أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !















المزيد.....

النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 11:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تقول الآية :
{ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ } . الْأَحْزَابِ: 37
ولنا على هذه الآية عدة تعليقات :

التعليق الاول : قال جميع المفسرين- ولم يشذ منهم احدا – ان الآية نزلت بحق زيد بن حارثة (النادل) الذي خدم النبي واخلص له طيلة حياته ، فما كان منه الا ان يعتقه ويخلصه من ربقة العبودية ويتبناه حتى قيل له زيد بن محمد ، وقالوا فيه ، وَكَانَ سَيِّدًا كَبِيرَ الشَّأْنِ جَلِيلَ الْقَدْرِ حَبِيبًا إِلَى النَّبِيِّ يُقَالُ لَهُ الْحِبُّ، وَيُقَالُ لِابْنِهِ أُسَامَةَ الْحِبُّ ابْنُ الْحِبِّ ( راجع ابن كثير) ، وبالتالي يزوجه الى بنت عمته زينب بنت جحش تلك المرأة الجميلة الذي خفي جمالها عن الرسول ، فيكتشفه عن طريق الصدفة ، والصدفة خير من الف ميعاد ، فيتزوجها النبي !.

التعليق الثاني : قال القرطبي في تفسيره : (( واختلف الناس في تأويل هذه الآية فذهب قتادة وبن زيد وجماعة من المفسرين منهم الطبري وغيره إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وقع منه استحسان لزينب بنت جحش وهي في عصمة زيد. وكان حريصا على أن يطلقها زيد فيتزوجها هو ، ثم إن زيدا لما أخبره بأنه يريد فراقها ويشكو منها غلظة قول وعصيان أمر وأذى باللسان وتعظما بالشرف قال له : اتق الله أي فيما تقول عنها وأمسك عليك زوجك . وهو يخفي الحرص على طلاق زيد إياها وهذا الذي كان يخفي في نفسه ولكنه لزم ما يجب من الأمر بالمعروف . { راجع ذيل الآية في تفسير القرطبي } . واختلاف الناس بحسب القرطبي في التأويل يعني لنا امور مسكوت عنها لدى هؤلاء المفسرين ، وهو ما نبحث عنه الآن . اما قولهم : ويشكو منها غلظة قول وعصيان أمر، فهذا كلام زور وتحريف ، فلو انها كانت كذلك لما تزوجته اول الامر ، لاسيما ان زواجهما كان امر النبي ، واذا فعلا قد فعلت هذا فأنها قد عصت النبي . وانا اطلب من المعنيين توضيح العبارة التالية ، اعني قولهم : (وقع منه استحسان لزينب بنت جحش وهي في عصمة زيد ) ! واترك التعليق للقارئ الكريم .

التعليق الثالث : جاء في تفسير القرطبي : ((وقال مقاتل : زوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش من زيد فمكثت عنده حينا ثم إنه عليه السلام أتى زيدا يوما يطلبه فأبصر زينب قائمة كانت بيضاء جميلة جسيمة من أتم نساء قريش فهويها وقال : ( سبحان الله مقلب القلوب ) فسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد ففطن زيد فقال : يا رسول الله ائذن لي في طلاقها فإن فيها كبرا تعظم علي وتؤذيني بلسانها فقال عليه السلام : ( أمسك عليك زوجك واتق الله ) وقيل : إن الله بعث ريحا فرفعت الستر وزينب متفضلة في منزلها فرأى زينب فوقعت في نفسه ووقع في نفس زينب أنها وقعت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لما جاء يطلب زيدا فجاء زيد فأخبرته بذلك فوقع في نفس زيد أن يطلقها وقال بن عباس : ( وتخفي في نفسك ) الحب لها ( وتخشى الناس ) أي تستحييهم وقيل : تخاف وتكره لائمة المسلمين لو قلت طلقها ويقولون أمر رجلا بطلاق امرأته ثم نكحها حين طلقها ( والله أحق أن تخشاه ) في كل الأحوال وقيل : والله أحق أن تستحي منه ولا تأمر زيدا بإمساك زوجته بعد أن أعلمك الله أنها ستكون زوجتك فعاتبه الله على جميع هذا وروي عن علي بن الحسين : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيدا يطلق زينب وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها فلما تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خلق زينب وأنها لا تطيعه وأعلمه أنه يريد طلاقها قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : ( اتق الله في قولك وأمسك عليك زوجك ( وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها وهذا هو الذي أخفى في نفسه ولم يرد أن يأمره بالطلاق لما علم أنه سيتزوجها وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد وهو مولاه وقد أمره بطلاقها فعاتبه الله تعالى على هذا القدر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له بأن قال : أمسك مع علمه بأنه يطلق وأعلمه أن الله أحق بالخشية أي في كل حال قال علماؤنا رحمة الله عليهم : وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية )) . { راجع ذيل الآية من تفسير القرطبي } . وواضح ان النبي لما رأى جمالها لم يمتلك نفسه وبحسب تعبيرهم (عشقها ) من اول نظرة كما يعبرون .

التعليق الرابع : ولما طلق زيد زوجته ، وصاحبة بيته . دعا النبي زيدا وقال له : (( ما أجد أحداً أوثق في نفسي منك ، اخطب عليّ زينب . قال زيد : فانطلقت فإذا هي تخمر عجينتها ، فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها ، حين علمت أنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها ، فوليتها ظهري وقلت : يا زينب ، أبشري إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبك ، ففرحت وقالت : ما أنا بصانعه شيئاً حتى أؤامر ربي ، فقامت إلى مسجدها )) { راجع ،الزمخشري ، الكشاف ، ذيل تفسير الآية } . ويضيف الزمخشري : (( قيل : وإذ تجمع بين قولك : أمسك ، وإخفاء خلافه ، وخشية الناس . والله أحقّ أن تخشاه ، حتى لا تفعل مثل ذلك . إذا بلغ البالغ حاجته من شيء له فيه همة قيل : قضى منه وطره . والمعنى : فلما لم يبق لزيد فيها حاجة ، وتقاصرت عنها همته ، وطابت عنها نفسه ، وطلقها ، وانقضت عدّتها { زَوَّجْنَاكَهَا } وقراءة أهل البيت : زوّجتكها )) . {المصدر نفسه }. اقول وهذا من اصعب ما يمر على الرجل ان يؤمر بتطليق زوجته ثم يقوم هو بنفسه ليخطبها لغيره . ويشبهه ما جرى لمالك بن نويرة الذي قتله – وهو مسلم – خالد بن الوليد ودخل بزوجته من دون عدة .

التعليق الخامس : وفي تفسير الألوسي )): أنه صلى الله عليه وسلم أتى بيت زيد فرأى زينب جالسة وسط حجرتها تسحق طيبا بفهر لها فلما نظر إليها قال : سبحان خالق النور تبارك الله أحسن الخالقين فرجع فجاء زيد فأخبرته فقال لها : لعلك وقعت في قلب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فهل لك أن أطلقك حتى يتزوجك رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالت : أخشى أن تطلقني ولا يتزوجني فجاء إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له : أريد أن أطلق زينب فأجابه بما قص الله تعالى )) . (الالوسي ، روح المعاني ، ذيل الآية } . فالمرأة ، يبدو كانت خائفة – والخوف من حقها – ان طلقها زيد تصبح مطلقة ولا يرغب فيها احدا ، لكن زيدا طمأنها بان قال لها ان النبي هو الذي امر بذلك ، فرضيت على مضض وقبلت الامر الواقع . قال الالوسي : ((ومن حديث أخرجه الطبراني والبيهقي في سننه وإبن عساكر من طريق إبن زيد الأسدي عن مذكور مولى زينب قالت طلقني زيد فبت طلاقي فلما أنقضت عدتي لم أشعر إلا والنبي عليه الصلاة والسلام قد دخل علي وأنا مكشوفة الشعر فقلت : هذا من السماء دخلت يارسول الله بلا خطبة ولا شهادة فقال : الله تعالى المزوج وجبريل الشاهد )) {المصدر نفسه } . لا تعليق ! .

التعليق السادس : رواية السيوطي في (الدر المنثور) وفيها تغيير طفيف : قال((وأخرج ابن سعد والحاكم عن محمد بن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيء لبيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده وتقوم اليه زينب بنت جحش زوجته فاعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت : ليس هو ههنا يا رسول الله فادخل فأبى أن يدخل فأعجبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه إلى منزله فأخبرته امرأته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منزله فقال زيد رضي الله عنه : إلا قلت له أن يدخل قالت : قد عرضت ذلك عليه فأبى قال : فسمعت شيئا قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه وسمعته يقول : سبحان الله سبحان مصرف القلوب فجاء زيد رضي الله عنه حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها )) . { راجع الدر المنثور ، ذيل الآية } . ولابي السعود عبارة جدا دقيقة ، قال في تفسير : (({ زوجناكها } وقرئ زوجتكها والمراد الأمر بتزويجها منه صلى الله عليه وسلم وقيل جعلها زوجته بلا واسطة عقد )) . { راجع تفسير ابي السعود ، ذيل الآية المذكورة } . وهذا الكلام لا يحتاج الى تعليق ، فقط التنويه الى العبارة الاخيرة ، اعني القول : جعلها زوجته بلا واسطة عقد !.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الله فعلا خلق البشر للعبادة فقط ؟
- الاسلام ؛ ومقولة الائمة - الرؤساء من قريش
- القرآن يدعو للعنصرية
- النبي يترك اربعون جثة لم يوارها الثرى
- النبي يخبر بانحراف اصحابه
- كيف يصفي النبي خصومه ؟
- القرآن .. واختلاف الرواة في ترتيب نزوله
- النبي يهاب جماعة فيغدق عليهم اموالا
- جد النبي يحكم على احد اولاده بالإعدام !
- الموازنة : يللي اجلتوني يمتى تقروني
- ذكر الجنة والنار
- وهم الاعجاز القرآني
- خديجة تسقي اباها خمرا لتتزوج النبي
- النبي يتيما
- نبي الاسلام اكثر الانبياء زوجات
- ابن الكلبي ..وكتابه الاصنام (1)
- ام حسين الدلالة تفوز بالانتخابات
- القانون الجعفري ..اعادة سوق النحاسة
- معارضو محمد
- حتى نبي الاسلام لم ينصف المرأة


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - النبي لزوجة زيد : (سبحان الله مقلّب القلوب ) !