أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - ندوة ثقافية حول سيكولوجيا الأدب: الماهيّة والواقع ـ 2 ـ















المزيد.....

ندوة ثقافية حول سيكولوجيا الأدب: الماهيّة والواقع ـ 2 ـ


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1265 - 2005 / 7 / 24 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


برعاية صحيفة المرصد الإعلامي الحرّ الصادرة عن المركز الإعلامي للدراسات الثقافية وتواصل الثقافات / النمسا

أجرت الحوا، د. سعاد جبر

البند الثاني من بنود الحوار

د. سعاد جبر
ـ ما هي الطرق المرجحة من قبلكم للاهتمام في مجال سيكولوجيا الأدب ، هل تقتصر على دراسة الأديب من خلال عمليات إبداعه وأسلوبه في العمل ، وظروف تربيته ، خصائصه النفسية ، أم دراسة الناتج الإبداعي ، القصة الرواية ، المسودات والجوانب الأسلوبية وعلاقتها بالمبدع والبيئة التي ينتمي إليها أم دراسة المتلقي سواء أكان قارئ الأدب أو الناقد أو الجمهور عامة ودراسة استجاباته وتفضيلاته ، أم هي تتناول الجميع بلا استثناء في عمل مبدع واحد وقراءة نقدية تحليلية للنصوص ؟؟؟؟؟
صبري يوسف
ج2 ـ إنَّ الطرق المرجَّحة للإهتمام في مجال سيكولوجيا الأدب هي كلّ هذه الجوانب التي عرضتينها في سياق السؤال، لكن هناك جانب أهم من جانب آخر، فمن الأهميّة بمكان دراسة الأديب دراسة معمّقة من خلال الوقوف عند كافّة مراحل عمله الإبداعي والوقوف مليّاً عند ظروفه ونشأته وخصائصه النفسية، لأنَّ كلّ هذا ينعكس عبر الكتابة ويظهر جلياً في النصّ الذي يكتبه، كما أنَّ دراسة الناتج الإبداعي، من قصّة ورواية وشعر ومسرح وجوانب حياتيّة وإبداعيّة أخرى تتعلّق بالمبدع وبيئته التي ينتمي إليها .. كلّ هذه الحيثيات لها من الأهمية الشيء الكثير في الولوج إلى أعماق جموحاته الإبداعية وبالتالي تساعدنا للوصول إلى أخصب وأعمق النتائج فائدةً، من جهتي لا أرى لاستجابة القارئ والناقد والجمهور أهمية كبيرة بقدر ما هي إحدى متمِّمات وتعزيزات الدراسة، لأنه من الممكن أن تكون إنطباعات القارئ كائناً من كان بعيدة عمّا كان يقصده المبدع أحياناً، صحيح أنَّ للمتلقي دوراً لا يستهان به، لكنّي أرى أن الدراسة السيكولوجية لعوالم نصّه وبيئته وعوالمه الرحبة بعيداً عن إنطباعات المتلقي أفضل من أن نقارنها بإنطباعات ورؤى المتلقّي، كي تأتي الدراسة حياديّة موضوعية غير متأثّرة بعوامل خارجية، لأن رؤى النقّاد والقرّاء والمتلقّين تؤثّر على تشكيل رؤية أو تعزيز موقف ما ربّما يكون بعيداً عمّا كان يراود الكاتب، وبالتالي يكون الإعتماد على هذا الجانب هو نوع من الإبتعاد عن جادة الصواب، ناهيك عن أنّ المتلقي سواء كان قارئاً أم ناقداً، ممكن أن يكون إنطباعه سلباً أو إيجاباً مبالغاً فيه، ففي كلتا الحالتين تؤثّر رؤاه سلباً على حيثيات موضوعيّة الدراسة، لكني بنفس الوقت لا أقلّل من أهمية رؤى القرّاء والنقَّاد بعيداً عن خصوصية هذه الدراسة وبنفس الوقت ممكن أن تأتي أهميتها في الدراسة كآخر مرحلة من حيث الأهمية في تحليل أبعادها!
ونخرج بوجهة نظر ورؤية مفادها، أنَّنا لو تناولنا كلّ هذه الأسباب مركِّزين على الجانب الأوّل والثاني ويأتي الجانب الثالث أيّ رأي المتلقِّي كتحصيل حاصل، وعندما نأخذ كلّ هذه العوامل والمراحل الثلاثة في ترجيح تقييم ودراسة سيكولوجيا الأدب مهمّة شريطة أن نكون حذرين من الجانب الأخير ولا نتعاطف ونتأثّر به بحيث يجعلنا نبتعد عن جوهر مصداقية التحليل، فكلما كنّا دقيقين في دراسة الأديب عبر مادته الإبداعية وعبر مراحل تشكيل شخصيته ودراسة بيئته وعوالمه الرحبة كنَّا قد حقَّقنا الهدف المطلوب، وعندما تأتي