أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت عبدالسميع زارع - مشايخ بنكهة القرن الوسطى















المزيد.....

مشايخ بنكهة القرن الوسطى


نشأت عبدالسميع زارع

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 02:44
المحور: كتابات ساخرة
    


عاشت اوربا عدة قرون فى الوحل والجهل والفقر والعنف والهمجية والخرافات -وكان من اسباب نكبتهم رجال الدين المتحجرين اصحاب السبوبة .حيث كانوا يقفون حجر عثرة امام اى ضوء فى هذا النفق المظلم البائس نحو التفكير والتنوير .كانوا يبيعون للناس صكوك الغفران ويقطعون لهم من ارض الجنة كل حسب مايدفع ومن يدفع اكثر يحصل على قراريط اكثر فى الجنة . الخلط العقلى والأمراض النفسية, كانت تفسر على أنها لبس وسحر وعمولات وحسد وما شابه. كانت الرياح والأعاصير يفسرها رجال الكنيسة بأنها من أعمال الشياطين. لذلك كانوا يدقون اجراس الكنائس عندما يشتد هبوب الريح, أو يزداد هطول الأمطار, أو عندما يسطع البرق، أو يعلو صوت الرعد. فى احدى المرات اصدرت حكومة النمسا فتوى تقول انه من الكفر ان يعتقد احد ان الرب يضرب الكنيسة بالصواعق فهى محمية من الرب . وبالفعل جاء الناس وخزنوا البارود فى الكنيسة فهى محمية من الرب بنص فتوى رجال الدين وجاءت الصواعق لتنسف الكنيسة بالحى التى فيه ويقتل المئات ببركة رجال الدين . جاء فى وثائق ان اوربا اعدمت 100 الف انسان وخاصة من النساء بتهمة السحر وانهم سبب فى العواصف والبرق والرعد والامراض . جاليلو عالم الفلك فلت من الاعدام لانه تجرأ وخالف رجال الدين فيما يقولونه للناس فقال ان الارض كروية فسخروا منه لان منطقهم هل رأيت أشجارا تنمو إلى أسفل أو أن المطر يصعد إلى أعلى وكان فى سن السبعين فاجبروه ان يجثوا على ركبتيه ويعترف انه كبر وخرف وكان يقول بصوت منخفض ومع ذلك هى تدور . هكذا كان حال اوربا ان اى صاحب فكر او علم او راى يخالف اراء رجال الدين يقابل بالحديد والنار والارهاب لانه يعرض السبوبة للضياع فقد اعدموا برونو عالم فلك بالحرق فى ميدان الزهور وسط روما وسط صيحات المغيبين من الشعب البائس الموت للكفار الموت للكفار . فى مقابل الظلام الدامس الذى اصاب اوربا من اركانها الاربعة كانت الحياة اكثر اشراقا فى اماكن اخرى .فكان المسلمون يعيشون فى الاندلس فى حضارة ورقى وعلم ورفاهية . واليوم تبدلت الاحوال وتغيرت الدنيا واستنارت اوربا بفضل مفكريها وعلمائها وبالجهد الفكرى الذى اخذوه من علماء المسلمين واستفادت من ابن رشد وابن سينا والخوارزمى وابن النفيس وجابر بن حيان وبن الهيثم ونفعت اوربا البشرية بثورات العلم والطب والاتصالات والصناعات الثقيلة والخفيفة والفضائيات والموبايل والنت والفاكس ومعجزات الطب والاشعة والتحاليل واختصرت الزمن واصبح الانسان اليوم يقضى مصالحه وهو مستلقى على سريره بالمحمول . انه العلم ياعزيزى الذى يصنع المعجزات ويقرب البعيد ويكشف عن مافى اقصى الشرق لمن هو فى اقصى الغرب العالم اليوم ياعزيزى قرية صغيرة يرى بعضها بعض .انه العلم الذى لايجامل احد .وقوانين الدنيا وسننها التى تتحيز لمن طبقها . انه العقل السليم الذى فكر وابدع وانتج واخترع وجرب وابتكر حتى عاش الانسان فى رفاهية وسعادة .. والان انتقلت عدوى رجال الدين وفيروسات التشدد والخرافة التى كانت من نصيبهم فى القرون الوسطى الى مجتمعاتنا الاسلامية بشكل مرعب والان نقولها بكل جراءة من اسباب نكبتنا الان ايضا كثير من رجال الدين الذين يفسرون نفس التفسيرات البدائية التى تعود لعصر بقراط .. فترى كثير من الشيوخ يفرضون الوصاية الدينية على الناس وخاصة العوام واصحاب