أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الرابعة















المزيد.....

دمية على الرف .الحلقة الرابعة


ايمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 14:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


_آآآه ..يسحق أناملي بجبروته , تلك الانامل التي كان يمصها الواحد تلو الآخر قبل زفافنا , من هذا الرجل الذي اعيش معه , هل هو مجنون , هل هي الشيزوفرينيا ؟
ينسحب من الغرفة و يغادر البيت , يغلق الباب بعنف و يقفله , اسمع صوت المفتاح يدور , انا سجينة الآن , انتحب و ابكي و انا احتضن *أليس*
_أليس يا دميتي الحلوة ..ثيابها متسخة و شعرها مبعثر و وجهها قذر ..لماذا , لماذا يحطم الأشياء التي أحبها ؟ اطلق العنان لشهقاتي و دموعي و نحيبي و ارتمي على الارض و انا اعانق *أليس* و أقبلها , لقد إغتصبها ذلك الوحش الآن كما كان يفعل بي , أدركت أنه كان يتعمد تعذيبي و إيذائي و أنه تزوجني كي يمتلكني و يذلني , لكنه يحبني كما يقول..فما تلك الإزدواجية في شخصيته و التناقض بين سلوكه و كلامه المعسول الذي كان يُسمعني إياه قبل ارتباطي به ..
هل كان ينصب لي فخا" ؟ هل وقعت في فخه ؟ انتحب و دموعي تبلل ملابس *أليس* بالكامل
ثم اصحو على صرخات طفلتي التي تبلغ الآن ستة اشهر ,انهض اليها و انا احمل *أليس* بين يديّ , و حين تناولت إبنتي بيدي سقطت تلك الدمية أرضا" , لقد صارت عند اقدامي , إنها مجرد دمية لا تعترض و لا تتكلم و لا تحتج كما قال حيدر قبل قليل ..
اجلس على الكرسي و اظهر ثديي و القمه فم زهراء المفتوح على مصراعيه , تمص بعنف كأبيها و تؤلمني , لابدّ أنه الجوع جعلها تمص بشراهة هكذا , دائما" التمس الأعذار لمن يؤذيني
احتضنت ابنتي الجائعة و قبلت جبينها , إرضعي حبيبتي فأنا قوية سأحتمل الألم من أجلكِ
و سأحتمل والدكِ من أجلكِ أيضا" , فحيدر رغم اسالبيه المتعنجهة معي إلا إنه يحب ابنته حبا" لا يوصف , إنه يفضلها عليّ في كثير الأوقات , يلاعبها و يداعبها و يشتري لها الالعاب الحلوى و يُجلسها في حجره لساعات و هو يدرس , لا يمل و لا يكل و لا يتذمر منها حتى حين توسخ نفسها يغيّر لها الحفاظة ,هل يعشق ابنته و يكرهني , و لكنني احب ابنتي و لا اريد ان احرمها من والدها , ما هذه الافكار التي تلوح في مخيلتي , هل افكر في الطلاق كما نطق والدي به امامنا انا و حيدر , إذا لم يكن الطلاق حلا" فما الحل إذن ؟ قد أكون المقصرة , حين يعود حبيبي سأكلمه بهدوء , زهراء تغفو , احملها و اضعها في المهد بخفة و اغطيها
أتأمل وجهها الذي يشبه وجه ابيها في اغلب الملامح , آآه يا صغيرتي ,اتحسس شيئا" تحت قدمي الحافية , أووه إنها *أليس* ,صارت تحت قدمي , انحينت و رفعتها بيدي , إنها تبدو حزينة الآن رغم أنها بوجه مبتسم , اهم بإعادتها على رف المرآة , لا هذا ليس مكانها
اخذتها و جلست على السرير و استلقيت و احتضنتها بشدة
_هل تذكرين يا أليس حين قلت لكِ أنني سأضعكِ في غرفة نومي كي تشهدي الحب الذي سيجري هنا , لقد شهدتِ كل شيء حدث ,أنتِ الشاهد الوحيد الذي لديّ , فمهما وصفت فالواقع اكثر إيلاما" , الألم ليس كلمة من ثلاث حروف إنه حلقة وصل بين الجاني و المجني عليه بين المرض و المريض , بين الحياة و الموت ...
نهضت و اعدت الدمية على طاولة المرآة ثم دخلت المطبخ و طهوت الطعام الذ يحبه حيدر و اغتسلت و لبست الثوب الذي يفضّل رؤيتي به و انتظرت عودته على ضوء الشموع التي اوقدتها على مائدة الطعام , اتصل به ,جواله يرن و لا يرد , اسمع الباب يُفتح فأقوم و ابتسم , يدخل الى الحمام , اسمعه يمتخط , كم اكره ذلك الصوت , الشموع تذوب و انا انتظر , خرج اخيرا , دخل حجرتنا المضاءة بضوء الشموع الخافت و هو يدعك رأسه بالمنشفة ..يجول برإسه في ارجاء الحجرة , أكسر الصمت بقولي
_حبيبي , انا اعتذر لك و اعدك أنني لن أشكو بعد اليوم , سامحني
_أشكو , ممّا تشكين
_لا شيء , تعال و إجلس لقد طهوت لك كل ما تشتهي نفسك
_أنتِ تتعبين نفسك على فراغ
_فراغ ! هل تسمي حبنا فراغ , ألا تذكر ليلة ...ثم أصمت أي ليلة كانت الاجمل بين ليالينا ؟
ليلة دخلتي ؟ لا ... ليلة عيد زواجنا ؟ لا ..ففي تلك الليلة اقمت مائدة كهذه و دخل حيدر و اكل و نام و انا كالبلهاء انظر اليه و انتظر منه تهنئة او كلمة حب و في الصباح التالي قلت له
_ألم يذكرك الأمس بشيء ؟ ...شيء حدث قبل عام
_نعم زواجنا ,اممممم انه ليس بحدّث يستحق الاحتفال , هذه الامور السخيفة التافهة لا احبها و لا احترمها و لا يفعلها سوى الناس الفارغون
_انا فارغة ؟ اين رومانسيتك يا حيدر , لم تكن هكذا قبل زواجنا
_كنت كذلك لأنني فهمت دماغكِ , ادركت ما تحبين و كيف تريدين الرجل ان يكون , تلك كانت طريقتي كي اسحبكِ الى هنا , الى بيتي
_تقصد انك لا تحبني
_احبكِ , و ينقض عليّ تقبيلا" و لثما" و مصا" و شما", ثم يلقي بي على السرير و ينزع عني كل ثيابي و يخرج عضوه من فتحة البنطلون و يدفعه في حفرتي , لا يستلقي على بطني فانا احمل طفله بداخلها , يفرغ حمولته ثم يستلقي بجانبي و يحتضنني و نغفو متعانقين ..هذا ما حصل في ذكرى زواجنا .. اما الآن فالشموع الثلاث تذوب و لم يبقى سوى اعقاب تقاوم الانطفاء , انطفئت الواحدة تلو الاخرى و الصمت البارد يقتل خلوتنا , هل عليّ أن أبدأ ؟
انهض و اتراقص امامه و اعانقه و اجلس على فخذيه , اقبل شفتيه بصمت و اشم عبير انفاسه
يلقي بي على الارض ويرفع فستاني القصير الشفاف ذو اللون الزهري و يُشهر سيفه و يلتهم انوثتي , مرة.. مرتين ..ثلاث.. اربع ..آآآه اصرخ
_يكفي حيدر , يكفيييييي...اركله و انهض مبتعدة عنه بينما يبقى جالس على الارض

