أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - -;-كيف تشكلت دولة الجزائر















المزيد.....

-;-كيف تشكلت دولة الجزائر


محفوظ أبو كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه المقالة واحدة من سلسلة مقالات تبين لنا مكونات دول العالم العربى من خلال إستعراض أزمنة وملابسات وكيفية تشكلها. محاولين التعرف على دوافع أهالى بعض هذه الدول فى المطالبة بتغيير نظم الحكم إلى فيدرالية أو كونفيدرالية أو إلى نظم دستورية ديموقراطية. كى نتحقق من خلفية هذه المطالبات أهى مؤامرات دولية شريرة أوهى دوافع مشروعه تتيح للسكان تقرير مصيرهم والحياة فى كيانات سياسية ونظم حكم تتوافق مع رغباتهم وتعبرعن مجتمعاتهم التى أدمجت قصرا، مشكلة غالبية الدول المتواجدة حاليا. وفى هذا المقال سنحاول الإجابة عن سؤال كيفية تشكل وتطور دولة الجزائر.
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أكبر بلد أفريقي وعربي والعاشر عالميا من حيث المساحة التى تبلغ2,321,000كم مربع. تقع في شمال غرب القارة الأفريقية، تطل شمالا على البحر الأبيض المتوسط بساحل طوله 1660كم، ويحدها من الشّرق تونس وليبيا ومن الجنوب مالي والنيجر ومن الغرب المغرب و الجمهورية العربية الصحراوية وموريتانيا. كان السكان الأوائل من البربر( يطلق عليهم أيضا الأمازيغ أوالمغاربة أواللوبيون) كقبائل مجهولة الأصل. وقد ظهروا فى الرسوم علي الصخور في عصر ماقبل التاريخ . واعتبارا من عام 1200ق.م تقريبا بدأوا فى الإنتظام في تجمعات قبلية كبيرة. ويبلغ عدد سكانها حاليا طبقا لإحصاء يونيو 2013 37,900,000نسمة، يقدر نسبة البربر منهم بحوالى20%. وأصل تسميتها حديث نسبيا يرجع لعام 960م فقد اقيمت مدينة الجزائر على أنقاض المدينة الفينيقية إيكوزيم وأطلق عليها اسم جزائر بني مزغنة نظرا لوجود 4 جزر صغيرة غير بعيد عن ساحل البحر قبالة المدينة. والعثمانيون هم من أطلق اسم الجزائر على كافة الأقليم باشتقاقه من إسم العاصمة. وكان الفينيقيون يسيطرون على التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، بعد أن أنشأوا محطات تجارية، من أبرزها قرطاجنة عام 814 ق.م التى إمتد نفوذها ليصل إلى المدن الساحلية الجزائرية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، و جيجل، ووهران. وفى مرحلة إشتداد الصراع بين روما وقرطاجنة إستطاع الأمازيغ أن يتحرروا من نفوذ قرطاجنة، وكوّنوا لأنفسهم عدة ممالك وإمارات مستقلة أكبرها مملكة نوميديا وعاصمتها قسنطينة وأنشأت إسطولا أمازيغيا قويا. وعندما إنتصرت روما على قرطاجنة فى عام146ق.م أجهزت على كافة الممالك الأمازيغية بالمنطقة. واستوطن الرومان بلاد المغرب وبذلوا طاقاتهم في إستعمارها وعملوا على توسيع رقعة الأراضى الزراعية ببلاد المغرب لإنتاج ما يمون روما ولذلك حفرو الآبار وشقوا القنوات ونظموا وسائل الري (أقاموا القناطروالسدود وخزانات الياه وحفروا الآبار) والطرقات الممهدة الكبيرة التي وصلت بين المدن الكبرى على طول الساحل من طنجة غربا لطرابلس شرقا، وقد ساهمت هذه الطرق في إنعاش التجارة وتشكل المجتمعات