الامية الثقافية ويفتون لهم فى سفاسف الحياة ويخوفهم من الاجتهاد العقلى حتى فقه دخول الحمام احيانا يسألون فيه وترى كثير من الشيوخ يزيدون المريض مرضا فبدلا من ان يقول لااعرف فلست متخصص لكنه يقول للمريض انت ملبوس من الجن وهذا محسود وهذا مسحور ويظل يتكسب من مرض الناس وبيع الوهم لهم بنفس عقلية رجال الدين فى القرون الوسطى .. ولو ارادت ان اسرد الاف من المضحكات المبكيات على حالنا وعلى فتاوى واراء تخرج من شيوخ لضاق المقام ولكنها امثلة سريعة ولكنها متطابقة لما كان يحدث فى القرون الاوربية المظلمة ..صورة الزار والرقية والشبة والفسوخة والآيات المنجيات والزواج من الجن وتسخير الجن وعمل الأحجبة للوقاية ورش الماء على الأرض في مواقع التعثر, والبخور والخرزة الزرقاء والخمسة وخميسة وتحضير الأرواح والمندل والفال والتشاؤم والنظرة والعين وخلافه. وبسبب غياب او تغييب العقول صار حالنا نسير فى نفس طريق اوربا قديما -- تسبب الغزو الوهابى والقنوات الدينية ومشايخ النقل بدون عقل فى كارثة فكرية لدى الشعوب العربية والاسلامية ممانتج عنه ان الكثير يسترزق بمهنة الاستشياخ والمؤهلات سهلة وميسورة فلحية كثة وجلباب قصير مؤهل مناسب فى بلاد انكوت بنار الفتاوى ووجدنا وياللعجب شيوخ يطلبون من الناس المرضى ان يذهبوا لكى يشربوا بول الابل فهو احسن علاج للكبد والاستسقاء والدنيا تتفرج واليوم العالم لايخفى عليه شيء فيشاهد من يمسك بكوب ينتظر الجمل وهو يتبول ويشربها فرش والسبب مشايخ بنكهة القرون الوسطى . وهناك من افتى بجواز اكل لحم الجن وهناك من افتى بقتل السحرة بل هناك دولا قتلت باسم السحر وهناك من قال كلاما اقل مايوصف انه بعيد عن العقل والمنطق والفطرة والسبب مشايخنا الاعزاء . وجدنا التكفير والقتل للخلاف السياسي والمذهبى والطائفى واصبحنا نشاهد الرؤس المقطوعة والتصوير بجانبها كانه منظر خلاب طبيعى ماذا يفيد الناس ان يقول احد المشايخ ان النبى ص قوته فالجماع تعادل 4000 رجل هل هذه الثقافة تخدم الدين ام تضربه فى مقتل وعن تجربتى الشخصية هناك من اتهمنى بالكفروانكار السنة لانى تجرأت وقلت ان النبى لايعقل ان يتزوج طفلة فى التاسعة وهناك من شتمنى بالام لانى رفضت العلاج ببول الابل وطالبت بتنقية كتب التراث من الخرافات الموجودة فيه وهناك من فتح على بلاعة من القاذورات اللفظية والسباب بسبب قضايا فرعية ليست من العقيدة ولكنه النقل بدون عقل وهناك من هددنى وقال احذر حتى لاادعو عليك دعاء فيصيبك بداء ليس له دواء حتى تتمنى الموت فلا تجده وهناك من اقسم ان يذهب للمحكمة لكى يرفع على دعوى ازدراء اديان لنفس الاسباب ورفضى لقتل المرتد قناعة منى انه لااكره فى الدين والخلاصة ان الفرق بيننا وبين أوروبا هو أن أوروبا استطاعت أن تنجو من هذا الوباء. انكوت بنار تجار الدين وانتصرت المعركة التى دارت بينهما معركة التنويريين والظلاميين فانتصر اصحاب الفكر والعلم فاستنارت اوربا لقد ضاعت أمم قبلنا كثيرة حين اختلط عليها الأمر, وحجبت الرأي, وحاربت العقل وتحكم فيها رجال الدين. فلم تعد تفرق بين الخطأ والصواب.واى امة مصيرها مرهون بعقول وافكار ابنائها اذا كانت افكارهم سليمة وعقولهم خالية من فيروسات الجهل والخرافة والتشدد فهنيئا لهذه الامة . ان التخلف الحضارى بسبب التخلف الفكرى فاذا عشش فى عقول امة افكار القرون الوسطى وفقه القبور وتفسيرات عصر بقراط ونحن فى القرن ال21 فلا نلوم الا انفسنا ولن ينفعنا البكاء على اللبن المسكوب



#نشأت_عبدالسميع_زارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نشأت عبدالسميع زارع - مشايخ بنكهة القرن الوسطى