إنطباعات المتلقِّي متطابقة مع تحليلاتنا كانت موضوعية ولو ابتعد المتلقِّي عن حيثيات النتائج التي توصّلنا إليها كان من الضروري أن نعيد النظر في هذا الجانب أي الأخير، لأنه من الممكن أن يكون المتلقّي غير عميق الرؤية والتحليل، والناقد ربما يكون ناقداً بعيداً عن المدرسة التي يكتب عبرها أو نحوها المبدع وبالتالي تصبح دراسة وتقييم الناقد بعيدة وغير موضوعية، لهذا كلّه علينا أن نعطي لكلّ مرحلة حقَّها بما فيه رأي النقّاد والقرّاء، حتّى أننا من الضروري أن نحلِّل ونقيم وندقِّق رأي المتلقين أنفسهم، وندرس استجاباتهم وكأنها نصّ أدبي يحتاج أيضاً إلى دراسة سيكولوجية ممحَّصة، لنرى مدى مصداقية وإقتراب رؤى القرّاء والنقَّاد إلى النتائج التي توصّلنا إليها.
أودُّ هنا أن أشير إلى أنَّ السَّاحة الأدبية تفتقر كثيراً إلى نقّادٍ يواكبون كتابات ونتاجات العصر، فللأسف الشديد لا أرى في السّاحة سوى بعض النقّاد، وهم قلّة قليلة، لا يغطّون سوى جزء يسير مما يتم كتابته في وقتنا الراهن، فمن الضروري أن ينبثق في عالمنا نقّاد متخصِّصون في الكثير من مجالات الإبداع، كي يتمَّ تغطية فعاليات ما يتم تقديمه بشكل يليق بمبدعنا الحالي ومبدعنا المخضرم وما سيأتينا من مبدعين في مستقبل الأيّام، ومن هذا المنظور أرى أنَّ المبدع ـ الكاتب، مهمّش جدّاً جدّاً فلا أجد إهتماماً به لا عبر منابر الثقافة ولا عبر وزارات الثقافة ولا عبر الصحف والمجلات ولا عبر أقرب المقربين إليه وهم الكتّاب، فأغلب الكتّاب تحوّلوا إلى حالة شلليّة أشبه ما تكون شلليات سياسية سقيمة ومريرة، فإذا لم يكن الكاتب منفتحاً على زميله الكاتب وعلى الناقد ، والناقد منفتحاً على ما يجري من إبداعات وما لم تهتم المنابر الثقافية بالمبدع ، فمَنْ سيهتم بهذا المبدع الذّي يفني حياته لقلمه ولا حياة لمن ينادي؟!
من جهتي أرى أنَّ هناك ضعفاً واضحاً في موضوعيّة وجوهر التواصل الثقافي على الساحة والدليل على مصداقية هذا الانطباع هو أنّه في طول العالم العربي وعرضه وارتفاعه وانخفاضه! لا يستطيع أي شاعر أن يطبع أكثر من ألف إلى ألفين نسخة من دواوينه حتى ولو كان من أشهر شعراء العرب ودور النشر هي أشبه ما تكون دور نشر الرقاب، تنشر رقاب الكتّاب بالمنشار، أكثر من نشر الكتاب! لهذا يتوجّب أن يضع المهتمّون بالإبداع والدراسات الأدبية السيكولوجية كلّ هذه الأمور بعين الإعتبار لرفع سوية الإبداع والمبدع معاً وإلا سيلجأ المبدع إلى دنيا الغرب، إلى دنيا غير دنياه، كما نرى الآن، حيث أنَّ أغلب مبدعينا المخضرمين في دنيا الغرب وعلى أرض غريبة، بعيدة عن مسقط الرأس، وبعيدة عن التاريخ واللغة والبيئة والخبز والملح والماء! كي يكتب نصّه بعيداً عن مقصّات الرقيب ومقصَّات النشر ومقصّات آخر زمن!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صبري يوسف، أجرته د. سعاد جبر
- تاهَ النَّسيمُ بعيداً عن حريقِ المدائن
- الكتابةُ شهقةُ عشقٍ مندلقة من خيوطِ الشَّمس
- صعودٌ مخيفٌ في رحابِ الانحطاط
- تهتُ عابراً أعماقَ البراري
- ضبابٌ كثيفُ الرُّعونة
- شهقةُ الوداعِ الأخيرة
- فجأةً يتوارى وهجُ الإخضرار
- فوقَ خمائلِ الحنان
- أينَ المفرّ من دهاليزِ الرَّحيلِ؟
- صديقةُ البحر
- طيشٌ على امتدادِ الصَّحارى
- عظامٌ مكسوَّة بأشواكٍ زرقاء
- عيونٌ تلهجُ خلفَ السَّراب
- ترشرشُ بركاتَها عبرَ زخَّاتِ المطر
- ندى الحياة
- رحيلٌ في عتمِ اللَّيل
- خصوبةُ المروج
- مَنْ شتَّتَ على وجهِ الدُّنيا ملايينَ البشر؟
- الأرضُ شقيقةُ السَّماء


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - ندوة ثقافية حول سيكولوجيا الأدب: الماهيّة والواقع ـ 2 ـ