أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - هوامش على الوضع السياسي الدولي2..!















المزيد.....

هوامش على الوضع السياسي الدولي2..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هوامش على الوضع السياسي الدولي2..!
مازال الوضع السياسي الدولي شديد المطاوعة وخاضعا لإرادة الأقوياء رغم التقدّم الحضاري الواسع ونستطيع أن نقول أن الأقوياء بوسعهم أن يفعلوا ما يشاؤون فيمن هم أدنى قوّة وقدرة إلاّ في أحوال خاصّة ومحدودة وليس هذا مما ينطوي على مبالغة كبيرةومن هنا تنشأ معظم الأخطاء وبالتالي معظم المشاكل الكبيرة ، والحقيقة أن الأوضاع الداخليّة لمختلف البلدان متأثّرة كثيرا بهذه الحقائق فليس وجود القوانين والدساتير والأنظمة القانونيّة بدليل على رسوخ الأوضاع الداخليّة إذ أنه مفهوم جدا كما أظن عند الناس أن من يُمسك بدست السلطة يمكنه أيضا أن يفعل ما يشاء أي كما يقول المثل: من طال سيفه يلعب بكيفه.
ولهذا يتهافت السياسيون والعسكريون ومختلف القوى على الإمساك بعصا السلطة مهما كلّف الأمر دون مراعاة لإرادة المجموع أو الأغلبيّة.
وعندما ذكرت في الجزء الأول من مقالي هذا أن أوربا عليها أن تقيم علاقات متوازنة وعلاقات صداقة مع جيرانها وتتجنب الصراعات الماضية وأشكالها المختلفة عقّب أحد الأساتذة الموقّرين بأن هذه يوتوبيا أو خيال أو تمنيات وأحلام ولكن في الحقيقة هي ليست كذلك فكل من نادوا قبلنا بأعمال إصلاحيّة داخليّة أو دوليّة لم يكونوا يفعلون سوى ما نقترحه الآن والدعوة إلى السلام هي الأخرى يمكن أن ندعوها يوتوبيا لأن الحرب من الأنشطة الإنسانيّة أيضا ولكن الدعوة إلى السلام العالمي قامت على أنه من الممكن إقامة السلام وكبح جماح الحروب والأشطة المتعلّقة بها وهذه دعوة سياسيّة بالتأكيد لتوفّر الإمكانيّة ،إن مختلف الصراعات ومنها صراعات الإحتراب والتناحريمكن أن نحوّلها إلى منافسة وتناقضات طبيعية وسلمية وليس في هذا الأمر أية أفكار طوباويّة ، لا سيما بعد أن أشرنا إلى التقارير التي تفيد بأن الواقع الأوربي يتّجه إلى إنكماش شديد في النفوذ السياسي والناتج الإقتصادي و التأثير الديموغرافي.
النفط والطاقة:
إن أوربا فعلت أكثر مما وسعها أن تفعله من أجل أن تبقى تستغل مصادر الثروة الطبيعيّة المهمة وهي الطاقة ومن المعروف أن أوربا لا تضم أيّا من مكامن النفط أو الطاقة الرئيسة وبالتالي فإنها ستظل تعتمد على منطقة الشرق الأوسط والبلاد العربيّة في تأمين إحتياجاتها المستقبليّة بهدف إستمرار دوران عجلة الصناعة التي تشكّل أهم أنماط الإنتاج واليوم نشهد تنافسا محموما بين الفرقاء المعنيين على إحتياجات أوربا ومن بينهم قوى تهدف إلى إبتزاز الدول الأوربيّة ولم يعد خفيّا أن الدول الأوربيّة لم تعد بالقدرة والنفوذ ( الذي أشرنا إليه ) لكي تعود إلى إستغلال الدول المنتجة للطاقة بالقوّة لتنامي الوعي فيها وبسبب التخريب الذي أصاب تلك الدول في أبنيتها التحيّة من جراء الصراعات المفتعلة التي أوقدتها أصابع ليست بعيدة عن الأطماع الأوربيّة والإستعماريّة والإستعماريّة الجديدة ،لهذا نرى أن عجلة الصناعة الأوربيّة وهي مصدر الثروة الأوربيّة أصبحت رهينة بتمديدات الطاقة وأن من يسيطر على تأمين الطاقة لأوربا بأجمعها سيتحكّم شيئا فشيئا في القرار الأوربي
