|
السليمانية : حركة التغيير أمامَ إمتحانٍ صَعب
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 19:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يكون تشكيل الحكومة المحلية الجديدة ، في محافظة دهوك ، سهلاً .. والطريق مُمّهَد وسالك ، لإختيار مُحافظٍ من بين أعضاء مجلس المحافظة الجديد ، وكذلك إنتخاب رئيسٍ لمجلس المحافظة .. إضافةً الى القائمقامين ومُدراء النواحي ومسؤولي الدوائر .. الخ ، إذ ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، فازَ بأغلبية ساحقة ، ولن يحتاج الى المُساومة مع الأطراف الأخرى ( الديمقراطي 19 مقعد من مجموع 28 ) . ورُبما لن يجد الحزب الديمقراطي ، صعوبةً كبيرة ، في أربيل أيضاً ، ( 12 مقعد من مجموع 30 ) لاسيما بعد ضمان أصوات " الكوتات " التي هي في جيب الديمقراطي ( خمسة مقاعد للتركمان والكلدو آشور ) . لكن المُشكلة جدية في السليمانية ، إذ ان " حركة التغيير " ، لم تَفُز بفارقٍ كبير ، عن الإتحاد الوطني .. ولن تستطع ، إختيار مُحافظٍ ومُدراء .. الخ ، إلا في حالتَين : الاولى : هي بالإتفاق مع الإتحاد الوطني الكردستاني ، حيث يستطيعان تقاسُم جميع المناصب في المحافظة ، دون الإستعانة بالأحزاب الثلاثة او الأربعة الأخرى . فحركة التغيير لها 12 مقعد من مجموع 32 ، والإتحاد الوطني 11 مقعد ، علما ان مقعد كوتا الكلدو آشور ، محسوبٌ على الإتحاد الوطني حتماً ، فيصبح له 12 مقعد أيضاً . الثانية : كُل من حركة التغيير ، والإتحاد الوطني ، إذا إرادا وقّررا ، ان يُشّكلا حكومة محلية ، بدون مُشاركة الآخَر .. فعليهما أن يكسبا تأييد خمسة أعضاء آخرين على الأقل " من الأعضاء الثمانية : 3 من الحزب الديمقراطي / 2 من الإتحاد الإسلامي / 2 من الجماعة الإسلامية / 1 من الحزب الإشتراكي " . هذا من الناحية النظرية مُمكن . ولا سيما بالنسبة الى حركة التغيير ، فإستناداً الى الأربع سنوات الماضية ، حيث كان مُتحالفاً مع الحزبَين الإسلاميَين ، كمُعارَضة برلمانية . وليسَ من الصعب التفاهُم مع الحزب الديمقراطي بمقاعده الثلاثة ، والإشتراكي بمقعده الوحيد . ولكن .. ولكن تحتها خَطَين : هل من المنطقي ، تهميش الإتحاد الوطني في محافظة السليمانية ؟ * هنالك عشرات الآلاف مِمَن وُلِدوا في 1991 ، وهُم الآن رِجال ونساء ، خريجوا جامعات ومعاهِد .. فتحوا عيونهم ، ورأوا " الإتحاد الوطني " يحكُم السليمانية وكرميان .. فالمُحافِظ والأسايش والشُرطة والبيشمركة ومُدراء جميع الدوائر والشركات المُسيطرة على التجارة والأعمال ، كُلهم عائدون للحزب الحاكم ، أي الإتحاد الوطني الكردستاني [ شأنهم في ذلك شأن الحزب الديمقراطي في دهوك وأربيل ] . فهل من المُمكن حقاً ، ومن خلال " الديمقراطية " ونتائج الإنتخابات الأخيرة وبتحالف المعارضة السابقة ، إستبدال كُل هؤلاء المسؤولين بِجَرة قَلَم ؟ . شخصياً ، أرى ان ذلك شُبه مُستحيل . وختى إذا تحّقق ، فان الإتحاد الوطني ، يمتلك الكثير من العِصي ، يستطيع بها عرقلة العملية ! . * إذا ، يبدو ان لامَناص من تفاهُم حركة التغيير مع الإتحاد الوطني ، بشكلٍ من الأشكال . وكما يبدو ، فأن هنالك تياران داخل الإتحاد الوطني ، الأول يدعو الى التنسيق مع التغيير والتوصُل الى صيغةٍ تُرضي الطرفَين . والثاني مُتشّدِد ، يُنادي بعدم القبول بمُرشَح التغيير لمنصب المُحافِظ " هفال أبو بكر " الحاصل على اكثر من 240 ألف صوت ! ، بحجة انه كان بعثياً في مامضى " علما ان هنالك المئات من البعثيين القُدامى والجحوش ضمن تنظيمات الإتحاد والأحزاب الأخرى ايضاً " . بعض أوساط الإتحاد الوطني ، تُرَوج لإمكانية تقاسُم منصب المُحافِظ مع حركة التغيير ، سنتَين لكُل طَرَف ( لتعودهم كما يبدو ، على طريقة الففتي ففتي ! ) . * نتائج إنتخابات 30/4/2014 ( إذا بقيت كما هي الآن .. حيث ان حركة التغيير والأحزاب الأخرى عدا الإتحاد ، قّدموا شكاوى وطعوناً رسمية ، الى المفوضية ، وستُعلَن نتائج الشكاوى بعد إسبوعَين . إذ تقول حركة التغيير ان مقاعدها 13 مقعدا ومقاعد الإتحاد 10 فقط . وإذا ثبتَ ذلك ، فان المثعادلة ستتغير ، وسيكون موقف التغيير أقوى بالطبع ، في تشكيل الحكومة المحلية ) . ولكن حسب مُجريات الأمور ، نستطيع التكهُن ، بأن المفوضية لن تُغّيِر النتائج المُعلَنة . وعليهِ ، فأن مُهمة حركة التغيير ، في إحداث إصلاحٍ وتغييرٍ جوهري ومُهم ، على نظام الحُكم في السليمانية ، مُهمة صعبة وشائكة ، وبحاجة الى المزيد من الصلابة والحنكة والمُثابَرة .. حيث ان السماح للإتحاد الوطني ، بالمُشاركة الفعالة في السُلطة ، بنفس الآليات الفاسدة السابقة ، يسئ لبرنامج حركة التغيير ويُفقدها الكثير من مصداقيتها .. كذلك تهميش الإتحاد ، غير مُمكن عملياً . حركة التغيير ، أمامَ إمتحانٍ في غاية الصعوبة !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا
-
ماذا ينقصنا ؟
-
لَعَنُ اللهُ مَنْ إخترعَ السكايبي والفايبر
-
مُجّرَد إشاعات
-
سِكْراب
-
الغرور السياسي
-
نظرة على نتائج إنتخابات 30/4/2014
-
راتب - ليو ميسي -
-
لقَد فَضَحْتَنا يا إبن الكَلب !
-
توزيع الأراضي
-
القروض
-
الطبقة الحاكِمة ، تستحق العِقاب
-
الديمقراطي الكردستاني .. الأوَل والأكثر إستقراراً
-
- الإنتفاضة الإنتخابية - للإتحاد الوطني الكردستاني
-
الإنتخابات العراقية .. مَلامِح أولِية 1
-
كُلّهُم .. زِفت !
-
تأمُلات بسيطة
-
الإنتخابات .. وإنتقالات اللاعبين
-
الإتحاد الوطني الكردستاني : هل - ينطيها - ؟!
-
مُقاربات إنتخابية / أُمنِيات صَعبة
المزيد.....
-
سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي
...
-
مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي
...
-
بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
-
النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
-
نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
-
الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار
...
-
ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
-
بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن
...
-
روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
-
أطعمة تضر المفاصل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|