الكبرى رغم أن الرومان كانو قد شقوها لأغراض عسكرية، وقد أدت هذه التطورات السياسية والإجتماعية والإقتصادية إلى تزايد الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي لبلاد المغرب حتى أصبحت شمال أفريقية تمول روما بالحبوب والفواكه والخمور والصوف والزيوت والمرمر والمصابيح الزيتية والأقمشة والأواني والخيول والبغال، وارتفع مستوى المعيشة وتضخمت الثروات وتعددت المباني الفخمة وتزايد عدد السكان كما إزدهر الفن والأدب ومختلف العلوم وظهر من بين البربر كتاب مبدعون وفلاسفة خالدون سيما بعد دخول المسيحية إلى البلاد. وقد احتل الوندال ( جنس جرمانى أتى من شبه الجزيرة الأيبيرة ) قرطاجنة عام 430م ثم بقية الشمال الإفريقي بما فيه الأراضى الجزائرية. وقد حل البيزنطيون محل الوندال عام 533 بعد أن كانت مقاومة الأمازيغ قد أنهكتهم وضحضحت قواهم. وقد سلك البيزنطيون مسلك الوندال في معاملة الأهالي، فقد كانو يضطهدونهم ويرهقونهم بالإتاوات والضرائب، وظل البربر يقاومونهم إلى أن دخل الإسلام إلى البلاد فى القرن السابع. بهزيمة الإمبراطورية البيزنطية فى الشمال الأفريقى وانتشارالإسلام قامت العديد من الممالك والإمارات المستقلة فى مناطق وعواصم مختلفة مثل دولة الرستميون عام667، ثم تلاها الأغالبة التابعة للخلافة العباسية والأدارسة.و قد ظهر بعد ذلك التشيع الإسماعيلي الفاطمى عام 908 ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج ويتجه إلى الشرق ففتح هؤلاء بلاد مصر والشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى القاهرة. وقد رافق هذه التغيرات قدوم هجرة قبلية عربية كبرى تتكون من قبائل بنى هلال، بني سليم، بني المعقل وغيرهم محدثين تغيير سكانى ضخم بالجزائر حيث إختلط الأمازيغ وتصارعوا معها محدثين قدركبير من الفوضى، كما رافق ذلك تمرد الأمازيغ على بالدولة الفاطمية حليفتهم السابقة، وشكلت القبائل الأمازيغية إبتداء من القرن الحادى عشر العديد من الممالك والإمارات منها: الزيريون، الحماديون، الموحدون، الزيانيون، الحفصيون، المرينيون.
إلتحقت الجزائر بالدولة العثمانية في 1504 بعد أن استنجد حكام وأمراء المدن الساحلية بالقراصنة العثمانيين فى مواجهة الأساطيل الأوروبية، فقام القرصان العثمانى الأشهر الذى أصبح فيما بعد قومندان الأساطيل العثمانية ووزيرا لحربيتها، وتمكن خير الدين باربروسا، من وضع الجزائر تحت سيادة الامبراطورية العثمانية، وأصبحت سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل والمدن الأوروبية. وأصبحت المدن الجزائرية تمثل الإمبراطورية العثمانية فى غرب المتوسط وقد أسست اسطول كان من القوة بحيث يتحكم بالبحر المتوسط ويحتم على السفن التي تبحر به أن تدفع إتاوة لحمايتها، وكانت أمريكا تدفع 100الف دولار سنويا لحماية السفن التى ترفع علمها. وكانت تبعية الجزائر للعثمانيين شبه إسمية تحددت فى أن تقوم الجزائر بمساعدة العثمانيين، وتمون وتأمن سفنهم، ورفع راياتهم وهم يمدونها بالأسلحة والمؤن والعتاد المدني والعسكري. وقد تقلب على حكم الجزائر إبان تبعيتها للإمبراطورية العثمانية