أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الجوهر تعديل وزاري محدود والمظهر حكومة وفاق















المزيد.....

الجوهر تعديل وزاري محدود والمظهر حكومة وفاق


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجوهر تعديل وزاري محدود والمظهر حكومة وفاق
بقلم :- راسم عبيدات
بعد أخذ ورد وشروط وشروط مضاده وجلبة هنا او هناك،وتسارع عجيب غريب في طرح وتغيير الأسماء،التي كان واضحاً بأن هناك اطرافاً عربية وإقليمية ودولية تشارك في طرحها وتزكيتها،بما يجعلنا نجزم بأن هناك مشروعاً سياسياً يجري إخراجه،وهذا المشروع حمل موافقة حماس وحواضنها من الإخوان المسلمين والأطراف العربية والإقليمية المتماهية معها فكرا ورؤيا،وحماس تدرك جيداً أن موافقتها على ما يسمى بحكومة الوفاق او اتفاق الإطار،والذي عندما نتمعن في تركيبة الحكومة المشكلة برئاسة الدكتور رامي الحمدالله،نجد بان ما جرى ليس أكثر من تعديل وزاري محدود،ولكن قيمة وأهمية ذلك تكمن في موافقة حماس على ذلك ومباركتها لها،فهي أصبحت جزء من هذه الحكومة،ومن سياستها،فما يسمى بالوزارات الأساسية او السيادية،وهنا لا توجد سيادة،هي نفس أسماء حكومة الحمد الله،والذي أضيف له وزارة الداخلية،الخارجية والمالية والقدس والسياحة نفس الأشخاص،وباقي الوزراء من "التكنوقراط" المحسوبين على الرئيس وبرنامجه،وبالتالي صراخ وجلبة بعض قادة حماس،بعد تشكل الحكومة بأن الدكتور رامي الحمد الله قد انقلب على المصالحة،ليس دقيقاً فهم يعلمون جيداً،بأن المشروع السياسي الذي وافقوا عليه،يشترط عدم وجود وزارة أسرى،حيث ان اسرائيل أثارت مثل هذه القضية سابقاً وحرضت عليها،وبالتالي حتى لا تظهر هذه الحكومة بانها تدعم ما يسمى بالإرهاب والإرهابيين،وحتى تنال رضى الأمريكان واوروبا الغربية،وتقبلها اسرائيل، جرى التخلي عن وزارة الأسرى،وهنا نشدد على مدى الخطر في الموافقة على هذا الشرط،حيث انه يعني التنازل عن ان أسرنا هم أسرى حرية ومعتقلين سياسيين وأسرى حرب.
إن المتمعن في تشكيلة الحكومة وبرنامجها،يجد بأن حماس قد قدمت تنازلات كبيرة جداً،وتلك التنازلات ليس لأن حماس زاهدة ولا تريد السلطة،بل هي الأكثر تشبثاً بالسلطة،وتقديمها للتنازلات وقبولها بحكومة تمثل الرئيس وبرنامجه،كانت مجبرة ومرغمة عليها،بفعل التطورات العربية والإقليمية المحيطة بها.وبالذات في مصر وسوريا،ففي مصر سقطت حكومة الإخوان بقيادة مرسي،والتي كانت تراهن عليها حماس،بأن تشكل حاضنة قوية لها،وجاء السيسي المتعارض فكرياً وسياسياً ومجتمعياً مع حماس،وشدد الحصار على حماس والقطاع،فاغلق ودمر اغلب الأنفاق،والتي كانت تشكل شريان حماس المالي والتجاري الرئيسي،والذي يؤمن لها ملايين الدولارات للصرف على حكومتها وأجهزتها وأفرادها،وكذلك النظام السوري الذي كانت تراهن على سقوطه،كما اوهمتها قطر وتركيا وغيرها من مشيخات النفط،مما جعلها تنقلب على المحور الذي قدم لها المأوى والدعم المالي والعسكري والسياسي والإسناد وحرية الحركة،وفي المقدمة منه سوريا،ولتنتقل الى النقيض خدمة لمصالحها وأجنداتها،حيث انتقلت لحلف مشيخات النفط وتركيا،هذا الحلف الذي خيب آمال حركة حماس،وادخلها في أزمة عميقة،حيث لم يقدم لها أي دعم جدي وحقيقي لا مالي ولا عسكري ولا غيره،ووجدت حماس نفسها مثل مصيفة الغور" لا نالت لا بلح الشام ولا عنب اليمن"يضاف لذلك توقف ايران على خلفية ذلك عن دعمها مالياً،وحتى عسكرياً،حيث كانت عمق ذلك أزمتها المالية.
واضح من تشكيلة الحكومة ومن برنامجها،وما قاله الرئيس ابو مازن خلال ترأسه اليوم الإثنين،الاجتماع الأول لحكومة الوفاق الوطني بعد أدائها اليمين الدستوري في مقر الرئاسة بمدينة رام الله ان "الحكومة الجديدة ملتزمة بمبدأ الدولتين على حدود 1967، كما أنها ملتزمة بالاعتراف بدولة إسرائيل ونبذ العنف واحترام الاتفاقات الموقعة، بما فيها قرارات الرباعية الدولية. "وقال" نحن ملتزمون بما قلناه ونفذناه وهو التنسيق الأمني بيننا وبين إسرائيل حماية لمصالح شعبنا"، مشيرا إلى أن التنسيق يأتي في هذا الإطار.وهذا يعني العودة للمفاوضات،ولذلك ما كانت تقوله حماس وتصوغه من حجج وذرائع،وما تطلقه من تصريحات هو ليس إلا لذر الرماد في العيون،فالآن تماهى برنامج حماس مع برنامج أبو مازن.
رغم ان اسرائيل في اجتماع "الكابينت" اليوم الإثنين، قد اتخذت قراراً بمقاطعة "حكومة الوفاق"،واعتبرتها حكومة ارهابية،إلا أن ما صدر عن امريكا من تصريحات بأنها ستستمر بالتعامل مع حكومة الوفاق ودعمها،ولكنها ستراقب عملها،وكذلك أوروبا الغربية والتي قالت بأنها ستتعامل مع حكومة الوفاق أيضاً،فهذا مؤشر جدي على أن هناك مشروع سياسي قد جرى التوافق عليه،ورفض اسرائيل مرتبط،بأعلى درجة من الإبتزاز عبر الضغط على أمريكا وأوروبا الغربية لتأجيل إعترافهم بحكومة الوفاق،وإبتزازها سياسياً للإعتراف بكل الإتفاقيات والإلتزامات السابقة.
قطر ومشيخات النفط وجماعة التتريك،لن يقدموا الدعم المالي المجاني لا لحماس ولا لحكومة الوفاق،بل كل ذلك مرتبط بأثمان سياسية،فقطر لن تدفع رواتب (40000) من موظفي أجهزة حماس،من اجل إعدادهم لمحاربة ومقاومة اسرائيل،بل وفق ما يجري الإتفاق عليه مع أمريكا،وأي دولة أخرى عربية أخرى لن تقدم ملم واحد دون إذن أمريكي وخارج حدود الدعم والصرف المتفق عليها وبعلم ومراقبة اسرائيل.
كلنا يتمنى أن ينتهي الإنقسام وتتم المصالحة،وأن لا تبقى الأمور في إطار محاصصة فصائلية،تحكمها المصالح الحزبية والفئوية الضيقة،مصالحة تتم وفق مصالح الشعب الفلسطيني،مصالحة يتلمس نتائجها على أرض الواقع،فهناك الكثير من المشاكل والهموم الإقتصادية والإجتماعية المثقل بها شعبنا،وتحديداً في قطاع غزة،حيث الحصار وإغلاق المعابر والبطالة والفقر،وعدم إدخال مواد البناء من أجل الإعمار، وأزمات مستديمه من إنقطاع الكهرباء وتقيد حرية الحركة والتنقل وغيرها.
نعم نحن الآن في مرحلة إتفاق إطار،وما جرى قد ينتكس في أي لحظة،ولذلك من الضروري للنجاح في ذلك،أن يتم رسم استراتيجية فلسطينية موحدة يتوافق عليها الجميع،ولا يحق لأحد أن يختطف القرار الفلسطيني،ويضع نفسه فوق قيادته الجماعية أو فوق قرارات مؤسساته التي يطالب بإحترامها،ويكون اول من يخرقها.
مرحلة خطرة جداً وبحاجة الى أعلى درجات الإنتباه والحذر،فهناك الكثير من الأمور التي تجعلني متيقن،بأن هناك مشروعاً سياسياً يجري طبخه،يحمل في طياته مخاطر جدية على مشروعنا الوطني الفلسطيني.

