أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجيد البلوشي - 214 آية قرآنية تدعو للجهاد والقتال













المزيد.....

214 آية قرآنية تدعو للجهاد والقتال


مجيد البلوشي

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 22:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


توطئة: لقد كتبنا هذا المقال عام 2004 م في جريدة "الأيام" البحرينية، وذلك تعقيباً على مقال كتبه أحد أصدقائنا الأعزاء، وهو الأخ ياسين زينل، بعنوان "مفهوم الجهاد والحرب الدينية" في نفس الجريدة وفي نفس الفترة.

عزيزي ياسين ، كثيراً ما أقرأ وبتأنّي المقالات التي تُكتب حول المسائل النظرية والفكرية لما لهذه المقالات من أهمية في حياتنا، ومنها مقالاتك حول المواضيع الإسلامية، وهي مواضيع شيقة بلا شك ، ولكن – وكما تعرف جيداً – أن الخوض في مثل هذه المواضيع والكتابة عنها مسألة تحتاج إلى الحذر من جهة ، وإلى الدقة في التعبير والوضوح في المعنى من جهة أخرى، وإلاّ فإنها قد لا تؤدّي الغرض المطلوب، بل قد تؤدّي إلى بلبلة فكرية أو إلى عكس ما تريد طرحه أحياناً، وهذا ما حدث، في إعتقادي، مع مقالك " مفهوم الجهاد والحرب الدينية " المنشور في جريدة "الأيام" يوم الجمعة الموافق 26 نوفمبر 2004م. فقد نتفق معك على "أن مصطلح الجهاد يراد به ويستخدم في ميادين كثيرة ومهام مختلفة أخرى ..." ، ولكن قولك بأن عدد آيات الجهاد والقتال هو 214 آية تقريباً وأن " النسبة المئوية لهذه الآيات في القرآن الكريم هي 3,5 % من مجموع النصوص القرآنية كلها ، وهذا يدحض افتراءات الحاقدين على الإسلام والكارهين للقرآن مقولة أن القرآن في جملته كتاب يدعو للحرب والقتال وسفك الدماء ..." إن هذا القول يحتاج – في نظرنا - إلى وقفة ولو قصيرة. وهذه الوقفة نبدأها بالتساؤلات والملاحظات التالية:

- ألا تعتقد أن الـ 214 آية التي تدل على الجهاد والقتال تكفي، بل وتزيد بكثير، لمقولة الحاقدين على الإسلام والكارهين للقرآن "أن القرآن في جملته يدعو للحرب والقتال" ؟ ألا تتفق معي بأن آية واحدة، بإعتبارها فرضاً إلـهياً، تكفي لذلك؟

- ألا تتفق معي بأن هؤلاء "الجهاديين" الذين يدعون إلى الجهاد وتطهير أرض المسلمين من الكفرة والزنادقة والملحدين لا يتحركون من فراغ، بل ينطلقون أساساً من هذه النصوص والآيات القرآنية بإعتبارها أوامر إلـهية يجب تنفيذها بكل قوة، ولذا تراهم يرفعون المصاحف عالياً بعد قطع رأس ضحيتهم ويردّدون " الله أكبر ، الله أكبر ... " بكل فخر وإعتزاز ورأس الضحية يتدحرج تحت أقدامهم، وأياديهم مضرجة بالدماء؟ وقد يكون هذا الرأس رأس رجل أو رأس إمرأة أو رأس طفل رضيع، لا يهم، المهم أن هؤلاء "المجاهدين " راضون، بل فرحون، بفعلتهم لأنهم – في إعتقادهم - ينفّذون ما أمرهم الله به، بل قد يستندون إلى مثل نفس الحديث النبوي الذي ذكرته وهو "أعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" ، أليس كذلك؟

- ألا تعتقد أن هذا العدد الـ 214 يفوق عدد بعض الآيات الدالة على فروض أخرى [والجهاد فرض] ، منها، على سبيل المثال، فرض الصيام الذي ورد ذكره في القرآن الكريم مرة واحدة فقط [ " ...كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِيَامَ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ ... " الآية 183 من سورة البقرة]. والكل يعرف جيداً ما لهذا الفرض من أهمية وقدسية لدى المسلمين؟

