أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط















المزيد.....

سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يثير موقف الإدارة الأميركية الكثير من التحفظات والمآخذ، لجهة دعم الثورة السورية، لدى قطاعات واسعة، في أوساط السوريين، وتتقاطع مع وجهة نظر الجمهوريين الأميركيين، التي ترى في أداء إدارة باراك أوباما والحزب الديمقراطي أداءً ضعيفاً، غير معهود في تاريخ الولايات المتحدة، وأن ذلك الضعف سيقود إلى الاهتزاز في مكانة الولايات المتحدة ودورها ومسؤولياتها في العمل الدولي.
وثمة من يعتقد بأن غموضاً يكتنف موقف أوباما، وسياسة إدارته الحالية، ولكن اعتقادي بأن الولايات المتحدة اليوم، تدخل مرحلة شديدة من الوضوح فيما يتصل بالسياسة الخارجية وسط بصورة خاصة. وتبدو الانتقادات الحادة التي توّجه إليه، تستند إلى تاريخ أميركي حافل بممارسة الشدّة واللجوء إلى الخيار العسكري، كعامل حاسم لحالات ظرفية في إشكاليات معقدة، لا تقود إلى حلّ جذري، بل تبقي جوهر الإشكالية قائماً، مضافاً إليه نتائج تدخلاتها السياسية والأمنية والعسكرية، فتظل متفاعلة مفتوحة على كل الاحتمالات. وثمة ما نلحظه في حقيقة ونتائج التدخل الأميركي في العراق وليبيا.
لكل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، رؤيته في معالجة الأزمات الدولية. يأخذ الجمهوريون بخيارات استخدام القوة، أياً تكن صورتها، بالتوازي مع العملية السياسية، ويقدم الحلّ بفرض القوة على الوسائل الدبلوماسية. أما الديمقراطيون، فإنهم يرون في استخدام القوة، ضرورة للحلّ في حال استنفاذ الوسائل السياسية والتفاوض الدبلوماسي، الذي يرون في الإنحياز إليه أهمية أساسية في معالجة القضايا الدولية.
لكن إدارة الرئيس باراك أوباما تأخذ نهجاً مختلفاً اليوم في التعاطي مع الشؤون العالمية، منذ الولاية الثانية، والتي تتضح ملامحها اليوم أكثر، مع خطابه حالة الأخير، الذي وضع فيه نقاطاً على الحروف، في جملة من المسائل المتصلة بالرؤية الاستراتيجية التي تقوم على ابتعاد إدارته عن تجاوزات الإدارات السابقة، من دون أن تتراجع أميركا عن دورها القيادي في العالم. ولكنه في العمق يؤسس رؤيته في التوازن والإحتواء. ويضيف الى ذلك فهماً للعمل الدولي بأن يكون مشتركاً " يبقى أفضل من التصرفات الأحادية ".
يمكننا تلمّس ذلك وملاحظته، في أداء البيت الأبيض تجاه الأوضاع في الشرق الأوسط، وقضاياه بالغة التعقيد. في مقدمها العلاقة التي يعيد نسج أطرها وملامحها مع القوتين الإقليميتين الأساسيتين في المنطقة، وهما السعودية وإيران، بما لهما من تأثير ودور محوري، في واقع ومستقبل المنطقة وعلاقاتهما بالتجاذبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبالطبع الدينية.
الواقع أن واشنطن تتأسس سياساتها حول القضايا الجوهرية، كالنووي الإيراني، كمثال دقيق وقائم، على أن إقامة علاقة لا تصادمية، مع حكام طهران، تفتح الأبواب أمام امتصاص الإحتقان في العلاقات الإقليمية بين دول المنطقة من جهة، ومع الولايات المتحدة من جهة ثانية، بما يخدم المصالح الأميركية المتمثلة في مسألتين أساسيتين هما استمرار تدفق النفط، ومحاربة الإرهاب في المنطقة والعالم.