وهذا هو أحد أسرار قضيّة الغازالروسي المار بأوكرانيا والمشاكل الجارية هناك كما أن الموضوع نفسه هو أحد ألغاز الوضع السوري أيضا كما شرحناه سابقاوفي نقاش مضى إذ أن قطر تزمع تعويض أوربا عن الغاز الروسي ولكنها بالطبع تحتاج إلى مسار مناسب لأنبوب الغاز من قطر إلى أوربا فإما عن طريق العراق ثم تركيا فأوربا أو عن طريق السعوديّة فسوريا ثم إما عن طريق تركيا فأوربا أو عن طريق البحر إلى إحدى الدول الأوربيّة ، وبينّا سابقا أن تمديد الغاز أصبح يحظى بأفضليّة على النفط لأسباب كثيرة منها أن الغاز أقل تلويثا للبيئة فضلا عن كون الغاز وبسبب طبيعته الغازيّة فإن الحاجة إلى محطات ضخ عملاقة سيكون أقل ما يمكن ويمكن القول أن مسار أنبوب الغاز أكثر ملاءمة للأوضاع التوبولوجيّة والتضاريس الأرضيّة ، ومما لاشك فيه أيضا أن قطر لا يمكن أن تطمح إلى مشاركة أوربا قرارها السياسي بسبب حجمها الضئيل وانعدام أي نفوذ سياسي لها في العالم فضلا عن المنطقة ولكن بالتأكيد أن الولايات المتحدة تقف وراءها وهي صاحبة المصلحة الأساسيّة بتلك المشاركة الموصوفة
من جانب آخر تسعى الصين كما وضّحنا في الجزء الأول إلى الوصول إلى منطقتنا الأوسطيّة عن طريق مشروع طريق الحرير المزعوم توصيله أو إحياؤه للربط بين الصين وأوربا ولكنه بالتأكيد يمرّ بالقرب من أهم مناطق مكامن الطاقة الهيدروكاربونيّة في العالم وهي جنوب إيران وجنوب العراق وبالقرب من الخليج وأقطاره كلها ، وكما قدّمنا سابقا فإن الولايات المتحدة مشغولة كثيرا في التعرّض لهذا المشروع الخطير بالنسبة لها بل مواجهته بمشروع الشرق الأوسط الكبير من أفغانستان إلى المغرب ،
ومن ينتبه إلى الأفكار التي تتردد بين الحين والآخر فإنه يفهم تماما بأن أوربا محط أنظار الصينيين والأمريكان على حد سواء وأنها هي الكعكة المقبلة وليست كما كانت سابقا تتقاسم كعكات الآخرين ، قد يكون هذا التصوّر بعيدا قليلا عن تصورات عدد من الناس ولكنه واقع يتحقّق يوما بعد يوم .
التقارب الأوربي العربي:
لا تقف أية عقبة بوجه التقارب الأوربي العربي وشرق الأوسطي كما يحلو للبعض تسميتها اكثر من مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي ولهذا فإن نقطة الحل تكمن في حلّ هذه المشكلة حلاّ يُرضي أطراف النزاع بشكل نهائي وبعيد المدى وتجنّب الحلول التكتيكيّة والمؤقّتة لما تنطوي عليه من إمكانيّة التفجّر في أي وقت وتُعطي إشارات سلبيّة للعرب والمسلمين بنوايا وأطماع متوقّعة ولا بد عليهم من مواجهتها عاجلا أم آجلا
ومن جانب آخر فإن أساليب الإستعمار القديم والجديد لن تفيد ترسيخ العلاقات المذكورة بشئ بل على العكس إذ أنها تعمّق الكراهية المتولّدة منذ قرون بالغطرسة والغرور الأوربيين ، والسياسة تبحث في الممكن فهل هذا ممكن ؟ نعم ممكن وفيه مصالح مشتركة لكل من الأوربيين والعرب والمسلمين والشرق أوسطيين كافة وأعني بهم إيران وتركيا وأفغانستان والباكستان بل تتعدّى فوائدها إلى الهند وشرق آسيا أيضا وتسهم في ترسيخ السلم والأمن في المنطقة مما يجعل مختلف الأطماع أقل حضورا كثيرا
كما أن خارطة الطاقة للمنطقة والعالم يجب أن تكون عادلة ولا تسمح بأية توجهات تؤدي إلى إفقار شعوب بهدف تسمين شعوب أو أفراد آخرين ،
إن إزالة العقبات وإزاحة الأذى من الطريق لا شك ليست هي أفكارٌ طوباويّة مطلقا ولا هي مقترحات تعجيزيّة أو مشاريع عملاقة .ومثل دعاوانا هذه هي نفسها دعوات كل المصلحين عبر التاريخ بل ومحبّي الحكمة أيضا وهي وإن تشكّل تحولا نوعيّا في مسار التاريخ وتاريخ العلاقات بين الغرب والشرق ألاّ أنها لا تدعو إلى تأجيج التناقضات والصراعات عن طريق التناحر .