- وبالنسبة للنسبة المئوية (3,5 %) المذكورة [وهي تزيد إذا طرحنا النصوص والآيات المتكررة في القرآن الكريم وهي كثيرة] ، هل تقصد أن هذه النسبة ضئيلة بالمقارنة مع مجموع النصوص القرآنية كلها، ولذا لا ينبغي الأخذ بها أو لا ينبغي القول بأن القرآن يدعو إلى الحرب والقتال وسفك الدماء كما يدعي الحاقدون والكارهون؟ وأنت تعلم جيداً أن الأحكام الإلـهية من الأوامر والنواهي تؤخذ بالكيف لا بالكم ، إن جاز التعبير، وخاصةً ما يتعلق بالفرائض ، وأقصد أنه لا يجوز القول بأن هناك آيات جاء ذكرها عدة مرات ولذا فهي أهم من تلك التي جاء ذكرها مرات أقل أو مرةً واحدة فقط، وآية فرض الصيام المذكورة آنفاً خير دليل على كلامنا.

وللمقارنة نودّ هنا أن نشير إلى مقولة كارل ماركس " الدين أفيون الشعب" ، فقد قالها ماركس مرةً واحدة فقط في مقاله المنشور عام 1844 بعنوان " مقدمة في نقد فلسفة القانون لدى هيغل " ، ولم يأتِ ذكرها في النصوص الأخرى التي كتبها ماركس وعددها أضعاف أضعاف النصوص التي جاءت في القرآن الكريم، ومع ذلك قامت الدنيا بشأن هذه المقولة ولم تقعد حتى يومنا هذا ، فتعالت الأصوات على المنابر تنددّ بها واحتشدت الأقلام تكتب ضدها وكأن ماركس لم يكتب شيئاً آخر غير هذه المقولة، معتبرة أن الماركسية عدوة الدين وأنها تحارب الدين وأنها إلحاد في إلحاد فحسب، دون إعطاء أي إعتبار للثورة التي نادت بها الماركسية في مجال الفلسفة والإقتصاد وبناء المجتمع الإنساني الخالي من الإضطهاد ومن إستغلال الإنسان لأخيه الإنسان.

وللعلم، فإن هذه العبارة [الدين أفيون الشعب] ليست من ابتكارات كارل ماركس، بل أنها للفيلسوف الألماني إمانويل كانط ، وهو من الفلاسفة المؤمنين بالمسيحية، والذي استخدمها في كتابه " الدين في حدود العقل البسيط" عام 1793م للإشارة إلى "المواساة التي يحملها الكهنة إلى فراش الأشخاص المحتضرين أو المشرفين على الموت" وهي مواساة للإنسان على فقدانه لهذا العالم ومغادرته لهذه الدنيا وفراقه لما حوله من الأشياء ولـمَن حوله مِن الأحباء على أمل اللقاء بكل ذلك، بل بأفضل من ذلك، في عالم آخر يوجد بعد الموت.

- وما هي قصة "آية السيف"؟ أقصد الآية 29 من سورة التوبة التي نصّها " قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ اَلاَخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اَللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الَحَقِّ مِنَ الْذِينَ أُوتُواْ الْكِتابَ حَتَى يُعْطُوا اَلْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" ، وهذه الآية تتعلق بأهل الكتاب ، أي اليهود والنصارى، الذين يعيشون في البلدان الإسلامية ، أي الذمّيين، الذين يجب أن يدفعوا الجزية للمسلمين إذا أرادوا العيش في بلدان المسلمين، وإلاّ فإنّ السيف ينتظرهم. أليس كذلك؟ وماذا عن غير أهل الكتاب، أقصد الهندوس والبوذيين وغيرهم من الذين "لا يدينون دين الحق"، وما أكثرهم في بلداننا في عصرنا؟ ألا يحق "للجهاديين" أن يقوموا بواجبهم الديني تجاههم والذي فرضه الله عليهم - وهو حدّ السيف - حسب ما يعتقدون؟