يمكّن ذلك واشنطن من احتواء الطموح النووي الإيراني على مراحل، ومفاوضات طويلة الأمد. تهدف الرؤية إلى خلق بذور الثقة بين قوتين، كل منهما ترى في الآخر شيطاناً " للشر والإرهاب ". قد يقود ذلك إلى فهم متوازن لمتطلبات الأطراف ومواقفها ومصالحها الإقليمية والدولية، وبالتالي يمكننا فهم التوجهات الأخيرة لفتح قنوات اتصال أكثر تعدداً، وأكثر توازناً مع قوى المنطقة، وخاصة اليوم مايتصل بالأمن الإقليمي لدول الخليج العربية، والمسألة السورية، وسياسة إيران في بسط الهيمنة الصفوية / المذهبية على إقليم شرق المتوسط باتجاه أفغانستان، احياءً للروح الفارسية.
وحين يريد أوباما لسياستـه أن تكون نهجاً وسطياً، لا انعزالياً أو استباقيا، في تعاملها مع مشاكل العالم، فإنه يكون اكثر وضوحاً بالقدر الذي لانزال فيه، نشيح بأعيننا عن الصورة الحقيقة لهذا الجوهر، ونبقى معلّقون بسراب انحياز أميركي فاعل الى جانب الثورة السورية. فقد كانت الاشارة بإمكانية استمرار دعم " القوى المعتدلة " في المعارضة ، ليس دعماً للثورة السورية بالضرورة. بل إن تقديم دعم عسكري محدود يرفع من قدرة المعارضة على التفاوض مع النظام غير ممكنه، كون المسالة تتعارض مع دعوة أوباما الى عدم الاعتماد على القوة العسكرية في الشؤون الدولية.
الادارة الأميركية تتبنى رؤية تتصل باستحالة الحلّ عبر الوسائل العسكرية في سورية، وبالتالي إن خيار التسوية هو ما يتم التوجه عملياً إليه، وواشنطن تسعى في هذا الإطار عبر العمل على إعادة النقاش بين الأطراف الإقليمية حول المسالة السورية، بمشاركة إيرانية. هذه المسألة تقود الى تعزيز القناعة بان واشنطن لاترى مصلحة بإزاحة نظام الأسد، فالمعارضة أوهن ممايمكن الإعتماد أو المراهنة عليه.
ويبدو القول " إن السياسة الأمريكية لوقف التدهور في سورية تنسجم مع مصالح الولايات المتحدة " هو تعويم للموقف المتصل بإبقاء الوضع في سوريا على ماهو عليه، في ظل عاملين أساسيين، هو تمرير الاتصال الأميركي مع النظام عبر مؤسسات المجتمع الدولي ، بإرغامه على استمرار الإيفاء بالتزاماته بشأن السلاح الكيمياوي، مع إعادة جزئية لفتح قنوات التعاون الأمني الذي توقف مع انطلاقة الانتفاضة السورية. في الوقت الذي تحاول فيه استثمار اعتدال القوى المعارضة، في تدعيم مصالحها، والإيحاء للرأي العام السوري، بدعم قائم أو منتظر للثورة السورية، دون أن تكون هناك أية اجراءات قانونية يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به للتضييق على نظام الأسد، في الوقت الذي فوضت فيه واشنطن موسكو بإيجاد الحل في سوريا، والتي بدورها - مع اشتعال الأزمة الأوكرانية – أطلقت يد إيران في سوريا، دون أن تنشغل عنها، لنقف اليوم أمام عجز شامل عن إيقاف القتل مع تقدم النظام في استراتيجته في فرض قوة التدمير وحرق البلد من اجل أن يبقي سيادة نظام الأسد عبر انتخابات الدم.
سياسة أوباما لمن أراد أن يقرأها ويفهمها بعمق، واضحة تماماً. نحن نعيش الوهم، ونسعى خلف سراب..المصالح هي التي تحكم علاقات عالم ومجتمعات اليوم..ودائماً.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية
- اتحاد الديمقراطيين السوريين / أفكار أولى حول التجربة
- دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية
- خليل صويلح في ” سيأتيك الغزال ” : سيرة العطش،وشغف الأحلام وا ...
- سُحب الغواية
- دمشق
- اجتماع اتحاد الديمقراطيين السوريين / نتائج وتوصيات
- حوار مع د.أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة
- شحّاذ التدخل
- الكأسُ الأُخرى
- أيُّ امرأةٍ أنتِ !
- الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية : تحديات وإشكا ...
- الرقة : انتفاضة المستقبل - نداء الى الرأي العام


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط