أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مختار سعد شحاته - خان.. بين الروح والجسد. -لا ينصح العقلاء بالقراءة.-















المزيد.....

خان.. بين الروح والجسد. -لا ينصح العقلاء بالقراءة.-


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4471 - 2014 / 6 / 2 - 06:07
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تنبيه أولي قبل القراءة :
إن كنت عاقلا.. من فضلك لا تستطرد في القراءة، فهذا كلام مجنون إلى المجانيين ممن ذاقوا وعرفوا لذة الجنون:



جربت مرة أن تسأل نفسك هذا السؤال؟
- الجسد أم الروح؟
هل جلست وحدك بلا ضغط داخلي أو خارجي لتصف مادة الكلمة التي تصف العلاقة بينهما وصفا مجردًا؟ دعني هنا أدعوك لرؤيتي المجنونة لمادة لغوية لكلمة ما، والتي لا تخرج بحال ما عن مادتها الأصلية، فلتعبترها إذن محاولة مجنونة لفهم هذه الكلمة الواسعة الأفق.
فقط دعني أستعرض مادتها التالية في المعجم، وقبلها جرب أن تخرج خارج تلك الدائرة اللغوية الدارج اتباعها أو استدعائها حين تقع مادة الكلمة على مسامعنا، جرب أن تراها بمنطقي المجنون الذي يأخذ من تلك المادة "خان" أساسًا للفكرة هنا. فقط قم بتحريك لحركة المادة لتجد "خَانٌ" تأتي باسميتها دالة على هذا المعنى المعجمي:
خان: ( اسم )
الجمع : خانات
الخَانُ : الفُندُقُ
الخَانُ : الحانوتُ
الخَانُ : المَتْجَر
الخَانُ : الحاكمُ
الخَانُ : الأميرُ

الخَانُ : الفُندُقُ :
يمكن اعتبار الجسد "خان" خاص للروح بإطلاق بسيط للخيال، ، فالجسد بناء مستقلا تمامًا عن طبيعة الداخل فيه، كل إدارته لا علاقة لها إلا بأمرين، الأول ألا يشكو الساكن هذا "الخان"، والآخر: أن يسوق الساكن له.
أعد رأسك إلى الوراء، ارفع قليلا رأسك لأعلى وتأمل الحال: روحك لا علاقة تربطها بالجسد غير علاقة المصلحة، وأن تجربتك كـ"ساكن" في هذا الخان، ربما تعجبك وربما لا تروق لك بالمرة. في الحالة الاولى التي تروقك فاعلم أنك باعتبارك "الساكن" ستعاود الرجوع إليه كل مرة بعد الخروج منه، وهذا الخروج يكون بحالات النوم والأحلام وحتى بالنشوة، فأنت حين تنتشي تحاول بكل قوة باعتبارك "الخان" أن تقدم تجربة ممتعة لهذا "الساكن"، وهو ما يجعل هؤلاء الذين يكثرون من الأحلام والخيالات كثيري الخروج من "خانهم" والحلول في خانات أخرى، فقط تأمل على واقع التجربة هؤلاء، ستجد جسدهم فعليا شديد التقلب، وغير مستقر بحال ما، وكل ذلك لأن هذا الجسد/ الخان يحاول أن يقدم تجربة فريدة لهذا الساكن/ الروح في كل مرة يعود إليها. فأنت بالأمس قبل النوم كنت ساكنًا مغايرل للساكن بعد يقظتك.. فأنت تدخل إلى الجسد مرات ومرات باعتبار فكرة الفندق والنزيل. العجيب أننا نعرف ذلك وننكره بدرجة ما.