-حيدرانا أتألم حين تعاشرني , لكنني احبك , هل بإمكانك تغيير اسلوب مجانستك
_كيف ؟ انتِ ضيقة
_لا , في ايام الحمل لم اكن اشعر بألم , ادرك الآن إن الأمر بيدك و بإرادتك
_هذا اسلوبي و عليكِ التحمل
_الى متى ؟
_الى ان يفرقنا الموت
_او الطلاق
_ماذا ؟
_نعم الطلاق , طلقني لا اريد البقاء معك , لقد قدمت تضحيات من اجلك فماذا قدمت لي
_اية تضحيات؟
_عدولي عن ممارسة الفرع الطبي الذي لطالما حلمت به , مداراتي لك و تلبية طلباتك و الانصياع لاوامر والدتك , تحملي كل هذا الالم و سكوتي ارضاءا لك
_ما كل هذا ؟ يجب ان اصنع لكِ تمثالا" يا إمرأة
_لا تسخر مني , لن اسمح لك بتسفيه افكاري و السخرية من كلامي
اخرج من الحجرة و انام في الصالة تلك الليلة , ابنتي في مهدها الذي وضعته بجانب الاريكة التي استلقي عليها , سمعته يصرخ في الحجرة
_ما اطلكج لو تطلع نخلة براسج( و تعني لن اطلقكِ حتى لو حدث المستحيل)
عند الفجر استيقظت , حزمت اغراضي و خرجت , انها السادسة الا ربع صباحا , ابنتي على ذراع و حقيبتي في الاخرى , لن اعود اليه , لن اعود لهذا الوحش
وقف اهلي الى جانبي , بعد عشرة ايام حدثت جلسات في بيتنا لغرض الصلح , اصررت على الطلاق و حصلت عليه بعد اربعة شهر من الخلافات , لم ألجأ للمحاكم خوفا من الفضيحة و لكن اصراري جعلني انتصر ..انا حرة الآن
لكن قصتي لم تتنتهي بعد , لأنني غبية....
يتبع...



#ايمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمية على الرف .الحلقة الثانية
- دمية على الرف .الحلقة الاولى
- بنت بغداد على طريق زراعي
- انثى جامحه


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ايمان محمد - دمية على الرف .الحلقة الرابعة