أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - »الزعزعة البناءة»، «الفوضى الخلاقة»، «السوق الحر»...















المزيد.....

»الزعزعة البناءة»، «الفوضى الخلاقة»، «السوق الحر»...


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1265 - 2005 / 7 / 24 - 02:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعددت المسميات والهدف واحد:
تفتيت عرقي طائفي للمنطقة بهدف إعادة اقتسامها

في عددها لشهر تموز 2005 نشرت مجلة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية مقالاً تحت عنوان «الزعزعة البناءة»- المرادفة فيما يبدو لسياسة «الفوضى الخلاقة» - بقلم وليد شرارة الذي ألف مع فرديريك دومون كتاب «حزب الله حزب إسلامي وقومي» في عام 2004. وتأتي أهمية المقال المترجم فيما يلي من أنه يوضح نظرياً وبالوقائع سياسة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط التي كلمة السر فيها هي التخريب بلعب ورقة الطائفية، وورقة المطالبة الديماغوجية بالديمقراطية وحقوق الإنسان،«....» أيالمطالب ذاتها التي لا ينبغي أن تمر عبر بوابات الإمبريالية الدولية. «....»
• المترجم

زعزعة مهما كانت المخاطر(!؟؟)
«إذا أردت فكرة عن مفهومي للسياسة الخارجية، اقرأ كتاب ناتان شارانسكي، إنه يساعدك على فهم الكثير من القرارات التي اتخذت أو سوف تتخذ» إلى جانب هذا التصريح في واشنطن تايمز اعترف جورج بوش في نيويورك تايمز أن الكتاب المذكور يؤلف جوهر رئاسته»1.
الكتاب «دفاعاً عن الديمقراطية»، الذي وضعه المنشق السوفييتي السابق الذي هاجر إلى إسرائيل،وكان وزيراً لفترة يطرح نفسه كمرافعة «من أجل الدمقرطة الملحة للعالم العربي، الشرط الذي لا غنى عنه من أجل توقيع سلام شامل في الشرق الأوسط، ومن أجل الأمن في العالم»2. وللوصول إلى ذلك الهدف لا تتردد الولايات المتحدة في زعزعة الوضع القائم في الشرق الأوسط منذ عقود «مهما كانت المخاطر المحتملة» حسب تعبير وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.
هذه الرؤية تتبنى بمجملها طروحات أحد المستشرقين الذي ينعت العالم العربي بمجموعة من الأقليات الدينية والعرقية غير القادرة على العيش معاً في كيانات من الدول القومية. غير أن الحلول المقترحة لتحقيق الدمقرطة ومصالح الولايات المتحدة في الوقت، «....» نفسه تعتمد على تفجير الانقسامات الاجتماعية (الطائفية والقبلية والعرقية) في إطار استراتيجية «الزعزعة البناءة».
ومن خلال وصف العالم العربي بـ «الرجل المريض في القرن الواحد والعشرين» يكشف مستشارو بوش عن رغبتهم في رؤية مصير مشابه للرجل المريض في القرن التاسع عشر ، أي الإمبراطورية العثمانية التي تم تقسيمها بعد الحرب العالمية الأولى. «....»
وحسب المنشق والجاسوس السابق، فإن الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ليسا حتماً دون هدف. ولتوضيح الدور الغالب للعوامل الذاتية في نشوء «الإرهاب» يورد شارانسكي مثال فلسطين. ففي رأيه أن ما يسميه بالعنف المسلح ضد إسرائيل والعمليات الانتحارية نشأا من خلال غسل الأدمغة الذي اشتركت فيه أجهزة الإعلام والمدارس والسلطة الفلسطينية «....». ومن جهة أخرى ورغم تأكيده شمولية الطموح إلى الديمقراطية يتبنى شارانسكي عدداً من المقولات التي طرحها القائلون بأطروحة التناقض الجذري بين الإسلام والديمقراطية (رفض المسلمين فصل الدين عن الدولة، عبادة العنف والحرب، تدني وضع المرأة، إلخ). «....»
وإلى جانب شارانسكي، فإن بول مارك غريشت المنظر المنتمي للمحافظين الجدد المختص بشؤون العراق والباحث في المعهد الأمريكي للمشروعات أشار إلى أن إدارة بوش قبلت مشروعه «الشرق الأوسط الكبير»3 بالاعتماد جزئياً على أبحاث المؤرخين المتنفذين، من أمثال برنار لويس من جامعة برنستون وفؤاد عجمي من جامعة جونز هوبكنز4 الموالين جذرياً لإسرائيل.«....»
