أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرتضى الحصيني - شركاء الوطن ؟؟؟ شياطين















المزيد.....

شركاء الوطن ؟؟؟ شياطين


مرتضى الحصيني

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 08:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شيطنة الطائفة الاخرى

شركاء الوطن ؟؟؟ شياطين
التصريحات الاخيرة للفرقاء السياسيين في العراق تكشف بشكل واضح ان الطريق بات شبه سالكا لتولي المالكي الولاية الثالثة ، وبناءا على ذلك فانه مطالب اكثر من غيره التعلم من اخطاء الماضي ووضع حلول لها ولا نكشف سرا اذا قلنا ان العقدة العراقية الاكبر هي المشكلة الطائفية او مشكلة السنة العرب وخاصة المناطق المضطربة في غرب وشمال العراق باعتبار ان المشاكل الاخرى مثل الفساد الاداري و التلكؤ الاقتصادي والقصور الحكومي في تقديم الخدمات للمواطنين تصبح ثانويه مقارنةً بالمشكلة الامنية وسواء كنا ممن يتهمون سكان المناطق السنية في العراق بالضلوع في العمليات الارهابية التي تضرب معظم مناطق البلاد او كنا ممن يبرئهم من التهمة فأننا في كل الاحوال لا نفصل المشكلتين عن بعض الخروقات الامنية التي تعصف بالبلاد مرتبطة بشكل مباشر بحالة الاحتقان التي تهيمن على المناطق ذات الاغلبية السنية والعمليات العسكرية الاخيرة في تلك المناطق لا تعدو كونها قمة جبل الجليد . انهاء المشكلة الطائفية يعني بطريقة واخرى انهاء مشكلة الارهاب او الجزء الاعظم والاهم منه وهي مهمة الحكومة الحالية حكومة نوري المالكي المقبلة التي يبدو انه لا محيص من مواجهتها والتعامل معها والتعايش معها .
ولان المشكلة التي يجب على الحكومة العراقية معالجتها امنية وعسكرية وتتصل بالعنف بشتى صوره ( ثورية وثوار تاره وارهابيين وقتله ومجرمين تاره اخرى ميليشيات مره وعصابات داعش اخرى فأنه يجب معرفة مدى علاقة تلك المجاميع على اختلاف تسمياتها بالمواطن العادي في محافظات الملثلث السني لمعرفة ماذا يريد بالضبط ؟
الشارع السني يمكن تقسيمه الى شرائح معينة كأي مجتمع طبيعي اخر الاول متطرف جداً وجاهل تم تجنيده في منظمات ارهابية متطرفة ليس لها اهداف واضحة وبعيدة عن اي افعال وخطط منطقية هؤلاء تقريبا هم من يساهم في تخريب الوضع العراقي بشكل عم وتسميم الاجواء في المناطق التي ينشطون فيها بشكل خاص . الشريحة الاخرى هي المعتدلة متواضعة التعليم والثقافة وهي الاوسع تكره العنف وتطمح الى الدعة في العيش ولكن تم التفريط بهذه الشريحة لسببين الاول نفسي اجتماعي والثاني سياسي
السبب الاول هو سؤ اداء الحكومة العراقية وانتشار فضائح الفساد والفوضى في دوائر الدولة والاخفاق في تقديم الخدمات في جميع القطاعات التعليم والصحة والاقتصاد وحتى على مستوى السياسة الخارجية ادى ذلك الى انتشار نقمة المواطن من هذه الشريحة على الحكومة دون نية سؤ مبيته ولكن تراكم النقمة ولد غضب لا يمك اصلاحه بسهولة ورغم ان هذا الغضب لم يؤدي الى انضمام تلك الشريحة الى الشريحة المتطرفة الاولى ولكنه حولهم الى انصار و مؤيدين للحركات المتطرفة او حياديين في افضل الاحوال .
السبب الثاني هو ان الانسان بطبعه يكره الباطل فطريا لكنه يخاف من الباطل الذي يهدده وهناك فرق شاسع بين الحالتين ، فأن المواطن العادي السني لم يكن راضيا على ما تقوم به بعض الحركات المتطرفة مثل داعش و المنظمات التي على شاكلتها بل كان يحاول بشتى الطرق لصق العمليات الارهابية التي تنفذها تلك الحركات بالحكومة العراقية او الميليشيات الطائفية الشيعية الصفوية تاره والايرانية اخرى .وهي بداية جيدة فمجرد درئ التهمة يعني عدم تبنيها وادانتها ضمنيا . ولكن ردة الفعل تلك لم تكن كافية ولكن لم يكن المواطن العادي السني ليتخذ ردة فعل حازمة تجاه تلك الحركات التي كانت تهدد مكون طائفي اخر وليس هو بل وتدعي انها تدافع عن حقوقه واصبحت حديث الساعة والشارع وتم التركيز على تلك الحركات اعلاميا بسبب ما تقوم به تلك الحركات من افعال استثنائية وموغله بالعنف والقسوة فاحتلت مكانة المتحدث باسم السنة لا اراديا .
