أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - قلق أثرياء إسرائيل














المزيد.....

قلق أثرياء إسرائيل


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 12:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ركّزت الصحف الإسرائيليّة على شعور الرأسماليين في إسرائيل بالقلق من ازدياد حدّة انتقادات الرأي العامّ الموجهة إليهم، ومن سرعة وحجم انتشارها، بعد النشر عن ارتفاع رأسمال أغنى 500 ملياردير إسرائيليّ بنسبة 18% خلال السنة الأخيرة.
تدأب الصحافة الإسرائيليّة على تخدير الرأي العامّ في إسرائيل، كي تتمكّن من تزييف مشاعر الرأسماليّين، لتظهرهم كمَن يتحلّى بمشاعر إنسانيّة، وتميّزهم عن باقي وحوش الرأسماليّة العالميّة؛ ففي نظرها الرأسماليّ في إسرائيل هو اشتراكيّ وعادل ورقيق وحسّاس و... ويوزّع ثروته على الفقراء والمساكين والمحتاجين، كالمليونير القطريّ/الفرنسيّ، ويكتفي بالنزر اليسير من الثروة، عن طيب خاطر!
الصحافة الإسرائيليّة تتدخّل، كغيرها، في صياغة الرأي العامّ؛ ليصبح رأيًا عامّا يقدّس الصهيونيّة والاحتلال والأمن و... فالرأي العامّ هو انعكاس للوعي الاجتماعيّ السائد؛ وفي إسرائيل يجيّر لخدمة الاحتلال وتوسيعه وتخليده، ويقيّد بالنزعة العسكريّة وقعقعة السلاح، ويذوّت الاستعلاء وعظمة شعب "الله المختار" و...، ويسم إسرائيل بالضحيّة وبالحمل الوديع المحاط بالذئاب المفترسة، و...
هكذا تبرّر القيادة اليمينيّة سياسة التجييش والتعبئة العسكريّة العامّة على مدى أيام السنة، وتنجح في تشويه الوعي الاجتماعيّ وتسيطر عليه، وتجعله أسيرا موظّفا لمآربها.
من البديهيّ أنّ يؤدي طغيان السياسة الأمنيّة على الوعي الاجتماعي الإسرائيليّ إلى إضعاف فعاليّة الرأي العامّ وإلى إفقاده لعفويته؛ بحيث يصبح من الصعب عليه أن يتطوّر ويتبلور بشكل عفويّ إلى درجة التحرّك ضدّ سياسة إغناء الأغنياء على حساب إفقار الفقراء، وأن يتخلّص من عبء التأثيرات الأمنيّة، ليرضخ لسياسة الاستغلال ويتحمّلها، وليعتبر مضاعفة أرباح الفئة الغنيّة من الطبقة الرأسماليّة أمرًا واقعيّا وطبيعيّا، ولو كان هذا على حساب إفقار الغالبيّة العظمى من أصحاب الرأي العام، من الفئات الشعبيّة والأقليّات القوميّة وطبقة العمّال المحرومة من ملكيّة وسائل الإنتاج.
لا شكّ في أنّ الرأي العامّ الإسرائيليّ يتغاضى في الوقت الراهن عن الفوارق الاجتماعيّة ولا يعيرها اهتمامًا، لكن من المستحيل دفن الفوارق والتناقضات الاجتماعية إلى الأبد في المجتمع الرأسماليّ الاستغلاليّ والتناحريّ. حتما ستطفو في المستقبل على السطح وستبرز الصراعات الطبقيّة مجدّدا لتوجّه الرأي العامّ نحو مصالحه الحقيقيّة، وليكتسب طابعًا شعبيّا موحّدا متزايدًا لكلّ الفئات المضطهدة والمستَغَلَّة، وليتحرّر من نير الاستغلال الاجتماعيّ والاضطهاد القوميّ والاحتلال والاستيطان و....
ربما يتساءل البعض لماذا طال رضوخ/تخدير/نوم الرأي العامّ، ويسأل بيأس وبحقّ؛ متى ينتفض الرأي العامّ ضدّ أرباح وطمع رأس المال وضد الاحتلال؟
في السنة الماضية، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، قلعة الرأسماليّة العالميّة، تحرّكًا للرأي العامّ ضدّ أرباح الرأسمال الفاحشة وضدّ الطغمة الماليّة، ما اجبر الإدارة الأمريكيّة أن تفرض ضرائب جديدة وعالية على أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة وعلى أرباحهم الخياليّة، فسمعت الصحف الأمريكيّة صراخهم ووصفته بـِ "بكاء المليونيريّين"، لكن في إسرائيل يصمّ حزب "العمل والعمال" أذنيه ويشارك ونقابة العمال العامّة في سرقة العمال! (فضيحة ميناء أشدود).
إسرائيل ليست شاذّة اجتماعيّا، وهي غير محصّنة ضدّ الهبّات الشعبيّة ولجان الاحتجاج، فحركتا "أربع أمّهات" و"نساء بالسواد" استطاعتا بمثابرتهما على المطالبة بالانسحاب من جنوب لبنان أن تحرّكا، بمساعدة لجان شعبيّة أخرى، مئات الألوف في مظاهرة جبارة في قلب تل أبيب، على أثرها ولعوامل أخرى، تمّ الانسحاب من جنوب لبنان في أيّار 2000.
وفي صيف 2011، تعرّضت إسرائيل لسلسلة من الاحتجاجات والمظاهرات الجماهيريّة (احتجاجات الخيام)، كانت بدأتها الفتاة دفني لايف ضدّ سوق السكن، بعد أن استصعبت استئجار بيت في تل-أبيب، واتسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مواضيع اجتماعيّة-اقتصاديّة عديدة.
فلا تقولوا لي مستحيل!
بإمكاننا أن نحوّل المستحيل الراهن إلى ممكن في المستقبل.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكن سارة رئيسة الدولة!
- قيادة -كأنّ-
- للإرهاب في إسرائيل أب وأمّ شرعيّان!
- ليست المفاوضات من أجل التفاهمات
- مَن يعيش المأساة لا يحيي ذكراها
- سهرة مع أحمد سعد
- نحن بحاجة لشحذ الفأس
- ليبرمان ملك إسرائيل
- لِنحذر الغرق في التغيير!
- نحن نريد دولة ونحلم بها
- ماذا بعد رفع نسبة الحسم؟
- سياسة المأزق
- لأنّني لن أكون إلاّ أنا
- تحالف قوى الرجعيّة مع المحافِظة
- الفكر الكامن وراء يهوديّة الدولة
- علاقة المنفعة المتبادلة بين الأيباك والإدارة الأمريكيّة وعلا ...
- شولاميت ألوني
- أنسنة يعلون
- مرحلة القيادة الفوضويّة قصيرة
- ملك الغابة حمار


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - قلق أثرياء إسرائيل