أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم العزب - رسالة الى الرئيس السيد الرئيس ....... انهم لا يتسلون















المزيد.....

رسالة الى الرئيس السيد الرئيس ....... انهم لا يتسلون


ابراهيم العزب

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسم الله الرحمن الرحيم
رســـــالة الى الرئيس
السيد الرئيس ..... انهم لا يتسلون
فهى لحظة فارقة – دون مبالغة – تلك التى تمر بها مصر الان ، وهى لحظة تأسيسية يتوقف شكل المستقبل ومضمونه على مدى الجدية التى سنتعامل بها مع معطياتها وخياراتها ، ومدى انتباهنا وانصاتنا لاشاراتها التى يحاولون أن يوارونها خلف أدخنة بخورهم الملونة ، اتعشم أنك تعرفهم ، نعم ... انهم كهنة المعبد ياسيدى ، ودعنى استأذنك أن أنتحى بك جانبا بعيدا عن ركب الزفة البلدى المنصوبة فى مصر المحروسة منذ بضعة أشهر ، وان ننفلت سويا من دائرة الصخب الزاعق نشازا فى طول البلاد وعرضها طبلا وزمرا ورقصا وأكروباتا واستغلالا واستعباطا وتربصا وخوفا وطمعا وابتهالا ورجاءا ، وتعالى نجلس لنتعاطي مع مفردات الواقع – فى ركن بعيد هادىء – استجلاءا لحقيقتها واستخلاصا لحكمتها واستيضاحا لوجهاتها ، فالحقائق ياسيدى لا يذيبها البخور ولا تفنيها الشعوذة واقصى ماتستطيعه هذه أو تلك حيالها هو أن تخفيها مؤقتا عن العيون ، وأصدقك القول ياسيدى أن الوقت لم يعد به متسعا لالعاب الحواة ونمرالبهلوانات فى السيرك ولا وقت هناك للغفلة أو التغافل والا فالكارثة محققة ، نعم لقد أسفرت الانتخابات الرئاسية التى خضتها اخيرا عن عدة حقائق صلب قلبها خشن سطحها ولاسبيل الى انكارها وانما السبيل الوحيد الصحيح اليها هو التعامل معها مباشرة وبوضوح وجدية ، ولعل أول هذه الحقائق واهمها هى أننا قد اجتزنا استحقاقا انتقاليا ثانيا وأن هذا الاستحقاق قد أسفر عن أنك قد أصبحت رئيسا للجمهورية مدة أربع سنوات قادمة ( ان لم يكن للتاريخ رأى أخر ) ، والتعاطى مع تلك الحقيقة يعنى أن هناك بالفعل بداية جديدة لك ولنا معك تبدأ الان والان فقط
وتتوالى لمدة أربع سنوات يمكنك خلالها التأسيس لجمهورية رابعة لا تحتمل عنوانا لها سوى الديمقراطية والتنمية بكل معانيهما الحقيقية لا المزيفة الخادعة لان التلكؤ عنهما لا يعنى سوى الانتكاس بالضرورة الى مجرد دولة امنية قمعية لم يعد لها ضمان فى الواقع ، وثانى تلك الحقائق هى أن وصيفك المباشر رسميا هم ( المبطلون ) أى معارضوك المعترضون على الحالة التى اعتليت خلالها العرش ، و بغض النظر عما يروجه البعض من أن فى ذلك مؤشر على رغبة مستترة فى اذلال المرشح المنافس ومن يمالئه والحط من شأنهم والاقلال من قدراتهم ، وبغض النظر أيضا عما يقال على جانب أخر من أن هؤلاء شرزمة قليلون وأنهم لا شك موتورون أو متوارون ، فان للعملة دائما وجه أخر وهو هنا أن معارضيك يتعلقون رسميا بعباءتك لانهم التالون لك مباشرة ، وهم الاعلى صوتا بعد مؤيديك ايا ما كان قدرهم أوعددهم أو وصفهم ، ولا يروج أحد لديك أن ذلك بطلان ناشىء عن جهل أو خطأ لانه فى الحقيقة ابطال متعمد ويحمل رسالة مؤكدة بأعداد الاصوات الباطلة التى فاقت أصوات المرشح المنافس ، والتعاطى مع تلك الحقيقة يعنى ضرورة التوقيع على الرسالة بما يفيد الاستلام ، ويعنى العمل بجدية على دوام المراسلة خاصة اذا ما تأكد القول بانهم ليسوا هؤلاء فقط أى ليسوا اللذين جاءوك ليعلنوا اعتراضهم فقط ولكنهم أكثر من ذلك بكثير لانهم أيضا أولئك اللذين لم يحضروا العرس رغم دعوتهم والالحاح عليهم ولعلك تعلم يا سيدى أن هذه المقاطعة لم تكن عن تكاسل أو تقاعس منهم فهؤلاء المقاطعون هم فى الحقيقة نشطاء وأذكياء ولكنهم اتخذوا موقفا ودافعواعن مبدأ وينبغى على أى قائد حقيقى أن يعرف لهم هذا وأن يقدره فيهم حتى وان اختلف معهم حوله أو ازعجه موقفهم لانهم فى الحقيقة صمام أمان أكيد لهذا البلد أن تدفعه الاهواء الى حيث الهاوية ، ولا يدس لهم البعض لديك بأنهم اعداءك من الجماعات التى تناهضها أو على الاقل من الموالين لهم المتعاطفين معهم أو من العملاء والاجراء وغير ذلك مما لا يمت للحقيقة بأدنى صلة ، ولتعلم يا سيدى أن تغيرا نوعيا أكيدا قد لحق وعى المصريين وذائقتهم السياسية ومن ثم فقد أنتج ظواهر سلوكية جديدة علينا يجدر بنا رصدها ومتابعتها وتأصيلها ، فالمقاطعة لم تكن هذه المرة انصرافا كما كان الشأن فى عهد مبارك ولكنها كانت امتناعا مقصودا ، وهناك فارق شاسع بينهما فى المضمون وان تشابها فى الشكل ، ومن يشيرون اليهم ويلصقون بهم حالة المقاطعة لافراغها من مضمونها وتسفيه محتواها كجماعة الاخوان المسلمين ومن لف لفهم من الجماعات الجهادية قد باتوا أضعف من أن يستنقذوا شيئا قد سلبهم الذباب اياه ، فقد ارتكسوا – وانت تعلم – الى مجرد النواة الصلبة التى لا تتعدى بضعة مئات من الالوف فى أحسن أحوالهم وفقدوا تماما قدرتهم على تعبئة انصار وموالين ومتعاطفين من خارج دائرتهم الضيقة ، ومن ثم فانهم أضعف وأهون شأنا من أن يحققوا هذا القدر المشهود من المقاطعة وان حاولوا كعهدهم دائما أن يسرقوا الانجاز من أصحابه الحقيقيين وأن يختطفوه لحسابهم فهم كما تعلم ممن ( يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ) ، ولكن على أية حال فان هذا شأن أخر وقد نعود اليه فى مقام مختلف ، فاذا كان ذلك هو واقع الحال فعلا فان التساؤل الاهم هنا هو عن الحجم الفعلى لكتلة المعارضة فى الواقع وما هى دلالات الارقام الحقيقية وتفسيراتها الممكنة مستخلصة من الوقائع الثابتة والتى لا خلاف كبير حولها ؟ الواقع ياسيدى أن هناك محاولة غير كريمة تجرى لصب الشعب المصرى كله فى قالب واحد ككتلة صماء فاقدة لاية معالم أو سمات ، والواقع ينفى ذلك ويأباه ، وهؤلاء يحاولون الان أن يهوموا ويشعبذوا بأن ما يقرب من خمسة وتسعين بالمائة من الشعب المصرى قد اختاروك وأن هذا يعنى فيما يزعمون أنهم قد فوضوك فى أن تفعل ما تشاء كيفما تشاء ووقتما تشاء ، وهو زعم مغلوط ، لان الواقع يؤكد أن هذه الانتخابات قد أسفرت عن انقسام هيئة الناخبين الى قسمين متساويين تقريبا ، أولهما هم المؤيدون الموافقون وهم الحاضرون اللذين منحوك نسبة الخمسة وتسعين بالمائة من اصواتهم ، وثانيهما هم المقاطعون المعارضون المعترضون اللذين امتنعوا ولم يحضروا كما أسلفنا ، فماذا يعنى ذلك ؟ قد يتطلب الامر ياسيدى أن نراجع سويا المؤشرات الانتخابية للمصريين خلال الفترة التى تلت ثورة يناير وحتى الان لنتبين أنه اذا كان عدد من لهم حق التصويت قد بلغ خمسة وخمسين مليونا فان اقصى حضور انتخابى حققه المصريون خلال تلك الفترة هو نصف هذا العدد تقريبا أى سبعة وعشرين مليونا وكانت أدنى نسبة حضور خلال ذات المدة هى سبعة عشر مليونا تقريبا ، ومن ثم فان القدر المتاح تعبئته هو سبعة وعشرين مليونا فى حده الاقصى ، فاذا ما اختبرنا الحالة الانتخابية الاخيرة على ضوء حسابات التقاطر الانتخابى لانحصر عدد الحاضرين فعلا أمام الصناديق بين الاحد عشر والاربعة عشر مليونا لا يزيد عن ذلك بأى حال ، واية ارقام تعلنها اللجنة المشرفة بالزيادة عن ذلك ستكون موضعا لتساؤلات مرتابة