وهذا لا يعود الى شخصية السني العراقي او الشيعي العراقي او غيرهما وانما هي جزء من الطبيعة البشرية في كل مكان فالانسان العادي يكره الباطل ولكن لا يواجه الا الباطل الذي يهدده ويصبح مصدر خطر له عندها يشيطن الباطل ويحاربه بشتى الوسائل لذلك تنجح في العادة معادلة توازن الرعب في الحروب الاهلية وحتى الدولية فعلى سبيل المثال عندما يهاجم الهندوس السيخ سوف ندين ( نحن المسلمين ) الاعتداء بطبيعتنا وفطرتنا ولكن عندما يكون الاعتداء موجه ضد المسلمين يكون رد الفعل اعنف والغضب اكثر وذلك لوجود تهديد ضمني لنا كمسلمين .
اما عندما يهاجم المسلمين الهندوس فستكون الادانة اقرب للعتب منها للغضب ! . لان هذا الاعتداء و رغم قناعتنا بانه باطل الا انه لن يضرنا ليس ذلك فحسب بل انه سوف يحقق بعض المكانة والمكاسب وان بعيدة المدى للمسلمين اي " لنا ".
ولكن عندما تقوم الفئة المعتدى عليها مثلا برد الاعتداء بمثله فأن المعتدلين هنا تعلو اصواتهم بادانة ما كانوا يؤمنون بانه باطل اساسا ولكن هذه المره هذا الباطل الذي لم يكن يشملهم اصبح يشملهم لانه تسبب بشكل غير مباشر بباطل اخر مرتبط به . في الحالة العراقية مثلا كلما ازدادت اعتداءات متطرفين سنة ضد الابرياء الشيعة تزداد اعتدائات متطرفين شيعة ضد ابرياء سنة هذا يعني ان صوت المعتدلين من كلا الطرفين سوف يرتفع ويطالب بايقاف العمليات فوراً لانها باطل وتهدد حياتهم ... طبعا انا هنا احاول تحليل الحالة الاجتماعية التي يمر بها المجتمع العراقي بتجرد تام وليس من شك ان معالجة الباطل بالباطل بعيدة كل البعد عن اي اخلاقيات نحلم ان يحتكم اليها شعبنا في العراق او اي شعب اخر في الكره الارضية . ولكن سرد الامور على ماهي عليه تؤكد ما نذهب اليه في كيفية قراءة مضاعفات الازمة الطائفية العراقية وبالتالي البحث عن حلول لمعالجتها .
المعادلة اعلاه تتكرر كل يوم تقريبا وفي اماكن متعددة جغرافياً ، من ضمنها العراق.
السببين المذكورين اديا بطبيعة الحال الى اختفاء الحدود بين شريحة المتطرفين وشريحة المعتدلين لدى الشارع السني العربي كما ان استمرار عملية الاحتراب الطائفي وغير المعلن في العراق احد العوامل المغذية لتنامي واتساع شريحة المتطرفين التي تتسع على حساب الفئة المعتدلة وكلما اتسعت الشريحة المتطرفة كلما تصاغرت قدرة ومساحة الشريحة المعتدلة التي اصلا لا يتوقع منها ردود فعل حاسمة كما اسلفنا .
في الطرف الاخر اي لدى الشارع الشيعي فأن المشكلة ليست تفشي الارهاب او ثقافة العنف كما هي عليه في المناطق السنية الا ان المشكلة ليست اقل تعقيدا ايضا ، فلقد كان اقصر الطرق للوصول الى السلطة هو الحفاظ على اتون الطائفية مستعرا لذلك تم العمل على شيطنة الاخر، وشيطنته كله ! .وكل ما على السياسي الشيعي فعله هو ايجاد ربط بين الارهاب وبين السياسي من الطائفة الاخرى لتسقيطه وضمان السيطرة على السلطة .
وهنا تكمن المشكلة فالتركيبة السياسية العراقية وبناءا على المعطيات اعلاه تمتلك التناغم وتوزيع الادوار المثالي بين حكومة ضعيفة من مصلحتها استمرار الاصطفاف الطائفي وبين حركات متطرفة ظلامية اصبحت الاكثر شرعية في المناطق السنية بالاضافة الى وجود طرف سياسي مهم جنى ومازال يجني ثمار هذا التناحر الطائفي وهو الاقليم الكردي . اما الطرف الخاسر بالدرجة الاساس هو المواطن العراقي العادي سواء الشيعي او السني . فالسني تحولت حياته الى جحيم بين سطوة الارهاب و رجعيته وظلاميته وبين حكومة لا يشعر انه ينتمي اليها او انها تمثله وتسعى الى تمثيل مصالحه بسبب القطيعة التي عمل على ايجادها الحرب غير المعلنة منذ سقوط النظام السابق .
المواطن الشيعي ايضا يعتبر خاسر لان استمرار الوضع على ما هو عليه يعني انهيار حلم بناء دولة عراقية حديثة على انقاض الحكم البعثي الفاشي السابق خاصة اذا منى نفسه انه سيكون السلطان عليها ، ناهيك عن تزايد احتمال تشضي الدولة العراقية وتقسيمها .