عدة نظم كالتالى: نظام البايلربايات من عام 1518 حتى عام 1587 حيث أصبحت الجزائر ولاية عثمانية يحكمها البايلرباي خير الدين بربروسا الذي عينه السلطان العثماني سليم الأول، وقد تميزت هذه المرحلة ببداية بناء الإسطول الجزائري وتأسيسه كوحدة إقليمية في الجزائر- نظام الباشوات من عام 1587 حتى عام 1659 حيث أصدر السلطان العثماني "مراد الثاني" فرمان بإلغاء نظام البايلربايات وإستبداله بهذا النظام، وكان هؤلاء الحكام يديرون شؤون الدولة بمعاونة اللجنة الإستشارية المؤلفة من: وكيل الخراج، الخزناجي، خوج الخيل والأغا، وفي هذه المرحلة كان الباشاوات يعينون لثلاث سنوات.- نظام الأغوات من 1659 - 1671 نشأ بسبب قوة رؤساء البحر( قادة القراصنة ) ,ونزعتهم الإستقلالية وتمردهم على الولاه - نظام الدايات1671-1830 و قد ظهرنتيجة الأوضاع التي شهدها عهد الأغوات من النزاعات الشخصية والمؤامرات والإنقلابات ضد نظام الباشوات، ودام هذا النظام طويلا واندمج فيه الجنود الإنكشارية بطائفة رؤساء البحر واختفى الصراع بينهما. وكانت هناك بعض التنظيمات التى تحد من سلطة الداي وتتيح قدر كبيرمن إستقلال رؤساء البحر وزعماء القبائل، ولكن في العصور المتأخرة حكموا حكما مطلقا وأصبح للداي الحرية المطلقة في الحكم والإدارة والتفاوض مع الدول الأجنبية وعقد المعاهدات السلمية والتجارية، وإعلان الحرب والسلم و إستقبال الممثلين الدبلوماسيين الأجانب، ولذلك يعد عهد الدايات بداية لتشكل الدولة الجزائرية والإستقلال الكامل للدولة عن الإمبراطورية العثمانية ولم تبقى إلا بعض الشكليات.
غزت فرنسا الجزائر وأجبرت الداي حسين على الإستسلام يوم 5 يولية 1830. وشجعت الأوربيين على الإستيطان والإستيلاء على أراضي الجزائريين وأصدرت قوانين وقرارت تساعدهم على تحقيق ذلك، حاول الفرنسيون أيضا صبغ الجزائربالثقافة الفرنسية وجعل اللغة الفرنسية اللغة الرسمية ولغة التعليم . وحول الفرنسيون الجزائر إلى مقاطعة فرنسية، مما أدى إلى نزوح أكثر من مليون مستوطن (فرنسيون، إيطاليون، إسبان...) من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط لفلاحة السهل الساحلي الجزائري واحتلّوا الأجزاء المهمة من المدن. وبمجرد أن وطأت جيوشهم أرض الجزائر، هب الشعب الجزائري للدفاع عن أرضه، داعيا إلى جهاد نادت إليه الحكومة المركزية، وطبقة العلماء والأعيان. وتركزت المقاومة الجزائرية على محاولة وقف عمليات الإحتلال، وضمان بقاء الدولة. لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل لعدم توازن القوى، وتشتت حركات المقاومة تنظيميا و جغرافيا. وتواصلت المقاومة طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين.إلا أن السيطرة الإستعمارية بلغت زروتها رغم المقاومة الشعبية، وبدأ دوي المعارك يخفت في الأرياف ليفتح المجال أمام إسلوب جديد من المقاومة التي انطلقت من المدن مع ظهور جيل من الشباب المثقف الذي تخرج من جوامع الزيتونة والأزهر والقرويين، ومن الشباب الجزائرى الذى تابع تعليمه باللغة الفرنسية، واقتبس من الثقافة الغربية طرقا جديدة في التفكير.