المستقبل:
إن التخطيط للمستقبل أمرٌ ليس من الخيال في شئ فهذا هو بالضبط ما يقوم به المتخصصون في المجال الإقتصادي والإجتماعي فضلا عن السياسي الذي يسبق كل جوانب التخطيط وهو ما يُدعى بالتخطيط الستراتيجي أو السوقي بالنسبة للعسكريين وهناك أسس ومبادئ معروفة للقيام بمثل هذه العمليات تبدأ في بلورة الأهداف والمقاصد ثم إتباع أساليب علميّة تتميّز بالمرونة والإقتصاد والسهولة وغيرها من معايير التقويم الأساس ولهذا فإنني أعلم ماذا أقول بشأن نصيحتي للبلدان الأوربيّة في بناء علاقات تعاون وتكامل مع البلاد العربيّة والإسلاميّة وشرق الأوسطيّة من أجل ضمان مستقبل الجارين التاريخيين بعد نبذ أسلوب الغطرسة والغرور والتكبّر الذي ما يزال ساريا في البعض من البلدان الأوربية للأسف وكذلك أسلوب النظرة التكفيريّة للبلدان الأوربيّة من قبل عدد من البلاد شرق الأوسطيّة بعيدا عن التسامح والمحبّة التي أسست لها جميع الأديان السماويّة ، وأن أسلوب التعايش وإشاعة السلام مازال ممكنا جدا لو إبتعد الجميع عن الكراهية فكل الأديان تدعو إلى المحبّة والسلام والأخوّة وهذا يكفي تماما لبداية مشتركة من أجل أوربا ومن أجل الشرق الأوسط وجميع بلدان العالم
ملاحظة:
إن الواقع الذي حاولنا تسليط الضوء عليه في أهمية تطوير العلاقات الأوربيّة شرق الأوسطيّة يستلزم أول ما يستلزمه قيام المثقفين بمهامهم على نحو مسؤول وأعني بذلك ما سأحاول توضيحه كما يلي :
من مهام المثقفين الثوريين والحقيقيين:
لقد ذكرت في مقال سابق أن مهمة المثقف لا تقف عند عرض وجهة نظره في الظروف الراهنة على إختلافها بل تتجاوزها إلى محاورة الأفكار المطروحة وتبادل وجهات النظر المختلفة بمنتهى الموضوعيّة وفضلا عن كل هذا وذاك فإن من المطلوب أيضا أن يتغلغل المثقفون في الأوساط الشعبيّة والجماهيريّة للتعرف على وجهات النظر التي هم مقتنعون بها ويُحاورونهم فيها ويخرجون برؤيا مناسبة لتلك الأحوال وأن يُكرّس المثقف كتاباته حول الحوار الجاد والمفيد مع الأفكار المتعارضة وأن يكون المثقف مقنعا في حواراته وعمليّا وواقعيّا وأهم شئ أن يستطيع المثقف إقناع محاوريه بأفضل الأسس والوسائل وهذه قدرات ليست يسيرة ولا تتوفر للكثيرين بل أن بعض المثقفين والسياسيين هم وحدهم من يتمتع بتلك القدرات والمواهب دون غيرهم والمهم أن يقتنع الناس بما يطرحه المثقف وليس بعرض أفكاره فحسب وإن لم يتمكن فعليه البحث عن الأسباب وإعادة الكرّة مرّة ومرّتين حتى يقتنع الوسط المستهدف ، فالمحاور الجيّد هو الذي يتمكن من إقناع الناس بأفكاره وما يستعرضه من رؤى
أشكركم على صبركم
والسلام



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش على الوضع السياسي الدولي
- ملامح الهندسة الوصفيّة في الأعمال التكعيبيّة
- حلال على اللي يجيب نقش..!
- كاباتشينو..!
- الدّيّوث..!
- الحب أجمل..
- ألف تحيّة لعمالنا الأبطال..
- خمرةَ السلطة ..
- ..أم وهمٌ..أَم سخط..؟
- في مقولة الصدفة والضرورة
- في مقولة الخاص والعام
- حوارما بعد الظهر
- في التغيير
- فكر علمي ؟ ..أم عودة إلى التجريبية؟!
- سيناريو لقاء..
- الدولة..والديمقراطيّة!
- يالطا ومالطا وسواستوبول..!
- شيوعيون سلفيون..!
- المادة والكتلة والطاقة..!
- في عيد المرأة


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سنان أحمد حقّي - هوامش على الوضع السياسي الدولي2..!