أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية














المزيد.....

ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنه لأمر خرج عن دائرة الاحتمال، فأينما وليت وجهك ثمة من يتطوع بالنصح والتوصية للمشير السيسى، كيف يحكم وكيف يدير وأهم الملفات وتشكيل الفريق الرئاسى، ومن ينبغى استوزاره واستوظافه، وكأنهم مجلس أوصياء على الدولة ورئيسها، وكأنهم بنصائحهم المدرسية الكلاسيكية المبتدئة يقدمون "التايهة"، وكأن الرجل لم يأت من خلفية استراتيجية أكسبته على مدار سنوات مسئولياته القيادية رؤي وخبرات ومعلومات ودراية بملفات لم تتوافر إلا لعدد محدود من قيادات الدولة ومسئوليها، وكان هو فى الطليعة منهم.
يستفزنى أكثر أن يأتى هذا من كبار، يقدمون للرئيس وصايا القيادة العشر، ومنهم من جعلها أكثر وأشمل وربما نسوا أن يوصوه بغسل يديه قبل الأكل وبعده، وكأنهم جميعاً نسوا أنهم يخاطبون قائداً متمرساً يعرف كيف يتصدر لمسئولياته وإلا ماتقدم لها ولا أعطاه الشعب هذا التأييد الجارف، ومن أسف ربما أنساهم الحماس شيئين مهمين، أولهما : أنهم يكتبون لرئيس انتخب بأغلبية ساحقة غير مسبوقة، وهذا لم يفت كاتب صحفى نابه بحجم وثقافة ياسر رزق الذى كتب بالأمس فى الأخبار نصاً: "الأمة لاتجتمع على غير حق، والناس لاتجتمع على غير مستحق"، فى إشارة لهذا الإجماع الجارف الذى حازه السيسى فى الإنتخابات الرئاسية، ، ثانيهما: هو إنشغال الجميع بلزوم مالايلزم على حساب الأهم والأخطر فى هذه المرحلة والواقع على عاتق الكتاب والمثقفين والمفكرين، وهو "التنوير" الذى من صميم واجبنا كطليعة متقدمة للفكر والمعرفة، وأهم معاركنا المجتمعية هى مقاومة إنحراف الفكر والتطرف والتأويل المتشدد والخاطئ للدين الذى وصل حد إرهاب الناس وقتلهم وتخريب منشآت الدولة وممتلكات الأبرياء وحرق الجامعات بدعاوى وفتاوى ماأنزل الله بها من سلطان، وبما يهدد الأمن والسلم المجتمعى وبالقطع يضرب مخططات التنمية وطموحات الإستثمار والسياحة والإنتاج والإقتصاد فى مقتل.
ياسادة إطمئنوا أن الرجل يعرف طريقه جيداً وهو مستعد لمسئولياته وعلينا ألانشغله إلا بما يتوجب علينا مساعدته فيه حين يطلبه. ياسادة دور المفكرين والمثقفين والكتاب فى هذه المرحلة المأزومة من عمر الوطن ينبغى أن ينصب على التنوير ومحاوره وآلياته ومناهجه وبرامجه وسياساته، فنحن أمام هجمة من تطرف الفكر وصلت حد التركيز على إيهام الناس والشباب بأن عليهم الجهاد فى سبيل اللله بقتل المرتدين والخوارج، الذين هم كل من عملوا على إزاحة حكم الإخوان ودولتهم الظلامية الفاشية المتخلفة، لقد صور لهم منظروهم من الفسقة وأصحاب المصالح ، الصراع على السلطة باعتباره صراع على الدين يستلزم الجهاد فى سبيله، ولاحقوهم بفكر الخوارج والزنج والقرامطة والحشاشين من مدارس التاريخ الإسلامى المأزوم، ودرسوا لهم بتخريج يخدم أفكارهم كيف كانت الفتنة الكبرى ومقتل عثمان بن عفان، وكيف تحارب الصحابة بحد السيف، وكيف أن معاوية حارب على بن أبى طالب، ذلك بعد أن شغلوا عقولهم بغرائب الأمور ومستهجنها عن رضاع الكبير ونكاح الوداع ومفاخذة الصغيرة وكثير غيره، هو زاد يومى يقدم للناس فى الزوايا والمصلات فى الريف والحوارى والنجوع، فى غيبة الأوقاف والأزهر والتربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدنى واللجان الحزبية والثقافة الجماهيرية والإعلام المستنير وكلها مؤسسات ينبغى على قادة الفكر والرأى والفقهاء والكتاب توظيفها لصالح التنوير.
التنوير ياسادة ليس مسئولية الدولة وحدها، ولم تنشأ حركة التنوير والنهضة "الرينيسانس" بمرسوم إمبراطورى أو ملكى أو خديدوى، كما يقول د. محمد العزازى، إنما عمل عليه وأسس له فى الغرب، كوبرنيكوس والكشوف الجغرافية، ونيوتن، وإيمانويل كانط، وفولتير وجان جاك روسو، وديفيد هيوم، ومونتسيكيو، وفرانسيس بيكون، وغذى روافده فى الشرق رفاعة الطهطاوى، سلامة موسى، شبلى جميل، فرح أنطون، على عبد الرازق، طه حسين، أحمد لطفى السيد، فرح أنطون، محمد أركون، مالك بن نبى، محمد عبده، صادق جلال العظم، توفيق الحكيم، عباس العقاد وغيرهم. أين نحن من هؤلاء، وما أحوجنا اليوم أن يتوجه خطابنا الفكرى والعلمى لكل شارع وحارة وعطفة وحوش ونجع وقرية ومدينة.
أتركوا السيسى يعمل ثم حاسبوه، ولا يشغلكم حسابه عن القيام بواجب الوقت وهو التنوير والإستنارة والعقلانية، وارحمونا من الوصاية.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرشحك هو الوطن...فلاتخذله
- لاتزال أصابع الزمار تلعب: رياح الحرب الباردة تهب على مصر
- السيسى ومفهوم الدولة
- السياسة فى بلادنا بين سيرفانتيس وصامويل بيكيت
- بين السيسى وحمدين - الانتخابات الرئاسية على مائدة نصر القفاص
- الوطن يعد القهوة لزائر غريب
- السيسى وتأسيس الجمهورية الرابعة
- السياسة فى بلادنا بلا مقدمات ولانتائج
- مخاطر استمرار الببلاوى وحكومته
- رسائل -هيكل- الملغزة وغواية الأنا
- إعادة هيكلة الدولة حتم تاريخى لا رفاهية
- السيسى لا يلعب النرد مع -هارى بوتر-
- على من يكون الرهان؟
- طارق البشرى: فراغ باتساع الوطن
- دكتور حسام عيسى والجامعات الخاصة
- حكومة الفرجة فى مسرح العبث
- هل السيسى ظاهرة شعبية لسلطة ملهمة؟!
- إنى أتهم: الحكومة و-المدبلجين- وغيرهم
- التاريخ يستدعى قادته وأبطاله
- مندوب المصالح الأمريكية في الحكومة المصرية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ساعدوه بالتنوير لا بالوصاية