أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - المالكي وملكوت الدولة العراقية














المزيد.....

المالكي وملكوت الدولة العراقية


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 12:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للمرحلة الانتقالية فضائلها ورذائلها بوصفها الوحدة الضرورية التي يجري عبرها تذليل القديم الشائخ ومن ثم تهيئة الأرض لنبتات حية. وحالة العراق منذ الغزو الأمريكي ولحد الآن هي إحدى الصيغ النموذجية لهذه المرحلة الانتقالية. لكنها صيغة تتسم أيضا بقدر هائل من الخراب المادي والمعنوي الذي مسّ كل مفاصل الدولة والمجتمع والجماعات والأفراد والقيم. من هنا غلبة الطابع المؤذي فيما يجري فيه، وبالتالي صعوبة رؤية ملامح البدائل الحية والجميلة والمستقبلية. وقد تكون الفكرة الوطنية، والدولة الوطنية، والأبعاد الاجتماعية للفكرة السياسية من بين أكثرها تعرضا للانتهاك. ولا غرابة في الأمر على خليفة الانحطاط الشامل الذي "أنجزته" التوتاليتارية البعثية والدكتاتورية الصدامية على مدار عقود من الزمن. مع ما ترتب عليه من صعود مختلف أشكال ونماذج واليات البنية التقليدية، اي بنية ما قبل الدولة الحديثة. وهو أمر جلي في الموقف من فكرة الدولة والنظام السياسي. بحيث لا نرى فكرة، بل مواقف فقط. وهذه بدورها مجرد أهواء ومصالح جزئية وضيقة تعكس من حيث الجوهر طبيعة البنية التقليدية في الشعور والوعي.
وقد يكون الموقف ما يسمى بالولاية الثالثة للمالكي هي من بين أكثرها بروزا الآن. بحيث تحولت فكرة الولاية إلى رقم وليس إلى مظهر من مظاهر الفكرة الديمقراطية والنظام السياسي الجديد. وذلك لان حقيقة فكرة الولاية ليست عددا، بل منظومة وبدائل مرتبطة بإرادة المجتمع واختياره للقوى السياسية وشخصياتها.
إن التركيز على معارضة تولي المالكي ولاية ثالثة (وفي الحقيقة هي الولاية الأولى، وذلك لان كل ما كان زمن الاحتلال هو جزء من منظومة الاحتلال) يعكس الخلاف والصراع بين مشروعين ورؤيتين، بين الماضي والمستقبل، بين الفكرة والأهواء، بين النظام والفوضى، بين المصالح الجزئية والمصالح العامة، بين الغريزة والعقلانية. وفي هذا يكمن سر الصراع ومحدداته.
إن قضية الصراع مع المالكي أو ضده التي يجري تحويلها إلى قضية شخصية هو مجرد غطاء مثقوب لتغطية حقيقة الصراع بين ما يمثله (كتيار وفكرة وشخص) وبين معارضيه، اي صراع بين فكرة المنظومة والبدائل المستقبلية للدولة وبين غريزة البنية التقليدية (عوائل وعشائر وحثالة وأرياف). وهو أمر جلي في هذا الكم الهائل ممن يرغب في أن يكون رئيسا للوزراء! والسبب يكمن في إنهم لم يتوصلوا إلى إدراك الحقيقة القائلة، بان الرئيس رأس وليس ذيلا "لقائد" طارئ بفعل تقاليد العائلة والعشيرة والصدفة! وهذه بدورها ليست إلا الصيغة غير الواعية لنمط الذهنية التقليدية التي تعتقد بان السيد يولد سيدا والآخرين أتباع وخدم! كما نعثر عليه أيضا في ظاهرة تحول نفسية وذهنية العداء (للمالكي) إلى القوة الوحيدة الجامعة عند معارضيه.
لقد تحسست هذه القوى المعارضة ومازالت تحس بغريزتها التقليدية بخطر المالكي وتياره فيما يتعلق بتذليل نمط النفسية والذهنية التقليدية في الموقف من الدولة والنظام السياسي. فقد ارتبطت شخصية المالكي وتياره السياسي بفكرة العمل من اجل دولة شرعية محكومة بالدستور تذلل حالة الانحطاط. واستطاع إخراج قوة الاحتلال بالفكرة السياسية والقانونية، والعمل على تذليل حالة الفوضى والتشرذم الهائلة بسبب الانحطاط المريع للدولة والمجتمع. ومن ثم جمع ما يمكن جمعه بصورة تدريجية على كافة المستويات وبمختلف الأشكال عبر مشروع توحيدي اجتماعي وطني (من بناء وزراعة وتعليم)، اي كل ما يهدد نماذج الإقطاعيات المتخلفة. وليس مصادفة أن تكون بداية هذا التحسس من جانب المعارضة مسبوكا باتهامه بالدكتاتورية. أما في الواقع فقد كانت وما تزال حقيقة أفعاله تصب ضمن سياق تأسيس مركزية الدولة. أما خاتمة هذه العملية الحالية فتقوم في وضع فكرة الأغلبية السياسية بوصفها الصيغة الواقعية لتذليل التجزئة وإعادة توحيد الدولة والنظام السياسي والمجتمع على أسس وطنية جديدة ومستقبلية. وذلك لان المضمون الكامن في فكرة الأغلبية السياسية يقوم في تذليل شركة السرقة والابتزاز (المحاصصة والشراكة).ومن ثم تعبيد الطريق الفعلي صوب بناء النظام السياسي الديمقراطي الحقيقي.
إن حصيلة ما جرى ويجري بهذا الصدد تقوم في نفي التقاليد السياسية للملكية والجمهوريات العسكرية ودكتاتورية الحثالة الاجتماعية والهامشية السياسية. فإذا كانت نهاية نوري السعيد ليست سعيدة، وما بعدها خراب وتخريب، فان نهاية المالكي تحتوي على احتمال كبير لان تكون بداية الصيرورة الفعلية لملكوت الدولة الوطنية الحديثة ومشروعها المستقبلي في العراق.
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخلاص في فكرة المقاومة عند (حزب الله)
- (حزب الله) والقضية السورية
- الكينونة الملهمة لجمال عبد الناصر وحسن نصر الله
- إشكالية الفكرة القومية والإسلامية للإخوان المسلمين
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (26)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (25)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (24)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (23)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (22)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (21)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (20)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (19)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (18)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (17)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (16)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (15)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (14)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (13)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني (12)
- الهوية العراقية ومشروع البديل الوطني(11)


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - المالكي وملكوت الدولة العراقية