أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - فصل البذرة والطين _ الفصل الأول من روايتي ماركس العراقي















المزيد.....

فصل البذرة والطين _ الفصل الأول من روايتي ماركس العراقي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


فصل
البذرة والطين

في محله المتهالك يجلس عبد أبو عيون وهو يكتب للناس كل شيء بدأ من العرائض وانتهاء بالمكاتيب إلى ما يصطلح عليه الخصوم من اتفاقات وسنن أحيانا ,ثروته الأدبية كلها كانت تسخر للأبداع في تسطير الجمل, كما إن الأسلوب الإقناعي كان وسيلته في سرد عرائض الناس للحكومة أو الإدارة فهو خصم دائم لها وأيضا محل ترحيب في كل دوائر الدولة لأنه عارف أسهل وأبسط الطرق لبسط الموضوع وإيصاله مختصرا لهم ,وبالرغم أنه لم يكمل الدراسة الابتدائية ,إلا أن يقين الناس وحتى الذين يجيدون القراءة والكتابة لا يمكنهم أن تتجاوز قدرته المعروفة.
حسن خدادات المنافس الروحي والقطب النقيض الذي يتفاءل به ويتشأم عبد أبو عيون ,فهو الكفة الثانية من الميزان كلما تحسنت أمور حسن خدادات المالية عبد أبو عيون يترك السجائر المصنعة ليعود للف, هكذا ارتبطت حياة الرجلين بالنقيض , سمعتها من أكثر من مرة , لو مات حسن خدادات أعترف بأن الله ممكن أن يفعل شيء جيد , طالما الرجل موجود فأنا على خصام ليس معه فقط بل وحتى مع الجند المجندة, تصورت أن لله جنود حقيقين منهم حسن خدادات ولكن من طائفة الأشرار وأنا طائفة المتضررين منهم.
عبد الناصر وإسرائيل والاتحاد السوفيتي وشاه إيران القاسم المشترك بين الجميع , منهم من كان قوميا ناصريا والجد منهم يؤمن أن إسرائيل لا يمكنها أن تقوم لها قائمة وعبد الناصر حليف لروسيا ,العرب سيقولون كلمتهم الأخيرة عندما يرمي عبد الناصر أخر حكام تل أبيب في البحر أو يعلنوا التوبة أما الجزية أو الرحيل, الذي لا يؤمن بهذه النظرية عبد ابو عيون لأنه يرى من حق إسرائيل أن تكون موجودة وعلى العرب أن يفهموا أن القوة لا الحق هو الذي يساند واقعها بالوجود برغم أن الاتحاد السوفيتي مع نضال الشعوب العربية لكنه يرى في حق الشعب الإسرائيلي جدارة يجب أن تحترم ,هنا يبدا الخلاف وينتهي بالزعل.
في البيت كانت الجدة الند الأخر الذي على الجد أن يستمر بالنقاش معها فهي شيوعية الهوى تقرأ لكنها لا تكتب وتعرف أن الشيوعية هي حق الناس أن يكونوا سواسية كما تقرأ يوميا في القرآن ,لا يقبل الجد هذا المبدأ حجته دوما أنه لو حكم الشيوعيون فسوف يمنعونها من قراءة القرآن لأنه أفيون يعني مخدر ,قالت سأقرأه بلا كتاب فأنا كما تعلم أحفظه عن ظهر قلب لا يمكنهم أن يمسحوا القرآن بداخلي ,مع ذلك أنهم أولادنا ولا يمكن أن يمنعون القرآن عنا ,سأثبت لك ذلك.
أعرف أن الشيوعي عليه متعلما ومثقفا يمتلك الكثير من المفردات الكلامية الغريبة أو لا بد أن يكون موظف أو عاطل مجبرا عن العمل أو مفصول سياسي , خالي الكبير كان الشيوعي الأول الذي أدخل الهوية الشيوعية للبيت ,كان أيضا بطلا لكمال الأجسام شرس جدا قوي حد الخوف من مجرد أن يكون موجود في المنطقة إن لم يكن مسافر أو في إيفاد وظيفي لكنه كان مع شدته رقيق معنا نحن أبناء الجيل الذي يسمينا الشبيبة , عرفت منه ان تكون شوعي يعني أن لا تجعل أحدا قادر على أن يستمر معك بالنقاش وعليك أن تحفظ عشرات الكلمات التي أسمعها لأول مرة ,لم أدرك بعد تلك المعاني ولكن أعشق حلقات النقاش التي يعقدها مع أبو هارون الشيوعي المحنك الأخر.
في الصف الأول الابتدائي استغربت أيضا كان معلمي الأول شيوعيا مجاهرا لا تخلو مناسبة إلا وكان الأبرز فيها كنت أخافه أكثر من حبي له كونه شيوعي ,الخوف ليس من سبب سوى من نظراته القادحة من عينين محمرتين دوما تشي عن غضب لا يحتمل ,لم أرى فيها غير الشراسة والقوة واقفا كالجبل أمام اللوحة أتطلع في حمرتها وأتساءل لمَ عيون الشيوعيون دوما محمرة هل لكون رايتهم حمراء أو أن رايتهم أكتسبت لونها من حمرة العيون