القدس المحتلة – فلسطين
3/6/2014
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن أمام حكومة توافق أم تعديل وزاري..؟؟
- القدس تغتصب ودمشق تنهض
- المثفون العشائريون
- تجنيد العرب المسيحيين/ الهدف:- تذويب الهوية الوطنية والقومية
- ثمة روابط وعلامات إستفهام كبيرة...؟؟
- جرائم مستمرة ...وقانون غائب
- صفقة حمص تسدل الستار على-الثورة السورية-
- مجلس الإسكان وأزمة المقترضين
- في ذكرى عيد العمال العالمي /طبقة عاملة تتراجع ....وطبقة برجو ...
- ثقافة البلطجة وهدر المال العام
- عن المصالحة وامريكا واسرائيل
- خطوة أخرى ....سبقتها وستتبعها خطوات
- هل سيرسم المجلس المركزي معالم استراتيجية وطنية جديدة...؟؟
- حزب يقاوم .....حتماً سيدفع الشهداء
- لا مصالحة بدون حسم النهج والخيار
- نيسان يلخص مأساة شعب
- الخيارات صعبة ....فهل أعددنا انفسنا للبديل..؟؟
- هل ستصبح -ليفني- أمين عام الجامعة العربية-العبرية-
- ماذا يجري في القدس..؟؟
- الشباب المقدسيون بين الإنتماء وظاهرة -التسكع-


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الجوهر تعديل وزاري محدود والمظهر حكومة وفاق