وسيلزمها حينئذ ان تصحبها بما يبررها ويفسرها من الاسانيد ، وحسابات التقاطر الانتخابى تعنى ياسيدى حساب الطاقة التصويتية الاجمالية للصناديق بحساب عدد اللجان المتاحة وهى هنا حوالى اربعة عشر الفا والوقت المتاح للتصويت وقد بلغ حوالى ثمانية عشرة ساعة فى ثلاثة أيام بعد استنزال الاوقات الميتة وهى ساعات الظهيرة ويوم الاجازة الذى لم يحضر فيه أحد الا ليلا وناتج ذلك مضروبا فى الوقت الذى يستغرقه الناخب فى الادلاء بصوته من لحظة دخوله الى اللجنة حتى لحظة خروجه منها ليدخل غيره وسنحتسبه هنا بواقع دقيقتين فقط لنجد أن أقصى طاقة استيعابية للجان هى هذا الرقم الذى انتهينا اليه ، وهو كما ترى لا يزيد عن نصف أقصى حالة حضور انتخابى حققها المصريون فى ظل حشد وتعبئة مماثلين للحالة الراهنة تقريبا ، فاذا كان نصف من كان يجب أن يحتشد قد امتنع واعترض فان من حضر وأيد هو فى الواقع النصف الاخر لا أكثر ، والتعاطى الصحى مع هذه الحقيقة يعنى أن النجاح محقق والشرعية التصويتية أكيدة ولكنها بالاغلبية المطلقة وليست الكاسحة ، ومن ثم فان التوجهات القادمة والقرارات الرئاسية المنفذة لها ينبغى الا تكون كاسحة والا تتمدد فيما يزيد عما تتيحه تلك الوضعية ، فالشعب المصرى حين ملىء الميادين بأكثر من ثلاتين مليونا فى أخر يونية كان يريد بذلك وجه الوطن فقط لا نكاية فى طرف ولا انتصارا لطرف ، وحين اعادها ونزل مجددا دافعا بأعداد تزيد عن هذا العدد لمنحك التفويض الذى طلبته لمكافحة الارهاب كان يخشى على الوطن من الفتنة ولم يكن ممجد ا لاحد أو متماهيا فى أشخاص ، ويوم أن منح الدستور موافقته بحوالى العشرين مليونا كان يدشن مستقبله هو الخاص ولم يكن مغازلا لاحد أو مستدعيا أياه بحاجبين متراقصين ، وحين اختار رئيسا منحه القدر اللازم فقط من تأييده كى ينجح ويتمكن من الاداء كرئيس لا كفرعون كما يرغب سماسرة الاوطان ويروجون ، وهذا يعنى أيضا أن الحكمة تقتضى أن تعمل بنفسك على تقوية هؤلاء المعارضين الوطنيين واتاحة الفرص كاملة أمامهم لممارسة السياسة لا الامتناع عنها وفتح جميع الابواب المتاحة لهم ، فهذا هو الطريق الامن لوطن جيد ، وقد اتفقنا أن الديمقراطية قد باتت ضرورة حياة فى المرحلة القادمة ، والاريب من يتعظ بأقدار غيره ، وتجارب التاريخ تؤكد أن سد المنافذ امام هؤلاء واهدار طاقاتهم وصم الاذان دون نداءاتهم والتهوين من شأنهم يمثل خطرا شديدا على مصائر الاوطان ، فهم فى الحقيقة ياسيدى لا يتسلون ، ودعنى فى النهاية سيدى الرئيس اهنئك بفوزك تهنئة حارة كزفرة مهموم لاح لناظريه على البعد أمل ، وأن أطلب الى الله العلى القدير بعد ان هيأ لك شرعية الصندوق أن يكتب لك أيضا شرعية الانجاز فيوفقك توفيقا مشهودا ، ويهبك نجاحا متميزا وفريدا نحن جميعا فى أشد الحاجة اليه ، وان أهمس فى اذنك أخيرا بأننى ياسيدى - وأشهد الله على ما أقول - من المقاطعين ، ولكنى أرغب فى أن أشهد معك حفل التنصيب احتفالا بنجاحك المشهود على وعد منك بأن يكون هو الحفل الختامى للزفة اياها وان نبدأ من اليوم التالى عملا جادا ولك منى عندها رسالة ثانية واخيرة ، و يا ليت السماسرة يمتنعون .



#ابراهيم_العزب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالدستور ...... الرئاسة أولا
- الهوية والنظام
- دستور جديد لثورة قديمة
- ملاحظات شكلية على الوثيقة الدستورية
- الجاويش أركان حرب شيكابالا


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم العزب - رسالة الى الرئيس السيد الرئيس ....... انهم لا يتسلون