياتي في النمسا اعمل في الاوبك، وفي لندن لدراسة البكلوريوس والماجستير، تفانيت من اجل وطني، وكل مرة كنت اصطدم بصخرة الانتماء، امتلك سجلا نظيفا جدا، وكفاءة يشهد لي بها زملائي، ساغادر العراق، فقد اخترت التقاعد، لانأى بنفسي عما يمارسه البعض، لقد تعرضت لعدة تهديدات، في الماضي كنت ارفض الهجرة، واقول: لمن اترك العراق، اما الآن فانا قد وصلت الى قناعة تامة، ان العراق بات مصدر هم لابنائه وانا واحد منهم، لقد استفحل امر اللصوص والقتلة والمفسدين، وغادر الكثيرون، وها انذا اتبعهم في المغادرة، لو تعرف ايها القارىء كم تعبت لاخرج من عائلة فقيرة جدا، واكون مصدر فخر لعائلتي وحتى لابناء منطقتي، تعبت كثيرا لاحافظ على بلدي في دراستي وعملي، وكنت مستعدا ان اكون الشخص المخفي الذي يكتب الدراسات الكبيرة والخطيرة، وبعض الاحيان المقالات، وكنت مقتنعا بأي شيء يكون خدمة للعراق افعله، حتى وان اخفيت اسمي او كفاءتي، ايها القارىء الذي وجد رسالتي من اي طائفة كنت، او من اي دين، وانا ارجح ان تكون عراقيا مثلي، في اي وقت ستجد رسالتي انظر حولك ستجد دجلة مختلفا عن عادته، سيكون دميما وضحلا وكأنه ساقية قديمة من سواقي ايام زمان، عندها ستقرر انني كنت صادقا، ومضطرا للتقاعد، اتعرف انني كنت ادخل مكتبي في المؤسسة التي اديرها، فاجد الاميركان والمعممين، فاجهد في اخراج الصنفين من المكتب، واحتج بان الاوراق والملفات الرسمية غير مسموح لاي احد ان يقرأها ، لانها ملفات سرية، اتعرف لقد رشحوا مكاني مديرا آخر يرحب بالاميركان والمعممين عندما يجد الصنفين في ذات المكتب يفتشون الاوراق الرسمية والعقود على هواهم، لقد استبدلوني ياقارئي فاضطررت الى التقاعد، وساترك لك بعض الوثائق التي تؤيد كلامي، هذه اول وثيقة رسمية وجدت على ضفاف دجلة بعد الاحتلال الاميركي بثلاث سنوات، رسالة من متقاعد مضطر، على ضفاف واد عريق بالحضارة، وشعب علم الناس الكتابة والحروف، لكنه لم يعلمهم النزاهة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محترفو الادعية
- قصة موت مرت من هنا
- قصة حب سريالية
- شيخ الجلاسْ
- فرنكشتاين ماري شيلي خارج حدود الزمن والمكان
- سهوا اتخذت طريقي
- قداس جنائزي جدا
- الليل ينام ايضا
- اغنيات من زمن مملوء بالبكاء
- شيرازيات
- لافتة رقم 20
- قصيدة الى امرىء القيس
- الا انت وبلقيس
- فائق بطي رائد الصحافة والفكر الجزء الثاني
- فائق بطي رائد الصحافة والفكر
- التمويه في كتابة السيرة الذاتية ( بلقيس حميد حسن انموذجا)
- انا وقلبي لن تنتهي حربنا
- حين تكون الحياة فخا حزينا في رواية انطون تشيخوف عنبر رقم 6
- بين الماء والنار
- عندما تحكم فتح الباب


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - تقاعد اضطراري ..... رسالة وجدت على ضفاف نهر دجلة