كنت أرغب في التعرف أكثر عن ذلك العالم الكبير عالم السياسة وإذاعة لندن وصوت العرب من القاهرة ,بعد المغرب الموعد الذي يجمع المتناقضين يمين ويسار لم أفرق ولا أعرف كيفية التفريق بين اليمين واليسار لكن اعرف معنى الرجعي كون مالك العقار الذي فيه محل الجد كان رجعيا ثريا منتفخا كبطة وليس له أهتمام إلا بالفلوس وتكديسها ومن يراه كأنه شحاذ بثوبه القذر الممزق ,كان المجتمعون هنا على الضد أكثرهم يتميز بأناقة واهتمام بالملبس وقصة الشعر عند الشيوعيين تعرف بالتواليت.
ما أن ينتهي الترحيب يبدأ النقاش حاميا بناء على ما سمعوا من اخبار أو ما تنشره الجرائد وعلى قلتها أو ما يصل قواعد الحزب الشيوعي من جديد , أحببت طريقة عبد أبو عيون المثيرة كان حادا وهازئا وأحيانا يبدأ وينتهي ساخرا مر أقصى درجات التهكم في سخريته ليجعل من الجميع ناقمين , قيل له لو كنت على حق لأعطاك الله عيون مثل الناس , يرد لأنه ليس على حق لذا أعطاكم عيون لا ترون بها.
أبو هارون مفصول سياسي والخال سحبت يده من الوظيفة لا اعرف ماذا تعني هذه الكلمات ولكن الذي أعرفه أن الرجلين في حوار مشترك في المقهى في البيت , في جلسات الشرب على قنينة العرق تنفتح أفق الحديث خارج كل المدى ,كلاهما أعزب في أواسط العشرينات من العمر يجتمعان عادة أما هربا من الشرطة حيث يسكن أحدهما الحلة والأخر كربلاء أو عندما يتخذ ضدهما إجراء أداري بسبب مشاركتهما في التظاهرات ضد الحكومة ,لم أرى تظاهرة هنا في مدينتي حيث ينزل الشعب كله ضد الحكومة ,سؤالي دائما لماذا ضد الحكومة وأنا اعرف جارنا عريف محمد من الحكومة رجل طيب وصديق الجد حتى مفوض المركز طيب جدا لماذا ؟.
دخل محل الجد رجل ضخم ذو كرش وأناقة غير طبيعيه ومعه رجل أسود طويل يحمل كيسا بيده لا تبدو سحنته على أنه محا أهتمام أو منزله حتى يرافق هذه الشخصية المحترمة سألت أبو هارون الذي كان جالسا على كرسي خشبي أمام المحل عنه , قال هذا شيخ أقطاعي .
_ماذا يعني أقطاعي .
_قال أنه من الملاكين الذين يستغلون الفلاحين والكادحين ويعيشون على جهد الغير.
_ولكنه يظهر من هيئته أنه رجل طيب.
_هم جميعا كذلك لكنهم في الواقع غير ذاك.
_الملاكين من الشيوعيين أيضا ؟.
بضحكة خبيثة عرفت أن سؤالي مستنكرا منه قال لا يمكن أن يكون الرجعي شيوعي هؤلاء أعداءنا وأعدا العمال والفلاحين ولا بد لهم أن يخضعوا لإرادة الشعب العامل وأن يعيدوا وسائل الأنتاج لأصحابها الحقيقين , منذ ذلك اليوم أمنت أن الرجعيون مجرد ظاهرة تقوم على الأغتصاب ولا بد أن تنتهي بحسم مسألة أعادة الحق لأصحابه .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج1
- ولادة مشوهة _ قصة قصيرة .ج2
- الفلسفة والإيمان بحدود الزمن
- القيم الأخلاقية والتغيرات الأجتماعية
- أحتاجك صمتا
- الدفاع عن الأسرة والمجتمع العراقي
- نوره وسائق القطار _ قصة قصيرة
- الأخلاق والدين نتاج العقل والتجربة
- في معنى تحديد الهوية
- انتصار الفلسفة
- العودة الى معنى الخلاص الحضاري
- مختارات في الحب
- العقل والفعل التاريخي في التغيير
- المسلمون والنظرية الفكرية (الميزان)
- سرياليات
- حماية الأسرة العراقية في زمن ضياع العراق.
- من يقتل العراق ؟.
- أهمية تجريد الفكر العربي من الإسلاموية شرط أساسي للتحرر
- تجديد الرؤيا تجديد العقل الديني والعلمي
- العلم وضروريات التعلم


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - فصل البذرة والطين _ الفصل الأول من روايتي ماركس العراقي