أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - خيوط المؤامرة الامريكية في الربيع العربي















المزيد.....


خيوط المؤامرة الامريكية في الربيع العربي


مشتاق ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة
في وآخر عام 2010 ومطلع عام 2011 انطلقت حركات احتجاجية عارمة في عدد من الدول العربية منطلقة من تونس والتي نجحت بالإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي .ومن ثم انتقلت شرارة هذه الاحتجاجات إلى جمهورية مصر العربية والتي نجحت ايضا في 25 يناير عام 2011 من الإطاحة بنظام حسني مبارك , لتنتقل إلى ليبيا وتطيح بالرئيس الليبي معمر القذافي في 17 فبراير عام 2012 في مجزرة دموية قتل فيها اكثر من 50 الف مواطن ليبي .وأجبرت هذه الاحتجاجات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتنحي عن الحكم .واخيراً انتقلت عدوى الاحتجاجات إلى سوريا التي لا زالت تغرق بدماء ابنائها وتخريب بنيتها التحتية وتدمير كل مؤسساتها .وقد اتفق اعلامياً ودولياً بتسمية هذه الاحتجاجات بمصطلح " الربيع العربي ".
فمن هو المستفيد الحقيقي من هذا " الربيع " ؟ ولماذا الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة دعمت ومولت مالياً واعلامياً وحتى عسكرياً هذه الاحتجاجات ؟ وهل اصبح العالم العربي افضل حالاً من ذي قبل ؟
إن ما يسمى " بالربيع العربي " وما شهده من انتفاضات والإطاحة ببعض الانظمة العربية ليس عملاً عفوياً ولا بإرادة أهل البلد . إذ أن الذي جرى ويجري هو أقرب لإمر قد دبر بليل . إذ لم يعد خافياً على أحدٍ أن الازمة التي أطلق عليها الغرب " الربيع العربي " تتجه في مسار " مشروع الشرق الأوسط الكبير "
وهي مؤامرة كبرى غايتها إنتاج ثقافة جديدة في السياسة والنظم الاقتصادية والتعليمية والثقافية تسعى الولايات المتحدة الامريكية لتثبيتها عبر ما يسمى " بثورات الربيع العربي " التي احتضنتها ومولتها بشكل خفي بل واحياناً بشكل علني كما رأيناه في ليبيا وما نراه اليوم في سوريا ومصر , حتى بدت خيوط المؤامرة تتضح ,واللمسات الغربية الامريكية الخبيثة تظهر على السطح.
ومما لا يجب أن يغيب عن ذهن المواطن العربي أن الغرب لما تبين له أن زعماء الانظمة العربية والعملاء يسيرون إلى نهايتهم بعد استبدادهم وطغيانهم وظلمهم لشعوبهم , قرر الغرب استباق الاحداث واعتماد طريقة جديدة للسيطرة , فجاءت فكرة الانتفاضات التي بدأ الاعداد لها منذ فترة حكم " بوش الأبن " والاستنجاد "بالإسلاميين المعتدلين " حتى إذا ما جاء الحكام الجدد تراءى للشعوب انها هي التي جاءت بهم .
فما جرى في دول الربيع العربي لا يخرج عن هذا الاتجاه . وأن المتابعة السياسية والوعي على الاحداث يفرضان وجود منظرين ومهندسين وادوات عمل وراء كل ذلك في جميع هذه البلدان والبلدان التي ستلحقها .
فالذي جرى وما زال يجري لا يمكن أن يكون ثورة ولا يعد في باب الثورات . لأن الثورة في المجتمع يفترض أن تسبقها ثورة فكرية عارمة تمهد لها . والثورة الفكرية لا بد أن تهيء لوعي عام ينبثق عنه رأي عام على فكرة معينة يراد بها ايجادها في واقع الحياة بدلاً عن الاوضاع التي كانت سائدة .
فالثورة لا تصنع صناعة فورية وإنما تتقدمها ارهاصات فكرية تهيء لها . فالثورة فعل تغييري جذري شامل لا يتم بطريقة " ضغط على زر" من طرف قوى خارجية لا يصح أن يتصور احد انها تسعى لتحرير الشعوب .
والثورة الناجحة تحتاج إلى ثلاثة عناصر رئيسية كي تحقق الهدف المنشود وهي:
1- فكرة ذات بعد فلسفي إنساني جامع ومبدع ومقنع للآخر .
2- قيادة صانعة لهذه الفكرة أو مبلورة لها , تقود الجماهير التي سوف تنتفض وتثور .
3- كتلة جماهيرية حرجة تمثل الطبقة الوسطى في المجتمع تنقاد لفكرة القادة.
وأن المتابعة بشكل فاحص لثورات الربيع العربي يراها تخلوا من كل هذه العناصر الرئيسية . فلا توجد فكرة ولا قيادة ولا كتلة جماهيرية حرجة وإنما هي حماسة شباب غاضب تجاه ظلم الطبقة الحاكمة والتي وللأسف استطاعت قوى خارجية بركوب الأمواج لتحقيق مآربها الخفية .
إننا عندما نتحدث عن الثورة الفرنسية الشهيرة مثلاً في عام 1789 م ضد الملك الفرنسي والتي نجحت في اعدامه لم تقم ثورات في البلدان المجاورة على الرغم من ان غالبية حكامهم ملوك .ولكن في حالتنا رأينا ثورات متتابعة من بلد لآخر وهذا لا يفسر إلا بأن الفاعل واحد , وهذا الفاعل هو من اطلق كلمة " الربيع ".

اولاً : مصطلح "الربيع "
تاريخياً نفول أن مصطلح " الربيع " استخدمت مرتين لصالح امريكا . ففي الثورة التي أقامت في المجر لمحاولة الخروج من فلك الاتحاد السوفيتي في عام 1956 وفي وقتها حرك الاتحاد السوفيتي قوات حلف وارسو وقضي على هذه المحاولة , أطلقت الولايات المتحدة مصطلح " ربيع بودابست " . ثم بعدها في عام 1968 حدثت نفس المحاولة في تشيكوسلوفاكيا وهي ايضا محاولة للخروج من نطاق الاتحاد السوفيتي فقمع الروس هذه الحركة , وأطلقت الولايات المتحدة مصطلح "ربيع براغ " . والآن يتحدثون عن " ربيع اوكرانيا " . من هنا يتبين لنا جلياً أن امريكا لا تطلق مصطلح الربيع على أي ثورة إلا إذا كانت تصب في مصلحتها العليا أن لم نقل هي من خطط لها ومولها .وأن ثورات الربيع العربي تقع في هذا الباب.
ثانياً : المؤامرة الاقتصادية
لا يمكن أن نفصل في أي تحليل السياسة عن الاقتصاد، فالاقتصاد هو المحرك الأساسي والدافع الرئيسي وراء أغلب الحروب والحملات الاستعمارية التي مرت سواءً على العالم العربي أو الحرب العالمية الأولى أو الثانية، فهي في النهاية صراع بين إمبراطوريات على تقاسم الكعكة الاقتصادية للعالم، لكن ولكي نرى ونفهم ما يحدث في العالم العربي الآن وشمال أفريقيا نحتاج إلى قراءة عكسية ترجع إلى الخلف حتى الدولة العثمانية، فهذه المنطقة كانت أيام المماليك ومن يرجع للتاريخ يجد حروب استعمارية بين المماليك والبرتغال واسبانيا على سبيل المثال في دول مثل الهند كان فيه صراع بين مصر والبرتغال على استعمار مناطق في الهند وهذه من الأشياء التي لا يعلمها الناس, مع الوقت حلت قوى أخرى وهي الدولة العثمانية وكانت هي التي توحد هذه المنطقة وتسيطر على التجارة فيها، الغرب نجح في تفكيك الدولة العثمانية من خلال الحروب من خلال إثارة ثورات يمكن كلنا نعرفها كالثورة العربية الكبرى للشريف حسين ودعم حركاته.
الدول التي خرجت من سيطرة الدولة العثمانية استعمرتها بريطانيا وفرنسا، وهذه الدول تقاسمت الغنيمة، وتم تحويل الاقتصاديات في هذه المنطقة بالكامل إلى نمط اقتصادي يسيطر عليه المستعمر الأجنبي ليتحول المواطنين في هذه الدولة إلى مجرد عمال أو عبيد للمستعمر.
مشاهد الثورات العربية نقلت لنا تدخل سريع للناتو في ليبيا بدعوى مساندتها ضد الاستبداد القائم منذ 40عام، وتزامن ذلك مع إعلان المجلس الانتقالي في ليبيا عزمه إعادة النظر في كل اتفاقيات البترول التي كانت في العهد السابق. في تقديرك هل هناك رابط بين الماضي والحاضر يدفع باتجاه انغماس حقيقي للغرب في شؤون المنطقة؟
هذا لا ينفصل كثيراً عما أشرت إليه من قبل، فبعد أن مر الاستعمار بالمنطقة وخلف تقسيم الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا، ظهرت فجأة علامة فارقة وهي ثورة 23يوليو، وصعود الاتحاد السوفيتي كقوة داعمة لحركات التحرر العربية، وتزامن
ذلك مع وصول الحكم العسكري في مصر وليبيا والجزائر إلى سدة الحكم، وأعتبر الحكم في ليبيا امتداد لعبد الناصر، وظهرت حكومات القومية العربية التي بسطت سيطرتها وسيادتها على الثروات الطبيعية لبلادها وحققت نوع من العدالة الاجتماعية وأممت ممتلكات الاستعمار، ولأول مرة حصل المواطن في هذه الدول على جزء من نصيبه في ثروات بلاده، ومع الوقت أصبح النمو الذي حدث في هذه الدول يهدد مصالح الغرب الاقتصادي.
وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لدولة مثل مصر مقارباً الطريقة الشرائية للجنية 500 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل ربع حجم الاقتصاد البريطاني، والدين الخارجي لمصر 34 مليار دولار فقط مقابل 9 تريليون دولار على بريطانيا, هذا معناه أن مصر كانت في طريقها في خلال 20 إلى30 سنه أن يتجاوز حجم اقتصادها حجم الاقتصاد البريطاني . غير أنه في النهاية فإن دول الغرب لا تريد لهذه الدول أن تقوى اقتصادياً وتنافسها، وفي نفس الوقت لديها أطماع في تقاسم هذه الكعكة الاقتصادية، وبالتالي تم ذلك من خلال إثارة ثورات داخلية سواء الذي يحدث في سوريا وفي مصر وفي ليبيا وفي غيرها للإطاحة بهذه الأنظمة ومن ثم دفع هذه الدول إلى حروب أهلية وتطاحن وصولاً إلى تقسيمها إلى دول ضعيفة ليس لها سيطرة على مواردها، بعد ذلك تتدخل القوى الغربية للشركات الغربية لتسيطر على الاقتصاد وتهدم الصناعة الوطنية وتحولها إلى دول متعددة الجنسيات وتغرق هذه الدول بالديون وهذا هو السيناريو الذي نراه الآن.
ثالثاً: المؤامرة الاعلامية
في عام 2012 م صدر كتاب فرنسي خطير للغاية أسمه " قطر، هذا الصديق الذي يريد بنا شراً" لو نظرت إلى هذا الكتاب لعلمت علم اليقين بأن " الربيع العربي " مؤامرة حيكت بدقة في الغرف السوداء. يتضمن الكتاب مجموعة كبيرة من المعلومات والأسرار والمقابلات، وبينها واحدة تتعلق بباخرة «لطف الله» التي اوقفها الجيش اللبناني أثناء توجهها محملة بالسلاح إلى سوريا قبل نحو عام.
ومفاد القصة أنه «مع بداية الربيع السوري، أغمضت الأسرة الدولية عيونها عن البواخر المحملة بالسلاح من قطر وليبيا عبر لبنان إلى سوريا، ولكن عمليات التهريب هذه ازدادت على نحو أقلق الموساد الإسرائيلي، فأسرع إلى إبلاغ قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني، وهكذا تم توقيف الباخرة لطف الله في 27 نيسان العام 2012 في البحر، وكان ذلك إنذاراً للدوحة لكي تكون أكثر سرية في عملياتها ولتخفف من دعمها للجهاديين. اكتشف الجميع أن قطر ساعدت هؤلاء الجهاديين أيضاً بمستشارين، وبينهم عبد الكريم بلحاج القيادي القاعدي سابقاً، الذي أصبح لاحقاً احد المسؤولين السياسيين في ليبيا».
الكتاب المذيل بتوقيع اثنين من كبار صحافيي التحقيقات في فرنسا، نيكولا بو وجاك ماري بورجيه، يكشف انه «منذ افتتحت الدوحة مكتب التمثيل الديبلوماسي الإسرائيلي، اعتادت على استقبال شمعون بيريز وتسيبي ليفني زعيمة حزب كديما اليميني، التي كانت تستسيغ التسوق في المجمعات التجارية القطرية المكيفة وزيارة القصر الأميري» .
ووفق الكتاب، فإن رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم الذي يعيش حالياً حالة تنافس صعبة مع ولي العهد الشيخ تميم، ليس من المتعاطفين مع الفلسطينيين. وينقل الكاتبان عن رجل أعمال مقرب من بن جاسم قوله إنه، وحين كان معه يشاهدان التلفزيون، سمعه يصرخ لما رأى المسؤولين الفلسطينيين «هل سيزعجنا هؤلاء الأغبياء طويلاً؟». وعلى ذكر التلفزيون، فإن الكاتبين الفرنسيين يغوصان في أسباب تأسيس «الجزيرة» أو «التلفزيون الذي يملك دولة» على حد تعبيرهما. يقولان إنه «خلافاً للشائع، فإن فكرة إطلاق قناة الجزيرة لم تكن وليدة عبقرية الأمير حمد برغم انه رجل ذكي. هي كانت نتيجة طبيعية لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين في العام 1995، فغداة الاغتيال قرر الاخوان ديفيد وجان فريدمان، وهما يهوديان فرنسيان، عمل كل ما في وسعهما لإقامة السلام بين إسرائيل وفلسطين ... وهكذا اتصلا بأصدقائهما من الأميركيين الأعضاء في إيباك (أي لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية) الذين ساعدوا أمير قطر في الانقلاب على والده لإقناع هذا الأخير بالأمر. وبالفعل وجد الشيخ حمد الفكرة مثالية تخدم عرابيه من جهة وتفتح أبواب العالم العربي لإسرائيل من جهة ثانية...». ويقول الكاتبان إن الأمير أخذ الفكرة من اليهودييْن وأبعدهما بعد أن راحت الرياض تتهمه بالتأسيس لقناة يهودية.
ومن المعلومات المهمة حول هذا الموضوع، تعيين الليبي محمود جبريل مستشاراً للمشروع، «فالأميركيون، وغداة إطلاق الجزيرة، سلموه أحد أبرز مفاتيح القناة، وهذا ما يثبت أن هدف القناة كان قلب الأمور في الشرق الأوسط. هذه كانت مهمة جبريل الذي أصبح بعد 15 عاماً رئيساً للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا». ليس محمود جبريل وحده من يشار إليه ببنان الكاتبيْن الفرنسييْن كأحد البيادق الأميركية في الربيع العربي. المعلومات المنشورة في الكتاب خطيرة إلى درجة التشكيك بكل ما حصل منذ عامين.
بدأت القصة قبل سنوات. اتخذت أميركا قراراً بتغيير الوطن العربي عبر الثورات الناعمة من خلال وسائط التواصل الاجتماعي. في أيلول العام 2010 نظم محرك «غوغل» في بودابست «منتدى حرية الانترنت». أطلقت بعده وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت مؤسسة «شبكة مدوني المغرب والشرق الأوسط». سبق ذلك وتبعه سلسلة من المنتديات في قطر بعنوان «منتدى الديموقراطيات الجديدة أو المستعادة». شارك في احدها في شباط العام 2006 بيل كلينتون وابنته كوندليزا رايس، وآنذاك تم الاتفاق على وثيقة سرية باسم «مشاريع للتغيير في العالم العربي». كان من نتائج ذلك أن أسس المصري هشام مرسي، صهر الشيخ يوسف القرضاوي، «أكاديمية التغيير». تضم المؤسسة عدداً من «الهاكرز» والمدونين. أطلقت في كانون الثاني العام 2011 عملية «التونسية» التي كانت تدار مباشرة من الولايات المتحدة.
