أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هادي حسين الموسوي - مدينة كان اسمها الكرادة














المزيد.....

مدينة كان اسمها الكرادة


هادي حسين الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 01:38
المحور: سيرة ذاتية
    


(الاسماء لاتعني احدا بالتحديد )
شلة من الصبيه يلعبون في الساحة الترابيه.. المكان : منطقة المطيريه في حي كرادة مريم ... الزمان: صيف 1958...
الشلة تكونت عفويا من دون اختيار مسبق .. يتزعمهم عبد الله فتى في الخامسة عشرة من عمره (سني) اصله من سامراء .. يليه كاظم ابن السيد (شيعي) مولود في قرية من محافظة ديالى لكن اسرته كربلائية بالاساس .. وضياء من العمارة (صبي... يعني صابئي)والدته مدبرة بيت عقيد في الجيش ... وغزوان من سكنة الكرادة الاصليين شيعي ابوه سيء السمعه لا يحبه ابناء المنطقة ... عبد الرحمن (سني) اصول اسرته من بيجي .. صليوه يوخنا (مسيحي) ابوه مدقق حسابات في ديوان احدى الوزارات... عبد السادة من منطقة الشاكرية(منطقه مخصصه لسكان اهل الجنوب بيوتهم من سعف النخيل بعد ان نزحوا من مساكنهم لتعرضهم لاستغلال الاقطاعيين وسلبهم ابسط الحقوق خصصها نوري السعيد لهم) ابوه في سلك الشرطه... سامان كردي (سني) ابوه يعمل بالشورجة... حمود ابو فلس كرادي ابوه سائق (سكس ويل... شاحنة) .......... كانت لعبتهم المفضله هي (فات الثعلب فات ...وبذيله سبع لفات ) او لعبة الدعبل .. او استعراض احدهم لبطولات ابيه... كل صباح اثناء ذهابهم الى المرسة يشاهدون الباشا (نوري السعيد) بسيارته السوداء تتهادى ببطيء في شارع السدة المعانق لنهر دجلة.. وكثير منهم من راى فيصل الثاني (ملك العراق) بسيارته الانكليزية الصغيرة. كانت الكرادة منطقة هادئه تحتضن الاغنياء وزعماء البلد الى جانب سكانها الاصليين ....... البيوت فيها من هو شامخ ظاهر الترف وفيها بيوت مبنية من الطابوق والجص وفيها الاكواخ الطينيه كان سكانها من عشاق دجلة .. كان صباح ابن نوري السعيد يسكن مع ابيه في الكرادة ... نزهته في عصر ايام الصيف جولة بمركب صغير مزين بمصابيح ملونه يشق مياه النهر الجميل .. يمتلك سيارة (رولز رايس) خضراء تحمل رقم 41بغداد.. وغالبا ما يلاحظ الفتيه سيارات رجال الدوله متجهة الى بيت الباشا نوري ... منهم صالح جبر وخليل كنه وبهجت العطيه وووو...
هواية نوري السعيد السير صباح كل يوم من بيته الى بستان العزاوي ..... من دون اية حراسة.. احتضنت الكرادة الكثير من الوزراء وشيوخ العشائر ووالتجار والطبقة المرفهة ... حدودها من جسر الجمهورية وساحة الشواف ثم تمتد مع انسياب دجله فمنطقة الثعالبه والعباسيه والمطيريه حيث بيت نوري السعيد ثم الكاورية والقصر الملكي (القصر الجمهوري حاليا) والسفارة الامريكية وتتميز بمساحتها الشاسعة... ثم (الجسر الخشبي ابو الدوب) حل محله الجسر المعلق ( جسر 14 تموز)فيما بعد .واخيرا ام العظام المتاخمه لمنطقة الحارثيه... كانت ضفاف دجله تداعب اقدام عاشقيها وتطفيء نار صيفهم القاسي ... وفي كل ليلة الجمعة تتراقص شموع (الخضر) وهي سابحة(( على قطع كرب النخيل))تتهادى بين الضفتين.......... وصبايا المنطقة يتوجهن صبحا لضفاف النهر لغسل الاواني وملابس الاسرة... والـــ (بلم البغدادي )يزهو وهو عائد بسمك وفير ... منطقة كريمه تكسوها مربعات النخيل فتكسبها منظرا شاعريا تحسده عليها سائر مناطق بغداد..لم تكن الكرادة تتوقع ان يحصل لها ما حصل في الاتي من الايام
لم يسعف الحظ مجموعة الصبيان تلك التنعم بمنطقتهم ... بدد ـــ صدام شملهم ــاذ اصدر اوامره بإخلاء المنطقة بكاملها من السكان وتفرقت اسرهم ولم يعد جمعهم الا في خزين الذاكرة ... بعد ثلاثة عقود ذهب صدام وورثه رجال صدقوا ما عاهدوا الامريكان عليه..رجال العهد الجديداحتلوهاوربضوا فيها . كرادة مريم بعد فقدان سكانها فقدت اسمها... نزعوا عنها انتماؤها والبسوها الحلة الخضراء فغدا اسمها بعد 2003(المنطقة الخضراء )... حجبت عن محيطها وسائر المناطق بكتل كونكريتيه هائلة وزرعوا الالة العسكرية لدرء اي هجوم عليها ... ولا يمكن الدخول اليها باية حال من الاحوال انها محصنة يخضع البشر والعصافير للتفتيش والتدقيق قبل الولوج الى منطقة الرعب والهلع !!!!!! كرادة مريم كانت تضم ابن الجنوب والوسط والشمال الشيعي والسني والمسيحي والصابئي الكردي والعربي والتركماني والكلداني لم تعد تضم الان الا مجموعة استنزفت خيرات البلاد وانشبت اظفارها بشعب طيب بسيط ادعت انها في خدمته ... الحكام السابقون في العراق لم يكونوادعاة وطنيه انهم بقدر ضمائرهم كان عملهم ... ان ما يميزهم عن ساسة ما بعد 2003 لم تكن لهم اساطيل من السيارات تحيط بموكبهم او رجال بشوارب بعثية لتصد عنهم خطر الذي ينوب عنهم فيه شعبهم المكتوب عليه الفداء قربانا لقادته ...او حسابات ببنوك اجنبيه او قصور خارج اسوار الوطن ليلجأ اليها هو اسرته وحاشيته سلامتهم ورفاههم اكثر اهمية .. الموت للشعب وليحيا رجال الخضراء!!!!!!



#هادي_حسين_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارنبنا غزال!!!!!!!!!!!!!
- ضياع دوله... مقابل تاج!!
- العراق ... و... تماسيح السياسة
- فيصل الثاني القربان لعراق تناهشته الذؤبان
- للوصول محطات ومراحل
- وعود عرقوب
- لميعة زوجة الحكومه
- ولاء نوري السعيد لمن؟؟
- على وجه اليتيمه غاب القمر
- (خطيه) الشعب اكل حق الحكومه
- العراق هو انت
- محمود وبهيه
- خواطر انتخابية
- العراق ينتحب....... العراق ينتخب /2
- العراق ينتخب .......... العراق ينتحب
- معوقات النمو الشامل في العراق
- عقد عاقر..وامال مبدده... 2003-- 2013
- الاغتراب في شعر عبد الصاحب الموسوي
- شاعرية السيد رضا الموسوي الهندي
- العراق ومراحل الحكم (5)


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هادي حسين الموسوي - مدينة كان اسمها الكرادة