حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 14:54
المحور:
كتابات ساخرة
في تسعينيات القرن الماضي زارني احدهم وبث شكواه من المرحوم (س) وهو احد شيوخ التسعينات كما اصطلح عليهم بالعرف الاجتماعي , فقد هدده واوعده بسبب تجاوز احد ابناء عشيرته على احد افراد عشيرة ذلك الشيخ الحديث التكوين منذرا اياه بضرورة ارضاءه وإلا فسيحدث له مالا تُحمد عقباه , وباعتباري احد معارفه من ذوي الخلفيات العشائريه عرض علي الموضوع طالبا المساعده في إيجاد مخرج من أزمة لاناقة له بها ولاجمل , فقد هدده الشيخ (بالكومه) كما قال , وبعد ان صححت له المفرده فهي (كوامه) وليس كما لفضها , وحمدت الله في سري ان هذه المفردات ما زالت بعيده عن امثال هذا الرجل ولم يُقحَم بها إلا بسبب سعة رزقه وتعدد مصالحه التجاريه , وهي محركات الشيخ التي جعلته يختاره بحيلة ابن آوى ليبتزه .
(ودارت الأيام) , واذا بصاحبي هو الذي يمارس (الكوامه) ويرتدي الزي الرسمي للمشايخ بدلا من ملابس (الأفنديه) ويردد عبارة (إحنه الشيوخ) , مستعينا بسعة الرزق لتقوية شوكته وهو الان يتنقل بين هذا المحفل العشائري وذاك بسيارته الحديثه مساهما (بحل المشاكل) بعيدا عن القانون ... والى هنا فالقضيه لاباس بها ففي ضل اللا دوله قد لايكون هناك بديل فاعل في حلحلة المشاكل اليوميه التي تواجه الناس , وقد يكون وجوده في (دائرة الضوء ومركز الفعل) نافعا باعتباره رجل عاش الحياة الحضريه وابتعد -ولو جغرافيا على الاقل- عن طقوس البداوه وتحجرها , ولربما اسهم بوجاهته المستحدثه بنقل بعض المفاهيم التي تضع حدا للترييف , لكن ماحدث قبل أيام وضع حدا لتفاؤلي وحسن نواياي المبنيه على ماضي العلاقه بيننا , فقد نقل لي احد الثقاة أن صاحبي الشيخ قد ارتفع لديه أس الغيره العشائريه ذات محفل فوقف صارخا بوجوه القوم (إحنه آل ... والمايعرفنه يسأل على افعالنا !!!!) , ولو قُيضَ لأحدهم ان يسأل عن الرجل وعن ألأل وسألني لذكرت له كيف ان الرجل لم يك يُجيد كلمة (كوامه) هذه المفرده السقيمه التي تتسع دائرة استخدامها اكثر من (سبحان الله) , أما ألأل ... التي يتشدق بها الان فليس لها في قاموس يومياته التسعيني الحافل -بمفردات السوق والمال -اي وجود غير ما مثبت في حقل اللقب بهوية الاحوال المدنيه .
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