الخَانُ : الحانوتُ / المتجر:
أعد هذا الخيال مرة جديدة بعد النظر إلى هذا الخان باعتباره "الحانوت"، فالروح هذا المشتري الذي يمر على الدوام على هذا الحانوت لاستبضاع ما، وهو أمر يلبي حاجات بعينها تضمن البقاء حيًا أو استمرارية الحياة بحد ذاتها، بل إنها يمكن أن تتعدى ذلك لمجرد الدخول إلى هذا الحانوت تلبية لرغبات الترفيه أو متعة الشراء نفسه، والعجيب أن المشتري يدفع الثمن مهما كان، فما دام دخل هذا الجسد/الخان "الحانوت" فإن لهذا المتجر قوانينه الخاصة التي يلتزم بها المشتري رغمًا عنه، وفي النهاية يحاول أن يحصل على حسومات ما، أو استغلال بضاعة ما بسعر بخس، لكنه في هذا الحالة مدفوع برغبة وقيمة ربما كانت حيوية وربما كانت ثانوية، ومهما كانت العلاقة هنا نفعية، فلا شك ان الجسد والروح بهذا الاعتبار يحققان نجاحًا ما، فلا تاجر خاسر، ولا زبون إلا على حق وتلبى حاجته مهما كانت، وعلى الطرفين أن ينظر إلى نسب نجاحه للاستمرار في العملية نفسها وتكرارها باستمرار يضمن لهما البقاء، فلا حاجة للخان غن لم يبع الحاجات تلك، ولا وجود للمشتري إن لم يوجد الخان بالأساس. وهان يتباين بين معنى الحانوت ومعنى المتجر في الواقع حسب نوعية المشتري والمكان الموجود فيه والثقافة المحيطة به، وبالتالي ستجد هذا المشتري يختلف سلوكه ما بين المتجر الكبي وبين الحانوت الصغير، لكنه في الأساس مدفوع برغبة واحدة وهي الاحتياج إلى أمر ما، حتى ولو كانت مجرد المتعة في الشراء، باختصار فالجسد يتشكل ما بين الحانوت والمتجر حسبما يريد الزبون حاجته، وكذلك تختلف سلوكيات الروح/ المشتري داخل المتجر عنه داخل الحانوت لاعتبارات يفهما الطرفان جيدًا.

الخَانُ : الحاكمُ:
تأتي مادة الكلمة هذه المرة بالتباس ما، فكيف للخان/ الجسد أن يكون حاكمًا؟! ربما باستفاضة القراءة في مرويات لنصوص مقدسة ستعرف أن الحقيقة الدامغة أن الجسد هو الحاكم لتلك الروح، بل ويفرض من سطوة حكمه ظلالا على من يدخل تحت حكمه، والروح بطبيعتها الشفافة تعرف ذلك، لذا فهي تتوق إلى الخروج المستمر من تلك السطوة، وربما تفلح بعض الأرواح في خلق قناعة ما بينها وبين الجسد الحاكم فترضى بحكمه وتنساق خلفه في استسلام تام، وهي تلك الأرواح التي لا قبل لها بالأحلام أو تعرف عن شفافيتها الكثير مما يضمن لها تحررا ما من هذا الحاكم، واللافت أن هذا الحاكم ربما يغالبه هذا المرؤس/ الروح ويضج من حكمه بل يصل الأمر إلى حد الثورة ضده والخروج على حكمه، وهو ما قد يسبب نوعا من التوقيف له فيتم حبسه في سجن الحاكم، ويمنع عنه النور والحرية التي تناسب شفافيته، فيتعذب بهذا الجسد عذابًا لا حدود له، وربما يطمر ويموت في محبسه دون الانتباه له، أو ربما في آخر حياتهما وحين ينهار هذا الحاكم يمكن لهذا السجين أن يحظى بفسحات أطول في خارج محبسه، تأتي في أشكال مثيرة للعجب، وقد تأخذ مسميات علمية لا علاقة لها بفكرتي هنا ما بين النكوص والزهايمر والمراهقة المتاخرة وخرف الشيخوخة، والحقيقة انها كلها –وبمنطقي المجنون- ما هي إلا لحظات انعتاق لهذا السجين في سجن حاكمه/ الجسد لسنوات خلوت، وقليلون يغادرون للأبد سطوة هذا الحاكم، بل ويجعلونه يعاني على الدوام من هروبه بما يثيرونه من دناءة ووضاعة هذا الحاكم وكيفية استبداد قوانيينه التي لا تعرف عن طبع المرؤس ولا طبيعته، وتكون لحظة الموت لهذا الحاكم/ الجسد هي لحظة نهاية صراع هذا الوطني الذي عاني ويلات وويلات مع حاكم يعرف عن الدناءة والحقارة الكثير.

الخَانُ : الأميرُ:
يجيء هنا المعنى بإشارة إلى نبل ما، في نظريتي المجنونة، إذ يجعل من الجسد أميرًا، بما تستدعيه الكلمة من مفهوم النبل والجمال والترف والشياكة والتأدب وأشياء أخرى كلها تأصل للجمال والمتعة، ونادرًا ما تستثير إشكالية الأمير الظالم، بل على الدوام سترتبط بصورة الأمير الوسيم، والجميل وربما في بعضها المسحور، وهو هنا يتحول إلى حلم للروح، التي تعرف أن سعادتها حين يكتشفها هذا الأمير وأن راحتها مرهونة بفك طلاسم سحره الذي يشوه حاله بقدر، لكنه لم يفلح في تشويه الكينونة، أي أن الروح هنا تدرك بشفافيتها جمال هذا الجسد وإمارته ونبله، حتى أن بعض الأرواح تُدخل نفسها في هذا الصراع المتوارث بفطرة وطيبة بائنة وتسعى حثيثا لتخليص هذا الأمير المسحور نبيل الأصل لا حقيره كما يصور السحرة وضعاف النظر، وخطوة تلو خطوة تقع أسيرة في حبه، بل إن شئت يقع الأمير أسير شفافيتها ورقتها، فيسعى بكل طاقته لأجل أن يستعيد حاله الأول من النبالة والإمارة، لتأتي بحضورها الجديد تتويجًا لجهدها إلى جانب الأمير وحربهما معًا ضد قوى شريرة، ويتزاوجان في الغالب ليعيشا في سعادة أبدية، وغالبا ما يرزقان بأولاد تحمل من نبالة الأمير وشفافية ورقة الحبيبة.

من ذاق عرف:
أراها علاقة من تلك العلاقات، وربما هي كل تلك العلاقات المجنونة التي استدعاها خيالي حول تلك المادة، إذ نظل طوال حيواتنا معلقين ما بين تلك الزيارات الفندقية للخان ونكررها، أو بزياراتنا الواعية لحاجتنا إلى تلك الحوانيت والمتاجر، ونتفهم طبيعة الجسد حين يحكم وحين تقاوم حكمه أرواحنا، وكيف يمكن للجسد إن أزلنا عنه طلاسم السحرة يمكن أن نرى فيه من النبل والملاحة ما يجعل حلول الروح فيه مكافأة لتك الروح، بل ومزاوجة عظيمة تنتج للحياة ودورتها هذا الإنسان النبيل الشفاف.
يلزمنا أن نفهم تلك العلاقات وألا نجهد أجسادنا وارواحنا في محاولة واحدة منها، بل حين ندرك تلك العلاقات سندرك أحوال الروح والجسد معًا وأن ثمة بدائل متاحة في كل حالة، فإن لم يعجبك حال خانك، فاشكُ إلى الإدارة فهي تعمل بمبدأ "الزبون على حق"، وحاول أن تحدد سلعتك لتعرف أين تجدها في حانوت صغير له ظروفه الفقيرة الصغيرة، او وسط متجر هائل يفرض قوانينه الخاصة على رواده، والتي ربما منها ترك أشياءك الخاصة في حجرة الأمانات، ولك انت تتخير إما الخنوع وهو سجن أقسى من سجنك تحت حكم الجسد حاكما، ولك ان تنظر إلى جسدك إما بنبه وأصالته وإما فلا تلومن نفسك لأنها لا ترى فيه إلا هذا التشوه الناتج عن تلك الطلاسم المسحورة التي تلقيها سحرة الحياة عليه.
في النهاية فحكمك على عقلي بالجنون او عدمه هو أحد تلك الخيارات التي جاءت أعلاه، فقط أطلق العنان لخيالك لتعرف وترى منظري الخاص لمادة الكلمة "خان"، وصدقني "من ذاق عرف".


مختار سعد شحاته.
Bo Mima
روائي.
مصر/ الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تكتب العالمة بقلب طفل لا يكبر أبدًا...( قراءة في رواية - ...
- رمانة الميزان: كُن معارضًا.
- اتنين.. تلاتة.. أربع.. خمس نعمااااات.. إلى حزب النور والدعوة ...
- المراية.. نص بالعامية المصرية.. إلى زيزو وبهاء
- اتصل ب0900 (تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية)
- إلى من يهمه الأمر (دا لو كان في حد لسه شاغله الأمر)
- فيلم هندي
- من مسودات (ميخا_يحاور_مختار) .-مقطع كامل-..
- اضحك.. الصورة تطلع حلوة.
- العين صابتني.
- عايز أغلط!!!
- من شكّ وجد.. ربُ ضارة نافعة.
- نجم السبوبة في إطلالة بمكتبة الإسكندرية
- ياقة قميصي المتسخ.
- حدث بالفعل : زلزال في معرض القاهرة الدولي للكتاب..
- حكموكي ما حكوكي.. بين البطل الشعبي ورئيس الجمهورية.
- خمسة مشاهد من فيلم -البامبِرز السوداء-.. عن فيلم الشموع السو ...
- أجب عن الأسئلة الآتية إجباريًا أو اختياريًا.. تفتكر هتفرق؟؟
- كل هذا يدعو للسخرية يوم المولد النبوي
- رسالة لن يقرأها الفريق السيسي، وقد يقرأها -أبانا- الذي طفحنا ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مختار سعد شحاته - خان.. بين الروح والجسد. -لا ينصح العقلاء بالقراءة.-