أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - بروين زين العابدين - أهي عصور وعقول جاهلية














المزيد.....

أهي عصور وعقول جاهلية


بروين زين العابدين

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 12:54
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


أهي عصور وعقول جاهلية ؟؟  
بروين زين العابدين
 
وكأنني بالعصر الجاهلي عند العرب عندما كانت الفتاة توأد يخيم ويعود إلى وطني ولكن بمشهد أكثر جرماً وبعداً عن كل المفاهيم السماوية والإنسانية والبشرية ، هذا المجتمع الذكوري وعلى مدى التأريخ الذي شهدناه ونعرفه جعل من الفتاة وهي طفلة ثم الصبية والمرأة والزوجة المقياس لشرف المجتمع وسارية تعلق عليه القييم العشائرية والعائلة والأمجاد وحتى البطولات!
يصادر رأي الفتاة وتُبعد عن الدراسة ومواصلة العلم والتعلم بحجة إسم العائلة وشرفها في الإختلاط ، تقيد مشاعر وعواطف الفتاة بتزويجها وهي صغيرة أو كبيرة لمن يكبرها وهي لا تعرف عنه شيئاً ، تهان كرامة المرأة بالزواج عليها فقط لإشباع رغبات الرجل ونزواته البائسة والمريضة ، ثم يأتي الطلاق أو وضع سيناريو لحياتها إن شاءوا تحت بند صون الشرف والمحافظة عليها ، وإذا رفضت المرأة أية سلسلة من سلاسل هذه القيود تتهم بالعصيان والخروج عن الطاعة الزوجية وكل التهم جاهزة والسكين في يد الجزار!!
أما الرجل في مجتمعاتنا فيتباهي عندما يتزوج بصبية بعمر حفيدته ويفتخر بين أقرانه إذا وثقت به إمرأة وسلمت له تاج شرفها ويعتبر التجارة رابحة إذا تزوجت أخته أو إبنته واستلم مهرها ليكتمل ترتيب شعيرات شواربه إن كانت له شوارب ، أما إذا كان غير هذا حيث الأنياب الوحشية والأيدية الإرهابية ليفتخر بغسل الشرف بالدم :
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى                     حتى يراق على جوانبه الدم
مفارقات عجيبة ونحن نعيش في الألف الثالث والعالم أصبحت قرية صغيرة بفعل كل وسائل الإتصال .
كل هذا وحادثة الفتاة الكوردية ( دنيا ) من قرية كلكجي ـــ قضاء الشيخان ذكرتني بجمال وطني العزيز وإسمه الأجمل كوردستان هذا الوطن الذي تلونت خارطته بالمآسي والمعاناة وعُمدت صخور جباله بدماء الأبرياء من أبنائه على مر العصور والدهور لنُمني النفس له بالإطار الجليل لهذه الصورة الجميلة ، إنه يحز في الوجدان والقلب أن يكون هناك نفر من أبناء المجتمع الكوردي مازالوا يتصرفون وكأنهم قبائل من الهمج ويضربون الدستور والقوانين والأعراف وكل أُسس الحضارة والإنسانية عرض الحائط .
الفتاة في ربيعها الخامسة عشر تزوج كبضاعة للتبادل ( كصة بكصة ولي كلام آخر في هذا المجال وفي وقت ومكان آخريين ) ثم تطلق وتزوج من رجل بعمر والدها وله ستة أطفال ليتمتع الوالد والأخ بالمهر وليتمتع هذا العجوز ويشبع نزواته الحيوانية ولتكون الفتاة هي الضحية ، هل هناك جريمة أكبر من هذا ، هذه الجريمة حدثت في وضح النهار وعلى الملأ وبتعاون شلة من المجرمين ، الوالدين والأخ ، الملا والشهود الذي حرروا شهادة مهرها بل وثيقة قتلها ، كذلك الرجل الذي سمح لنفسه بالزواج من فتاة قاصرة ، الدستور المهلهل الذي يسمح لمثل هؤلاء بالتجاوز عليه وهدر ما له من سمعة وحصانة ، وأخيراً المجتمع الذي ما زال في بعض حلقاتة يرقص ويطرب لسفك الدماء والتمثيل بالكيان البشري الذي هو من خلق القادر تحت لافطة الشرف والعار .
ولابد من القول بأن مثل هذه الأعمال الوحشية نقطة سوداء على جبين مجتمعنا ووطننا الذي نتمنى له من أعماقنا أن تكون صورته جميلة ونقية في كل المحافل ، وأن لا يشار له بأصباع الإتهام والإبتعاد عن الحضارة والمدنية ، والمجتمع الذي لا يحترم ويقدر المرأة وهي الاُم والأخت والابنة والزوجة فليس له مكان إلا في أنفاق الشر والجهل وخنادق النسيان.  



#بروين_زين_العابدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقدير المرأة هو التقدير الحقيقي للاِنسانية
- اعتزازا بكم زين العابدين
- رواية (القرية ) تجسيد لمكانة المرأة الكوردية
- رياضة اليوغا والاءرتقاء بالاءنسان
- المراءة في لوحة سريالية!!
- وحدة الصف الكوردي .....الخيار الوحيد
- العراق بين دزامة الفوضى والحل الامثل


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - بروين زين العابدين - أهي عصور وعقول جاهلية