وقد حملت تلك النخبة من المثقفين على عاتقها مسؤلية قيادة النضال السياسي. وقد بزغ إتجاهين في صفوفها، أحدهما محافظ والثاني مجدد. نادى المحافظون بالإحتفاظ بقوانين المجتمع الجزائري والشريعة الإسلامية وطالب الإصلاحيون بحق الشعب في الانتخابات البلدية والبرلمانية لتحسين ظروفه. وقد إعتمد كل من الإتجاهين أساليب جديدة في المقاومة تمثلت في الجمعيات والنوادي والصحف. ونشطت الحركة الوطنية فاتحة المجال أمام تكوين منظمات سياسية تمثلت في ظهور تيارات وطنية شعبية وتأسيس أحزاب سياسية . في 23 مارس 1954 تأسست اللجنة الثورية لوحدة العمل، بمبادرة من قدماء المنظمات السرية. باشر مؤسسوها العمل فورا، فعينوا لجنة مكونة من 22 عضوا حضرت للكفاح المسلح، وانبثقت منها لجنة قيادية تضم 6 أعضاء حددوا تاريخ أول نوفمبر 1954 موعدا لإنطلاق الثورة التحريرية وأصدروا بيانا يوضح أسبابها وأهدافها وأساليبها. وفي ليلة الأول من نوفمبر من سنة 1954 شن ما يقارب 3000 مجاهد ثلاثين هجوما توزعت على معظم أنحاء الوطن حتى لايمكن قمعها كما حدث لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة. وعشية إندلاع الثورة أعلن عن ميلاد " جيش وجبهة الحرير الوطني". وبقي الشعب الجزائري صامدا طيلة سنوات الحرب يقاوم شتى أنواع البطش من إعتقالات تعسفية وترحيل وغيرها مبرهنا بذلك على إيمانه بحتمية النصر.و أخذت فرنسا تتراجع من جراء تلاحم الشعب مع جبهة التحرير وتزايد عنفوان الثورة المتفجرة من خلال المظاهرات التي نظمت في المدن الجزائرية وفي المهجر. ورضخت فرنسا أخيرا للتفاوض وجرت آخرالمفاوضات بصفة رسمية ما بين 7 و 18 مارس 1962 بمدينة ايفيان الفرنسيه وتوجت أخيرا بالتوقيع على إتفاقية ايفيان والإستفتاء حول الإستقلال، ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19 مارس 1962 الساعة 12 ظهرا. وفي أول يوليوعام 1962 تجلى عزم الشعب الجزائري على نيل الإستقلال عبر نتائج الإستفتاء التي كانت نسبتها 97.5% نعم، وتم الإعلان عن إستقلال الجزائر يوم 3 يوليو1962. وتولى أحمد بن بيلا رئاسة الجمهوريه فى عام 1963، ومالبث أن إنقلب عليه وزير دفاعه هوارى بو مدين مستوليا على السلطة من عام 1965 حتى 1978. ومنذ ذلك الحين حتى تولى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالى الرئاسةعام 1999، وعلى مدى عشرين عام تولى رئاسة الدولة سبع رؤساء بمعدل رئيس كل سنتين ونصف تقريبا. لم يستطيعوا تنفيذ وعود الرئيس هوارى بومدين بتحويل الجزائرإلى يابان أفريقيا، ورغم بعض النجاحات فى مجالات التعليم والبنية الأساسية والعدالة الإجتماعية فإن النظام السياسى الذى ظل يعمل طوال هذه الفترة فى إطار شمولى يغلب عليه أعمال العنف والإغتيالات والإرهاب، لم يستطيع ترقية مستويات ونوعية حياة المواطنين فبعد 50 عام من الإستقلال نجد مؤشرات التنمية البشرية والإقتصادية كالتالى: نسبة الأمية أعلى من 30% - نسبة البطالة أعلى من10% - معدل النمو السنوى لم يزيد عن 4% - متوسط الدخل السنوى للفرد فى حدود 2000-$- - إيرادات البترول تشكل أكثر من 60% من الموازنة العامة كما تشكل90% من حجم الصادرات .
بعد هذه الإطلالة السريعة على كيفية تشكل وتطور دولة الجزائر نتصور أن فهم دوافع سلوك وثقافة الشعب الجزائرى يوجب علينا الأشارة إلى بعض الملاحظات أولها : التنوع البيئى والمجتمعى والسكانى حيث تتكون الجزائر من عدة أقاليم طبيعية هى: إقليم الساحل الذى يمتلئ بالثغور والموانى العامرة بعبق التاريخ، يليه جنوبا االسهل الساحلى ثم سلسلتي جبال الأطلس التلي والصحراوي بصورة شبه متوازية مع الساحل بينهما هضبة متوسطة الإرتفاع، ويتصل بهما جبل الأوراس فى الشرق. يعيش 80% من السكان بالسواحل والسهل الساحلى وممرات ووديان الأطلس التلى والهضبة ويكاد يكون لكل مدينة ظهير سهلى وجبلى تلى ، ويعيش حوالى 10% من السكان في مرتفعات جبال الأطلس حيث تقلل الشروط الطبيعية القاسية والفقر إلى الموارد الاقتصادية من كثافة السكان. يلى الأطلس الصحراء التى تشكل أكثر من 80 % من المساحة الكلية للجزائر وتتكون من رمال وهضاب صخرية و سهول حجرية، ويسكنها 10% من السكان. ويعيش سكان مرتفعات الطلس والصحراء في قرى ودساكر ومداشر (تجمع بيوت فلاحين لا تزيد على 15 بيتاً) وبلدات صغيرة وفي عدد من المدن المتوسطة والصغيرة أكثريتهم ريفيون يشكلون 77% من سكان الأطلس ويوجد قسم لا بأس به من سكان الأطلس الأعلى والنجود العليا يعيشون حياة نصف بدوية أو بدوية كاملة في خيام أو أكواخ مؤقتة، ويعملون في الرعي والزراعة المتواضعة ولهم رحلات موسمية بين المرتفعات والمنخفضات. وتهاجر أعداد كبيرة من سكان جبال الأطلس إلى مدن المغرب العربي وإلى أوربا سعياً وراء حياة أفضل. أما التجمعات السكانية فهى في الأودية ومصاطب سفوح الجبال. ولسكانها علاقات وثيقة بباقي سكان الإقليم ومدنه الكبرى الداخلية والساحلية. وتتنوع كذلك الأقاليم المناخية من المتوسطي إلى القاري ثم الصحراوي فشبه المدارى. ويتشكل من هذه الأقاليم ثمانية وأربعين ولاية لكل منها طابع خاص فى أسلوب الحياه وكسب العيش، وتتميز بلهجات محلية وعادات وتقاليد خاصة تظهر في الإحتفالات الكبرى والأعراس وحفلات الختان والمولد الدينية وغيرها. ثانى هذه الملاحظات يتعلق بتعدد اللهجات المحلية بشكل حاد. حيث أدت الهجرات العربية إلى اختلاط العرب بالأمازيغ في مناطق واسعة، وكان الإسلام هو العامل الرئيسى فى الإنتشار السريع للغة العربية بين السكان فقد انتشر التعريب في الممرات السهلية وسط الكتل الجبلية الشمالية وفي المدن الكبرى واستمر انتشار العربية ليشمل مناطق البربر الرئيسية فى منطقة القبائل بجبال الأوراس بالشرق والشمال، أما المناطق الصحراوية الجنوبية التى يسكنها قبائل الطوارق الأمازيغية والقبائل البدوية العربية ومجموعات زنجية فتنتشر فيها الأمازيغية بالإضافة إلى الاستعمال الأكثر شيوعا الذى يتم بالتوازي مع استعمال العربية ، وتعيش اللغة العربية فى عموم الجزائر فى محنة كبيرة بسبب تأثرها باللغة الأمازيغية بدرجات متفاوته من منطقة لأخرى، كما أدى الإستعمار الفرنسي الطويل إلى إستعارة عدد كبير من مفردات اللغة الفرنسية فى المناطق الشمالية والمدن الساحلية، بشكل يجعل اللهجة الجزائرية صعبة الفهم أو حتى غير مفهومة لدرجة أن قنوات التلفزيون العربية الفضائية تصاحب البرامج التى تعرض باللهجة الجزائرية بترجمة عربية. مما يؤدى إلى نشوء وتعدد المنتجات الثقافية الجهوية مما يؤثر على الوحدة الوطنية.
الملاحظة الثالثة : خفوت الروح الجزائرية الوثابة التى يرصدها أى متصفح لتاريخ أبناء القبائل والطوائف والممالك والإمارات والدول التى أستوطنت الجزائر الحالية، هذه الروح التى كثيرا ما استنفرت لطلب الحرية والعيش الكريم، مالهذه الروح قد استكانت لهذا المستوى من نوعية الحياة الذى لايتناسب مع إمكانيات الجزائر الإقتصادية ولا مع قدرات أبنائها البشرية.
.



#محفوظ_أبو_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تشكلت دولة تونس
- كيف تشكلت دولة ليبيا
- كيف تشكلت دولة السودان
- كيف تشكلت دولة لبنان
- كيف تشكلت دولة سوريا
- كيف تشكلت دولة العراق


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ أبو كيلة - -;-كيف تشكلت دولة الجزائر