أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - هو ينفع منزلش؟














المزيد.....

هو ينفع منزلش؟


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4467 - 2014 / 5 / 29 - 16:31
المحور: المجتمع المدني
    


الاثنين الماضي، أول يوميْ الانتخابات الرئاسية، كان يومًا شاقًّا بالنسبة لي، وأظنه كان هكذا بالنسة إلى الجميع. كنتُ على الهواء صباحًا في قناة mbc مصر، في الفقرة الإخبارية لمتابعة سير العملية الانتخابية في يومها الأول والتعليق عليها مع د. كمال الهلباوي في ضيافة المذيعة ياسمين سعيد. وليلا، كنتُ ضيفة الإعلامي أسامة كمال، مع د. حسام الخولي القيادي الوفدي على قناة "القاهرة والناس" لأقرأ على الهواء رسالتي إلى الرئيس "عدلي منصور" التي نشرتها بمجلة (7 أيام ). وما بين هواء الصباح وهواء المساء، كان هناك عديد المشاوير النهارية المرهقة من بينها عزاء فقيد اليسار والفكر والصحافة، أستاذي الجميل "سعد هجرس" بمسجد عمر مكرم، هذا عدا المشوار الأهم في ذلك اليوم: التصويت في الانتخابات الرئاسية.
ولأن بيتي بعيدٌ جدًّا عن دوائر تحركي خلال اليوم الصعب، كان عليّ الاستراحة لبعض الوقت في أحد المقاهي لألتقط أنفاسي وأتناول فنجان قهوة يعيد لي بعض الطاقة. جاءني النادلُ الشابُّ (حوالي 25 سانة)، بفنجان القهوة، وابتسامة مودة، فسالته: “انتخبت؟"، فقال: “لسه!” سألته: “امتى هاتروح؟"، قال: “بعد ساعة.” قلت له: “اوعى تكسّل، ومتروحش!” قال باندهاش حقيقي ونبرة استنكار حادة غاضبة: “هو ينفع مروحش؟! ينفع أصلا حد في مصر ميروحش؟"
أعجبتني الكلمة، واستأذنته أن أستعيرها لعنوان مقال، فوافق؛ بعد أن طلب أن أرد الأمانات إلى أهلها وأذكر اسمه: “سعيد مبارك".
وأنا بدوري أردُّ السؤالَ لكل أبناء بلدي ممن لم يشاركوا بالأمس، وحرموا انفسهم من تلك اللحظة الاستثنائية المبهجة. “هو ينفع متروحوش؟!” ما مبررك أيها المتخاذل؟ الحر؟ التعب؟ ضيق الوقت؟ إذن فاعلمْ أيها الكسول أن هناك مَن حملت رضيعها على ذراعيها، وجرّت طفلين وراء ظهرها ونزلت وأعطت صوتها لمصر. واعلمْ أيها الصحيح البدن أن هناك مشلولا مقعدًا كافح ونزل سلالم بيته محمولا على كرسي متحرك، ثم دفع العجل بيديه المرهقتين على شوارع مُصدّعة ومطبات سخيفة تحت هجير الشمس ولفح الحر، وراح وانتخب. واعلمْ أيها الشابُّ الدلوع أن هناك مسنًّا في التعسين وعجوزًا طاعنة في العمر وأعمى وأصمَّ قد تحاملوا على ضعفهم وذهبوا لأنهم لا يبخلون على مصر بأصواتهم، والصوتُ شرفٌ، لو يعلمون.
الإخوان الأبالسة أتموّا رسالة الشيطان على أكمل وجه. أقنعوا بعض الشباب قليل الوعي بأن يقاطعوا، فقاطعوا لأنهم مثل "قطعة الإسفنج" الرخوة، تمتص ما يُبخُّ في مسامها ومسامعها. المؤسف، والمضحك في آن، أن أولئك المقاطعين قد شاركوا في 30 يونيو 2013، ثم أهدروها يوم الانتخاب! لأن مَن قاطع أعطى للعالم صكًّا كاذبًا بأن 30 يوينو لم تكن ثورة شعبية هادرة. وهو عين ما يريده الإخوان الإرهابيون. كذب الإخوانُ وقالوا: "سنقاطع”. لكنهم لم يقاطعوا، بل نزلوا وعطلوا العملية الانختابية، بينما قاطع الخائبون من أولادنا وأولاد ثورة يونيو، ممن صدقوا الإخوان.
الذي نزل وأبطل صوته، لم يخذل مصر على كل حال. لأن إبطال الصوت، هو تصويت أيضًا. هو رأيٌ في ذاته ووجهة نظر تشير إلى عدم رضاء الناخب المبطِل عن كلا المرشحين. لكن الُمقاطع لا عذر له، إذ انضم إلى صفوف الإخوان، ونفّذ أجندتهم السوداء القبيحة، وإن لم يكن إخوانيًا.
شكرًا للنادل الشاب الذي استنكر عليّ تشككي في نزوله. وشكرًا لكل مصريّة ومصريّ نزل ومنح صوته لمصر، سواء لهذا المرشح أو ذاك، أو حتى لا هذا ولا ذاك. وأختصمُ أمام التاريخ، وأمام أميّ مصر، كلَّ مُقاطع، كسول، مترهّل فوق فراشه، يشرب من ماء النيل، وهو لا يستحقه، ويتناول قمحًا مصريًّا زرعه ورواه وحصده فلاحٌ مصريٌّ شقيان، لا يقبل أن يلتهم تعبَه خاملٌ غيرُ وطني.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخبوا.... لتعارضوا
- بشرة خير، ورقص المصريين
- العصافيرُ لا يملكها أحد
- لمن سأعطي صوتي (2)
- المصريون بالخارج.... والمقاطعون
- رسالة إلى الرئيس عدلي
- ارفعْ مسدسَك عن أنفي، في يدي سوط نيتشه
- الطعااااام! أفسحوا الطرررريق
- صناعة القبح
- المرأةُ الجبروت
- لقائي مع الطبيب عبد الفتاح السيسي
- المرشح الرئاسي كوكاكولا
- الرئيسُ لسانُ مصر
- موسوي عيسوى محمدي
- حركة النصف ساعة
- كيف نقيس أعمارنا؟
- شكرًا لكم أيها الزائفون
- المرأةُ العفريت
- مدحت صالح ربيعُ الأوبرا
- عيد ميلاد زهرة تمرد


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...
- البرلمان العربي يستنكر عجز مجلس الأمن عن تمكين فلسطين من الح ...
- الكويت: موقف مجلس الأمن بشأن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ي ...
- قائمة الدول التي صوتت مع أو ضد قبول الطلب الفلسطيني كدولة كا ...
- لافروف يعلق على اعتقال شخصين في ألمانيا بشبهة -التجسس- لصالح ...
- اعتقال عشرات الطلاب الداعمين لفلسطين من جامعة كولومبيا الأمي ...
- استياء عربي من رفض أميركا عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - هو ينفع منزلش؟