المهمة الملقاة على عاتق الحكومة العراقية المقبلة هي الحفاظ على الدولة العراقية وليس على الحكومة العراقية لان الدولة نفسها مهددة بالضياع فلا حكومة تقوم بعد ضياعها .
تقوم الالة الاعلامية الطائفية التي تمول غالبا من قبل احزاب اسلامية شيعية على شيطنة الاخر وشحن التوجه المذهبي الى اقصى مدياته وذلك لضمان عدم خسران اي صوت انتخابي من الجمهور الشيعي لصالح الطائفة الاخرى دون وعي ان هذه العملية تؤدي الى استحالة التحالف مع ممثلي الطائفة الاخرى ، فالاحزاب الشيعية التي تعيش هاجس القلق من ضياع فرصة وصولهم الى اعلى هرم السلطة في البلاد لا تنفك تشحذ همة المواطن العراقي " الشيعي " اتجاه الطائفة الاخرى فيما تجد نفسها اليوم مطالبة وبشكل لا يقبل المراوغة الى التحالف مع احزاب تلك الطائفه ورموزها وهو موقف لا تحسد عليه .فامام تلك الاحزاب خياران احلاهما مر اما التخلي عن حلم بناء الدولة العراقية الحديثة والمضي قدما بتفكيك الدولة العراقية عليه اعتقد على الاحزاب الشيعية اعلان ذلك والبدأ باعلان الاقليم الشيعي او الموافقة على انشاء اقاليم سنية حقنا لدماء الشعب العراقي وخاصة الشيعة منهم . او اتخاذ قرارات شجاعة بمحاولة حلحلة الصراع مع الاحزاب السنية باتخذات تشريعات قانونية يكونون السباقين بها من شأنها الحد من اتساع الهوة بين الطائفتين السنية والشيعية اولها واهما على سبيل المثال لا الحصر منع وتجريم سب الصحابة فليس من المنطقي ادعاء الاخوة في الوطن صباحا والاصرار على شرعنة سب الصحابة والمقدسات السنية الاخرى ثانيا التعامل بجد مع ممثلي المكون السني على علاته والخضوع الى ارادة الناخب العراقي السني باختيار ممثليه ضمن نفس العملية السياسية التي جعلت من السياسيين الشيعة ممثلين للطائفة الشيعية واتخاذ خطوات جادة نحو عدم شيطنتهم واتهامهم بالارهاب والشوفينية والبعثية حتى وان وصل الامر احيانا الى غض النظر عن التاريخ طبعا شريطة لا ان يكون مثبتا ضلوع احدهم في عمليات ارهابية . فما نراه في الشارع الشيعي حاليا هو ان كل ممثلي الطائفة السنية تقريبا مجرمين او متعاونين مع داعش وعملاء للسعودية وقطر بدْءا من النجيفي وظافر العاني وغيرهم وغيرهم من قادة كتل متحدون او العربية او كل الاحزاب السنية الاخرى وايقاف الحرب الاعلامية ضدهم ولن يتم كسب ود الشارع السني ابدا اذا لم تتخذ الحكومة العراقية الحالية التي يترأسها شيعي الا باتخاذ قرارات مثلما اسلفنا من شأنها الحد من حالة الاحتقان بين الطائفتين مثل دمج الوقفين السني والشيعي مثلا وايقاف استحداث مؤسسات تعليمية تابعة للوقفين او تشريع قوانين احوال مدنية طائفية وتجريم اهانة المقدسات الدينية لدى الطائفتين فالمشكلة العراقية الحالية ليس صراعا على الثروات او على السيادة على الارض كما هي الحال عليه بين الحكومة في بغداد والاكراد في الاقليم وانما المشكلة العراقية بين طائفتين ثقافية دينية بحته تتحول الى اقتصادية وصراع على الصلاحيات والمال بين الطبقة السياسية الممثلة لكلا الطائفتين ولا شك ان الطبقة السياسية تحافظ على تأجيج المشاعر الطائفية مستعرة للافادة منها في كسب المزيد من المصالح المادية ولكن على مستوى الشارع فان المشكلة عاطفية مذهبية فحسب ولن يهدأ من روع الشارعين الشيعي والسني الا عبر اتخاذ قرارات من شأنها ابعاد هذا الهاجس وليس منح مكتسبات لسياسي سني هنا او لحزب شيعي هناك فهذه الطريقة اثبتت فشلها في العشر سنوات الماضية وسوف تثبت فشلها في المستقبل .
مرتضى الحصيني



#مرتضى_الحصيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قدسية الرسم القرآني .. آراء وافكار
- اوقفوا الكرة الارضية عن الدوران اريد ان انزل !


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مرتضى الحصيني - شركاء الوطن ؟؟؟ شياطين