أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم رشاد هواش - العبودية في الاسلام













المزيد.....

العبودية في الاسلام


أكرم رشاد هواش
كاتب وباحث

(Akram Hawwash)


الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل ظهور الاسلام قي القرن السابع الميلادي كانت العبودية هي النظام السائد في كل العالم، كما هو اليوم نظاماً رأسمالياً عالمياً. وكانت كل المجتمعات وخصوصاً في بلاد الشام والجزيرة العربية وبلاد فارس تمارس بها العبودية في كل شؤون الحياة، أي أن الأسس التي بني عليها المجتمع كان مقسوم الى طبقتين طبقة العبيد وطبقة الأسياد. وكانت المدن والأرياف مكتظة بالعبيد، وطبقة العبيد كانت هي المنتجة الرئيسية لكل السلع المستخدمة في المجتمع من صهر الحديد والمعادن وصناعة الأسلحة للدولة وتصنيع ملابس وأحذية الجنود وكانت هي المنتجة الزراعية في الريف. وأيضاً كان هناك طبقة أسياد يملكون العبيد وكان نفوذهم كبير في تأييد الحاكم والسلطان، وهم أصحاب الجاه والجاهة في قصور السلطان، سوق النخاسة وشراء العبيد بالمزاد العلني كان هوايتهم الرئيسيية وأيضاً كانوا يملكون ورشات عمل يُشغلون فيها عبيدهم فيها لجني المال. وكانت هناك طبقة منفصلة من الحرفيين الأحرار ينتجون سلع ويملكون محلات تجارية هذه الطبقة كانت هامشية ولكنها جزءاً لا يتجزء من المجتمع العبودي. أما الطبقة التي اعتدنا على معرفتها فهي طبقة التجار التي كانت تنقل البضائع الى كل أماكن العالم المعروفة في العصور الجائرة.
في الجزيرة العربية كانت طبقة التجار هي الطبقة المسيطرة على كل مرافق الحياة فكانت قوافل التجارة مكونة من جنود محترفين، ربما قسم منهم خدموا في الجيش البيزنطي في بلاد الشام أو في الجيوش الفارسية، وكانوا يعرفون لعبة الحروب وحروب الكر والفر. وكانت مهمتهم ضمان وأمان القوافل التجارية في رحلات الصيف والشتاء التي كانت تتعرض دائماً الى السطو والغزو من قبائل العرب في الجزيرة العربية، وهذه القوافل كانت أولاً تملك عدداً كبيراً من العبيد الذين يقودون الجمال ويضمنون سلامة البضائع، وثانياً: وكانت القوافل التجارية تحمل العديد من سلع العبيد ذكوراً واناثاً وغلماناً، مهمة القافلة التجارية أن تصل البضاعة الى موقع صاحبها السيد، أو الى سوق النخاسة المنشود مرماه، كسوق عكاظ في مكة أو أسواق اليمن (وهذه كانت محطة أو مركزاً رئيسياً لوصول العبيد من أفريقيا) وكانت البضائع تصل دمشق وحلب وحماة ومدن بلاد فارس وأيضاً مدن مصر.
نظام الدين الاسلامي في عصر محمد كان امتداد للمجتمع العبودي الذي سبقه، (عصر الجاهلية)، وكان دين الاسلام هو امتداداً لقوانين وشرائع المجتمع العبودي السابق وجزئ لا يتجزاء من المجتمع العبودي في بلاد فارس وبيزنطة. عبد المطلب جد الرسول كان تاجراً وقائداً لقبائل قريش وكان أبنائه العشرة يعملون بالتجارة ومنهم والد الرسول محمد (عبد الله) كان أيضاً تاجراً يتبادل وينقل البضائع من بلاد الشام الى مكة وبالعكس وقد توفي في غزة، وأيضاً كان عم الرسول أبو لهب، ومن الصحابة أبو بكر الصديق الذي أعتق العبد بلال الحبشي الذي كان في حوزته وملكه. وعثمان بن عفان من عشيرة بني أمية كان أيضاً من كبار تجار مكةً وأغناهم وكان هو وعشيرته يتعاملون في شراء وبيع وتبادل العبيد في أسواق النخاسة. ويروي ابن اسحق أن الرسول محمد سافر مع جده في رحلة تجارية الى بلاد فارس والتقى في طريقه بالراهب بحيرة. وتزوج محمد من التاجرة القريشية خديجة عندما كان في الخامس والعشرون من عمره وأرسلته مرات كثيرة على رأس قوافلها التجارية ليكون مسئولاً عن بضائعها ومسئولاً عن البيع والشراء ولا شك كان يشتري العبيد ويبيعهم ويساوم على شرائهم. وتروي السيرة النبوية أن خديجة أهدت الرسول عبداً وهو القائد الاسلامي المشهور زيد بن حارثة كان في سن السادسة من عمره زيد لاقى حتفه في معركة مؤته في سنة 628م وقد بقي عبداً مطيعاً حتى وفاته.
ملك اليمين، أو ما ملكت أيمانهم
في الاسلام، بعد الزواج من أربعة نساء، يحق للمسلم إقتناء ما ملكت أيمانه من النساء والذكور العبيد . ويطلق على الانثى المملوكة اسم الأمة أو السبية أو السرية، وكان عند الرسول محمد ثلاثة سريات ، مريا القبطية وزليخة القرظية وآخرة كانت هدية من زوجته زينب بنت جحش التي أجبر محمد ابنه زيد بن حارثة على طلاقها وبالتالي زواجه منها. أما علي ابن أبي طالب فكان عنده 19 سرية (السبية) بالاضافة الى زوجاته الأربعة، أما الخليفة العباسي المتوكل على الله فكان بملكه 4000 من سراياه . أما في القرن العشرين فكان الملك سعود الفيصل يقتني في قصره أكثر من 300 جارية ينكحهن متى يشاء ويفعل بهن ما يشاء، وهذه هي ما ملكت أيمانهم وما تسمح لهم شريعة الاسلام في أرض الأسلام. واذا لم تسري أو تسبي فيحق لك شراء ما تستطيع شراءه من النساء والغلمان من سوق النخاسة وسوق النخاسة كان من أهم الاسواق المربحة في المدن المزدهرة عبر العصور في تاريخ الاسلام.
أكبر حادثة في تاريخ الخلفاء الراشدين كانت حادثة مقتل خليفة رسول الله عمر ابن الخطاب على يد العبد الأسير من بلاد فارس أبو لولو هذا الأخير سيق للعبودية وهو في سن الرابعة من عمره على أثر احتلال بيزنطه لبلده "نهوان" . وعندما دخل المسلمون أخذوه معهم الى المدينة واشتراه أحد الصحابة ولم تتغير أحواله الشخصية لا في بلده ولا في بلاد الاسلام، وقد اجتمع أبو لولو واستغاث وشكى الى الخليفة عمر وشرح له حالته وكيف أنه دخل الاسلام وهو يستحق العتق والحرية من عبوديته، عمر تحقق من أمر أبو لولو ووجد أنه كانت له خبرة حرفية بالنجارة والدهان وكان يدفع درهمين في اليوم لسيده الذي عينه عمر كوالي للبصره. بعد تمعن عمر ابن الخطاب في قضية أبو لولو قررعمر خليفة الاسلام على أن تبقى أحوال أبو لولو كما هي أي أن يبقى عبداً وبدون تغيير على وضعه الاجتماعي، مما أثار حقد وغضب أبو لولو على عمر، وخطت لقتله فكان أول الواصلين الى الجامع وضَمن لنفسه مكانا في الصف الأول للمصلين وفور سجود عمر انقض عليه وغرس الخنجر في جسده أكثر من ستة مرات حتى قتله شر قتلًا وكانت هذه أول جريمة سياسية طبقية عرفها التاريخ الاسلامي ناتجة ولا شك عن استبداد البشر لعبيدهم.
أكبر الحركات التي ثارت ضد العبودية في الدولة الاسلامية هي ثورة الزنج والتي بدأت في جنوب العراق من البصرة في نهاية القرن التاسع الميلادي. كلمة زنج في العربية تعني العبد الاسود أو الافريقي ولكن ثورة الزنج كانت تحتوي على أكثر من هوية لتوصف باللون فقط، بل كنت تشمل جنسيات من كل البلدان الذي استعمرها الاسلام، فكان هناك العربي من الجزيرة العربية أو من بادية الشام وكان لا شك الأفارقة من القرن الافريقي ومن شمال افريقيا الأمازيغ وكل ما هب ودب من السبايا الآسيويين وكان العبيد أيضاً يحتوون على كل الأديان المسلم والمسيحي والهندوسي والزارادوتشي والصابئي والكثير من المذاهب الدينية. الدولة العباسية ورجال الدين وقفوا لثورة الزنج بالمرصاد والفتاوي ووصفوهم بالهرطقة وحرق المساجد وقتل المسلمين الابرياء وحرق المصاحف. ثورة الزنج كانت ضد الأسياد وضد أوضاعهم المعيشية القاسية التي لا مخرج منها الا بالثورة ووجهوا ضرباتهم في آن واحد الى مضطهديهم كبار الملاك العقاريين وضد رجال الدين الذين كانوا يغللوهم بالافكار الدينية الغيبية ليقبلوا استبدادهم في غطاء ديني يوعدهم الخلاص ليس في هذه الدنيا بل في الجنة الموعودة، وعندما حصدت الثورة على بعض النجاحات أثار رجال الدين الشعب ضدهم، ويحدثنا المؤرخون أن الصراع بين الزنج والقوات الحكومية اتخذ فعلاً شكل الحرب الدينية. فقد كان جيش الخليفة "الموفق" عدده خمسين ألفاً من الجيش النظامي وآلافاً من المتطوعين ممن استنفرهم أئمة المساجد كي يهبوا لنصرة الاسلام ولجهاد الكفرة. انهزم الزنج وحلفائهم من خدم المنازل والعمال والفلاحين والبدو وقمعت ثورتهم في أنهار من الدم.
الدين الاسلامي نصف وينصف أغنياء المجتمع (لمُلك اليمين)، فالغني قادر أن يشتري عبيداً جواري وغلماناً وأيضاً قادراً على اهداءهن لضيوفه لتمتع بهن أو بيعهم. الفقير العامل والمسكين ممكن اذا اقتدر أن يتزوج واحدة فقط، أما ملك اليمين فكان ولا يزال بعيداً عن طالته. الغني كان قادراً أن يأخذ عبيده لخدمته والذهاب الى الحج ليوفروا له كل الراحة في رحلته لمكة، الغني قادر أن يدفع جزء من أمواله كزكاة ويوعد بالجنة. في أواخر الدولة العباسية أغلبية الجيش والحرس للخليفة كانوا عبيداً من جنسيات أخرى ولا يتكلمون العربية، وقيل أن الخليفة كان يسير وخلفه مجموعة من المترجمين لعدة للغات كي يتواصل مع قادة جيشه وحرسه. صلاح الدين الايوبي خرج من جيش العبيد العباسي والذي عرفوا بالمماليك وقد حكموا بلاد الشام ومصر لمدة طويلة حتى ظهور الدولة العثمانية. العبودية في الاسلام تقلصت كثيراً في بلاد الاسلام بسبب القوانين الدولية المضادة للعبودية وبسبب سيطرة الاستعمار البريطاني والفرنسي اللتين أنهىتا نظام العبيد في بلادهم في القرن التاسع عشر. والعبودية اليوم لا تزال تمارس في الشرق العربي وفي موريتانيا والسعودية وبلاد الخليج وقد أخذت احياناً شكل خبيث في ممارستها فالخادمات الذين ياتون من بلاد فقيرة يعاملن كالعبيد والجواري من قبل أسيادهن. لا يزال في عالمنا العربي اليوم أصواتاً دينية تطالب بعودة العبودية واقتناء الإماء والجواري كما فعل رسولهم وكما فعل الخلفاء الراشدين والغير الراشدين من الخلافة الاسلامية.



#أكرم_رشاد_هواش (هاشتاغ)       Akram_Hawwash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج محمد من زوجة زيد بن حارثة زينب بنت جحش
- استقالة حماس يكون فرج كبير للشعب الفلسطيني
- المذابح الجماعية للأرمن فاتحة المذابح للقرن العشرين


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم رشاد هواش - العبودية في الاسلام