والمعروف أن سورة التوبة (وتُسمّى أيضاً سورة براءة) هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم بدون البسملّة، وذلك لأنها نزلت بالسيف حسب رأي معظم المفسرين، فقد قال إبن عباس: "سألتُ علي بن أبي طالب لـِمَ لَـمْ يُكتب في براءة "بسم الله الرحمن الرحيم" ؟ فقال: لأن "بسم الله الرحمن الرحيم" أمان، وبراءة نزلت بالسيف، ليس فيها أمان". [أنظر: "صفوة التفاسير" لمحمد علي الصابوني، المجلد الأول، الطبعة الأولى، القاهرة، 1996، صفحة 488] والمقصود هنا عدم وجود أمان لغير المسلمين أي لليهود والنصارى والمنافقين.

وبالمناسبة، فقد تقرر في الفترة الأخيرة أي في شهر إبريل من هذا العام (2004 م) إلغاء سورة التوبة من مناهج تدريس الدين الإسلامي واستبدالها بسورة "الصف" في جميع مدارس باكستان حيث كانت سورة التوبة تُدرّس منذ عشرات السنين، وذلك بحجة أنها سورة طويلة ولا يتحمل التلاميذ حفظها عن ظهر قلب كما أعلنت وزيرة التربية والتعليم السيدة زبيدة جلال البلوشي. [أُنظر جريدة "اُردو نيوز" اليومية بتاريخ 9 إبريل 2004م والصادرة باللغة الاُردية في المملكة العربية السعودية]. فقامت الجماعات الإسلامية هناك بالمظاهرات والمسيرات ضد هذا القرار بإعتباره قراراً جاء بإيعاز من إدارة جورج بوش المناهضة للإسلام والمسلمين وخاصةً بعد أحداث 11 سبتمبر في نيويورك. والجدير بالذكر هنا أن باكستان هي الدولة التي ربّت جماعة "طالبان" وحضنتهم ودرّبتهم على حمل السلاح بإسم "الجهاد" وبإيعاز من أمريكا ، وهي نفسها – أي باكستان – تقوم الآن بملاحقتهم والقبض عليهم وزجّهم في السجون أو إرسالهم إلى جزيرة "غوانتينامو" وبإيعاز من أمريكا نفسها أيضاً!

تلك هي بعض التساؤلات والملاحظات، وحبذا لو قمتَ – عزيزي ياسين – بالتعقيب عليها وإيضاح ما ينبغي إيضاحه مما جاء فيها.



#مجيد_البلوشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بدأ علماء الأحياء يفعلون؟
- الاحتفال بمرور مائة وخمسة وخمسين عاماً على نظرية التطور
- الروح والعلم – علم النفس
- ملاحظات سريعة حول - العقل ما له . . وما عليه -
- العقل الإنساني وعظمته
- ما هذا الخلط الديماغوجي؟ تعقيب على مقال -ثورة في الفيزياء ال ...
- هل يوجد فعلاً إعجاز علمي في القرآن؟ (2/2)
- هل يوجد فعلاً إعجاز علمي في القرآن؟ (1/2)
- حول مقولة كارل ماركس -الدين أفيون الشعوب-
- العلمانية هي الحل (1/2)
- العلمانية هي الحل (2/2)
- المرأة وطغيان الرجل
- ومات شارون الطاغية بعد أن حقّق ما كان يريده بنجاح!
- ليس كل مَن يدّعي الإسلام صادقٌا!
- ماهية كل من المادة والوعي والطاقة والروح (8 - 8)
- ماهية كل من المادة والوعي والطاقة والروح (8 - 7 )
- ماهية كل من المادة والوعي والطاقة والروح ( 8 - 6 )
- ماهية كل من المادة والوعي والطاقة والروح (5 - 8 )
- ماهية كل من المادة والوعي والطاقة والروح (4 - 8)
- ماهية كل من المادة والوعي والطاقة والروح (3 - 8)


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجيد البلوشي - 214 آية قرآنية تدعو للجهاد والقتال