ثمة اسم أميركي مهم يذكره الكاتبان الفرنسيان بشأن الربيع العربي. إنه «جيني شارب» صاحب فكرة «الثورة من دون عنف»، وتستند إلى الانترنت والى «فيديو التمرد» بحيث يتم تصوير مشاهد تثير التعاطف حتى ولو كانت مفبركة. شارب هو مؤسس «معهد انشتاين» بإشراف الاستخبارات الأميركية مع الزعيم القومي الصربي سردجا بوبوفيتش الذي عمل للثورات البرتقالية في أوكرانيا وجورجيا. وبعد مغامراته تلك فإن شارب «راح يستقبل المتدربين الذين ترسلهم قطر وأميركا إلى بلغراد، وفي معهد انشتاين هذا تدرب محمد عادل بطل الربيع العربي في مصر وهو عضو في أكاديمية التغيير في قطر».
ويشرح الكاتبان الفرنسيان أساليب الفبركة الإعلامية. يسوقان أمثلة كثيرة تم الإفادة منها واقتباسها، وبينها مثلاً تلك الصور التي نشرتها القنوات الأميركية في العام 1991 لطيور الغاق التي قالت إن مازوت الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قتلها، بينما هي صور مأخوذة أصلاً من غرف باخرة توري كانيون في بريطانيا، كما تم تصوير لقطات أخرى في استوديوهات أميركية.
في الكتاب معلومات خطيرة عن كيفية احتلال ليبيا وقتل العقيد معمر القذافي، وأسئلة مشككة بمقتل 3 شخصيات على الأقل من العارفين بأسرار «كرم القذافي» مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وغيره، وبينهم مثلاً وزير النفط السابق شكري غانم الذي قيل إنه مات غرقاً في سويسرا. مصالح مالية هائلة كانت وراء ضرب ليبيا، وبينها الودائع المالية الكبيرة للعقيد في قطر، وكان وراءه أيضا رغبة قطر في احتلال مواقع العقيد في أفريقيا، حيث مدت خيوطها المالية والسياسية والأمنية تحت ذرائع المساعدات الإنسانية.
كما لا يتردد الكاتبان الفرنسيان في الإشارة، بنوع من الخبث، إلى غضب ساركوزي من القذافي حين حاول إغراء زوجته الأولى سيسيليا أثناء زيارتها إلى ليبيا لإطلاق سراح الممرضين المتهمين بضخ فيروس الإيدز في دماء أطفال ليبيين. إشارة مماثلة يسوقانها عن الشيخة موزة والعقيد.
وإذا كان نيكولا بو وجاك ماري بورجيه، يشرحان بالتفصيل حجم الاستثمارات القطرية الهائلة في فرنسا، وكيف أن القادة القطريين اشتروا معظم رجال السياسة وأغروا الرئيس السابق ساركوزي والحالي فرانسوا هولاند بتلك الاستثمارات، ووظفوا وزير الخارجية السابق دومينيك دوفيلبان محامياً عندهم، فإنهما بالمقابل يشيران إلى بداية الغضب الفرنسي الفعلي من قطر بسبب اكتشاف شبكات خطيرة من التمويل القطري للجهاديين والإرهابيين في مالي ودول أخرى.
هي شبكة هائلة من المصالح جعلت قطر تسيطر على القرار الفرنسي وتشتري تقريباً كل شيء، بما في ذلك مؤسسة الفرنكوفونية. لكن كل ذلك قد لا ينفع طويلاً. صحيح أن قطر اشترت كثيراً في فرنسا من مصانع وعقارات وفرق رياضة، إلا أن هولاند، الذي أنقذت الشيخة موزة أحد أبرز مصانع منطقته الانتخابية، تجنب زيارة قطر في أولى زياراته الخارجية حيث ذهب إلى السعودية ثم الإمارات.
ومن الأمور اللافتة في صفقات المال والأعمال، أن رفيقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وأثناء مشاركتهما في قمة دول مجموعة الثماني في واشنطن أهدت زوجة الرئيس الأميركي حقيبة يد من ماركة «لوتانور»، أي المصنع الذي أنقذته الشيخة موزة، فارتفعت فجأة مبيعات المصنع. والكتاب هو واحد من سلسلة كتب باتت متوفرة في المكتبات الفرنسية لكشف ملابسات الكثير من القرارات السياسية التي اتخذت بين قطر وفرنسا، وكانت خلفها مصالح مالية كبيرة، ولشرح أن ثمة مشروعاً خطيراً وقف خلف الربيع العربي.






رابعاً: زعماء ثورات الربيع العربي
قلنا سابقاً ,أن للثورة الناجحة عدة عناصر رئيسية يمكن من خلالها بناء توقع وتحليل لنتائج تلك الثورة , وكذلك معرفة فيما اذا كانت ممولة ومدعومة خارجياً. وفي ثورات الربيع العربي كان الزعيم الاقوى ظاهرياً وسرياً هو تويتر والفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعية الاخرى. وإذا ما علمنا ان كل تلك المواقع هي مواقع امريكية صهيونية ادركنا تماماً حجم المؤامرة التي تساق ضد الامة العربية والاسلامية .
لم يكن أكثر خبراء التكنولوجيا العالميين وأساتذة الإعلام الاجتماعي يتوقعون أن بداية عام 2011 ستبرز وسائل إعلام مفتوحة الفضاءات يحررها بلا خبرة الناس العاديون في كل مكان ومن موقع الحدث. وإذا وُضع في الاعتبار ما تسببت فيه هذه الوسائل الإعلامية الاجتماعية الجديدة من أحداث كبيرة ضربت أنظمة ديكتاتورية وهيجت الشعوب ضد الطغاة، فإن أهم ما قامت به أيضا هو عملية «التشبيك الاجتماعي»، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد العام في العالم العربي، الذي يعاني أصلاً من وجود ما يقرب من مائة مليون عربي أمي.
وحتى العام 2008 كانت مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها مواقع «تويتر» و«فيس بوك» و«يوتيوب» في اعتقاد كثيرين مجرد مواقع لتكوين صداقات والتواصل بين الأصدقاء إذا تعذر الالتقاء في حال حدوث ظروف ما أو مراسلة الأقارب في بلاد بعيدة.
ومر عام 2010 سريعاً ليزيد من حكم التشبيك خاصة في الفضاء العربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتخرج الثورات العربية من رحم هذه المواقع الإلكترونية. وذلك بعد أن استخدمها المواطنون العرب من تونس مروراً بمصر وليبيا وصولاً إلى سوريا واليمن من أجل التواصل والتفاعل مع واقعهم، والتعبير عن غضبهم من الأوضاع في بلادهم.
وبين عشية وضحاها، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المحرك الرئيسي لأحداث ثورات الربيع العربي في هذه الدول، بل إنها غدت بمثابة الزعيم أو القائد لها، حتى إن البعض يحلو له إطلاق لقب «ثورة الفيس بوك» على الثورة المصرية، بعد أن أصبح «شباب الفيس بوك» هم وقود تلك الثورات، خاصة في أعقاب تشكل ثقافة «فيس بوكية» من خلال شبكة الإنترنت والتواصل عبر المواقع الاجتماعية مع العالم الخارجي.
وبحسب تقرير لمعهد التنبؤ الاقتصادي لعالم البحر الأبيض المتوسط، الصادر في شهر أغسطس (آب) الماضي، فإن أكثر من 30 مليون عربي يستخدمون شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وإن الإنترنت كان بمثابة أرضية للمقاومة في خدمة الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية أو ما بات يعرف بـ«الربيع العربي». وإن «فيس بوك» مثلا كمحرك للثورات العربية لعب دوراً لا يستهان به، حيث سمح بالانتشار الشامل للمعلومة غير المراقبة، مستمدة من مستخدمي الإنترنت أنفسهم .
وأشار التقرير، الذي أعدته مجموعة من الخبراء بعضهم من الجزائر وتونس، إلى أن الإنترنت وتطبيقاته مكّن من خلق نوع من الثقة في المعلومة التي يتناقلها الشباب الذين عادة ما يوصفون بأنهم لا يهتمون بالأشياء العمومية غير آبهين بما يجرى حولهم، مما ساعد على الإطاحة في بضعة أسابيع بنظامين شموليين (تونس ومصر) كانا يعتقد أنهما يسيطران دوما على هذه الأنظمة التكنولوجية.
وكذلك لعبت المواقع الاجتماعية دور المنسق لمظاهرات 25 يناير (كانون الثاني) في مصر، ثم حشد الملايين للاعتصام في ميدان التحرير. بل إن الناشط الشاب وائل غنيم، أحد أصحاب الدعوة لمظاهرات 25 يناير، قال قبل نحو عام لأصدقائه على موقع «فيس بوك» "إن الإنترنت سيقود التغيير السياسي في مصر"1"
ولا ندري من هو وائل غنيم ؟ وكيف عرف ان هناك تغيير سياسي في مصر؟ هل هو يعلم الغيب أم انه كان يتلقى تدريبات من اطراف خارجية ويعلم علم اليقين ما يخطط لمصر وللدول العربية ؟
وتكشف دراسة حديثة للباحث أحمد إبراهيم، المدرس بكلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية، أن جمهور الطلاب الجامعيين اعتمدوا على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت بنسبة 90 في المائة في الحصول على معلومات عن ثورة 25 يناير، بينما اعتمد على التلفزيون بنسبة 10 في المائة فقط. وتكشف تفاصيل الدراسة أن الطلاب اعتمدوا في معلوماتهم على «فيس بوك» بنسبة 44.6 في المائة، تلاه موقع «يوتيوب» بنسبة 24.9 في المائة، وجاءت المواقع الإخبارية بنسبة 21.1 في المائة، بينما جاء «تويتر» والمنتديات والمدونات بنسبة 5.8 و1.9 و1.7 في المائة على الترتيب في النهاية.
خامساً:- إسرائيل هي المستفيد الأكبر من ثورات الربيع العربي
يقول ايغال كرمون، مؤسس ميمري ((Middle East Media Research Institute )) ، وهو ضابط استخبارات سابق بالجيش الإسرائيلي من عام 1968م إلى عام 1988م وعمل بعدها مستشاراً أمنياً لمكافحة الإرهاب لكل من رئيسي الوزراء الإسرائيليين إسحاق شامير وإسحاق رابين. يقول "أن التحول الثوري الحالي هو خطوة أولى أساسية في ‘الطريق الطويل’ للعرب لكي ينضموا وبحسب قوله لــ "للإنسانية " ويقال كرمون ايضا : "قبل الربيع العربي كان الشرق الأوسط مستنقع ومجمد بسبب حسب وصفه قمع الأنظمة ، وهذا سبب من الأسباب الذي جعل العرب والمسلمين خارج العالم المتقدم زاعماً أن العرب لا يمكنهم بناء المجتمعات الديمقراطية الحقيقية وذلك بسبب العنصرية وقمع الأنظمة ولكن الآن بفضل الربيع العربي فالعرب بدأوا مشوارهم الطويل للانضمام للإنسانية" . وأضاف كرمون "هذه رحلة الشرفاء التي أحمل لهم كل التقدير والاحترام"
وعندما سؤال كرمون : ماهي فائدة اسرائيل من الربيع العربي ؟
قال كرمون "الربيع العربي قد قلل المخاطر على الدولة اليهودية."
فقد انخفض خطر الغزو من قبل الجيوش المجاورة ، التي تخشاها إسرائيل منذ ولادتها ، وبسبب وجود هذه الجيوش كانت ميزانية الدفاع الاسرائيلي والتسليح مرتفعة بشكل ملحوظ أما اليوم فدول مثل مصر وسوريا ليس لديهم المال للحفاظ على جيوشهم ، ولن يستطيعوا أن يهددوا اسرائيل.
من هنا يتبين لنا جلياً من هو المستفيد من ثورات الربيع العربي؟ وكما يقال " لو عرف السبب لبطل العجب " .



#مشتاق_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشتاق ابراهيم - خيوط المؤامرة الامريكية في الربيع العربي