أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - الغرفة العربية في الفندق اليوناني














المزيد.....

الغرفة العربية في الفندق اليوناني


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 11:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



عندما دخلت الفندق وجدت لافتة على الواجهة الامامية معلقة في اطارها كالصورة وراء زجاج تفتخر بان ثقافة الـ pandaka اليونانية وصلت حتى للعرب على شكل (فندق) منذ قديم الزمان. فتحت باب غرفتي بمفتاح قديم و كبير بصعوبة و كانما اغلق و اغلقت شبابيكها باحكام قبل فترة طويلة و قبل ان تستعمل كغرفة الجلوس و النوم و الطبخ و الطعام و المرحاض و مختلف الاغراض الاخرى في آن واحد.

كانت هناك ايضا على الجدار ايات قرآنية احداها من سورة البقرة على ما اعتقد كتبت على ورقة قديمة اصفرها الزمن تقول: (من اغترف غرفة بيده....) و بان الغرف العربية هي منازل عالية معلقة في الجنة و بان الغرفة هي كمية الماء التي تشربها بيد واحدة.

كانت تفوح من الغرفة رائحة عفنة لمياه اسنة و غاز ثاني اكسيد الكاربون - لم تنظف منذ سنوات – تحولت بقايا البراز و الفضلات و الخبز الى تراب اسود في زاوية الغرفة - و كانما اجرّت الغرفة للعاطلين عن العمل و الفقراء و الدراويش و مستلمي الصدقات و المدمنين على الكحول و اللاجئين و الاجانب بسعر زهيد رغم ان اجرتها للليلة الواحدة بلغت الان 50 درهم (العملة اليونانية الاصل).

بالتاكيد تعتقد اذا رأيتني فيها بان عمري الان قد بلغ اكثر من 150 سنة على الاقل و سرعان ما تكتشف بان اكثر ما يبعث على القلق هو النوم تحت الشرشف المتروك على السرير. رغم ذلك غلب عليّ نوم عميق و اراها في منامي تشجعني على ترك الغرفة و تسأل: لماذا لا تنام في الحدائق العامة كالقطط و الكلاب السائبة و تمليء جيوبك بالرمل؟ و لكني لم اجد الا التراب لذا ذهبت الى مدير الفندق الذي كان يحمل اسم فندق الفلسفة اليونانية و طلبت منه نقلي الى غرفة اخرى.

وافق المدير حالا و نقلني الى غرفة في الطابق الاعلى ثم اكتشفت حالا بان غرفتي الاولى كانت افضل و توسلت به ان يرجعني اليها و لكن المدير رجع بعد قليل و هو يقول و كانما لم يحدث شيء بانه مضطر ان يطردني من الفندق دون ان يرجّع لي اجرة الغرفة لان زوجتي كما زعم دخلت قاعة تناول طعام الفطور في الصباح الباكر و بدأت تسرق المواد الغذائية و اضاف: كما تعرف ممنوع حمل المواد الغذائية الى الغرف و الطبخ فيها للمحافظة على نظافتها! ثم استفسر: انت متزوج اليس كذلك؟

لم اتردد الان في تطبيق خطتي السابقة و لا دقيقة واحدة - نزلت الى الاسفل و في يدي مسدس اطفال بعد وضع غطاء صنعته من ورق الايات القرآنية على رأسي و ثقب فتحتين في الامام للرؤية و بدأت هجومي على المدير. رميت عليه علاقة من البلاستيك وجدتها في الغرفة و صرخت في وجهه: ضع بسرعة كل نقود القاصة فيها و الا لاطلقت عليك الرصاص...

كتبت الجرائد في اليوم التالي عن حادث سرقة وقع في الفندق اليوناني تقول بان اللص يعتقد من هوية اجنبية مجهولة كان يسكن في الغرفة العربية و تعتقد الشرطة بانه كان يطبخ الاكلات الشرقية كالرز و يشوي حمام الساحة الرئيسية فيها رغم انه اخبر بتعليمات الفندق بان الطبخ ممنوع بتاتا داخل الغرف و و يعاقب كل من يقتل حمام ساحات المدينة.



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائحة بول البعير
- ما هي الحياة؟
- ربنا لا تعفو عنا
- يصبغها ليقف حافيا
- هل هناك حق على الكسل؟
- لغة البيع و الشراء بالجملة
- من الاهل الى برج العرب
- تسلسل العاطفة - اللغة - الفكر
- الشخصية و اللاشخصية
- اللغة المركزة و معجون الطماطة
- بزر نستلة
- بطريق في الصحراء
- اللقيط و السؤال التافه
- نفس الشيء
- لماذ هذا التصنيف؟
- من الام الى الولادة الى التجميل
- اللذة في الاحتقار
- حلق لحى اتباع السنة الهجرية
- اصل الطاغية العربية
- اللعنة على الابواب


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جمشيد ابراهيم - الغرفة العربية في الفندق اليوناني