أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دينا الطائي - القوى المدنية الديمقراطية و إعادة إنتاج عناصر التغيير














المزيد.....

القوى المدنية الديمقراطية و إعادة إنتاج عناصر التغيير


دينا الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 08:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


القوى المدنية الديمقراطية و إعادة إنتاج عناصر التغيير

من خلال قراءتنا لنتائج الإنتخابات البرلمانية .. نلحظ تمكن قوى الطائفية السياسية من السلطة في العراق و إستحكام القبضة على الوضع العام بالشكل الذي يقلقنا جدا على مستقبل الأجيال العراقية للعقود القادمة .. و هذا يحذونا للقول مجددا أن ما أفرزته الإنتخابات البرلمانية هو إنعكاس للذهنية المجتمعية السائدة التي تتفشى فيها اليوم الامية و الجهل و الفقر و البطالة و الصور النمطية عن الأخر هذا من جهة .. و من جهة أخرى تفشي ظاهرة (الشقاوات) بحلة جديدة يغلب عليها طابع الابتزاز بإستخدام العنف و المال السياسي.

و رغم نمو الحركات المدنية في العراق من جديد و ملامح إستعادة القوى المدنية الديمقراطية عافيتها .. من خلال الحراك المدني و التظاهرات الشعبية التي شهدها العراق خلال السنوات الثلاث الماضية المطالبة بالحقوق و الخدمات .. بالإضافة الى الفوز بمقاعد برلمانية خلال الدورة الجديدة بعد غياب كامل للقوى المدنية الديمقراطية في الدورة البرلمانية الماضية .. لكنه ارغم كل ذلك لم تحضر في المشهد السياسي هذه المرة بالشكل المطلوب و المرتجى أو المتوقع بتعبير أخر .. و أعزو سبب ذلك لأسباب فوقية تضمنت تدخلات خارجية و داخلية سافرة و محددات وضعت لتغيير مسار العملية السياسية و تشويه ملامح الدولة المدنية الحديثة .. منها القوانين التي حجمت الإرادة الوطنية و المطالب الشعبية التي سعت لها القوى الخيرة منذ عقود .. كقانون الإنتخابات المجحف على سبيل المثال و غياب قانون الاحزاب .. كذلك الإستناد الى عناصر محدودة الإمكانيات و أليات عمل بحاجة الى تحديث لتجاوز المزاجات في قيادة دفة التغيير لتوجيهها الى الوجهة الصحيحة ليتناغم مع مطالب الواقع و مسؤولياته ...

لذا فإن الإنتكاسة التي نشهدها اليوم بعد مرور إحدى عشر عاما على التغيير في العراق .. سمتها هو محدودية الامكانيات للقوى المدنية الديمقراطية و التعكز على سياسات و اليات عمل قد إندثرت .. و تفشي ظاهرة الإبتزاز عبر إستخدام العنف و المال السياسي ... و هاتين السمتين هي التي ستسهم في ولادة الحكومة العراقية القادمة .. و تشكيل الخارطة السياسية الجديدة !...

الفاشلون و الطائفيون و محبو السلطة و الساعون لتكريس حكم الفرد الواحد و الحزب الواحد أو حكم الطائفة الواحدة أو الفئة الواحدة أو المكون الواحد .. هم فقط من أفرغوا فحوى مسمى (حكومة الأغلبية) من غايتها و التي تشكل إحدى مقومات العملية السياسية الديمقراطية الحقيقة و مرتكز أساسي لها لبناء دولة مدنية ديمقراطية .. دولة المواطنة و العدالة الإجتماعية .. لذا خرجوا علينا اليوم بفلسفة جديدة يمكنهم من خلالها ممارسة الخداع و التضليل مع الشعب بحجة أن (الشراكة) هي من عرقلت أداء الحكومة الماضية! .. و هم ربما لا يترددون في العودة لفلسفة حكومة الشراكة الوطنية أو الوحدة الوطنية .. لما إمتلكوه من خبرة في التضليل و التسويف و نكث العهود .. و بالتالي فإن كلا الفلسفتين لا تخرج عن مفهوم تكريس الطائفية السياسية .. و لأنهم ساعون لتمكين أنفسهم من سلطة القرار دون رقيب و الذين هم بأنفسهم رفضوا حتى مبدأ الاستضافة في البرلمان و ليس الاستدعاء و المحاسبة و بالتالي عزلوا تماما السلطة التشريعية عن وظيفتها في مراقبة أداء الحكومة لصالح تمرير ممارساتها و فسادها .. بالإضافة الى التلكؤ و التسويف في اقرار القوانين المهمة للشعب .. و الاسراع في اقرار تلك التي تكرس حكم الطائفية السياسية و تشرعن فسادها و تقننه ...

و لأن القلق يعتلي نفوس العراقيين من البديل المرتجى لهذه القوى الاسلاموية الطائفية أو القوى الحاملة لأجندات الخارج الساعية لتفتيت وحدة النسيج المجتمعي للعراقيين أو عودة أفعى البعث المقبور .. فلا رد على ممارسات التضليل و الخداع و هاتين الفلسفتين الهدامتين في بناء الدولة العراقية بمؤسستيها التشريعية و التنفيذية الا بمراجعة المشهد السياسي و القراءة الدقيقة و التشاور مع القوى المدنية الديمقراطية عراقيا و التأسيس لوحدة الكلمة و الموقف للجم فرص العناصر التي اتكأت عليها سلبيات السياسات الماضية لكل القوى السياسية المدنية الديمقراطية و بالتالي وقف استغلال التفكك و حسن النية في التحاور مع الأخر .

أن قضية الامة العراقية تقف اليوم على المنحدر و أكرر في منعطف تاريخي خطير .. لا يمكن ان نتجاوزه الا بشعار التغيير و فرضه قسرا .. و هذا لن يتم مالم يصل الشعب العراقي الى درجة الوعي الكافية التي ستدفعه الى الاحتجاج الشعبي ليكون الصوت الهادر مع القوى المدنية الديمقراطية .. قوى الخير و السلام المدافعة عن وجود العراق المدني الديمقراطي الفيدرالي .. و ربما سنشهد سيناريوهات أضطرارية لتغيير الواقع المزري بحسب الظروف و المعطيات و الوقائع المستجدة ...

و ختاما ما على القوى المدنية الديمقراطية سوى إعادة قراءة المشهد السياسي من جديد و تعزيز وحدة الكلمة و الخطاب و الموقف .. و اللجوء الدائم و المستمر الى العمل بين الجماهير و الاحتكاك بها و دفعها بإتجاه الضغط على القوى المهيمنة على الدولة العراقية لسن القوانين التي ستسهم في تحريك عجلة التغيير .. و الابتعاد عن السياسات السلبية التي وضعت العصا في الدواليب .. أي بإختصار شديد السعي لتوفير الشروط الموضوعية و الذاتية و اعادة إنتاح عناصر التغيير و تحريك خزين الوعي التأريخي لدى الشعب العراقي لتحقيق التغيير المرتجى لبناء الدولة المدنية الديمقراطية ...



#دينا_الطائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون .. و صراع مبادئ لن ينتهي ...
- على طاري المعارض و كلب الوزير
- وطني .. طوفان الدم ...
- الكورد ليسوا مسؤولين عن مقتل البديوي يا دعاة الفتنة و حملة ا ...
- يا بحري اللافاني
- شغف عالي
- نعيب زماننا و العيب فينا .. زيارة أوغلو مثالا ...
- يا رجائي العظيم ...
- هوية الأمة العراقية بين الريف و الحضر
- الأمة العراقية .. صفة وجودها و إستنهاضها ...
- مساومات سياسية رخيصة
- رسالة تعج بضيق إنساني
- لا تنه عن خُلق و تأتي بمثله .. عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
- عثرات عند الساعة الخامسة فجراً
- طفولة مترنحة
- يا غريب العواصف و الحروف ...
- وجه الإله الخفي ...
- بيان تأسيسي - تجمع دعاة الأمة العراقية
- سيادة الأمة العراقية .. و إندماج الهوية العراقية
- مبدأ تغليب الهوية الأم .. ( تغليب الهوية العراقية ) .. 1


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - دينا الطائي - القوى المدنية الديمقراطية و إعادة إنتاج عناصر التغيير