أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية














المزيد.....

حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأنا مع القضية الفلسطينية وتطوراتها منذ نهاية الأربعينات من القرن الماضي، وأثر الموقف العربي من هذه القضية على نفسياتنا وأثخننا بالجراح التي تتجدد يوما بعد آخر ولا تندمل، وأكثر الإساءات إيلاما كانت مزيجا من الكذب والنفاق والمتاجرة بالقضية عبر أكثر من ستة عقود، ولا يزال مستمرا إلى الآن. لقد تنازعنا، وحاول كل واحد منا أن يُقنع الناس أنه يحب فلسطين أكثر من غيره، واتهم أحدنا الآخر بأنه "خائن" للقضية وعميلٌ لإسرائيل وداعميها الغربيين. وفي الحالات التي حاربنا فيها إسرائيل خرجنا إما مهزومين أو إدّعينا أنا كنا منتصرين، واستمر هذا الوضع إلى الآن، وربما سيستمر لعقود أخرى عديدة. والآن، في العقد الثاني من هذا القرن، يستمر خداع البعض للشعوب وتجهيلها. ولم يتغير شكل هذا الخداع، فالطريقة الوحيدة الناجعة التي تكسب إعجاب شعوبنا المخدوعة المظللة وتطيل أمد حكم الأنظمة الشمولية، هي نفس الطريقة، وأعني بها إدعاء البعض أنهم وحدهم يحاربون إسرائيل و"يقفون سدا منيعا في وجهها" بينما غيرهم يخونون القضية ويتآمرون على الشعب الفلسطيني. وفي جميع هذه الحالات إنخدعت الشعوب العربية بهؤلاء وصدقتهم، واطمأنت، مرة بعد أخرى، ان القضية بخير وأن زوال إسرائيل بات قاب قوسين أو أدنى، وفقدت ثقتها ببعض قادتها وتمنت لوأنها تزيحهم عن كراسيهم وتعيّن بدلا منهم أمثال هؤلاء الذين يقولون أنهم يخيفون إسرائيل ويبشروننا بزوالها القريب، واكتشفنا في النهاية أن لا فرق، في النتيجة، بين أولئك وهؤلاء.

لقد ذكّرنا خطاب السيد حسن نصرالله في 25 إيار، الذكرى الرابعة عشرة لإنسحاب الإسرائيليين من الجنوب اللبناني، بكل هذا الخداع الذي مارسه بعض الدماغوجيين العرب خلال العقود العديدة السابقة وحققوا نجاحات، ليس ضد إسرائيل وأنما ضد إخوتهم وأبناء أوطانهم.

إنسحبت إسرائيل من لبنان بعد غزو 1982، ولكنها بقيت تحتل ما عرف لاحقا بالشريط الحدودي لكي تمنع المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين من مهاجمة شمال فلسطين المحتلة، وقد نجحت في ذلك إلى حد ما، ولكن تكاليف هذا الإحتلال كانت باهضة جدا على إسرائيل، وخاصة بالأرواح، ووعد باراك الإسرائيليين بالإنسحاب إذا إنتخبوه ويحسن وضع إسرائيل الدولي بتطبيق قرار مجلس الأمن 425، والذى دعاها إلى الإنسحاب، فقررت، لكل هذه الأسباب، أن تنسحب، ولكنها توصلت إلى إتفاق مع حزب الله، بوساطة أطراف ثالثة، على أنها لن تهاجم جنوب لبنان إذا لم يهاجمها الحزب. وفيما عدا حرب 2006، إستمر هذا الوضع إلى الآن. منذ البداية كان هدف إيران، وحزب الله، الإستراتيجي هو إقامة دولة داخل دولة في لبنان وتقويه وجود إيران في شرق المتوسط، وقد نجحا في ذلك، وهذا النجاح إستخدم في تدخل حزب الله، نيابة عن إيران، في الحرب السورية وإطالة عمر النظام والإمعان في قتل السوريين والمساهمه في تدمير سوريا. هل هناك هدية قُدمت لإسرائيل في تاريخها أثمن من تدمير سوريا وتصفيتها كبلد عربى قوي محاذ لها؟