قصف تمهيدي بالمصطلحات
تم تقديم مصطلح «الشرق الأوسط»منذ حرب الخليج الثانية 1991 بديلاً عن «العالم العربي» بإيحاء من برنار لويس، ثم بعد أربعة عشر عاماً قام روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بترديد ذلك ناصحاً في رسالة موجهة إلى كارن هغز نائبة وزير الخارجية لشؤون السياسة العامة بـ«إزالة» تعبيري «العالم العربي» و«العالم الإسلامي» من قاموس الدبلوماسية الأمريكية، وبالدفاع قدر الإمكان عن المقاربة الخاصة بكل بلده. «....»
أما فؤاد عجمي المعتمد العربي لأنصار الليكود والمحافظين الجدد في واشنطن فهو الناطق الرئيسي بفكرة التحليل الانقسامي للواقع العربي. ففي مقالة صدرت له مؤخراً حول التطورات في لبنان يقول المذكور إن «بلد الأرز كان بجوهره دوماً وطناً مسيحياً» ويضيف «إن العديد من اللبنانيين على قناعة بأن عدم القدرة على فهمهم (من جانب العرب) يعود إلى كون هذا البلد مسيحي بالدرجة الأولى، مع وجود طوائف هرطقة أخرى تعيش فيه، وإن ثمة جزء كبير من الحقيقة في تلك الممحملة»6
الضغوط درجات...
و«الثورات» بألوان الطيف
إن استراتيجية الولايات المتحدة ليست حتماً ترجمة آلية لتلك الآراء. ثمة عوامل أخرى عديدة تدخل في صياغتها ولكن باعتراف بوش ومعاونيه فإن تلك المفاهيم تقدم له رؤية شمولية وخطوط توجيه. السيد روبرت ساتلوف يسمي تلك الاستراتيجية بالزعزعة البناءة ويرى أن البحث عن الاستقرار كان «تاريخياً» الصفة النوعية الملازمة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط «....». جورج بوش كان أول رئيس يعتبر أن الاستقرار بحد ذاته هو عائق أمام تقدم المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط«....» فلقد استخدمت الولايات المتحدة طائفة من الإجراءات القسرية وغير القسرية، بدءاً من استعمال القوة العسكرية لتغيير الأنظمة في أفغانستان والعراق، مروراً بسياسة العصا والجزرة«....» لعزل ياسر عرفات ودعم قيام قيادة فلسطينية جديدة، وحتى التشجيع المهذب لمصر والسعودية على السير في طريق الإصلاح. وبكلمات أخرى فإن أسلوب التشدد مخصص لأعداء الولايات المتحدة والأسلوب اللين مخصص لحلفائها. وفي الإطار الإقليمي الحالي فإن مواجهة النفوذ الإيراني يشكل أولوية للولايات المتحدة وذلك لجعل طهران أكثر هشاشة أمام الضغوط الدولية الهادفة إلى جرها نحو التخلي عن برنامجها النووي، أو على الأقل للحد من قدراتها على الرد في حال الهجوم على منشآتها. هذه المواجهة تقتضي إجبار سورية، آخر حليف لإيران في الشرق الأوسط، على قطع علاقاتها مع حليفتها وعلى تجريد حزب الله من سلاحه. وأمام الرفض السوري الناجم بشكل رئيسي عن عدم وجود مقابل جدي – مثل استئناف المفاوضات الإسرائيلية السورية حول الجولان، تمكنت واشنطن بالتعاون مع باريس من استصدار القرار 1559 من مجلس الأمن في أيلول 2004. (ثم توالت التطورات المعروفة التي كان أبرزها قيام تظاهرات حاشدة في لبنان على أساس طائفي).
«....» إن هذه التطورات بعد "الثورات الملونة» في صربيا وجورجيا وأوكرانيا توضح نموذجاً جديداً للتدخل الدولي يصفه جيل دورونسورو بـ«استراتيجية الزعزعة الديمقراطية» 7
وتتألف هذه من الاعتماد على قطاعات من المجتمع المدني مطالبة بالتغيير، ودعم عملهم بتعبئة أجهزة الإعلام المحلية والدولية لصالحهم، واختراع بطل يوحد الاحتجاج، وتعزيز الضغط الدولي على السلطات القائمة. غير أن تطبيق هذه الاستراتيجية في لبنان زاد من حدة الطائفية وحرض مكوناتها في البلاد الواحدة ضد الأخرى.
أولويات الضغط على سورية...
