أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الصادق الجهاني - حركة النهضة التونسية وقضية العنف















المزيد.....

حركة النهضة التونسية وقضية العنف


صلاح الصادق الجهاني

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موقف حركة النهضة التونسية من العنف
رغم أن ظاهرة العنف لا تستمد جذورها من الإسلام الذي لا يُعطي شرعية للعنف العشوائي، ولا يقاتل إلا من يقاتله، " قال تعالى "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم "، ورغم محدودية حجم وأثر جماعات العنف فإنه لا تخلو من مثلها أمة أو دين، بل إن حروب العالم الكثير منها قام باسم الدين ففي مقال لصحيفة الشرق الأوسط يقول راشد الغنوشي، " موقف حركة النهضة من بعض أحداث العنف الأخيرة على الساحة السياسية يمثل إدانة صريحة وواضحة للعمليات الإرهابية الأخيرة ضد السعودية والمغرب كما يتضمن الموقف المذكور، نقداً شديد اللهجة للمتشددين في صفوف الحركات الأصولية الإسلامية، ولدعاة العنف، وهاجم بشدة لم يسبق لها مثيل، أيمن الظواهري، مساعد بن لادن، معتبراً إياه المنظر الأكبر، كما أسماه بـ" المسيرة الدموية الهوجاء".
متهماً إياه، بأنه قدم خدمات لأعداء الإسلام غير محدودة، في عملية 11 / سبتمبر/ 2001م الشهيرة، واعتبر هذه العملية من جملة هذه الخدمات، وختم زعيم حركة النهضة التونسية مقاله مطالباً العلماء والدعاة المسلمين أن لا يسمحوا التطرف والغلو أن يختطفا الإسلام"، ولكن حركة النهضة والتي توصف بأنها حركة متطورة في معالجة قضاياها والتعامل معها بروح العصر هى التي تجاوزت بمراحل الكثير من الحركات في الوطن العربي، بفضل قراءات منظريها، فهي تشجب كافة أنوع العنف، وان يؤخذ عليها عدم نقدها لكثير من العمليات الإرهابية.
والغنوشي منظر الحركة والذي تحمل أفكار الحركة الكثير من بصماته يرى أن الدولة التابعة في علاقتها بمجتمعها هي علاقة عنف وأن التغريب في حد ذاته هو عنف مغاير لكافة الحقوق لهذه الشعوب، ومنافي لمقومات الديمقراطية فهو يقول في ذلك:" أبرز ما يعكر علاقة الدولة التابعة بمجتمعها، هو علاقة العنف.
إن التغريب في حدّ ذاته هو أبرز وأفدح ألوان العنف الذي تمارسه الدولة، إنه عملية سلخ مجتمع عن أصوله وضميره من أجل ما يسمى بالحداثة، وهى في الحقيقة ديكتاتورية الغرب على شعوبنا، بوسطه الأنظمة العربية وبرامجها في التحديث والتغريب علي النمط الغربي المستورد، وهي نقيض كامل للديمقراطية من كل وجه، فإذا أضفنا إلى هذا القمع الاجتماعي والسياسي الرسمي ما تمارسه بعض فصائل المعارضة بدافع الغيرة والحسد والخوف من تنامي الاتجاه الإسلامي، وما تمارسه من دسّ وإيغار للصدور، بل من عنف ضدّ كل منافسيها السياسيين، الذين استطاعت بأساليبها الإرهابية أن تصفيّهم تقريباً وتخرجهم من حلبة الصراع، جربّت ذلك مع الاتجاه الإسلامي الذي تصدّى لها؛ دفاعاً عن نفسه وعن الحرية العامة".
وقد سئل راشد الغنوشي عن التمسك بالعنف من قبل بعض الحركات رغم كل المراجعات التي أعلنتها عدد من الجماعات كانت نتيجتها وقف العنف في مصر، والهدنة والمصالحة في الجزائر، ومن الجهة الأخرى ما مدى شرعية تشبث بعض المسلحين بممارسة العنف والإرهاب في بلاد المسلمين؟، ومنها أعمال المرتبطين بما يسمى القاعدة؟
فيقول مجيباَ: إن" العنف في المنطقة يتغذى أولاً من الحيف الاجتماعي، حيث يتجاور الثراء والبطر "والاستهلاك التظاهري"، لدى شريحة محدودة من الطبقة الجديدة، المعششة في مزبلة الحكم، بما حولها إلى عصابة مافيا، يتجاور هذا الثراء مع أحياء الصفيح، وأحزمة البؤس المحيطة بمدننا، بل بأحياء فيها معزولة عن باقي المدينة، لها أسواقها وملاهيها، وأساليب عيشها، وحتى مساجدها، بما يجعلها بمثابة المستوطنات المحاطة بالأسلاك الشائكة وبجيوش القمع. لا عجب أن يكون حي "مؤمن" في المغرب مثال موجود في كل دول المنطقة.
كل ذلك باسم الحداثة، والتي هى في الحقيقة ديكتاتورية الغرب على شعوبنا، حاضنة الشباب اليائس، ووقوداً للقاعدة. ويتغذى ثانياً من حالة الانسداد السياسي، والتزييف الكامل للحياة السياسية (تونس مثلاً)، أو شبهه (الجزائر، مصر)، ويتغذى ثالثاً من الحرب الدولية التي تشن على الإسلام، وأمته، ومؤسساته، ورموزه، ولا تجد من الدول القائمة، من يحرك ساكناً أو يرد، بل لا تجد غير المتواطئ مع الأعداء، متمشياً مما يسميه الحرب على الإرهاب.
يتغذى رابعاً، من مكائد أجهزة الاستخبارات، الحريصة جداً على استمرار قدر من الإرهاب، حتى تظل الدولة كلها رهينة لها، وتكون السلطات للبوليس وللعسكر مطلقة، ويتغذى خامساً، مما يروج من تأويلات للإسلام شاذة، تخلط بين المعنى الحقيقي للجهاد، كأداة لدفع الصائلين على دار الإسلام، "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين"، وبين تأويلات شاذة، تجعل من الجهاد نقيضاً للحرية، حرية الاعتقاد والتعبير عنه والدعوة إليه، بما يقتضي الاعتراف بالتعدد، سنة كونية واجتماعية، أكد عليها القرآن، وأبدى وأعاد في تأكيدها، انطلاقاً من مبدأ لا إكراه في الدين، مما يتناقض مع كل محاولة لجعل الناس أمة واحدة بلا اختلاف، "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم".
"التعددية سنة كونية، وليس من واحد أحد، إلا الذي في السماء سبحانه، ولم يسمح لأحد أو مؤسسة النطق باسمه، بعد ختم النبوة، وإنما الحجة والرأي والمشورة والبحث عبر ذلك، عن المشترك للإجماع. وهو ما يجعل تشكيل من قبيل "الجبهة العالمية لمقاتلة اليهود والنصارى"، تعبيراً صارخاً عن الجهل بالإسلام، إذ يقاتل الناس في الإسلام، ليس لاعتقادهم أو دينهم أياً كان، بل لدفع عدوانهم. إن مدنية حركة النهضة، وشجبها للعنف في الصراع السياسي، هو ما انعكس في صبرها وصمودها، ضد كل محاولات الاستدراج للعنف المضاد.
فواجهت الكثير من الحملات، بالصبر والالتزام بمنهج سياسي رفضاً للعنف، وكشف الحقائق، وقد دلت السهولة التي تمت بها حادثة الاعتداء الآثم على مكان عبادة الطائفة اليهودية بجزيرة جربه التي ذكرها المصباحي، والتي نددت بها النهضة في حينه، وأوردت ذلك حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية، على أن السبب الرئيسي في استقرار تونس وخلوها من العنف والإرهاب، ليس شطارة الأجهزة الأمنية، بل هو تعقل النهضة وصمودها في وجه المحاولات المستميتة، التي بذلت من قبل السلطة؛ لاستدراجها إلى مستنقع العنف، وردود الفعل الإرهابية، على ما تعرض له قادتها ومحاربوها ولا يزالون من عنف من قبل أجهزة الدولة.





#صلاح_الصادق_الجهاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة النهضة التونسية وحقوق المرأة
- حركة النهضة التونسية وقضية الديمقراطية
- حركة النهضة التونسية رؤية متطورة
- موقف جبهة الوطنية للانقاذ الجزائرية من قضايا الديمقراطية وال ...
- النخب السياسية والقضايا المصيرية (بين سيكس بيكووسد النهضة)
- بدايات ومراحل تطور حركة الإخوان المسلمين
- دراسة في مفهوم الاسلام السياسي
- موقف الحركة الوهابية من قضايا العنف والديمقراطية
- قراءات في ظاهرة الاسلام السياسي
- النص الإبداعي بين القيمة المضافة والمحكمة
- الوطن بين المصالحة الوطنية والعزل السياسي
- انتلجنسيا الزيف
- تقرير عراب الثورات العربية
- الخونة والابطال الجدد
- فرضية قابلة للتصديق
- انضمو الي اعتصام ميدان الشجرة
- الاسلام السياسي في السلطة بعد الاتتخابات
- العولمة والهوية .... علاقة متبادلة
- نبعاث القومية الاندلسية
- أول ثمار الربيع العربي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الصادق الجهاني - حركة النهضة التونسية وقضية العنف