أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - أستغاثة من الهنود الحمر














المزيد.....

أستغاثة من الهنود الحمر


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 18:03
المحور: كتابات ساخرة
    


مبردة عتيقة , أكياس ملابس مستعملة , أواني وأدوات منزلية فائضة , قراطيس و حقائب ملئى بمستلزمات المدرسة , ومبلغ بسيط يبلغ أربعمائة ألف و خردة , كان كافياً ليرسم أبتسامة على وجوه سبعة أطفال وأمهم الأرملة , رافقتني في رحلتي أمرأة فاضلة هي نفسها التي كشفت قصّتهم لنا , أخذتها معي لتسلم الأمانة وتكلم الأم فهي في (عدّة) مستمرة , خلف جدران الطين متوارية , ولا أخفيكم ما عانيت من الضجر , فالطريق الى قرية الشريفات (هكذا أسمها) مليء بالأنهار والحفر.
لنعرج قليلاً على المكان , سميت القرية بأسمها كون أغلب سكانها يتبعون عشيرة تحمل نفس الأسم , نزحت الى العراق قبل ألف سنة قادمة من اليمن تعود الى قبيلة (شمّر) , كان لها الفضل كما باقي القبائل الوافدة في الأبقاء على كيان الوطن بعد محاولات للأجهاز عليه على مر الزمن , أبتداءاً من تدمير بابل وآشور ومروراً بأنهزام حكومات المذاهب الأربعة , حاز أفرادها على الهوية ليكونوا سكاناً أصليين دون شك أو جدل , جلهم يعيشون من أجل البقاء تحت خط الفقر كما أغلب شعبنا
الأمر بالنسبة لي وبحسب التقييم البغدادي مجرد (حلاوه بجدر مزروف) فتلك الأشياء أرسلها فاعل خير أعرفه (دكتور يرفض دوماً الأفصاح عن أسمه) كلفني أن أوصلها بعد سماعه لحكايتهم دون ثرثرة , خلاصتها :
مات أبوهم بأحد طرق الموت الفجائي المتفشيّة في البلد وتركهم دون أي سبوبة تنقذهم , ولكوني بريء الوفاض من تهمة الأستعراض وداء الرياء في تلك الحكاية , كتبتها .
منظر الأطفال وهم ينزلون الأغراض أخذني الى لحظات لن أنساها أبدأً , عدت بها لزمن بعيد في العام الرابع والسبعين من القرن المنصرم حين حصلت على أول كراسة رسم و أقلام ملونة , بل أن مستوى الفرح عندهم ربما وصل الى اللحظة التي صار عندي فيها درّاجة هوائية لأول مرة في الستة وسبعين من نفس القرن المزدهر , كبيرهم ربما كان في العاشرة , بادرته في سؤال لأشباع فضولي :
كيف تأكلون ومن أين تشربون , أجابني فرحاً وهو يحمل حقيبته التي أستلمها :
لدينا أربع دجاجات تبيض , ومعها الحصة (يقصد المواد التموينية القليلة التي تمنحها الحكومة ) يجلبها لنا (العرب) , كانت عندنا بقرة بعناها من أجل (الفاتحة) , أقاربنا ساعدونا فيها والا كنا بقينا مطلوبين طول العمر , البركة بــ (أهل الرحم) ..كان ذكياً عرفت ذلك من طريقته فهو يتكلم بحكمة وأقناع وكأنه شيخ البدو.
أيعقل أن يوجد في بلد نفطي يتشدق حكامه بالديمقراطية , هكذا سكان منقطعين عن العالم بهكذا أفلاس وفقر ؟
من المؤلم أن نقول نعم , وهم كثر , في قلب بغداد بعضهم , أما غالبيتهم , فهم على أطراف بغداد وكل محافظاتنا !
كان في ذهني سؤال حمّلته للمرأة (صاحبتنا) كي توصله الى الأرملة :
لماذا لم تستعينوا بشبكة الحماية في الدولة , أو حتى المنظمات كي تنقذكم , جريمة أن تمنعي أطفالك عن المدرسة بسبب الملابس و الدفاتر والكتب !
كان جوابها : نحن لا نملك فلساً والمراجعة للرعاية تحتاج أجوراً للسيارات والمعاملة ولا نعرف أحداً فيها ولا أحد يعرفنا
في طريق العودة الطويل لا أعرف السبب الذي جعلني أتذكر الهنود الحمر و كيف أنهم يمرضون ويموتون بسرعة بمجرد أقترابهم من المدن , لو راجعت الأم دائرة الرعاية ربما ستنقل لأبنائها وباءاً يقتلهم , من المفرح أنهم سيكونون أحياء لعام كامل , فقد أقسمت الأم أن المبلغ الذي سلّمناه لها سيكفيهم لمدة سنة !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة في زجاجة مكسورة
- القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة
- أصطعيس دمر البلاد
- تأوهات من ذيچ الأنتخابات
- بين الشعب والنخب بلوه أبتلينا
- حكاية من الثمانين !
- دعوة أوباما و بوتين للترشّح في أنتخاباتنا
- رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز
- واجبات مستحبات الله وكيلك كلاوات
- الخامط والمخموط والجاهل بينهما
- للكبار فقط
- الأبناء يرقصون الهجع والأمهات تحترق
- غزو العراق ونبوءة الشيطان الأجرب
- جفاف في جرف النداف
- يلّي نسيتونا يمته تذكرونا
- بهارات وملح لمؤتمر الأرهاب
- سطور في الكذب المقارن
- القشطيني ونقطة نظام
- ترقبوا ثورة النساء
- بخيرهم ما خيّرونا و بصخامهم عمّوا علينا


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - أستغاثة من الهنود الحمر