أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أيوب عثمان - حوار مع سيادة (العميد!)














المزيد.....

حوار مع سيادة (العميد!)


أيوب عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 15:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    




غرّد هاتفي الخليوي، معلناً أن هناك من يرغب في الحديث معي. فتحت الخط لأُبلغَ بأن الكتاب الذي كنت قد أرسلته- على نحو رسمي- قبل ساعة أو نحوها، إلى سيادة العميد، عبر رئيس القسم، قد رفض السيد العميد استلامه، على الرغم مما فيه من شأن ينبغي له أن يتابعه وينهض به، انطلاقاً من مسؤوليته وصلاحياته واختصاصه. سألت محدثي عن سبب رفض العميد استلام كتابي، فكان جوابه صدور قرار بفصلي من العمل. شكرت محدثي وودعته لأنصرف إلى الاتصال، فوراً، بسيادة العميد.
قلت: مرحباً، سيادة العميد!
رد بغلظة قائلاً: أهلاً!
قلت: أتمنى أن تكون والأسرة بخير، سيادة العميد!
ردّ وكأنه لم يقرأ الآية الكريمة "وإذا حييتم بتحيّة فحيّوا بأحسن منها أو ردوها": كويس
قلت: أرسلت لك كتاباً، سيادة العميد، قبل ساعة أو نحوها
قال: صحيح، و....
سألت: صحيح، وماذا؟!
أجاب: صحيح، وصل منك كتاب، ولكن...
سألت مقاطعاً: ولكن ماذا؟
أجاب: وصل منك كتاب، ولكن أنا لم أستلم الكتاب!
سألت مندهشاً: كيف يكون كتابي قد وصل إن لم تكن قد استلمته؟!
أجاب: وصل الكتاب، ولكنني رفضت استلامه.
قلت للتأكّد من جوابه: إذاً، فأنت اطلعت على الكتاب، وقرأته، وعرفت ما فيه، ثم رفضت استلامه
قال: نعم
قلت: ولكن الكتاب الذي رفضت سيادتك استلامه، إنما يخصّ قرار فصلي
قال: ولو!
سألت مستنكراً: كيف ولو!
أجاب: أنا رفضت استلام الكتاب، وأرجو ألا ترسل لي أي شيء يخصك بعد اليوم!
سألت: لماذا؟
أجاب: لأنك أنت الآن مفصول من العمل، ولم تعد لك أي علاقة بي، بصفتي العميد!
قلت: ولكن الأمر لم ينتهِ، سيادة العميد!
رد بغلظة الجاهلين: لا يا سيدي، الأمر انتهى، بل انتهى تماماً
قلت: علم الإدارة، يا سيادة العميد، يقول: إن الأمر لا ينتهي على هذا النحو بشكل عام، فكيف له أن ينتهي إن كان معي أنا بشكل خاص؟!
قال مكابراً: أرجوك يا دكتور، وضعك معنا انتهى وإلى الأبد!
قلت: هناك في علم الإدارة، يا سيادة العميد، شيء اسمه "طي القيد" أو "طي الملف". أما"طي القيد" أو "طي الملف" فمعناه طي كل شيء كان بين دفتي ملف موظف إما بالاستقالة الطوعية أوالحُكميّة، أو بالموت، أو بالعجز الطبي الحركي أو العقلي، أو بعقوبة السجن على جريمة مخلّة بالشرف أو الأمانة أو الخيانة العظمى... إلخ.
قال بضعف واستكانة: الله يخليك يا دكتور ما تتْعبْني. أنا ما إلي في هذا الكلام وما إلي في القانون والمحاكم وشوف حد غيري الله يرضى عليك.
قلت: ليس لي إلا أنت يا سيادة العميد! أنت الواجهة وأنت البوابة وأنت المرجعية وأنت "الكل في الكل"، وبناءً على ذلك فليس مقبولاً وليس معقولاً أن تقنع نفسك أو غيرك بأنه لا علاقة لك بأمري. أمري عندك يا سيادة العميد وأمري معك، ما دمت عميداً، سواء رغبت أم رفضت، إلا في حالة واحدة لا غيرها ولا سواها.
سأل محاولاً لملمة نفسه: ما هي هذه الحالة الواحدة؟!
أجبت: أن تعترف أنك لست إلا "ساعي بريد"! لا... لا... عفواً، بل أن تعترف أنك لست إلا "بوسطجي"!
قال متكدراً وراجياً: يا دكتور ما في داعي لهذا الكلام... مرة "بوسطجي" ومرة "ساعي بريد"! عيب يا دكتور!
قلت حازماً: اسمع يا سيادة العميد... إن كنت على قدر اسمك وصفتك وموقعك، فإن عليك:
أولاً: أن تفهم كيف تقرأ!
ثانياً: أن تتعلم كيف تجيد قراءة ما تقرأ!
ثالثاً: أن تفهم معنى المسؤولية والاختصاص والصلاحية!
رابعاً: أن تلتحق بمستوى الألف باء في علم الإدارة كي تفهم أن قرار الفصل الصادر ضدي لا ينهي حربي ضد الفساد الذي كشفته وأقمت الحجة عليه، كما لا ينهي علاقتي مع جهة عملي لان قيدي أو ملفي الوظيفي لم يُطوَ بعد
قاطعني وهو يحاول استرداد ذاته، قائلاً: اسمع يا دكتور ملفك طوي وشبع (طَوي!)
سألته مشفقاً عليه: كيف يكون قيدي أو ملفي قد طوي أو شبع طياً؟ وكيف ترفض استلام كتاب مني متذرعاً بقرار فصلي في وقت كنت قد تسلمت فيه قرار فصلي عن طريقك وعن طريق عمادتك يا سيادة العميد؟!
قال والقلق يكبّله: بس يا دكتور لو سمحت...
قاطعته قائلاً: ما تْبِسْبِسْ واسمعني للآخر. لقد تحدثت كثيراً، والآن عليك أن تسمع فقط: لقد تسلمت عن طريقك قرار فصلي، ولما اعترضت عن طريقك على قرار فصلي لم تقوَ على استلام كتاب اعتراضي لإحالته للجهة المسؤولة، ثم تسلمت عن طريق عمادتك كتاب الخصومات المالية التعسفية ضدي، ولما اعترضت على تلك الخصومات عن طريقك أيضاً، تملكك الضعف ولم تقوَ حتى على استلام اعتراضي على تلك الخصومات. واليوم، وبعد أن بِتَّ محصناً بقرار محكمة العدل العليا الذي كان ينبغي لك قبل اليوم أن تفهم أنه لا يرد ولا يطعن فيه ولا يستأنف عليه، آمراُ "بوقف تنفيذ قرار فصلي وتمكيني من عملي ومحاضراتي لحين البت النهائي في الطلب، فقد أرسلت لك قبل نحو ساعة كتاباً أرفقت فيه قرار المحكمة، مطالباً بتنفيذه، لكنك رفضت استلامه أيضاً، الأمر الذي يعني أنك لست أي شيء على الإطلاق، حتى صفة "البوسطجي" لم تعد أنت الآن على قدرها، ما جعلك ترفض استلام كتابي المشفوع والمؤيَّد بقرار المحكمة... لقد رفضت مجرد الاستلام لأنك لا تملك حتى ولو شجاعة ضئيلة تمكنك من الاستلام ثم التسليم إلى من هم فوقك. الآن الآن فقط أعترف أنني بدأت أفهم ما يؤهل الضعفاء والجبناء والفاسدين والمنافقين والطبطبائيين إلى كراسي الاعتلاء والمنتفخين المتورمين والمنتفعين.
أما آخر الكلام، فليهنأ كل بلقبه، رئيساً كان أو جنرالاً أو عميداً أو "بوسطجياً" أو خادماً أو مرافقاً أو حداداً، ولكن ليس أقل من أن يفهم كل صاحب لقب لوازم لقبه واستحقاقاته، وهو ما قاله الشاعر في الألقاب وقيمتها وعلاقتها مع حامليها:

وليس يزدان بالألقاب حاملها بل يزدان باسم الحامل اللقب



#أيوب_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس مؤسفاً ما يحدث في جامعة الأزهر؟!
- برتقال وبصل واكتفاء ذاتي!!!
- ملاحظات انتقادية على نظام العقوبات الجديد في جامعة الأزهر بغ ...
- أي حفل تخرج هذا يا جامعة الأزهر؟!
- أي حفل تخريج هذا يا جامعة الأزهر؟!
- نحبك يا مصر
- الصالح العام وقارص الكلم عند قضاءٍ سَامِق ملتزم
- ما إن قبلها حتى غادرها: وماذا بعد؟!
- أليس الفساد في الجامعة هو أسوأ الفساد؟
- -الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين- تنطلق بقوة إلى عامها الرا ...
- إلى رئيس الوزراء هنية، مع التحية: كي لا تخسر حماس أكثر وأكثر
- أزمة الولاية الرئاسية: ارتهان لصراع سياسي أم تذرع بالالتزام ...
- بين أنابوليس عباس وتهدئة حماس انحسر الأمل وتعب الناس
- أهذا هو الحوار الذي انتظرناه... تفجيرات واعتقالات واقتحامات ...
- دعوة الرئيس إلى الحوار فتحت باب الأمل، فهل يدخلنا سيادته إلى ...
- في عامها التاسع والثلاثين: مرحى للجبهة الديمقراطية على درب ا ...
- في الذكرى الثالثة لاستشهاده: عرفات في خريف أنابوليس!!!
- راتب الموظف: أهو لقاء انتمائه لحزب يحلف باسمه ويرفع شعاره، أ ...
- معاناة كبرى ينوء شعبنا بحملها:من أفعال مسلحي حماس والقوة الت ...
- إذا... فلماذا؟!... أم...؟! تساؤلات خفيفة على هامش اقتحام الق ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أيوب عثمان - حوار مع سيادة (العميد!)