وفي البلدان الأخرى في المنطقة التي تشكل هدفاً لـ«الزعزعة البناءة» يندرج استخدام الطائفية على جدول الأعمال. ففي سورية قررت الولايات المتحدة التشجيع على تغيير النظام، إذ كما يطرح ساتلوف «ليس لها مصلحة في بقاء النظام السوري (الذي يعاني) من تصدعات في بنائه يمكن أن تتحول بسرعة إلى شروخ ثم على هزة أرضية».8 ويقول أيضاً، إنه ينبغي علىالولايات المتحدة أن تركز على ثلاث أولويات:
جمع أكبر قدر من المعلومات عن المحركات السياسية والاجتماعية والاقتصادية و«الأخلاقية» الداخلية في سورية، شن حملة حول موضوعات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون، عدم تقديم مخرج للنجاة أمام النظام السوري إلا إذا كان الرئيس الأسد مستعداً للذهاب إلى إسرائيل في إطار مبادرة سلام، أو إذا طرد جميع المنظمات المعادية لإسرائيل من الأراضي السورية وتخلى علناً عن العنف أ ي«الكفاح المسلح أو المقاومة الوطنية باللغة المحلية».
الطائفي والسياسي في العراق
وفي العراق أثارت إعادة بناء النظام السياسي على أساس التمثيل الطائفي والعرقي تحت الإشراف الأمريكي التوترات بين مختلف مكونات المجتمع. وإن إجراء الانتخابات التشريعية رغم المقاطعة الواسعة لها «....» لا يعني مجرد الاستعجال الأمريكي بمنح البلاد حكومة تمثيلية نسبياً وإنما هو مرتبط باستراتيجية طائفية،«....» تفسر تصاعد المقاومة ضد الأمريكيين وتزايد أعمال العنف (بين مكونات الشعب العراقي الواحد) بما ينذر بحرب أهلية دموية.
إن الولايات المتحدة برغبتها في لعب ورقة الطائفية بغية إضعاف الدول والقوى المناهضة لهيمنتها وعبر طرح ذاتها مثيراً للحروب الأهلية منخفضة الحدة وحكماً فيها في آن معاً، ينتهي بها الأمر إلى إطلاق ديناميكيات اندفاعية من الصعب السيطرة عليها.
■عن الفرنسية - محمد الجندي..«مقتطفات»
1 انظر صحيفة «ذا اندبندنت»، لندن 6 شباط 2005
2 ناتان شارانسكي «دفاعاً عن الديمقراطية، قدرة الحرية في التغلب على الطغيان والإرهاب» بوبليك أفيرز، نيويورك 2004
3 راجع غيلبرت أشقر «القناع الجديد للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط» لوموند ديبلوماتيك، نيسان 2004
4 ريول مارك غريشت «الصراع على الشرق الأوسط» ويكلي ستاندارد، واشنطن، 3 كانون الثاني 2005
5 روبرت ساتلوف ، «مذكرة إلى كارن ب هغز»،معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، 28 آذار 2005
6 فؤاد عجمي، «خريف الاوتوقراطيين»، فورن أفيرز، نيويورك، أيار – حزيران 2005
7 ليبراسيون، 10 آذار 2005
8 روبرت ساتلوف، المصدر السابق.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مفهوم اقتصاد السوق الاجتماعي
- بصدد ما ينشر مؤخراً في بعض الفضاء الإلكتروني حول اللجنة الوط ...
- السعي إلى تحقيق الديمقراطية بالقوة الأمريكية!!
- كلمات الوفود في الاجتماع الوطني الخامس لوحدة الشيوعيين السور ...
- لم يمنعهم الاختلاف من التوافق - الشيوعيون السوريون يعقدون ال ...
- تقرير لجنة صياغة مشروع اللائحة التنظيمية لوحدة الشيوعيين الس ...
- اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين تستنكر جريمة اغتيال ...
- المهام السياسية الملحة لوحدة الشيوعيين السوريين
- اللائحة التنظيمية لوحدة الشيوعيين السوريين
- إبراهيم البدراوي، ممثل الشيوعيين المصريين لـ «قاسيون»:الخناد ...
- أوليغ شينين: هدفنا الرئيسي إحياء وإعادة الاتحاد السوفيتي، وا ...
- بلاغ
- مشروع الوثيقة الوطنية
- التعمية والبيان . . في دور الإخوان
- بيان من الشيوعيين السوريين: يا عمال سورية.. رصوا الصفوف!
- المؤتمر الوطني بين رؤيتين
- د?. زياد الحافظ: يمكن أن تكون الحروب اللامتوازنة لصالح الأضع ...
- بيان من الشيوعيين السوريين بمناسبة الجلاء: دفاعاً عن الوطن ح ...
- المؤتمر القطري ومتطلبات المرحلة
- بيان من الشيوعيين السوريين يا عمال سورية.. رصّوا الصفوف!


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - »الزعزعة البناءة»، «الفوضى الخلاقة»، «السوق الحر»...