وفي محاولة لتحويل إنتباه الرأي العام العربي عن ما يحصل في سوريا وتدخل حزب الله وإيران في الحرب هناك، خصص نصر الله جزءا ليس باليسير من خطابه للوضع في الجنوب اللبناني، متحديا أسرائيل ومدّعيا أنها تعيش في حالة رعب منه، وهدد إسرائيل، محذرا إياها من الإعتداء على لبنان، وقال: "إن المقاومة تعمل في الليل والنهار على تطوير قوة ردعها، وهو ما يقلق العدو أيضا ويتحدث عنه دائما." ولم ينس نصرالله أن يُشرك سوريا وإيران بهذا الشرف، قائلا إن العدو الإسرائيلي يتطلع "إلى سوريا وإيران وإلى كل الأصدقا، وما يمكن أن يقدموه، أو قدموه، لهذه المقاومة." وقال نصرالله إن العدو خلف الحدود اللبنانية خائف، مضيفا: "نحن اليوم أمام جيش يجلس في المواقع، يخاف أكثر مما يُخيف،" مضيفا: "هذا واقع حقيقي، أنا ما عم بالغ." وقال إن العدو "خائف ومرعوب" لدرجة أنه يستعمل "روبوتات أو سيارات آليه موجهه،" وأضاف: "هناك خوف من هذه المقاومة وجهوزيتها." ودعا مستمعيه أن لا يخافوا من العدو "لأن هذه الأسطورة أصبت حكاية من الماضي يتسلى بها أطفالنا، وهذا العدو لن يجرؤ وهو يعلم أنه لن يجرؤ."

باختصار، نصر الله يود أن يقول لمستمعية أنه، رغم إنشغال حزب الله بمساعدة النظام السوري، جاهز للرد على أي إعتداء إسرائيلي وإخافة إسرائيل. أما عن سوريا فكرر نصر الله الإدعاءات التي أصبحت مضحكة حتى قبل أن تبدأ الحرب في سوريا، قائلا: "أعود وأقول لكم اليوم لماذا نقف مع سوريا، ولماذا نقف إلى جانبها وندافع عنها. للتذكير سأكتفي بأسطر قليلة. للتذكير أن سوريا كانت وما زالت قلب العروبة، وهي التي وقفت في وجه التمدد الإسرائيلي وحمت كل المشرق العربي، بما فيها دول الخليج، من أن تصل إليها يد إسرائيل، الطامحة إلى إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والتي لا حدود لطموحها أصلا، وهي التي وقفت وحيدة إلى جانب مصر، وهي التي كانت وما زالت قلعة للصمود والتصدي."

ونسي نصر الله كيف ناصب حافظ الأسد العراق العداء عندما كانت تحارب إيران وكيف أرسل قواته إلى حفر الباطن عام 1991 لتسطفّ مع القوات الأمريكية ضد العراق، لأن أمريكا وعدته أن تطلق يده في لبنان. ومن المعروف تاريخيا أن إتفاقية الطائف، التي قبلت بالوجود العسكري السوري في لبنان، لم توقع نهائيا وتصبح فاعله إلا بعد تشكيل حلف دولي ضد صدام حسين مؤلف من الولايات المتحدة، ومصر، وسوريا، وفرنسا، وبمباركة من الجمهورية الإسلامية في إيران.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه
- الإبحار إلى الهلاك
- عصْرُ البرابرة
- الضجّة حول البرنامج النووي الإيراني جَمّدتْ قضية فلسطين لمصل ...
- -الجزيرة- الأمريكية
- الإقتراح الروسي طوق نجاة للإدارة الأمريكية وللنظام السوري
- دروس الربيع العربي
- الجزيرة تُخضِع سياسات قطر للبحث والتمحيص !!
- التغيير في قطر وحُكْمُ العجائز
- هل حسّن التقدم العلمي وثورة المعلومات والإتصالات الحديثة من ...
- هل سيتقرر مصير حزب الله في الحرب السورية؟
- الجمود ومقاومة التغيير وغياب المرونة أهم أسباب الفشل في حل ا ...
- أين وصل الإسلام السياسي؟


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية